دم… شق “ثم إنّهم ما عادوا بحاجة إلينا أولئك الذين بكّروا بالرّحيل” الأحد 13 كانون الثاني (يناير) 2013 بقلم: تمام علي بركات

"دمشق…

في كتاب قراءتها

تذهب رباب إلى المدرسة

يدها بيد باسم ويد باسم للرّيح والشّجر

رباب… شعرها درس إملاء"

دمشقُ ترتقي معارجَ الدّعوات

بين اندمةِ فجرٍ

يخرجُ من بينِ حواريها خفرا

ليقترحَ الصّباح حلاً أزلياً يفضُ اشتباكَ

الحلمُ بالوهم في خاطرِ أهلها

(هم متساهلون في تعديل الفجر على الدّخائل)

أناسٌ شعراءٌ يعّطلونَ الهّم عن ذوبانه

في كؤوسِ شايهم

يوزعوهُ بقسطِ من أرخى على كاهل

التّراب تناسل عجلات قلب

خفّ حمله وغلّت مواقيته.

(كلّما اقتربوا من أزل أبكوه)

يشيخُ الزّمان بأثقالِ نظراتهم وفي نحاس

غفلتهم يتجمّعُ الضّحك كفمٍ لا نهاية له.

(يأكلون النّوم في طريقهم إلى النّوم)

وإن باعوا الذّهب فليشتروا الرّضا بالرّضا

وما الذّهب إلا حجّة غيابهم عن اعتلال النّهار

في كبدِ سماءٍ سمّكوها بمدائحِ الغيم.

دمشق… نعاس يحلم

بمعنى يحلم…

بنعاس… يحلم

بدمٍ… شقّ

أردية ملائكةٍ يتدفق

وقوفها…

ان هي

تمايلت

في

الوقوف.

دمشق…

امرأة تربّي الوقت

بين أولادها الخمسة

دون أن تنتبه

إنّه

سادسهم

الأسود.

دمشق رجل يلفُ الوهن

يورق الشّام الفاخر

يبلله بريق الحزن

ومن شفتيه تكرج

الشّتيمة والدّعاء.

(هم يتنفّسون برئاتهم الزّرقاء خواص المحلى بسكر الجحيم)

دمشق بنت تربّي

جديلتها في خاطر مشط

ترسمُ بأصبع الخيال فوق أوراق الغبش

صنيع زفيرها وبرد شبق حول شفتيها

بيتا بباب طائش الظل

ونافذة لا تغيّر ما انفرج

عنه زجاجها الحليق…

زرقة عشب اخضرت مياهه

وفي الرّكن ترفع اخيلةُ طيورٍ

مغيباً يتساقط من شموع ملونة.

دمشق صبيّ يخّط الصفير

فوق صوته فضة الرّغبة الخشنة

يمسح بطرف كمٍ منسولةٌ قياماته

ما كالت له الرّيح

من ماء مالح لزج

اسماه مغترا نطاف القلب

لمّا تدلّى من خيط النّظر

ليرى ما يرى

السّاهم في يقظته… قلوب تُشحذُ نياطها

على زيح نعل يتمشّى في بال

امرأة مكلومة…

بقمر وحيض… وبقايا أغنية.

دمشق…

صبيّ يقرأ القسمات ليحفظ العبرة

قبل القليل من ولوجه لكمائن الأيّام.

دمشق…

في كتاب قراءتها

تذهب رباب إلى المدرسة

يدها بيد باسم ويد باسم للرّيح والشّجر

رباب… شعرها درس إملاء

البكلات أخطاء خجل لغويّة

شعر تُركَ على غارب النّشيد

ليهدأ الماء وتنتفي الغواية.

دمشق لا تلقى أوزارا ولا تلد أثقالا

وإن مال عنها الزّمان تلفت لتغفر.

دمشق… طربوش حيّ

على رأس باشا من شمع

أرخى ابتسامة عذبة القباب

زادت من بهاء

ظهيرات قصر العظم

لمّا صارت أحجار عيون سيّده

تومض كأقمار انفلتت توا

في قبة البرلمان…

أيا افراس تقدح تحت سنابكها

فتنة الزّئبق الموشّى

بالتّوما هوك.

الولد سرّ مدينته

ينز من مساماتها صلصال

جموح…

السّوط لا يروّض مزاجه الصّقر

يودّع رحمها ماء ظهر يرف

(والطيور لم تبتكر بعد)

» الحب يا شباب... احذروا درس النمل البشري... الأحد 12 كانون الثاني (يناير) 2014 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: لحسن وزين
» خدعة الاستبداد النّاعم السبت 19 كانون الثاني (يناير) 2013 بقلم: الهادي التيمومي
» التّاريخ اللّاسلكي للنّواجذ الثلاثاء 22 كانون الثاني (يناير) 2013 بقلم: ميثم الحرب
» جدارية الغيم العابر الأحد 19 كانون الثاني (يناير) 2014 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: أحمد الخراز
» عظامي كقصب النايات، أيّها الحنين الأحد 5 كانون الثاني (يناير) 2014 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: باسم سليمان

دم… شق “ثم إنّهم ما عادوا بحاجة إلينا أولئك الذين بكّروا بالرّحيل” الأحد 13 كانون الثاني (يناير) 2013 بقلم: تمام علي بركات

دم… شق “ثم إنّهم ما عادوا بحاجة إلينا أولئك الذين بكّروا بالرّحيل” الأحد 13 كانون الثاني (يناير) 2013 بقلم: تمام علي بركات :: تعاليق

دم… شق “ثم إنّهم ما عادوا بحاجة إلينا أولئك الذين بكّروا بالرّحيل” الأحد 13 كانون الثاني (يناير) 2013 بقلم: تمام علي بركات

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة