أتذكرين يا صغيرتي موج البحر
وتذكرين في النهار نزول المطر
أتذكرين حينها كم كنت مضطربا من المطر
.................................................. .....
سنين مضت وفي قلبي الحنين
وعذابي يبحث عن زهور الياسمين
وقلقي سئم من سنوات الضجر
وعيوني تبحث عن زمن بعيدٍ
كانت فيه عينيك تقدح شرارا
تقدح كالذئب الحذر
وكنا يا صديقي الوفي نمشي على البحر
نتذكر الأيام ونتذكر أحلامنا الوردية
التي كانت مزروعة في صحرائنا القاحلة
قولي يا صغيرتي ألا تذكرين أيامي
التي أشعلت في كلينا الحنين
.................................................. ......
مملكتي كانت مرصعة بماس الرجولة
عندما كان كل عبيدك ينتظرون الفرج
من لؤلؤتيك الغاصبتين
حرقت خلفي كل ما مر في زمني من ذكريات
مزقت دفاتري المفتوحة
حرقت كتبي المعهودة
ومسحت شعري من قاموس اللغات
وكنت وما تزالي بطلة كل اللوحات
بفضلي أنا حاولت أن أصنع منك أنوثتك
وفرغت نفسي ومسحت مواعيدي الغرامية مع كل النساء
وكتبت سطورا فيها يتنافس العشاق
ويتمنى القمر وجوده بين يدي
والشمس تغار
فقط لأعلمك معنى الأنوثة
..................................................
تركت كل أمواج البحر تغضب
وتركت السماء تبكي
ولم تتعلمي فن النعومة
في طوفان الأبحر والأعاصير والأنهار
..................................................
اعذريني يا سيدتي
فأنت ما تزالين تفخرين بحبي أمام
النساء ويقطعن أيديهن لتأكل الديدان
أوردة أيديهن ولم يتبقى من شريان
وتصرين في قتلي بصوت غرورك الأحمق
وأنا ألحنه كالعصفور الهزيل
لعل أنوثتك تظهر لعل شوقك يزيد
لعل البحر من عشقي يفيض
..................................................
ظلم المرأة العنيد بات الشغل الشاغل
والموضوع المثير بين حكام مدينتنا وبين العلماء
وأنت لم تتحركي وتزيدين في الفخر بحبي أمام كل النساء
اعذريني سيدتي فقد أسقطت كل اللوحات المرسومة
وخرجت من بين الحراس إلى أسوار قصرك المبعثر
لأسرق الهدايا التي قدمتها
ولأسرق أشواقي التي قدمتها
ولأسرق الصحف التي أعلنتها
صحيفة فيها مقال أنا وحبيبتي
وصحيفة فيها مقال عن حبيبتي
وصحيفة تبكي من فراق حبيبتي
اقتحمت قصرك المحاط بآلاف من الحراس
لأسرق قلبي الذي تملكيه
ولأسرق كل الرسائل يا صغيرتي
فما عادت مملكتك تصلح لأن تبقى
وما عاد لحراسك أمل للعيش
في بحري الفسيح
........................................
بحر الحنين قد آذن على الرحيل
اعذريني يا طفلتي الآن
فلديك رجال العالم
هنا وهناك بعد أن فتحت أبواب
قصرك المركون في أركان المدينة
فاطلبي منهم أن يعلموك الأنوثة
ولن تتعلمي بعيدا عن عيني
ولن تجدي سوى قلبي مصير
الرئيسية 
الأحداث 
المنشورات 
