نعاني جميعاً من التوتر. إنه إحساس بالضغط، ينجم غالبا عن وجود الكثير
من الأعمال التي يتوجب إنجازها في مقدار قليل جدا من الوقت. وفي الحياة
المتوترة، يستحيل تقريبا تفادي التوتر.
أسباب التوتر والقلقينجم التوتر عن أحداث إيجابية: وظيفة جديدة، إجازة، أو زواج، وأحداث
سلبية: خسارة وظيفة، طلاق، أو حالة وفاة في العائلة. التوتر ليس حدثا بحد
ذاته، وإنما هو ردة فعلك النفسية أو الجسدية تجاه الحدث.
القلق إحساس يرافق التوتر غالبا. إنه يتجه مبدئيا نحو المستقبل، نحو شيء قد
يحصل قريبا. واللافت أن بعض القلق قد يحفزك أو يساعدك على الاستجابة
للخطر. لكن، إذا كنت تعاني من قلق مستمر يعرقل نشاطاتك اليومية، ويجعل
الاستمتاع بالحياة صعبا فقد يكون القلق حينها مشكلة.
عندما تعاني من التوتر والقلق، خصوصا إذا كانا وخيمين، يستجيب جسمك بصورة
جسدية للتهديد. فيخفق قلبك على نحو أسرع، ويصبح تنفسك سريعا، ويرتفع ضغط
دمك، ومستوى السكر في دمك، ويزداد أيضا تدفق الدم إلى دماغك والعضلات
الكبيرة. وبعد انتهاء الخطر، يسترخي جسمك ببطء، وتعود الوظائف إلى طبيعتها.
يمكنك السيطرة عادة على التأثيرات السلبية للتوتر حين يكون عرضيا. لكن،
عندما يحصل التوتر بانتظام، تميل التأثيرات إلى الازدياد والتضاعف. يترافق
التوتر المزمن غالبا مع أوضاع لا يمكن حلها بسهولة، مثل المشاكل في
العلاقات، والوحدة، والمشاكل المالية، أو أيام العمل الطويلة.
العلامات والأعراضقد يسبب التوتر والقلق مجموعة منوعة من العلامات والأعراض الجسدية والعاطفية والسلوكية.
أولى العلامات التي تشير إلى أن جسمك يشعر بالتوتر قد تشمل الصداع، واضطراب
المعدة، والإسهال، والإمساك، والأرق. وقد تعاود الظهور عادة عصبية مثل
قضم الأظفار. وقد تصبح عصبيا مع الأشخاص القريبين منك.
في بعض الأحيان، تكون هذه الاستجابة تدريجية بحيث لا يعرف أصدقاؤك وعائلتك أن هناك مشكلة إلى أن تتبدل صحتك أو تتغير علاقاتك.
في بعض الأحيان، قد تفضي علامات التوتر وأعراضه إلى مرض، تفاقم مشكلة صحية
موجودة ربما، أو استهلال مشكلة جديدة، إذا كنت معرضا أصلا لتلك المشكلة.
السيطرة على التوترإن تعلم استراتيجيات السيطرة على التوتر قد يساعد على إعادة ضبط
استجابة جسمك للأوقات المتوترة. مع هذه الاستراتيجيات، قد يبقى جسمك في
يقظة كبيرة، مما يولد مع الوقت مشاكل صحية خطيرة.
علاج التوتر والقلقللمساعدة على السيطرة على التوتر والقلق، اتبع هذه الاقتراحات:
غذ روحك الباطنيةالصلاة وقراءة القران الكريم والاكثار من الأذكار والأدعية والاستغفار، والطبيعة، والتأمل تساعد على تعزيز القوة الداخلية.
تعلم الاسترخاءعلاجات الاسترخاء قد تساعدك على التأقلم مع العلامات والأعراض الجسدية.
هدفك هو خفض سرعة خفقان القلب، وضغط الدم، مع تخفيف توتر العضلات.
ينطوي علاج الاسترخاء على العديد من التقنيات، التي تتراوح بين التنفس
المضبوط، والتنفس العميق، والتأمل، والإرخاء التدريجي للعضلات. تنطوي معظم
العلاجات على تكرار كلمة أو عبارة أو نشاط عضلي، مما يتيح لك إفراغ عقلك من
الأفكار الخارجية وعوامل التوتر.
تعتبر تقنيات الاسترخاء جزءا مهما في السيطرة على التوتر. والاسترخاء لا
يقتصر فقط على إيجاد وقت هادئ، أو الاستمتاع بهواية. إنه عملية تساعدك على
التخلص من العبء الذي يفرضه الضغط على عقلك وجسمك. تنطوي تقنيات الاسترخاء
عادة على إعادة تركيز انتباهك على شيء هادئ، وزيادة إدراكك لجسمك.
يشير عدد من الدراسات إلى أن التدليك قد يساعد على السيطرة على علامات التوتر والقلق وأعراضهما عبر إرخاء عضلاتك واراحة عقلك.
كما تشير دراسات عدة إلى أن الممارسة المنتظمة لليوغا قد تساعد على تخفيف
التوتر والقلق اليوميين. يوغا كونداليني نوع من اليوغا تمت دراسته خصيصاً
لاضطراب القلق، يجمع وضعيات تنفس وتقنيات تنفس مع إنشاد وتأمل.
ناقش مخاوفكالتحدث إلى صديق موثوق به يساعد على تخفيف التوتر، وقد يوفر منظورا إيجابيا لحالتك. قد يفضي ذلك إلى خطة عمل سليمة.
أنشئ شبكة دعمإن أفراد العائلة والأصدقاء والزملاء في العمل الذين تلجأ إليهم طلبا للدعم قد يكونون مفيدين عند مواجهة التوتر.
احصل على الكثير من النومالجسم السليم يحفز الصحة العقلية. يوفر النوم المزيد من النشاط، ويعيد تنشيط العقل لمعالجة المشاكل الأساسية.
حافظ على نشاط جسديالتمارين الرياضية تبقي جسمك بصحة سليمة وتساعدك على حرق فائض الطاقة
التي قد يولدها التوتر. حاول ممارسة 30 دقيقة على الأقل من التمارين كل
يوم.
وحتى الفترات الوجيزة من النشاط قد تساعد على تخفيف التوتر وتحسين مزاجك.
تناول وجبات منتظمة ومتوازنة، ووجبات خفيفة صحية.
خفف من شرب الكافيينالكثير من القهوة أو الشاي أو الصودا قد يزيد مستوى التوتر لديك.
خطط مسبقاتعامل مع المسؤوليات اليومية بطريقة عملية ومنظمة.
قسّم المهام الكبيرة إلى أخرى أصغر حجما، وأنجزها الواحدة تلو الأخرى إلى أن تصل أخيرا إلى هدفك.
واجه الغضبيمكن التعبير عن الغضب، لا بل يجب التعبير عنه، وإنما بعناية. عد أولاً حتى العشرة وحاول أن تتماسك. ومن ثم استجب للعواطف القوية.
كن واقعياحدد الأهداف التي يمكنك بلوغها. ركز على ما هو مهم. فتحديد أهداف كبيرة بطريقة غير واقعية يفضي إلى الفشل.
ابتعد قليلاًيمكن لتغيير الوتيرة أو المشهد أن يساعدك على تطوير منظور جديد تماما.
تجنب المداواة الذاتيةفي بعض الأحيان، يعتمد الناس على الأدوية لتخفيف التوتر. لكن مثل هذه المواد تميل إلى قمع المشكلة الكامنة فقط.
خصص وقتا للاستمتاع بالحياةالذهاب في نزهات أو لعب الكرة مع الأصدقاء تساعد على تخفيف التوتر الداخلي.
العلاج العطريالعلاج العطري هو علم استعمال الزيوت من نباتات مختلفة لمعالجة المرض
وتحفيز الصحة. يتم في أغلب الأحيان تبخير الزيوت واستنشاقها أو استعمالها
في التدليك. ويعتقد أن المركبات الموجودة في الزيوت تنشط مواد كيميائية
معينة في الدماغ مما يولد إحساسا بالاسترخاء.
متى يجب زيارة الطبيباتصل بالطبيب أو مستشار الصحة العقلية إذا كان التوتر مربكا، أو عجزت عن العمل بصورة جيدة، جسديا أو عاطفيا.