25 فبراير 2015 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:ولد نصر حامد أبو زيد في 10 يوليو 1943 بمدينة طنطا من محافظة الغربيّة بمصر. حفظ نصف القرآن قبل أن يستكمل العاشرة من عمره، فأضحى أصغر خطيب لأكبر مساجد قريته والقرى المجاورة، وكان يتأهّب ليكون شيخاً أزهريّاً لولا وفاة والده وهو في الرابعة عشرة من عمره، إذ اضطرّ إلى إعالة أسرته، فعمل فنّيّاً لاسلكيّاً بالهيئة المصريّة العامة للاتّصالات اللاسلكيّة بين 1961 و1972، وذلك بعد أن أحرز دبلوم "الصنايع" سنة 1961. وفي سنة 1967 التحق بكلّيّة الآداب بجامعة القاهرة، تحديداً قسم اللغة العربيّة وآدابها ليتخرّج سنة 1972 بتقدير جيّد جدّاً ويعيّن معيداً بها، ثمّ حاز الماجستير سنة 1976. وتمكّن في ما بين 1975 و1977 من الحصول على منحة من مؤسّسة فورد خوّلت له الدراسة في الجامعة الأمريكيّة بالقاهرة، وفي سنة 1978-1979 منحه مركز دراسات الشرق الأوسط منحة ليلتحق بجامعة بنسلفانيا في الولايات المتّحدة الأمريكيّة. وفي سنة 1982 نال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلاميّة بقسم اللغة العربيّة وآدابها بكلّيّة الآداب، جامعة القاهرة بمرتبة الشرف الأولى عن رسالته في: "فلسفة التأويل: تأويل القرآن عند محي الدين بن عربي". واشتغل مدرّساً في جامعات القاهرة وبني سويف والخرطوم بين سنتي 1982 و1985. وعمل كذلك أستاذاً زائراً بين 1985 و1989 بجامعة أوساكا اليابانيّة للغات الأجنبيّة.
تقدّم سنة 1993 لنيل درجة الأستاذيّة في الجامعة، وشكّل ذلك منعرجاً في حياته، فقد اعترضت اللجنة برئاسة الدكتور عبد الصبور شاهين على منحه هذه الدرجة واتّهمته بالردّة، ومن ثمّ تمّت إحالته على القضاء، الذي قضى بفصله قسرًا عن زوجته د. ابتهال يونس الأستاذة في الأدب الفرنسي، فاختار نصر حامد أبو زيد الاتّجاه نحو هولندا، ليعمل أستاذاً زائراً في جامعة ليدن بهولندا إلى حين وفاته. وقد أثار هذا الحكم موجة من ردود الفعل المستنكرة له، والمناصرة لنصر حامد أبي زيد وزوجه. ولم تصدر المحكمة قراراً بإيقاف تنفيذ الحكم إلاّ سنة 1996، ولكنّ نصر حامد أبا زيد بقي في نظرها مرتدّاً.
نال نصر حامد أبو زيد العديد من الجوائز اعترافاً بقيمة فكره وريادته، من ذلك إحرازه جائزة اتّحاد الكتاب الأردني لحقوق الإنسان سنة 1996، وميداليّة حرّيّة العبادة من مؤسّسة إلياتور وتيودور روزفلت سنة 2002، وجائزة مؤسّسة ابن رشد للفكر الحرّ سنة 2005 في معهد غوته ببرلين.
له مؤلّفات كثيرة نذكر منها: نقد الخطاب الديني، مفهوم النصّ: دراسة في علوم القرآن، التفكير في زمن التكفير، إشكاليّات القراءة وآليّات التأويل، إهدار السياق في تأويلات الخطاب الديني، التراث بين الاستخدام النفعي والقراءة العلميّة، الاتّجاه العقلي في التفسير: دراسة في قضيّة المجاز في القرآن عند المعتزلة، دوائر الخوف: دراسة في خطاب المرأة.
توفّي نصر حامد أبو زيد يوم الاثنين 5 يوليو 2010 إثر صراع مع مرض غريب، ذكرت زوجه أنّه قد يكون ناجماً عن فيروس مجهول أصابه خلال زيارة له إلى أندونيسيا.