** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

  حادة قــادر بابليات واستطرادات مزعجة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

	  حادة قــادر  بابليات واستطرادات مزعجة Empty
25102011
مُساهمة حادة قــادر بابليات واستطرادات مزعجة












	  حادة قــادر  بابليات واستطرادات مزعجة Ha211
حادة قــادر

بابليات
واستطرادات مزعجة




هذا الشاب
الذي يأخذ بيد الطفل لا بد أن يكون اباه. حاول الجسم الصغيرالتلصص بين
السيارات ليصل بسرعة الى الضفة الأخرى. خلق فجوة كبيرة بينه وبين الرجل.
كانت ذراع الأب افقية التمدد كأنه يستعد للقفز في الفراغ وهو يحاول ابقاء
ابنه قربه. كلفه الأمر بحثا آنيا عن التوازن فوق اصابع رجليه. شغر عينيه
حتى أكل بياضهما تردد لون البؤبؤ بين الزرقة والإخضرار وابتسم في حرج حين
وقع نظره على ابتسامتي. بدا واضحا أن ما أحرجه هو التنافر الكبير بين
وضعينا. كنت أقف عند الضوء الأحمر امام الرقم ثلاثة عشر عند نهاية شارع
مونتيني وبالضبط عند لافتة كتب فوقها، الدكتور لوازو. ولا بد أن الرجل
الآخذ في العبور الآن قد أول سجيتي بلهوي لورطته فاستعاد وقاره وهو يعدل
وضع ربطة العنق التي اختار لونها بتفان بالغ .يبث راديو سيارتي أغنية قديمة
لسميرة توفيق، يلا صبوها القهوة زيدوها هيه.... كيف للرجل الواقف أمامي أن
يعلم أن سكان بلدة القصيبة نموحى أوسعيد التي قذفتني الى ديجون كمني مزعج
دأبوا زمنا على إقفال حوانيتهم الضيقة المتواجدة فوق "المارشيه" حيث يدلفون
الى منازلهم قبل الغمزة؟ لماذا انزعج الرجل إذن؟ فكرت ان مرد ذلك قد يكون
لعدم تعود الفرنسيين على نظرة النساء.



(اظن انهم
عدلوا منذ وقت كبير على التصرفات التي تشي بجنسهم او عرقهم او دينهم وهم
يقسمون فضاءاتهم حسب وظائفها ويقدسون العمل .كل يجري بحيطة بالغة الى
مشاغله ويحرص الا يبدي شيئا من حياته الخاصة. حين وصلت الى ديجون خلتني في
مدينة يتهددها الخطر. كانت عبارة « يجب أن تحمي نفسك من الآخرين» تعود على
كل لسان. تذكرت أبي و هو يقول لي دائما لا ضير يا آبنتي كافئي الشر بالخير،
ويعمل الله خير! وعلمت أن ما قد نسميه « آنتيگراسيون» بالفرنسية قد يعادل
ربطك بحصانين جائعين وضع مأكل احدهما شرقا وقوت الثاني غربا...والسبب واضح:
حين تجول بين ثقافة تكون فيها الحجة للأحاسيس والعلاقات و بين أخرى يستحسن
فيها الربح والعقل، تحاول أن تتجنب خطأ الإغراق وقد تخلق لديك ثقافة رفض
مزعجة للجميع. قالت لي ابنتي ذات الثلات سنوات، أنا أحسن الحديث يا أمي!
قلت كيف؟ قالت : اعرف متى اقول «باردون» و متى اقول الحمد لله!)



لا احد يصيح
الآن عند مروريكما في سقاقي بني ملال: والبزول! آزين! آالقحبة.، وا فين...
مانحويوش.؟.. وبقدر ما فرجت كربتي بالتخلص من العبارات المشينة بقدر ما
أصبحت تنقصني العبارات الجميلة وكلمة اختي التي يناديني بها الاصدقاء....
لاادري لم ذكرتني وقفة الرجل بعصفور حط لتوه للمشي مستطلعا وجهة الخطر،
ربما لحبي الكبير لمراقبة الطيور.اذكر اني ورثت ذلك من المنزل القديم لعمتي
قبل طلاقها من شيخ البلدة. عمتي، كانت تمتلك طيورا غريبة ومعزا فرنسية
صهباء و بيضاء جميلة . (أظنها اليوم نسيت ألوانها مذ طلقت غيابيا وحكم لها
القاضي بما يعادل مائتي يورو تعويضا لأربعين عاما من الزواج ).



كنا آنذاك
نكتري منزل المعلم موحى اليمني. كنت فرحة جذلى لأنني اسكن لأول مرة بيتا
مزلجا . وكنت أحب الحديث مع الرجل لخفة ظله وأذكر أننا تحدثا عن طيور عمتي
وعرجنا الى الشعر و سألته لماذا لا نستعمل الشعر أو الأغنية للحديث ؟
أجابني بضحكة مدوية إرتج لها بطنه واستراح مليا بين القهقهات. بدا أنه
يستعد للإجابة ثم ما لبث أن عدل عن الكلام. وحين غادر موحىاليمني بيت
الزوجية تاركا وراءه كومة نساء بالغات بما في ذلك الزوجة والبنات، كان هناك
نوعان من التعاليق. موح، رجل بلا أخلاق خان الجميع لأنه كان يخفي وجها
آخر.. كيف يتخلى عن البركة الكبيرة الموجودة في المنزل؟ الأمر غريب فلا أحد
اشتكى من تصرفاته قبل الحدث. من كان يصدق أن يأتي هذا الرجل ببهتان... لكنه
رجل والرجال كلاب... ولم لا نتحدث عن بناته؟ لقد عثين في الأرض فسادا... فر
الرجل من العار بلا شك... لكن لا أحد يعرف موحى لأن لا أحد سأله وأنصت إليه
فعلا . في ركن قصي أو قريب من الأدمغة الحائمة حول الرجل كالعقبان تضطجع
الأفكار المسبقة كالغواني وتنتظر من يستعملها للمرة الألف. لم اذخل قط في
لعبة الحكم اللعينة هذه فكرت فقط أن الضحكة المدوية قد لصقت في حنجرته ولم
يعد يدري كيف يطلقها. ولا شك كانت ستأتي بأجله وسط عدم اكتراث الجميع.
واليوم أظن أنه يطلقها بعناد كاملة وهو يطارد صغيره الجديد بين حقول إمه
يواش بطرف ثوب يمسك به أنف الصغير ويقول له بأمازيغية مدكوكة « إني
ففففرررر إني ففففرررر غنذ أداش بيخ إمجان!». فكرت أن الحكم على فرار موحى
كالحكم على أول يوم دخنت فيه وأنا بعد طفلة. كانت أول وآخر مرة أدخن فيها
في حياتي. لم تكن سيجارة! استنشقت طويلا محتوى «شقف» الكانابيس بحضور أمي
وخالي محماد أعياض الذي كان دائم احمرار العينين. كان ذلك لأني شربت علقة
لصقت بحلقي وخافت أمي على حياتي. قال خالي محماد ان الكيف سوف يدوخ العلقة
وتنزل الى البطن لتخرج بسلام. ورغم أني لن أتأكد أبدا إن شربت العلقة فعلا
او أني توهمت ذلك بعدأن سمعت خالي محماد يحتج فيم أمي تنهره أن للعشبة
مزايا ووجدت بخيالي طريقة تعم بها المنفعة. و أنا اليوم على يقين أن الضحكة
في حلق موحى اليمني كانت كالعلقة أو وهمها، وأن العلقة في حلقي كانت
كضحكته. و أن الرجل الذي يهم بالمرور عند الإشارة الحمراء جارا إبنه يكتم
شيئا في حلقه كصرخة...



ها كالسيد
كلود كولو مثلا، إلتقيته يوما في مطبعة السيد دي كونتي في بلدة صوليو.(نفس
البلدة التي شنق فيها برنار لوازو نفسه لأن مطعمه خسر نجمة في دليل ميشلان.
هكذا تقول الإشاعة. و الغريب ان بلدة برنار لوازو التي التقيت فيها السيد
كولو تبعد بملايين الأميال عن القصيبة التي عرفت محنة موحى اليمني مع
الإشاعات. ولا يقتصر الإختلاف على المسافة ففيم يحرص برنار لوازوعلى آختيار
زجاجات الخمر لمطعمه بعناية، يسكن موحى اليمني قرب معمل سري «لماء الحياة»
و هو مشروب روحي يصنع من فاكهة التين وليس العنب و يحتوي على نسبة عالية من
الكحول. والإختلاف الآخر أنك لن تعلم أبدا من يشتري المشروب! )



كان يتكئ
على لافتة يغطي جزءا كبيرا من حروفها بكتفه وتشكل لحيته الطويلة السوداء
على صدره استرسالا للون الفاحم للحروف. بذلت جهدا كبيرا لقراءة الكلمات «
تدل العلامة على حصول...( بقية الحروف مغطاة) ومطبعتنا بذلك تتميز بتكرير
المواد الضارة بالبيئة ...( مسافة كتف السيد كولو من جديد!)...».



بدا لي
الرجل منذ الوهلة الأولى متناقضا مع المكان، كان بلا شك يبحث عن شيء ككل
الشخوص. ولا أدل على ذلك من التجعيدة لغليضة الضاربة بين حاجبيه كجرح. وهو
بذلك صنوي وصنو برنار التعيس الحظ وصنو موحى الذي نجا بجلده فارا وراء
ضحكته كالطفل.



ومهما بدا
الأمر غامضا ومشكوكا فيه لأن لحية السيد كولو تذكرك بالمسيح رغم سوادها
وموحى معلم الفرنسية حليق ويحدث أحيانا أن يضع خرصا في أذنه كما الأمازيغ
قديما وأنا تتلقفني ملابس الموضة تارة ويحلو لي الشبشب تارة أخرى والرجل
العابر للطريق يرفض ان يبدي شيئا غير صورته، فإن الأمر يتعلق قبل كل شيء
بالوجهة التي تسترق منها النظر.



يعود الضوء
الأخضر وأدور متجهة لشارع الجمهورية حيث مقر العمل.







حظر التجول


كان أخ حفيظة السكير قد منعني يوما من رؤيتها بحجة أنه التقاني على بعد
ستين كيلومترا من منزلي في بلدة أغبالة. السفر خروج من الستر وأفق المرأة
الوقور حذاؤها. لم تكن هذه الإشادة بمخيلة الإسكافي لتروقني ولا لتروق
صديقة الطفولة. كنا نحب المرور أمام المقاهي التي تتحاشاها النساء استفزازا
للذكورة المصطنعة. مرة فعلناها تحت المطر بلا مظلات. كنا نمشي الهوينى أمام
مقهى عيطون ونتحدث بأصوات عالية منفرة.




طلبنا من الج أن يأتينا ببغل من قرية إيمهيواش، ركبناه وأوجهنا إلى
الخلف. أوصلنا الرجل الطيب للثانوية على هذا الحال ثم أخذ منا بعض الطفولة
والبهيمة وعاد من حيث أتى وعيناه تلمعان من الضحك.




مرة أخرى استلفنا لباسا عسكريا ومررنا ورؤوسنا مرفوعة صوب قمم أشجار الجوز
الفارهة. كان ذلك في نفس المكان الذي صفعت فيه نفيعة بعد أعوام رجل سلطة
عنّف دون سبب ظاهر صديقا نحيفا مريضا بالسكري. واستعدت يومها للسجن كما
تستعد النسوة للزواج
.




نفيعة هذه كانت مثل الصلاة لا يستغنى عنها في أوقات الضعف وكانت تأتي جريا
كلما مسّك سوء وتحملك لبيت والديها قائلة
:
أنت في بيتك ومن لم يعجبه الحال يخرج هو و لو كان أبي.




ويأتي الأب أحيانا ليطفىء النور ببساطة ونحن لم ننم بعد و يقول: إيوا
السيبة هذى، الضو ماشي فابور ولا ماشي نتوما لي كتخلصوه.




فتقول نفيعة
:
كوني صمكة و ديري الووك مان. وحين تأتي خالتي فاطمة بصينية القهوة تتلقفها
نفيعة بالباب قائلة: ما يذخل حتى واحد خلينا هانيين.




كنا مهووسات بالكلام والضحك المنفعل. نزج بالنكتة في كل شىء حتى في نذوبنا
.




كانت نفيعة تعرف أني دائمة الهروب من نفسي فتناديني على الهاتف النقال: آلو
حادة لوتوروت وا فين هازا ثاني البكاج.




كنت أترنح دوما تحث ثقل الكتب في حقيبة البلاستيك المظفور كمن يهدهد هما
أزليا. أضعها تارة أمام منزلنا الخالي في القصيبة وأخرى عند الحيمر خلسة عن
الأب الأعمى وأحيانا أضعها أمام الحي الجامعي لمولاي اسماعيل.



مرة لم يكن لدى ما يكفي للوصول إلى أحد المرافىء التعيسة فوضعتها في الوحل
في بلدة إحدى قريباتي. قال لي صاحب الحافلة: انزلي أللا هنا كملات الورقة





كنت أخذت معى موسوعات قديمة اشتريتها عند دانييل و لورينزو نيلفا في الرباط
بغية بيعها تحسبا لمصاريف الهروب الطويل هذا. هاتفت عبد الكبير ميناوى وجاء
بسيارة أخيه ليسعف الكتب من البلل. أطل زوج قريبتي من النافذة بوجه مكفهر.
لم ير الكتب المبللة ولا عناء التيه. رأى رجلا وسيما يقف بسيارته مع
النسيبة. وفهمت من شحوب المرأة المسكينة أن المعلم الذي تعرف البلدة كلها
تحرشه بالخادمة المعوقة ذهنيا سوف ينتقم لكرامته المذبوحة بالشتم والسب
ليال طوال. كان يكرهني لسبب خاص. طلبت أن أقابله يوما على انفراد فقلت له
أن الخادمة المسكينة جاءت تطلب مني أن أرافقها للطبيب مخافة أن تكون حاملا
فأخبرني أنها لا تعرف جسدها وفهمت أن المعلم عاشرها من موضع يصعب معه الحمل
.



حكيت الأمر لنفيعة وذهلت حين أصعدتني لغرفة الصابون فوق السطوح. كانت تخفي
فيها مراهقة عاشرها أبوها كزوجة سنوات طوال. وضعت سبابتها على بثور غليظة
بوجهها وقالت:




الآن تعرفين سبب البثور
.؟



كانت نفيعة تحب إغلاق الأبواب مثلي ومثلي أيضا لا تستطيع النوم دون غطاء
ومثل حفيظة تحب الشغب والتجول تحت الشمس المحرقة والمطر. وحين أتاها العريس
لم تسعد بفكرة الزواج وعدلت عن الأمر لأن خالدا لم يكن يراها كما الجميع
بعيون ضيقة. كان يدعها ترافقنا في جولات الهوس الخالية من الرجال. كنا نقول
من يمشي في الظهيرة غيرنا ومن يتحمل البلل وكل السبابات المصوبة نحونا
كالمدفع امام العمالة في مدينة بني ملال . قد ننتهي في الصويرة إن أسعفنا
السفر ففوهاتها موجهة إلى الخارج. فكرت في الأمر بجدية حين حكت لي زهور
الحيمر أن نساءها لا يتعاركن أبدا بسطولهن في الحمام البلدي وقد يكون مرد
ثقافة السلم الغريبة هذه في فضاء تسخن فيه الدماء انفتاح المدينة على الفن
و دم حاجة النساء لإحراق بعضها البعض تحويلا لمكمن الغبن
.



حليمة أيضا كانت ترافقنا حتى مخرج المدينة وكانت تترقب الهامات الكبيرة
لإخوانها بهلع وكأنها وهي تسير تأتي بفاحشة كبرى
.
ولا تتوقف عن القول كأنها تقنع نفسها: نحن لا نفعل شيئا فاحشا. نحن لا نفعل
شيئا فاحشا نحن فقط نتجول

....




ومهما كررت الأمر فإن الإحساس بالذنب الذى رشقت به منذ تفاحة آدم يظل كابسا
على صدرها ولا تلبث أن تعود إلى البيت وتختفي في ركن قصي من حجرة القمح
رفقة أغنيات أصالة وكاظم الساهر وزمرة من الفئران الهاربة بين الحين والحين
كالشظايا.




لا شك أن فتنتي بالأفق والبحر جعلتني أنصاع له دائما مهما هزتني رائحة
البيض والعرق وأصوات الباعة والمتسولين التي تأتي كالطبول على الأصموخ في
الحافلات الحمراء المترهلة
.



كنت أعود دائما للقصيبة. كان لها جاه في الصمت ككل البلدات البربرية
المحزومة في كف الجبال كأقزام من تراب. ألقي عليها نظرتي العائدة ويحرقني
إحساس من الداخل كذاك الذي يسقم آخر سكان بومباي غداة دفنها تحت الزلازل
.



القرية صفر من المنتوج كما الأخاذيذ من الماء
.




يقول البربري لابنه إن عشاءك في البراد. هكذا يسخر بعضهم من الفقر
.



لكن الغريب في الأمر أنك قد تلتقي فيها فتنة بخدود حمراء وأعين مشرعة على
الحلم في كل الأزقة. تخرج عليها سيارات ميرسيدس أحيانا كوحوش كاسرة تلقي
بالغبارعلى المارة. لا يتوان أحد الزوار عن إخراج رأسه كأفعى غليظة ليساوم
أما رفقة ذريتها. قد تنحني الأم للأرض في حركة أزلية تقتلع منها حجرا
وترميه جزافا نحو الغريب وهي تخاطبه كما تفعل أحيانا مع الكلاب الجائعة وقد
تلقي بها الحاجة والوهم نحو الغريب فتتم الصفقة زواجا أو غيره.




نعيمة من بين اللواتي تعثرن في البركة الموحلة وكبست أنفاسها تحت كرش عجوز
موسر. كانت ثنايا جسده تسافر فوق بياض نهديها كقربة مملوءة بمياه الحزن.




وكان أخ حفيظة يحلم بصفقة مماثلة لأخته عله يستطيع تجرع خمرة طيبة عوض ماء
الحياة التي تقطع مصارينه كل ليلة. كنا نفيعة وحليمة وأنا نهدد مشاريعه لأن
حفيظة كانت تتجول معنا تحت المطر وترسم مثلنا وجوها جميلة فوق كراسات مثقلة
بحظر السفر
.



حفيظة لم تلق بنفسها في البحر حبا في الماء. تلقفها الحراكة وهي تفر
لاهثة من أخيها السكير وصورة العجوز والخوف اللا مبرر في أعين حليمة
والأعين المحرقة الغاضبة المطلة من النوافذ كالجمر. كنا نقف جميعا فوق
جثتها أمام البحر. أمها تقف قبالته الآن كالجبل. تبصق بملىء رئتيها نحو
إسبانيا وتوجه للغرب أوسط أصابعها ثم ما تلبث أن تدور على نفسها وتأتي بنفس
الحركات صوب الداخل.




وإن حدث وزرت القصيبة يوما لا بد أنك ستلتقي والد حفيظة الذي يردد نفس
الكلمات منذ الحدث:




لو عرفت يوما أن ابنتي ستتبع فرانسيس ما طردت افرانسيس لو عرفت يوما أن
ابنتي ستتبع فرانسيس ما طردت افرانسيس..لو عرفت يوما أن ابنتي ستتبع
فرانسيس ما طردت افرانسيس...لو عرفت
.....





كاتبة من المغرب تقيم في ديجون، فرنسا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

حادة قــادر بابليات واستطرادات مزعجة :: تعاليق

هند
رد: حادة قــادر بابليات واستطرادات مزعجة
مُساهمة الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 6:43 am من طرف هند
التي يناديني بها الاصدقاء....
لاادري لم ذكرتني وقفة الرجل بعصفور حط لتوه للمشي مستطلعا وجهة الخطر،
ربما لحبي الكبير لمراقبة الطيور.اذكر اني ورثت ذلك من المنزل القديم لعمتي
قبل طلاقها من شيخ البلدة. عمتي، كانت تمتلك طيورا غريبة ومعزا فرنسية
صهباء و بيضاء جميلة . (أظنها اليوم نسيت ألوانها مذ طلقت غيابيا وحكم لها
القاضي بما يعادل مائتي يورو تعويضا لأربعين عاما من الزواج ).



كنا آنذاك
نكتري منزل المعلم موحى اليمني. كنت فرحة جذلى لأنني اسكن لأول مرة بيتا
مزلجا . وكنت أحب الحديث مع الرجل لخفة ظله وأذكر أننا تحدثا عن طيور عمتي
وعرجنا الى الشعر و سألته لماذا لا نستعمل الشعر أو الأغنية للحديث ؟
أجابني بضحكة مدوية إرتج لها بطنه واستراح مليا بين القهقهات. بدا أنه
يستعد للإجابة ثم ما لبث أن عدل عن الكلام. وحين غادر موحىاليمني بيت
الزوجية تاركا و
 

حادة قــادر بابليات واستطرادات مزعجة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
انتقل الى: