** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

  الرّواية الكاملة رواية ناقصة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روزا
" ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
 الرّواية الكاملة رواية ناقصة  Biere2
روزا


عدد الرسائل : 267

تاريخ التسجيل : 11/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

 الرّواية الكاملة رواية ناقصة  Empty
14092010
مُساهمة الرّواية الكاملة رواية ناقصة

الرّواية الكاملة رواية ناقصة

لا أضيف جديدا إذا ما قلت إنّ الذائقة العربية المعاصرة لا تزال مهووسة بجمالية السلطة، جمالية الكمال، لذلك ترى حلم كل روائي أو شاعر أن يضاف إلي أعماله نعت الكاملة؛ فيسعى هو في حياته إلى جمعها حسب موقعه من السلطان أو تجمعها له السلطة بعد مماته وإن كان مفهوم الأعمال الكاملة في الغرب لا يعني الكمال الإلهي وإنما هو كمال حركة كتابة أو انتهاؤها إما لعجز بدني أو لموت.

والأعمال الكاملة لا تعني البتة إنها مقياس الإبداع الكامل، وقد يتوفر لهذا الأديب أو ذاك مما يدخل تحت أمهات الكتب، ولن يكون مبدعا لأن مفهوم الإبداع يتنافى وعقدة الكمال إذ المبدع بطبعه ناقص، وتظل أعماله ناقصة حتى عند توقفه عن الإنتاج الأدبي وحتى إن حظي بإجماع أصحاب جمالية السلطة في عصره على أنه نسيج وحده أو هو يتيمة دهره. ولعل هذا ما يفسر اختراق قاعدة الكمال بصديدها من الهوامش ولم تصمد القصيدة العصماء ولا الآية ولا الرواية باعتبارها أجناسا صارمة أو هي كاملة أمام ما ينعت باللغو أو الهذيان. إن شعور أصحاب جمالية المقاومة بنقصهم شعورا واعيا يؤدي بهم إلى الرغبة في إشعار أصحاب جمالية السلطة بنقصهم وتلك غاية قلما تدرك لأن أصحاب جمالية السلطة يمثلون عقلية الإيمان بالكمال وإن سقطت سلط الكمال وتبدلت بتبدل أشخاصها لذا فإن الناظر في الخطاب الروائي العربي الحديث له أن يدرك حركة مد الكمال الغالبة على حركة جزر النقص مما يولد إحساسا بأن الخطاب الروائي العربي يسعى إلى حمل رسالة أو تعريف على شاكلة ما يجري على ألسن عشاق جمالية السلطة ومقاومتها من أن الأدب مأساة أو لا يكون أو الكلام على الكلام صعب أو إذا الشعب يوما أراد الحياة.
إلا إن هذا السعي إن كان له ما يبرره من دواعي الالتزام فإنه لم يسلم من خيبات أمل التعلق بالشعار، شعار الكمال المتولد عن أوهام الغفلة عن النقص الطبيعي الكامن في الذات، ذلك النقص الرامز لعظمة الإنسان لا إلى ضعفه. وهكذا ينكشف زيف عملة الكمال التي يناصرها من يحسبون على جمالية المقاومة وهم يناصرون في الواقع جمالية السلطة ويتشبثون بسلطة النص.


جمالية السّلطة جمالية نصّ

يتضح من خلال نظرنا المتواضع الناقص أن الخطاب العربي المعاصر خطاب يدعي الكمال، وادعاء الكمال نص أو رفع واستعلاء بما يضمن للناص الأعلى ومعراجه لغة السند المفيد السلطة الكاملة على ما هو دون النص أو مما يخرج عنه من كلام الهذيان أو الفوضى التي لم تسلم منها النصوص العظمى والنصوص المعجزة وإن كانت النعوت كالأسماء يصنعها لافظوا النصوص ليصيروا قراءها صاغرين لها راكعين ناسبينها إلى ذوات عليا هي في الواقع ذواتهم مجردة ذوات اللغة ذوات الاستعلاء عن الكلام البشري وهي من الكلام البشري. ولهم في فسخ الرواية ما يتيح للواقع أن يعلو عن نفسه فيصير واقع الكمال واقع النص الكامل الذي يصير متحكما في بقية النصوص البشرية الناقصة لا لأنها بشرية وإنما لأنها تواجه أو تقاوم نصوصا غير بشرية كتب على الإنسان العربي ألا يتحداها كما كتب على الذين من قبله فرضخ منهم من رضخ وتحدى منهم من تحدى.
ومن تحدى لوحق أو اتهم عبر التاريخ بالزندقة وظل علامة نافخة في المبدعين روح الإقتداء والمغامرة فكان ابن المقفع وكان ابن رشد وكان من بعدهما روائيون وشعراء قاوموا الظلم والاستبداد فتعرى نص السلطة المدعوم بعقيدة الكمال وانفتح للمطوقين بنصوص السلطة باب أو أبواب الأمل في التبشير بولادة ذائقة الشعور بالنقص في الإبداع البشري.


ذائقة الشعور بالنقص وعقبة الشعور بالكمال

ذائقة الشعور بالنقص ذائقة خلاقة لا تكتفي بحدود الأرض أو العرق أو الدين أو اللغة أو نظام الحكم السياسي، ولا تدعي الانتماء إلى حضارة دون حضارة أو نص أعظم دون آخر أحقر لذلك فإنها تصطدم بعوائق ذائقة الشعور بالكمال وهذه العوائق رأسها الأنظمة التي تدعي لنفسها الكمال وهي إن اختلفت تسمياتها في القديم. واتفق اليوم على تسميتها بنظام العولمة تعادي جمالية الإبداع التي هي جمالية الشعور بالنقص بما تريد أن تفرضه على المبدعين من نمطية مجحفة تمنع عن المختلفين معها حق البقاء ولا يوجد أيسر من إلحاق نعت الإرهاب بكل جمالية تقاوم جمالية السلطة ولو عن طريق الكتابة الأدبية لاسيما إن كانت تلك الكتابة تنتمي إلى شعوب مضطهدة أو تعاني من ويلات الظلم والاستبداد، ظلم الأقوى مالك الحقيقة الكاملة.
لكن ومن سوء حظ الشعوب المضطهدة أو المغلوبة على أمرها أن يقوى فيها الشعور بالكمال ولا تجني منها إلا الشقاء والظلم، شقاء السلطة وظلمها في الداخل والخارج، ولجمالية السلطة في الأدب دور فعال في ذلك فتصبح جمالية السلطة جمالية لا إنسانية إن لم نقل إرهابية ويختلط الحابل بالنابل في تبادل التهم ولم يعد المرء في هذا العصر بقادر على التمييز بين من هو إرهابي ومن هو مسالم.
ومن السابق لأوانه أن يعدل بعض المبدعين إيقاعهم بحسب دقات العولمة شأنهم في ذلك شأن بعض الحكومات التي تعدل برامجها التعليمية بحسب ما تقتضيه العولمة وسياسة الأمر الواقع فتزول بعض المحاور أو الشخصيات الأدبية التي لا يمكن فهم ذائقة أدبية لحضارة دون الرجوع إليها وإن لم تكن عين الحق أو يكون أصحابها أصحاب الكلمة الفصل، كما أن جمالية العولمة ليس لها أن تمتلك الحقيقة ولا أن تتبجح بأنها صاحبة القول الفصل، والقيم الجاهلية قيم التعامل بالمثل للدفاع عن الذات تعبر عن حق الإنسان في العيش ولو بشكل مختلف له مبرراته الحياتية وكذلك القيم الإسلامية التي لها أن تختار جماليتها دون أن تمنع عن الغير حق الاختلاف في اختيار جمالية الإبداع أو جمالية السلوك والذي يقال عن القيم الجاهلية والإسلامية يقال عن قيم اليهودية والمسيحية، هي قيم قد تكون قيم كمال بالنسبة إلى معتنقيها لكنها لا تلزم من لا يعتنقها في شيء وإن كان هدفنا في هذا المدخل الجمالية الأدبية لا غير. وحان الوقت في الخطاب الروائي العربي الحديث للفصل بين ما هو ديني وأدبي كما حان الوقت للنظر في مسألة النعوت حتى لا ننادي بالأمر وضده فنرفض الكمال الديني ونقبل القول بالكمال الأدبي أو السياسي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الرّواية الكاملة رواية ناقصة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الرّواية الكاملة رواية ناقصة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
انتقل الى: