** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 وجه واحد لمدن كثيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بن عبد الله
مراقب
مراقب
avatar


التوقيع : وجه واحد لمدن كثيرة Image001

عدد الرسائل : 1530

الموقع : في قلب الامة
تعاليق : الحكمة ضالة الشيخ ، بعد عمر طويل ماذا يتبقى سوى الاعداد للخروج حيث الباب مشرعا
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

وجه واحد لمدن كثيرة Empty
21012011
مُساهمةوجه واحد لمدن كثيرة

وجه واحد لمدن كثيرة


عناية جابر










2011-01-20




وجه واحد لمدن كثيرة 20qpt98

















رعب العيش القاتل في بيروت، لا يشبه الرعب الذي
تُرخيه الكوارث والنكبات، لأن هذه الأخيرة توقظ لدى المرء غريزة البقاء،
ويغدو بالتالي متآلفاً ومتلائماً معها، وتُمسي في آخر الأمر داجنة.
رعب
العيش، الآني تحديداً في بيروت، أقرب شبهاً بوجودك في غرفة سفلية تحت
العالم ومن دون مرآة ترى فيها الى عمر الحرب الطويل الذي حفر في وجهك
أثلامه. غرفة سفلية تحت العالم ومن دون مرآة تعكس ندوبك وتحصيها.
أنت
في العالم الفسيح، لا تنعم بفساحته، وليس أمامك إلا قضاء ما تبّقى من عمرك
في بيروت، في غرفة سفلية من دون مرآة تعكس ألوان الأسى، ويتطلب الأمر كل
شجاعتك وصبرك.
لابدّ أن ثمة سبباً وجيهاً وراء هذه المدينة، هذا الوطن، يُثير كل هذا الخوف والرعب.
لا بّد أن هناك نوعاً من الجريمة المستمرة، لا تحدث إلا على هذه الأرض.
ناس
بيروت هم سلالتك نفسها. أشباهك. يذهبون الى أعمالهم كما يفعل الناس في كل
مكان. يتبادلون نفس العبارات، يفعلون نفس الأشياء، البيوت تقريباً
متشابهة، الشوارع، الأحياء، اللغة، المعتقدات، كما لديهم المزاج النكد
نفسه، الفولكلور واحد، والعملة المتداولة، الجرائد، البحر، الجبال،
المفاهيم نفسها عن الخير والشر والأنبياء والقديسين، الملائكة والأبالسة،
مع ذلك يختلفون إختلافاً تاماً عمّا تعرفه عن اختلافات الشعوب كافة.
لماذا؟ الجواب في علم عجيبة من عجائب هذا البلد الصغير.
الإيقاع المسخ
هذه المرّة، اكثر من كل المرّات، مرعب. التوتر مختلف، كأنك تنظر الى موت
المدينة في تجسّد واثق. موت له جسد وأطراف وجذع، لكن من دون روح ولا عينين.
أنت تعلم، بأكثر أنواع اليقين هولاً، أن ما يُضير اللبنانيين ليس اختلاف طوائفهم،
(لطالما
كانوا طوائف شتى ومختلفة) ولا السياسة، ولا اللغة والمعتقد والعادات، بل
شيء آخر، شيء يحاول خنقك طوال الوقت، ويوشك أن يُطبق على رقبتك في الواقع.
ثمة بيروت الآن،ملتهبة كجمرة حقد ونار، وتكفي مثل الحالة السوداوية الراخية بثقلها على قلوب اللبنانيين، لتجرّدهم من رباط الجأش.
بيروت اليوم، للأسف الشديد، كذبة تعايش سلمي كبيرة، كذبة هي وحدها حقيقة عظمى
ولقد استغرقت منّا معرفتها، أعمارنا كاملة.
ليس رعب الحوادث والكوارث والنكبات هو القاتل، بل الإنسلال التدريجي للروح، الإحتراق البشع لأرواحنا الطرية.
بيروت
تتقدّم الى حتفها من دون احتمال حتى، بحدوث معجزة مُخلّصة، في بلد تحدث
فيه ظهورات عجائبية يقتصر حدوثها على وجوه ملائكية تبتسم الى الرائي
ابتسامات مُرّة، وتنسحب عائدة من حيث أتت، متأسية على أحوالنا. بيروت
تتقدّم الى حتفها، وصعوبة التراجع عن هذا الإنتحار الجماعي، توازي صعوبة
التّقدم.

' ' '

سوف يستعصي علينا نحن اللبنانيين، أحد
لبناني مثل الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي سطّر تاريخاً جديداً للعرب.
البوعزيزي الجميل الذي اختار ميتته احتراقاً في حركة احتجاجية قلّ نظيرها،
على عسف طال حياته ومستقبله وبلده، وعسف نال الأعمّ الأعظم من بني جلدته.
يستعصي علينا أحد لبناني يُسجّل احتجاجاً نارياً على الطريقة البوعزيزية،
ليس من ندرة المحتجين اللبنانيين، الراغبين بشتى أنواع الميتات غرابة،
شجباً لما يجري في وطنهم من مهازل وفضائح وغبن مُعلن وغير مُعلن، بل لأن
اللبناني إن أحرق نفسه إحتجاجاً أو أياً تكن ميتته، سوف لن تُوظف هذه كنصر
له أو لخدمة نصرة لبنانه وشعبه على غرار ما حدث لشعب تونس، إثر الإستشهاد
البوعزيزي البطولي، بل هي تعود حكماً لطائفة المُحتّج، وبالتالي لن يكون
لها نفس الجذر الإنتصاري الجامع.
لبنان الذي لطالما تغنّى العالم بثراء
مجتمعه ذي الطوائف المتعددة، تنقلب عليه هذه المعادلة، ويغدو تعدد طوائفه
وبالاً، حائلاً دون أيّ انتصار، من الفرز الذي يطال أية عملية احتجاجية
على هذا المستوى والمضمون.
الشهيد اللبناني، محترقاً أو غرقان أو
متفحماً، هو إمّا شيعي حرق 'حالو' أو سني حرق 'حالو' أو ماروني أو درزي أو
أرثوذكسي حرقوا حالهن.. والسبحة تطول. يعني شيعي محترق أو سني محترق أو
ماروني محترق، احتراقهم سوف يُرمّدهم وحدهم، من دون أن يُحلّق طائر
فينيقهم من وسط الرماد. أي احتراق احتجاجي، هو احتراق طوائفي منزوعة عنه
صفته الرمزية، وبالتالي باطلة، توظيفاتها الوطنية لصالح البلد وصالح أهليه
الذين اكتووا بكل تدرّجات الحرائق بدءاً باللسع حتى التفحّم الكامل.
اليوم
تعلو صرخات التهليل والإعجاب للجماهير العربية المقموعة على كل الأصعدة في
هذا البلد وذاك. نحن نهلل ونبارك أيضاً، لكننا دون كل العالمين، نحتاج الى
أكثر من صرخة بوعزيزية، نحتاج الى صرخات بعدد طوائفنا مجتمعة، تثقب آذان
السماء، وتخلّصنا من هذا الإحتراب الأهلي، وترفعنا الى مصاف الشعوب
الساعية الى الإنتصار على قهرها الواحد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

وجه واحد لمدن كثيرة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

وجه واحد لمدن كثيرة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: