أسباب الهلع ترتبط مدى حدة الأعراض و تكرار النوبات للأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع بعوامل مختلفة من:
أولاً: تركيب المخ: يتضح لدينا من خلال صور من
الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، فلدى هؤلاء الأشخاص صور غير طبيعية
من الرنين المغناطيسي في (الفص الجانبي من المخ) Temporal lobe
و تحديدًا لديهم ضمور في قشرة المخ لدى الفص الجانبي من المخ مع وجود
عدم إنتظام في الدورة الدموية إما بالزيادة أو تحديداًُ بالنقص في حالات
الهلع لقشرة المخ.
و تفسر تلك الأسباب العضوية أعراض المرض فعندما تنقبض الشعيرات
الدموية المغذية لقشرة المخ المحيطة بالفص الجانبي من المخ بالدم تنتج
أعراض مثل الشعور بالدوخة (عدم إتزان)، إضطراب في معدلات التنفس، نقص نسبة
ثاني أكسيد الكربون بالدم.
ثانيًا: التغيرات الفسيولوجية غير الطبيعية في النواقل
العصبية لدى هؤلاء الأشخاص، فحقن المرضى المصابين بنوبات الهلع ببعض
المواد الكيميائية مثل: flumazenil – coffeine –cholecystokinin- isoproteronol و التي بدورها لها تأثير قوي على عمليات الهضم والبناء (الأيض) داخل مركز المخ المسمى locus-cerulous و بالتالي فإن حدوث أى خلل فسيولوجي في النورابينفريين و سيروتونين serotonin ، أو GABA
سواء في الكيميائية الحيوية لدى الشخص المصاب بنوبات الهلع أو إستثارة
مثل هذا الخلل عن طريق مواد خارجية كيميائية تؤثر على مستقبلات تلك
النواقل العصبية لدى مراكز المخ بالنشاط الزائد أو التثبيط هى بالتالي
تؤثر على مدى حدة الأعراض المصاحبة أو عدد تكرار نوبات الهلع لدى الشخص
المصاب بها.
مع وجود الدلائل الجينية المتعلقة بالناحية الوراثية لهؤلاء
المرضى المصابين بنوبات الهلع فهناك العديد من الأبحاث تؤكد وجود دور
للناحية الجينية، فقد لوحظ التوائم من البويضة الواحدة تزيد نسبة الإصابة
بأحدهم إذا عانى الآخر من تلك النوبات مع العكس في هؤلاء التوائم من ذات
البويضتين. أما الأقارب من الدرجة الأولى للشخص المصاب بالهلع تكثر فرصة
حدوث إصابة بينهم لتصل إلى أربعة أضعاف هؤلاء الذين لا يوجد لديهم أقارب
يعانون من الهلع.
و بالتحليل النفسي لحدوث مثل هذه النوبات من الهلع، فبعض النظريات
تفسر ذلك بفشل محاولة الدفاع الناتجة من الشخص المصاب تجاه المؤثرات
المسببة للقلق، ومع التطور فالشئ الصغير المسبب للقلق أصبح الآن حالة من
الشعور بالترقب و الخوف مصحوبًا بالكثير من الأعراض الجسمانية.
وعلى ذلك فمثلاً: الطفل الذي يعاني من فقدان أحد الوالدين في سن
الطفولة أو كونه وحيدًا في المجتمع يجعله قلقًا وبالتالي فإما يقوم بتغيير
المكان أو الهروب من كونه موجوداً بمفرده و تؤثر تلك الظروف على هذا
الطفل في الكبر فيكون أكثر عرضة للمعاناة من القلق و خاصةً الخوف من
الأماكن المزدحمة و المرتفعة.
و في دراسة أجريت على التوائم الإناث الذين يعانون من موت أحد
الوالدين أو إنفصال أحدهما عن الآخر قبل بلوغهم سن العاشرة وجد أنهم
يعانون من نوبات من الهلع مع الخوف من الأماكن المرتفعة و المزدحمة من 4
إلى 7 أضعاف الأشخاص العاديين المعرضين لذلك.
و تزداد إحتمالية حدوث تلك النوبات في الأطفال من إنفصالهم عن أمهاتهم أكثر منه إنفصالهم عن آبائهم.
و تبلغ نسبة النساء الذين يعانون من نوبات الهلع و الذين تم
تعرضهم إلى اعتداءات أو تحرشات جنسية في طفولتهم إلى حوالي 60% مقارنة مع
31% من المصابين بأنواع أخرى من القلق.
ولو أردنا التكلم عن كيفية حدوث مثل هذه النوبات فهى عادًة تحدث
فجأة بحيث ما تكون النوبة الأولى تلقائية أما باقى النوبات المتكررة فهى
تحدث مع وجود مؤثر خارجى أثار حدوثها مثل : ممارسات جنسية ، صدمات نفسية
.............. إلخ تصل لذروة حدوثها خلال 10 دقائق مصحوبة بخفقان شديد
بالقلب ، عرق زائد ، شعور بالاختناق ، وضيق النفس ، وآلام شديدة بالصدر،
غثيان، آلام البطن، اضطرابات الجهاز الهضمى، بالإضافة إلى الأعراض النفسية
المصاحبة للنوبة من: عدم إتزان، إنكار للذات، الخوف من الموت الذى يشعر
المريض وقتها بدنو الأجل ونهاية الحياة مع تنميل ملحوظ بالأطراف، واضطراب
فى التفكير .
وقد يلاحظ على المريض بعض التغيرات قبيل حدوث مثل هذه النوبات إما
فى صورة تغيير فى نمط الأكل أو النوم أو الإكثار من شرب الكافيين ،
الكحول ، النيكوتين .
وعادة ما تختفى هذه الأعراض بسرعة ويمكن أن تختفى تدريجيًا ويكون
المقلق هو أن المريض يظل خائفًا من حدوث النوبة التالية مما
يضطره فى بعض الأحيان إلى عدم مغادرة المنزل مما يفقده كثيراً من
علاقاته بالآخرين أو رؤسائه فى العمل