قبل الانفجار العظيم

[size=32]قبل الانفجار العظيم

الحديث عن الانفجار العظيم فيه شيء من الصعوبة يكمن ذلك في صعوبة تبسيط الافكار ، والمحافظة على الدقة العلمية ذلك بأننا معتادون على تصور الاشياء موجود في الزمكان ووجود الزمان والمكان مرتبط عادة بوجود المادة بوجود الاشياء لكن عموما ، يمكن افتراض وجود زمان ومكان قبل وجود ما يسمى بالانفجار العظيم وهذا مجرد افتراض لأن مثل هذا الوجود تمثيل رياضي للعدم ليس لانه يفترض قبل الانفجار العظيم لم يكن شيء على الاطلاق ، ولكن في الحقيقة توجد فترة زمانية قصيرة جدا تولد فيها كل شئ هنا يجب ان نشير الا ان ليس كل ما نفترضه موجودا هو بالضرورة موجود فيزيائيا اذ الموجود الفزيائي هو ما يمكن قياسه حسب تعريف السياق وقد كشفت مبادئ ميكانيكيا الكونتم عن حقيقة ان هناك قدر ادنى للدقة عند قياس مضروب أي كميتين فيزيائيتين ، هذا القدر الادنى من الدقة يسمى ثابت بلانك أي كميتين فزيائيتين متكامليتين ويعنى بالمتكامليتين أي التي تولد احداهما الاخرى ، كالموقع والزخم الخطي او الطاقة والزمن وهذه تسمى كميات متكاملة هذا القدر الادنى من الفعل يسمى ثابت بلانك وقد بنى الفيزيائيون النظرية على هذا المبدئ مفهوم جديد للوجود الفيزيائي ، اذ نقول ان الشيء موجود فيزيائيا أي ان وجوده حقيقي اذا كان مقدار طاقته الكلية مضروبا في فترة وجوده مساوي او اكبر ثابت بلانك ، هذا يعني ان جميع الاشياء التي يكون مقدار طاقتها مضوربا في زمن وجودها اقل من ثابت بلانك هذه الاشياء تعتبر موجودة فيزيائيا وعموما على الوجوه الدقيق ان جميع الاشياء التي يكون مقدار طاقتها مضروب في زمن وجودها اقل ثابت بلانك تعد اشياء مجازية اذا افترض وجودها فوجودها مجازي رياضي وتسمى بالحالات المجازية ومن الواضح ان كلما كانت طاقة الجسيم المجازي اكبر كان زمن وجوده اقل والا لا صار حقيقيا مثال ذلك لو تخيلنا العدم مؤلفا من الكترونات مجازية فأن هذه الالكترونات ينبغي ان تتجاوز زمن اقل من جزء عشرة الاف جزء الثانية الواحدة ، اما اذا افترضنا العدم مؤلفا من اسماك صغيرة مثلا كتلة احدها عشرة غرام فان مثل هذه الاسماك يجب ان تبقى لزمن لا يتجاوز واحد مقسوما على عشرة امامهه ثمانية واربعين صفر من الثانية طبعا هذا زمن قليل جدا ، حتى لم انه لم يمكن قياسه بأي وسيلة فيزيائية من المؤكد ان هذا هو تصوير نظري محض وربما قال عنه البعض انه تصوير تخيلي لا اساس له في الواقع ، وهذا صحيح ولكنه في الوقت نفسه له اساس نظري صحيح يستند الى مبادئ ميكانكا الكم ، التي تم التحقق عنها وعن صحتها تجريبيا بالفعل ومن الجدير بالذكر ان المعتزلة كانوا من القائلين بشيئية العدم معتبرين ومستفدين من اللغة العربية وقالوا حقيقة الشئ المعلوم والعدم بتصويرهم معلوم وشئ ، ولكن خصومهم من الاشاعرة وقالوا ان الشئ يتالف من جواهر واعراض حسب ما اتفقنا عليه فما جواهر العدم اجاب المعتزلة ان العدم يتالف من جواهر مثل الوجود والموجودات ولكنها جواهر غير متحيزة وهذا على ما يبدو مفهوم تجريدي والا فماذا يعني جواهر غير متحيزة ولكن في عصرنا هذا نجد ان رأي المعتزلة هذا ليس اثباتا وانما نوع من الصدى المعرفي في اطار نظرية المجال الكمومي النسبوي على أي حال فكرة الجسيمات المجازية مفيدة في تفسير الكثير من الظواهر الطبيعية وخاصة في الفيزياء الذرية والنووية حيث اننا بها نستطيع تفسير القوى النووية وفي دراسة خلق الكون استخدم مفهوم العدم الصورة العدم هو ليس اللاشيء المطلق المحض لانه لاشيء يسمى لا شئ مطلق عام محض في الحقيقة كفيزيقس العدم الذي هو في الحقيقة لا شئ يمكن تصوره كجسيمات مجازية استحدمت هذه الفكرة لتفسير كيف يتم تخليق الطاقة من العدم وهذا عير ما يسمى بظاهر كازمير فقد كان الفيزيائي الهولندي هيرنان كازبير قد اكتشف نظريا ان اذا ما قربنا صفحتين موصلتين كالنحاس مثلا من وبعضمها وكانا متعادلتين غير مشحونتين وهما في الفراغ بحيث نسحب كل الطاقة والمادة الموجودة كما في الفراغ الفيزيائي اذا وجدوا في هذا الفراغ الفيزيائي فأن قوة تنشا بين الصفحيتين قوة في الحقيقة تجاذبية تكافئ وجود او تخلق طاقة في الحقيقة سالبة في ما بين الصفحيتين اذا كان لدينا كرة مثلا او هندسة كروية او زمكان كروي يمكن ان يتخلق لنا في داخلها طاقة موجبة هذه الطاقة في الحقيقة هي جاءت من العدم وتسمى فاكيون انرجي جاءت من الفراغ جاءت بسبب وجود الهندسة التي تمثلها في حالة ظاهرة كازمير التي تمثلها صفحتين وفي حالات اخرى يمن ان تمثلها هندسة الزمكان كما سنبين تولد الطاقة من الفراغ الفيزيائي بافتراض وجود تحدب زمكاني متمثل بصيغة فراغ اينشتاين وقد قت بحساب طاقة الفراغ التي نشأ عنها الكون اول مرة فوجدت ان الكون يمكن ان ينشأ عن تحدب الزمكان ويتخلق في حيز بلانكي صغير جدا وخلال زمن بلانكي تتصاعد درجة حرارته حتى تبلغ عشرة قوة + 32 درجة وخذه درجة حرارة عالية جدا وتعد اعلى درجة حرارة ممكن ان نتكلم عنها في الفيزياء الزمن البلانكي والمكان البلانكي والبعد البلانكي هو عشرة قوة – 33 سم وجدت ان الحرارة بمجرد ان توجد يوجد تحدب هائل للزمكان بموجب هندسة فضاء انيشتاين سيتولد في هذا العدم طاقة كازميرية موجبة وهذه الطاقة تؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الفراغ عندئذا وعند تلك الدرجة الحرارية في الحقيقة تبدا تنشأ حالات مادية هذه الحالات المادية مثلا ممكن تتحول الطاقة الناشئة الى ما يسمى كثيف بوز اينشتاين للطاقة الصرفة هو اساس في نظريتنا في توليد الجسيمات الكتلوية الثقيلية التي هي ربما تكون الهيكزات الاولى او ما يعرف بجسيمات هيكز وفي الحقيقة نتحدث عن مرحلة ابتدائية جدا للكون ما قبل حتى تخلق المادة او الجسيمات الكتلوية طبعا هذه كما قلت فترة قصيرة جدا بعدها تخلقت الجسيمات المادية سواءا ذلك اكان بواسطة الية هيكزاوغيرها او بابوزانتشتاين فأن الكون عندئذا اصبح مؤلفا من جسيمات واشعاع الجسيمات تمتص الاشعاع وتبعثه وهنا في تلك اللحظة ولد قانون بلانك في الاشعاع الحراري يعني في تلك اللحظة بدات الفيزياء تعمل اما قبل ذلك فالفيزياء لم تكن فاعلة بكل قوانينها بكل محتواها انما كانت حالات بدائية هذا التصور كما نعبر عنه هو تصور نظري لكنه على ما يبدو صحيح ولذلك يقول بعض الفزيائيين ان لحظة ما قبل الانفجار العظيم لحظة قصيرة جدا لم تكن فيها مادة او جسيمات حصل ذلك في الزمكان حصل تحدب هائل ادى الى تخليق طاقة هائلة تمخضت عنها خلق الكون وبعد ذلك الجسيمات التي نشات الجسيمات الكتلوية الاولى وتحللت ، اغلب علماء الجسيمات الاولى يتفقون على حصول تحلل لها نشأ عنها البرتونات الاولى والالكترونات الاولى والنيترونات الاولى والجسيمات الاولية الاخرى وهذه كلها شكلت مادة الانفجار العظيم !!

المصدر : The Grand Design: Stephen Hawking[/size]

توقيع جهم بن صفوان

» اكتشف العلماء ’’الانفجار العظيم‘‘ لمرض ألزهايمر وحدّدوا النقطة الدقيقة التي يصبح فيها البروتين السليم سامًّا
» هل حقّا: الانفجار العظيم لم يحدث؟
» في انتظار الانفجار(*)
» اسلوب جديد للكشف عن الجاذبية الكمية في آثار الانفجار العظيم
» اسلوب جديد للكشف عن الجاذبية الكمية في آثار الانفجار العظيم

قبل الانفجار العظيم

قبل الانفجار العظيم :: تعاليق

قبل الانفجار العظيم

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة