** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 المقاومة الثقافية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روزا
" ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
المقاومة الثقافية  Biere2
روزا


عدد الرسائل : 267

تاريخ التسجيل : 11/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

المقاومة الثقافية  Empty
14092010
مُساهمةالمقاومة الثقافية

اهدنا في قناة الأم بي سي، يوم الأحد 06 أوت 2006 لقاء أدير مع الفنانين الكبيرين حسين فهمي ونور شريف، طبعا اللقاء مس من قريب الاعتداء الصهيوني على لبنان، فكانت تعليقات الفنانين مليئة ومشحونة بظرفية الوضع وهاجس الواقع.

في لقاء كهذا، كان ينتظر الكثير، كيف لا؟، والمشاهد الكريم أمام عملاقين من عمالقة السينما العربية، كان ينتظر المشاهد بيان الفنان/ المثقف إزاء الوضع الخطير، كان ينتظر تحليلا مترويا للوضع ورسما حصيفا لخريطة إدراك المقاومة الثقافية، ولكن للأسف، لاحظ هذا المشاهد العطشان خطابا مترهلا ومستهلكا، تدل بعض ملفوظاته على روح انهزامية مضمرة؛ وكمثال على هذا، يقول حسين فهمي متحسرا، بعدما سئل عن ترتبات الوضع: هل سيكون هنالك فن بعد الذي يحصل في لبنان والعراق وفلسطين؟.

ليست غايتنا في هذا المضمار المساس بفنان معين أو بمثقف ما، ولكن تكمن غايتنا في محاولة تحري وتشخيص نقطة الضعف المركزية التي تحول بيننا وبين اغتنام الفرص السانحة، لتفعيل ثقافة مقاومة. فكثيرة هي المحن التي مرت علينا مرور الكرام، ولم نستطع أن نحولها إلى قوى دافعة لتحيين خطاب عربي جديد، مرت محنة 48 ونكسة 67 وحرب الخليج الأولى والثانية، ولم نر تبلور خطاب جاد لصناعة مخيال الأوجاع والهموم العربية، مخيال يصنع معنى الكائن العربي، وليس مخيالا يسهل العدمية والانهزامية.

لو نلقي نظرة على واقعنا العربي، فإننا سنجده مريضا بجرثومة النسيان، يتجلى ذلك في تلك القدرة العظيمة على كبت الأوجاع وتصبر المرارات، فالكائن العربي، يعلم جيدا على الأقل في لاشعوره، بأنه في عالم مكهرب يحكمه الصراع وعلاقات القوى، ولكنه يكتفي، بأن يكون هدف الضربات، يكتفي بأن يحول قوته المتسلطة، إلى قوة متحملة، لو استعرنا هنا مصطلحات الفيلسوف الألماني نيتشه، لهذا يغدو النسيان بمثابة ميكانيزم من ميكانيزمات الدفاع الأعمى.

لعل أحسن دليل على أن الكائن العربي مريض بجرثومة النسيان عدم اهتمامه بالأثر la trace كما يفهمه جاك دريدا، فالكتابة تصبح خطيرة عندما تحافظ على اللحظة، عندما تشبع الواقعة التاريخية بشظايا الكلمات، عندما تقول الأشياء أكثر من تمظهراتها، وعندما تصبح شاهدة على الماحدث.

عرف الصهاينة اليهود قيمة الأثر في بلورة المخيال، فكتبوا محرقة أوشويتز أكثر مما تستحق، لدرجة أن بعض الحاخامات استطاعوا أن يبلورا لاهوتا وثيولوجيا جديدة أطلق عليها لاهوت ما بعد أوشويتز، ولم تبق أوشويتز فقط في حدود الكتابة الرمزية (الأدب)، بل تجاوزت ذلك كي تطال السينما والموسيقى، فالمخرج الأمريكي سبيلبرغ عرف جيدا بأن الحصول على المزيد من الأوسكارات لا بد وأن يلامس من بعيد أو من قريب أوشويتز. أحد السوسيولوجيين تساءل على إثر هذا الوضع: هل وصلنا إلى مرحلة في الفن يمكن أن نطلق عليها مصطلح صناعة أوشويتز؟. إن هذا التجشم لبورة مخيال يطال أوشويتز يعد بمثابة حصان طروادة، استطاع من خلاله الصهاينة أن يذروا الرماد في أعين الكثير من الغربيين، لتذكيرهم بجرم سكتوا عليه، ولتقويض مخيال أوروبي معاد للسامية، يمتد من عصر شيكسبير إلى غاية هايدغر.

