هكذا يقرب الاتفاق النووي الإيراني بين السعودية و"إخوان بنكيران"
هسبريس - أيوب الريمي
الاثنين 27 يوليوز 2015 - 08:15
المغرب ليس بمنأى عن تداعيات الاتفاق النووي، بل سيكون في قلب التغيرات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط، حسب ما أكده الموقع البريطاني "ميدل إيست أونلاين" الذي أبرز أن السعودية "تفضل" طريقة إدماج الإسلاميين في الفضاء السياسي، عكس طريقة "الإقصاء والقمع" التي اعتمدها السيسي في حق الإخوان المسلمين.
ورصد المنبر الإعلامي البريطاني كيف أن المملكة السعودية بدأت تتخذ العديد من القرارات والمواقف مع حركات الإسلام السياسي وذلك منذ عدة أشهر، حيث بدأت تقترب من قطر وتركيا بشكل أكبر، مضيفة بأن الحدث الأبرز في هذا الصدد كان استقبال الملك سلمان لخالد مشعل مدير المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
وقال المصدر إن السعودية قد تجاوزت توجسها من "الربيع العربي" وأحداثه التي دفعت بالإسلاميين إلى واجهة الساحة السياسية العربية، مضيفا بأنه في السابق كان لدى دوائر الحكم في السعودية حساسية مفرطة من التعامل مع حركات الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين.
وكان الرئيس المصري السيسي أكبر مستفيد من تخوف السعودية من الإسلام السياسي، ذلك أنه قدم نفسه كمواجه لحركة الإخوان المسلمين، لتغدق عليه السعودية والإمارات بالمساعدات المالية، ودعمه للوصول إلى حكم أرض الكنانة، واعتقال الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
وأفضت التغيرات التي عرفتها المنطقة، انطلاقا من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، وصولا إلى الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن، إلى أن تجعل السعودية من مواجهة الأطماع الإيرانية في المنطقة أولوية سياستها الخارجية، كما أفضى بها إلى الاقتناع بضرورة جمع أكبر تحالف سني تحت لوائها.
واعتبر المصدر البريطاني، الذي بنى تحليله على آراء مسؤولين دبلوماسيين غربيين وخليجيين، أن الرياض أصبحت ترى أنه يجب إدماج حركات الإسلام السياسي عوض إقصائهم، انطلاقا من حزب العدالة والتنمية التركي، إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مرورا بالعدالة والتنمية المغربي، وحركة النهضة التونسية، و"ذلك قصد مواجهة إيران وحلفائها في المنطقة".
وكشف نفس المصدر أن السعودية تعتبر المغرب أفضل نموذج في التعامل مع الإسلاميين وذلك من خلال إدماجهم في اللعبة السياسية، مضيفا بأن الرياض ترى في المغرب أفضل تعبير عن توجهها الاستراتيجي في المنطقة، في المقابل لم تعد الرياض راضية عن السياسة التي يتبعها السيسي ضد الإخوان المسلمين، بسبب "العنف المبالغ فيه ضدهم".
وتوقع التحليل البريطاني أن تلتفت السعودية إلى المغرب بعناية أكبر، لأنه يوفر لها نموذجا "لإدماج الإسلاميين المنفتحين الذين يرفضون العنف"، مضيفا بأن حزب العدالة والتنمية يسير الشأن العام المغربي في إطار احترام مؤسسات الدولة القائمة.
وباتت الرياض ترى في طريقة تعامل مصر مع الإخوان المسلمين "مضيعة للوقت والطاقة"، كما أن سياسة الرئيس المصري اتجاه الإخوان المسلمين ستزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة، في حين أن الاهتمام والتركيز يجب أن ينصب على مواجهة إيران، وتنظيم داعش، وفق التحليل البريطاني