على رصيف الذكريات ..
وقفت تتأمل بائع الكتب الحزين
كان موعدها الأول
ولحظة انعطافتها الاولى
غير ان بائع الكتب
على الرصيف المقابل
لم يحفل بكل هذا
وظل يتحدث عن غابريل غارسيا ماركيز بفرح طفولي
تحدث لها :
عن احلام ابطاله الضائعة
كما هي احلامه
ولم ينس دسائس ونوايا مومساته الطيبات
وجدتهن الشيطانية
وقفت هي
في الجانب الاخر من الرصيف
لمحت ابتسامة بائع الكتب الفقير
قلنا الحزين
لابأس
فالفقر حزن من نوع آخر
او هو اشد الحزن
وهو يلوح لها بكتاب جديد بدلاً من يديه كما يفعل المغرمون
محاولة منه لاغرائها في القدوم إليه
كيف له ان يسمعها قصائده والمسافة مابينهما
أكبر من حلم وابعد من امنية
على عجل كان يسمعها انين قصائده
لم يكن الرصيف ملكه
ولكنه ملك احلامه
اشترى ذات يوم معطفاً اسوداً
وحين ارتداه
ظل يضحك .. ويضحك ..
وقال لها وهو يتمطى كما القط قدامها
على ناصية الرصيف
كلنا سنخرج منه
ابتسمت لابتسامته
لانها تشبهه في كل شيء
واسرعت تعدل من وضعها وترش على جسدها عطره
وتتأمل في المرآة ضحكتها
احقاً ماقاله لها ان لها ابتسامة المونليزا
ام هذه بدعة الشعراء
على عجل
لملمت اوجاعها ولبست ثوبها القرمزي
واسرجت حزنها للضنون
هناك امرأة في قلبه ربما
لها ضحكة العندليب وابتسامة المونليزا
كيف
وانا قد احرقتني شمس تموز
والبسني الشتاء معطفاً من بقايا انوثة
وبعض من مواوييل عشق وذكريات
كيف
وانا ما برحت الفرات حتى خدعت بالفاتحين
وامثالهم من العاشقين
سراب .. سراب .. سراب
على رصيف الحزن والذكريات
كان موعدها الاول
وموعده الأخير