صحيفة كويتية تحذر من ثورة تقوم على الثورة في مصر
2011-02-13
مصريون يحتفلون في ميدان التحرير بالقاهرة
القاهرة أشادت صحيفة (السياسة) الكويتية بنجاح ثورة الشباب في مصر لكنها حذرت من ثورة تقوم على الثورة.
وقال
الصحيفة في عددها الصادر الأحد إن مصر تقف اليوم على مفترق طرق بعد أن طوت
صفحة من تاريخها لها ما لها وعليها ما عليها، ولكنها صفحة متروكة للتاريخ،
اما الان فيجب ان تختار بين ان تغرق في مجاهل الخصومات السياسية والقلاقل
الامنية او بين الاستقرار والانطلاق من جديد وتحافظ على موقعها السياسي
العربي والعالمي، وهذا يحتاج بالدرجة الاولى الى حكومة قادرة على فرض
الاستقرار الامني والسياسي، ومعهما الاقتصادي.
واضافت في افتتاحيتها "المشوار الطويل الذي ينتظر هبة النيل لا ينحصر فيها
وحدها، بل يطال كل العالم العربي، لان مصر تبقى مظلة هذا العالم الصغير،
ولذلك هو بحاجة ماسة الى عملية نهوض اقتصادي تشكل مانعا أمام الاحتجاجات
الناشئة من الفقر والعوز والبطالة".
وقالت إن الوضع العربي الان أشبه بما كانت عليه اوروبا عند انتهاء الحرب
العالمية الثانية، مع فارق ان لا دمار ولا عشرات ملايين القتلى ولا هناك
مجتمعات معسكرة بالكامل فيه، بل ان هناك خللا في الموازين الاقتصادية
واتساع رقعة البطالة والفقر مع انحسار في فرص العمل والمشاريع التنموية
وعدم وجود بنية تحتية اقتصادية متينة، ما يفرض البحث جديا في تأسيس مشروع
كمشروع مارشال الذي اقال اوروبا من عثرتها وحولها، في غضون سنوات قليلة،
قوة اقتصادية كبيرة ومنطقة مستقرة سياسيا الى قرون عدة.
وأشارت الصحفية إلى أن مشروع مارشال هذا الذي تتشارك فيه الدول العربية
الغنية والدول الكبرى وبما يتراوح بين 200 و300 مليار دولار يمكن ان يغير
واقع الحياة في الدول العربية الفقيرة كمصر والاردن واليمن ولبنان وتونس
وربما المغرب الذي لا نتمنى ان يصيبه مكروه، وغيرها من الدول التي تعيش على
ما يشبه فوهة بركان من اليأس الاقتصادي.
وحسب الصحيفة "ربما لم يتنبه البعض إلى أن الواقع الاقتصادي المتردي في مصر
الان يحتاج الى سنوات من العمل، والى مليارات من الدولارات لاطلاق مشاريع
جريئة لبناء بنية تحتية شاملة ومتطورة قادرة على استيعاب كل هذه الملايين
من الشباب".
وحذرت الصحيفة من أن ما ينطبق على مصر ينطبق على كل العالم العربي الذي تصل
فيه نسبة الشباب الى 64 بالمئة، وفي بعض الدول تصل نسبة البطالة الى 22
بالمئة، وهذه قنابل موقوتة من المحتمل ان تنفجر في أي وقت، او تحول بلدانها
الى صومال آخر، وبالتالى يزيد عدد الدول العربية الفاشلة.
وقالت :"نجحت ثورة الشباب في مصر نعم، لكن ليست هذه نهاية المطاف، بل هي
البداية التي يجب على الجميع ان يترقب ما ستكشف عنه الايام المقبلة، حتى لا
تقع هذه الثورة في خطأ سابقاتها وتقوم ثورة على الثورة وتدور عجلة العنف،
وتنتقل من التظاهرات السلمية الى الحروب الاهلية".
وأكدت الصحيفة أن كل هذا لا يمنعه الا حكومة تعمل على تحقيق أماني شعبها
ولا تخيب آماله الكبيرة بالاضافة الى التزامها بكل الاتفاقات الدولية
والاقليمية، وإذ بدأنا نشم رائحة الانقضاض عليها بين سطور التصريحات التي
يطلقها البعض في مصر، وهذا ما يثير الريبة والخوف من فرض فراغ أمني كبير
ربما تسده اسرائيل باعادة السيطرة على سيناء وبدعم دولي هذه المرة.
وطالبت الصحيفة بعض الدول الكبرى التي دعمت هذه الثورة مطالبة بأن "تعيد
الثقة بها،وتعمل على إنجاح مشروع مارشال العربي بالمشاركة الفعلية في
التمويل، وليس فقط في التصريحات السياسية، فهل تكون فعلا مناصرة حقيقية
للشعوب أم تبقى تمارس التحريض على الانظمة فقط؟".