نابغة فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1497
الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي
تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | النبي لوط، رائد الشذوذ الجنسي | |
664 لو أطلقنا على من لا يتوافق مع المعايير الثقافية السائدة للممارسة الجنسية (السويّة) في مجتمعٍ بعينه لفظ (شاذ جنسياً)، فإنّ النبي لوط بدوره يستحق هذا اللقب، فلوط وأقليةٌ اتّبعته خالفوا المعايير السائدة للممارسة الجنسية (السويّة) في مجتمع النبي لوط والمتمثلة في المثلية وفي اعتبار الغيرية شذوذًا جنسيًا، حيث رفض لوط وأقليةٌ اتّبعته أن يُمارسوا المثلية التي كان يمارسها أغلبية أفراد ذلك المجتمع قوم لوط، وفضّلوا ـ أي لوط وأتباعه الأقلية ـ ممارسة الجنس الغيري، وبالتالي فقد استحقوا ـوفقاً لمنطق مُتهمي المثليين اليوم بالشذوذـ أن يُوصفوا بالشذوذ الجنسي، وذلك كي يتّسق رافضوا المثلية اليوم من منطلقات دينية مع أنفسهم، حيث عليهم أن يعتبروا النبي لوط شاذًا جنسيًا. فأولى محاججات هؤلاء التي يُبرِّرون بها نعت المثليين بالشذوذ ـرغم المآخذ الكثيرة من قِبل الحقوقيين على المسمى ـهي أنّ هؤلاء المثليين خالفوا ما درج عليه غالبية الناس، وخالفوا المعايير الثقافية المتعارف عليها للممارسة الجنسية (السويّة)، تمامًا كما فعل لوط عندما رفض أن يخضع لمعايير قومه الجنسية (السويّة)، وأصرّ على شذوذه، بل ونجد أنّ لوط والذي يُحتفى به من قِبل الخطاب الديني الرافض للمثلية اليوم قد ذهب إلى ما لم يذهب إليه مناصروا المثلية اليوم، حيث دعى النبي لوط الآخرين _وهم الأغلبية_ إلى مفارقة ميولهم الجنسية المثلية وتحويلها إلى ميول غيرية، بينما مثليوا اليوم فقط يُطالبون بالاعتراف بحقهم في ممارسة الجنس المثلي، دون أن يُطالبوا كما فعل لوط بأن يُصبح الجميع مثليين مثلهم. وما فعله قوم لوط عندما حاولوا أن يُكرِهوه وأتباعه على ممارسة المثلية وتغيير ميولهم الجنسية، هو ذاته ما يفعله اليوم المناهضون والمضطهِدون لحقوق المثليين عندما يحاولون أن يفرضوا عليهم ميولاً جنسيةً غيرية ، وبالتالي فهم _أي المناهضون لحقوق المثليين ـ كقوم لوط، يستحقون الخسف والدمار لو اتّبعنا منطق عمل قوانيين العدالة الإلهية. وهكذا نجد أنّ الخطاب الديني يتناقض مع نفسه بخصوص موقفه من المثلية، فهو يدفع بحُجّة الأغلبية في رفضه للمثلية الجنسية، بينما يستند مرجعيًا في قصّة أبطالها على أقليةٍ ثارت في وجه نمطٍ بعينه، درج عليه الغالبية، وبالطبع فالخطاب الديني لا يستند في تحريمه وتجريمه للمثلية إلى تلك الحُجّة فحسب، وإنّما إلى عدّدٍ من الحُجّج سأوردها تباعًا موضِّحًا تهافتها بالنسبة لي على الأقل. فالخطاب المناهض لتلك الحقوق يستند أحيانا إلى حُجّة المحافظة على بقاء الجنس البشري وحمايته من الانقراض، الأمر الذي يتناقض ـحسب وجهة نظره ـ والسّماح للمثليين بممارسة الجنس المثلي، والحقيقة فإنّ المثليين ظلُّوا رغم القمع التاريخي الدموي والبشع الذي تعرضوا له يُمارسون المثلية لآلاف السنيين ، ولم يشهد التاريخ الإنساني غيابًا للمثليين قط، ورغم هذا لم ينقرض الجنس البشري، فالمثلية ليست مرضًا وبائيًا مُعدِيًا، ورغم وجود المثلية والمثليين وما باتوا يحظون به من حقوقٍ في عددٍ من بلدان العالم، إلاّ أنّ مشكلة الكثافة السكانية والتي باتت تُهدِّد موارد كوكب الأرض بالانقراض، لا زالت موجودةً، ناهيك عن انقراض الجنس البشري، فضلاً عن أنّ الولادة اليوم مُتاحةٌ حتى للمثليين والمثليات، إذ لم تعد (الخِلفة) مُقتصرةً على الممارسة الجنسية، وإنّما ثمّة تقنيات بات يلجأ إليها كثيرٌ من المثليين والمثليات للإنجاب دون الاضطرار إلى الممارسة الجنسية الغيرية. و حتى لو سلّمنا جدلاً بالحُجّة السخيفة تلك التي تقول بأنّ المثلية تُهدِّد بانقراض الجنس البشري، فهذا بدوره لا يمنح الحق أخلاقيًا في حرمان المثليين من المتعة الجنسية، وإنّما يُمكن أن يتم إلزامهم بالإنجاب عبر التقنيات الحديثة التي لا تحتاج للجنس لو خُشيَ على الجنس البشري من الانقراض وهو أمرٌ مستبعدٌ كما قلنا على ضوء مشاكل ازدحام كوكب الأرض بالبشر، الذين بات عددهم يتضاعف عامًا بعد عام على نحوٍ خطيرٍ جداً، حدا ببعض الدول إلى تحديد عددٍ محددٍ للمواليد لكل أسرة، والغريب أنّ انتشار الأسلحة ـالنووية أو غيرهاـ يُهدِّد بدوره وعلى نحوٍ أسرع وأخطر بانقراض الجنس البشري بل ودمار كوكب الأرض، ورغم ذلك لم نسمع الجماعات الدينية الرسالية تدعوا إلى منع استخدام الأسلحة أو الفتك بالمسلحين، بل إنّنا على العكس من ذلك رأيناها تستخدم تلك الأسلحة في الجهاد وفي مختلف عملياتها الإرهابية.
[size=36]لقراءة المقال كاملاً حمل عدد المجلة [/size] | |
|