ربما سيدعو الكلام عن صناعة أوشويتز إلى نوع من التخاذل، ويمكن أن نجسد هذا التخاذل في السؤال التالي: كيف يمكننا أن نصل إلى صناعة مخيال عربي مضاد للمخيال السائد ونحن لا نمتلك رأسمالا رمزيا أو نفوذا ثقافيا؟

فعلا، لا يمكن لأحد أن ينكر بأننا نحن العرب نشكل أقلية ثقافية، كما يقول الأستاذ عبد الله العروي، ولكن لا يمنع هذا من أننا نستطيع خلق أفاق مخيالية تفرض نفسها، فالمال موجود، والمادة الخام متواجدة كذلك. ولا نشك بأن كتابا واحدا يمكن أن يهلهل ويزحزح تراثا مخياليا قائما، ومثال دان بروان جدير بالذكر هنا.

طرح دان بروان في روايته شفرة دي فنشي مسألة إنسانية المسيح، انطلاقا من لوحة جدارية، رسمها الرسام المشهور دي فانشي، تجسد العشاء الأخير، واعتقد بروان بأن اللوحة تخفي شفرة سرية، تضمر بأن المسيح كان متزوجا مع مريم المجدلية، ولم يقتصر بروان في تدليل فرضيته الخطيرة على لوحة دي فانشي، بل عاد إلى الكثير من المخطوطات الغنوصية التي كتبت في القرن التاسع الميلادي، خاصة تلك المتعلقة ببعض المؤسسات السرية، كي يستنتج منها بأن مريم المجدلية فرت إلى فرنسا بعض صلب المسيح، وبقيت محافظة على سر الكأس الذي يرمز، حسب بروان، إلى نسل المسيح، الذي ابتدأ من ابنته سارة!.

لم يكن هذا الكتاب ليمر دون أن يحدث ضجة كبيرة في الأوساط الإيمانية المسيحية، لأن فكرته الجوهرية ترمي إلى الخدش في أصل من أصول المسيحية، وهي فكرة ألوهية المسيح أو بعبارة أخرى فكرة دنس الزواج. ولأن هذا الكتاب وضع الإصبع على طابو من الطابوهات، استطاع مؤلفه أن يفجر مخيالا عتيدا متوارثا من قرون كثيرة، ولعل الحملة المضادة التي ولدها والردود التي تلت صدور الكتاب والفيلم، لأكبر دليل على أن النص بإمكانه خرق وتمزيق نسيج منظومة من القيم الروحية، متجذرة في أتون ذاكرة جماعية رهيبة.

لقد آن الأوان كي يكتب ويرسم ويمثل ويموسق كل عربي مرارته، لصناعة مخيال جديد، يعكس فعليا ما هو موجود، ويحافظ على ذاكرة تبقى الخيط المحوري لبقاء الفاعلية، فهذه الكتابة/ الأثر لجديرة بأن ترسم في الأفق صورة ملامح صورة الإنسان العربي الضائعة.

لا ننتظر من الآخر، الممتلئ بالفكر الإنساني المغشوش أن يكتبنا، أي أن يكتب أوجاع إنسانيتنا الضائعة والمهدورة، فلقد ولى عصر جون بول سارتر وفرانز فانون وبيير بورديو! لم يبق أمامنا من خيار سوى الانهمام بكتابة مرارتنا ولحظتنا قبل أن تكتب من طرف أناس، مثلما حدث مع المستشرقين، خولوا لأنفسهم الكلام في مكاننا لأننا صم بكم في نكساتنا ونكباتنا، فشوهونا وخذلونا.

انطلاقا من كوني جزائري، عانى من ضراوة إرهاب أعمى دام أكثر من عشر سنوات، سأعطى أحسن مثال على أن الآخر لم يعد يهتم كثيرا بالمقولة الإنسانية عندما يكون الأمر مرتبطا بالعرب والمسلمين، فلقد حدث أن زار الفيلسوفان الفرنسيان أندري غلوكسمان وبرنار هنري ليفي الجزائر بعدما سقط في يوم واحد، بسبب أياد مجرمة، سنة 1996 أكثر من ألف ضحية في مجزرة بن طلحة والرايس بضواحي الجزائر العاصمة، اندهشا كثيرا هذان الفيلسوفان للوضع، وابتكرا مقولة كانت تثير الزوابع آنذاك، تلخص في: من يقتل من؟.

بعد مقال كتب في جريدة لوموند الفرنسية، يدين فيها الفيلسوفان المجزرة، لاحظنا بأن الملف أغلق بسرعة في مدة لا تتجاوز شهرا واحدا، فنستنتج من كل هذا بأن الغاية القصوى التي كان يرجوها الفيلسوفان كانت لا تتعدى حب الظهور ورشوى رخيصة جعلت القضية توأد في المهد.

ونطرح السؤال بدورنا، من أعاد فتح القضية من منظور أدبي؟، إن الشعراء والروائيين والكتاب الجزائريين غافلون عن الوضع وكأن الظرف لا يهمهم، ويرجع السبب المباشر في ذلك، إلى أن الكتابة، عند العرب، لا تضع في الحسبان مقولة الأدب الجوهرية: الإنسان، لأنها لم تتجاوز تخوم التعبيرية الرومانسية. كيف كان الحال لو حصلت هذه المجزرة في بلد كفرنسا، بطبيعة الحال كان سيتفتق معها أدب جديد ونظريات سوسيولوجية جديدة ورؤى تجاوزية وأسئلة جذرية. هنا يكمن الفرق بيننا وبينهم، هم يضعون نصب أعينهم مقولة الإنسان عالية ونحن نضعها في آخر الحسبان. انطلاقا من هذه المفارقة الأخيرة، نستطيع أن نفهم لماذا يموت كل يوم في العراق وفلسطين ولبنان والصومال وأفغانستان المئات من البشر، وقل فينا من يشعر بذلك. ونفهم لماذا يرى الإسرائيليون أمرا طبيعيا، بأن تدمير البنى التحتية وذبح شعب بكامله في لبنان وفلسطين يعد مسوغا باختطاف جنديين إسرائيليين أو ثلاثة.

إن تلك المحاولات الجادة، التي كرسها الصهاينة في صناعة مخيال الأمة العبرية المقهورة على مر العصور وكر الدهور، أفضت إلى بلورة صورة للكائن اليهودي محترمة في العالم، بحيث يصبح دم اليهودي الواحد يعادل دم الآلاف من الأغيار، ولم تكن صناعة هذا المخيال في العالم بالأمر الهين، لأن هنالك جهودا عظيمة تظافرت لكي تؤنسن humaniser الكائن اليهودي، لهذا لم يبق أمام العرب والمسلمين، كي يرفعوا قيمة دمهم في بورصة الحروب المفتعلة إلا أن يفعّلوا محرك المخيال، بإعادة كتابة الذات العربية والمسلمة المقهورة، والتفكير مليا في أنسنة humanisation الكائن العربي، إن هذه الكتابة/ الأثر تعد، لا محالة، مضادات حيوية لنسف جرثومة النسيان.

يعكس المخيال فكرة العلاقة الجدلية المتواجدة بين النص والواقع، فالنص لم يعد يفهم كنتاج أو انعكاس لواقع جديد، بل أصبح هذا النص نفسه عنصرا فعالا في تغيير الواقع، بعبارة أخرى، يساهم الواقع في رسم حدود العالم النصي، كما أن النص بدوره، يساهم في خلق عالم جديد، لأن جوهر النص الرمزي (الأدب عموما) يعد استعارة، وما الاستعارة سوى خلخلة لبنية مخيالية قارة ونسج لقوالب عالم جديد.

انطلاقا من هذا المفهوم الجدلي في فهم المخيال، نستطيع أن نتجاوز كتابة تسجيلية تكتفي بالبكاء على الأطلال وإعادة ما هو معروف، إلى كتابة إبداعية تجعل من الواقع خميرة معطاة يمكن قولبتها في أشكال جديدة، تفتح أفاقا واحتمالات وإمكانيات، وهل يمكننا أن ننسى بأن صناعة الإنسان تبدأ حيث تبدأ ذهنية الاحتمالات والإمكانيات!؟

يقول أحد المحللين السياسيين العرب، بأن إسرائيل ستتكبد مرارة الهزيمة بسبب حربها مع المقاومة اللبنانية عشرات السنين، يبدو أن كلام هذا المحلل ينبو عن روح انتقامية كانت مكبوتة في لا شعور أجيال بكاملها، ولكن لا ننسى بأن هذا الملفوظ يخفى إحدى أمراض الإنسان العربي، نقصد ذهان السهولة، فكأننا لا بد أن نكتفي بانتصار أو انتصارين، لمدة تدوم عشرات السنين... إن المقاومة اللبنانية تدل، على الرغم من إنجازاتها الكبيرة، على مرحلة جزئية في الصراع، لأن الجزء الآخر المتبقي، يكمن في إعادة بناء المخيال الجديد، الذي سيعيد للكائن العربي والمسلم إنسانيته.

لو استطعنا بناء مخيال جديد، في المستقبل، يطال إنسانية الكائن العربي، وأوصلناه للعالم دون عقد، عن طريق السينما والأدب والموسيقى... ستحسب اسرائيل ألف حساب، في المرة القادمة، قبل أن تمس فردا عربيا، وإن فعلت ذلك بحماقتها المعهودة، فإن الرأي العالمي لن يسكت على ذلك كما يفعل الآن! إننا في عالم، إذا لم تعط الإثنيات والأفراد قيمة لنفسها فلا تنتظر من أحد أن يبكي على حطامها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

المقاومة الثقافية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

المقاومة الثقافية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» المقاومة الشعبية أليس الدفاع المدني المشروع لاحباط ارهاب الدولة و خيارا اضطراريا وممكنا في حال أمر بدكتاتورية النظام المغربي لاتباعه بالسير الى النهاية في مشروع التدافع نحو استئصال الخصوم و تقتيل المعارضين و و وأد المقاومة والنقد و فرض المؤسسة الملكية با
» المقاومة أم الإبداع...
» مقعد المقاومة
»  مصر تنتصر على المقاومة
»  في ذكرى الخليل: قصة المقاومة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
انتقل الى: