** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الفصل الأول من مشروع رواية.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3149

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

الفصل الأول من مشروع رواية.  Empty
18102024
مُساهمةالفصل الأول من مشروع رواية.

لفصل الأول: قمة اللاعودة
الريح كانت تعصف بجنبات الجبل، وصوت صفيرها يصم الآذان. في تلك اللحظة الحاسمة، كان يقف على قمة العالم، أو هكذا شعر. قمة الجبل كانت شاهقة، حدّ أن السحب المتناثرة بدت وكأنها على وشك الابتلاع. كانت عيناه مثبتتين على الأفق البعيد، حيث يلتقي السماء بالأرض في خط غير مرئي، وفي قلبه، كان هناك شعور مختلط ما بين الانتصار والفراغ.
لقد وصل إلى هذه النقطة بعد مسار طويل، مليء بالتحديات والقرارات المتسرعة. حياته كانت سلسلة لا تنتهي من المغامرات، والمخاطر كانت رفيقته التي لم تفارقه قط. منذ طفولته وهو يلهث خلف شيء أكبر من الحياة ذاتها، وكأن هناك نداءً داخليًا يدفعه دومًا إلى المزيد. المخاطرة كانت جزءًا لا يتجزأ من وجوده، مغروسة في روحه كما لو كانت قدَرًا محتومًا.
لكنه لم يكن دائمًا هكذا. في يوم ما، كان شابًا يحمل أحلامًا أكثر بساطة، حلم بحياة عادية، امرأة يحبها، أطفال يملؤون صمته بضجيجهم اللطيف. لكنه، ومع كل مغامرة، كان يفقد جزءًا من هذا الحلم، يبتعد عنه رويدًا رويدًا، وكأن كل خطوة نحو القمة كانت تُسقط حلمًا آخر من ذاكرته.
اليوم، وهو واقف هنا على هذه القمة، استرجع حياته كأنها شريط ذكريات. لماذا لم يتوقف؟ لماذا لم يأخذ لحظة للراحة؟ هل كان يهرب من شيء؟ أم كان يحاول إثبات شيء ما للعالم أو لنفسه؟
رفيقة حياته الحقيقية لم تكن امرأة، بل المخاطرة. كانت هي الرفيقة الوحيدة التي لم تخنه أبدًا، التي حافظت على وجودها الدائم بجانبه، تقدم له الإحساس بأنه لا يزال حيًا، لا يزال قادرًا على أن يشعر.
لم يكن أحد يعرفه تمامًا، ولا حتى هو نفسه. أصدقاؤه كانوا يظنون أن جنونه هو جزء من شخصيته، لكنهم لم يفهموا أنه ربما كان يحاول، طوال الوقت، الهروب من ذلك الفراغ الذي يسكن داخله، الهروب من نفسه.
بينما كان يقف هناك، بدأ يشعر بثقل الجبل أسفل قدميه، وكأن الأرض نفسها تتنفس معه. لأول مرة في حياته، لم يكن واثقًا مما يريد. كان هذا الانتصار، هذه القمة، هذا الصمت العميق، شيئًا لطالما حلم به، لكنه لم يمنحه الشعور الذي كان يبحث عنه. في لحظة غريبة، أدرك أن الحياة كانت تدور دائمًا حول البحث عن شيء مفقود، شيء لا يعرف اسمه حتى.
حينها، تذكر المرأة التي أحبها يومًا، تذكر دفء حضنها، ورائحة الخبز التي كانت تفوح في بيت صغير بعيد عن صخب العالم. كان يمكنه أن يعيش تلك الحياة، حياة العائلة والأطفال، لكنه ترك كل ذلك وراءه منذ زمن بعيد، معلقًا قلبه بين الجبال والوديان.
الآن، وهو يقف على قمة هذه الجبال، أدرك أنه فقد الكثير في سعيه نحو القمم. لكن ذاكرته القصيرة، تلك التي كانت تنقذه من الغرق في دوامات الندم، أسعفته مجددًا. كما كان يفعل دائمًا، قرر أن يبدأ من جديد. سيترك كل شيء خلفه، كما فعل في كل مرة.
لكن هذه المرة كانت مختلفة. كانت هذه القمة أكثر وحشية وأكثر انعزالًا. لم يكن هناك طريق للعودة، والريح تعصف من حوله وكأنها تحاول دفعه إلى الهاوية. ومع ذلك، لم يكن خائفًا. على العكس، كان يشعر بتحرر غريب.
ربما، بعد كل هذا الوقت، أدرك أخيرًا أن المغامرة الحقيقية ليست في الوصول إلى القمة، بل في قرار الوقوف هناك، في الصمت الذي يلي كل انتصار، وفي الفراغ الذي يعقب كل حلم يتحقق.
لم يتبق له شيء ليخسره. لكنه كان على وشك اكتشاف أن القمة الحقيقية، تلك التي لطالما سعى للوصول إليها، ليست في الجبال ولا في المغامرات، بل في داخله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الفصل الأول من مشروع رواية. :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الفصل الأول من مشروع رواية.

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الفصل الأول مقدمة:
» الفصل الأول علم اللاهوت النظامي
» قلب اللقلق/مقطع من رواية زهير الجبوري قلب اللقلق/مقطع من رواية 17/10/2011 غلاف الرواية رفع رأسه إلى السقف الخشبي الدائري وقد ارتفع بأربعة أمتار اعتبارا من السور الذي يتقدم، غرف الطابق العلوي ذات الأبواب الخشبية المدهونة بالأزرق، فاصلا بممر
» الصين في 1 تشرين الأول / أكتوبر 1949 - انتصار ثورة كانت قومية اكثر مما كانت اشتراكية (الكفاح العمالي ، رقم 2148 ، 2 تشرين الأول / أكتوبر سنة
» الفصل بين القوات المتحارب

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: مـنبر كُـتـّاب و شعراء منابر مدونات الصدح.. (يشاهده 5412 زائر)-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: