دوحة " ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
عدد الرسائل : 227
تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | العلاقة الزوجية المثالية::... | |
بلا شك أن تحقيق علاقة زوجية ناجحة هو هدف جميع الأزواج، وتختلف الطرق والتصورات حول تحقيق هذا النجاح ولكن تظل هناك أسس كفيلة بإنجاح العلاقة إذا ما حرص كلا الزوجين على تحقيقها ، وأحد أهم هذه الأسس هو "هيمنة المشاعرالإيجابية". يقصد" بهيمنة المشاعر الإيجابية " تركيز كلا الزوجين على النواحي الإيجابية في شخصية ومواقف وسلوكيات الطرف الآخر ، والاستعداد لتقبل الهفوات والتغاضي عن بعض التصرفات ، والتماس الأعذار ، بطريقة لا تقلل من الاحترام بين الطرفين. إن وصول العلاقة الزوجية لهذا القدر من الإيجابية في المشاعر يعنيتحقيق قدر كبير من التفاهم والاستيعاب والمقدرة على التكيف بطريقة أفضل مع الأزمات، والتفاوض حولها ، والوصول لحلول للمشكلات ، كما يعني سيادة الشعور بالتقدير بين الزوجين وبالتالي الرغبة في الاستمرار سوياً، فيحقق ذلك جو أسري قوامه المودة ودعائمه الرحمة. ويمكن للزوجين أن يحققا الهيمنة للمشاعر الإيجابية من خلال: 1- تحقيق الهيمنة للمشاعر الإيجابية داخل الذات أولاً ، بتخليتها من مشاعر الحقد والأنانية والرغبة في السيطرة قال تعالى : " وَلاَ تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لّلَّذِينَ ءامَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ" . وسئل رسول الله صلّ الله عليه وسلم : أي الناس أفضل؟ فقال: (كل مخموم القلب صدوق اللسان)، فقيل له: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ فقال: (هو التقي النقي، لا إثم ولا بغي ولا غل ولا حسد)، فهذه قاعدة أساسية على الزوجين أن يحرصاعليها ، فيبدأ كل منهما بتهيئة ذاته للمشاعر الإيجابية قبل أن يطلب ذلك من الطرف الآخر. 2- البعد عن التصرفات التي من شأنها أن تشعر الطرف الآخر أنه موضع شك، أو أنه غير جدير بالثقة ، قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : (إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا...) وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يطرق أهله ليلاً وكان يأتيهم غدوة أو عشية. 3-البعد عن المثالية الزائدة، والرغبة في تحقيق الكمال الذاتي أو تكامل شخصية الطرف الآخر، فليست هناك شخصية لا تحمل عيوب أو نقاط ضعف وتجاوزات وأخطاء ، وقد قال صلّ الله عليه وسلم : "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون". وقال الشعر: من ذا الذي ترجى سجاياه كلها *** كفى بالمرء فخرا أن تعد معايبه 4- التماس الأعذار والتعامل بحكمة مع بعض المشاعرالسلبية التي يحملها الطرف الآخر وقدوة الزوجين في ذلك رسول الله صلّ الله عليه وسلم ( كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه ، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بِصَحْفَة فيها طعام ، فضربت التي النبي صلّ الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلّ الله عليه وسلم فِلَق الصحفة ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول : غارت أمكم ، ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها ، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه) . يقول ابن حجر في شرح الحديث : ( وفيه الإشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوباً بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة ). وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً". | |
|