** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 ليف أولمان.. تتغيّر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

ليف أولمان.. تتغيّر Empty
08112011
مُساهمةليف أولمان.. تتغيّر

ليف أولمان.. تتغيّر 1677378032

أحمد ثامر جهاد




مَنْ أجدر من الممثلة العالمية ليف اولمان،المعروفة،بغنى حياتها
وإبداعها،في كتابة مذكراتها،من امتلك مثلها ذاكرة عامرة بالمواقف
والانجازات والمشاعر الكبيرة؟ إن اولمان من بين قلة من مبدعي العالم،نحتت
أسمها بقوة في ذاكرة الجمهور..


في مذكراتها الموسومة(أتغيّر)والمهداة إلى ابنتها لين،تستعيد اولمان
أهم محطات حياتها بأسلوب رشيق ومؤثر يليق بسيرة فنانة استثنائية نذرت
روحها وسخرت طاقة جسدها للفن،في المسرح والسينما.
وقد اختارت لمذكراتها
الصادقة والجريئة مسارا حرا لا يلتزم بسرد نمطي يلاحق تغيرات الحياة عبر
تتابعها الزمني،وإنما ركزت حديثها حول المواقف التي أثرت في حياتها
والأشخاص الذين تفاعلت معهم،فضلا عن طرح تصوراتها حول ابرز أدوارها
السينمائية،والاهم من ذلك كله طبيعة فهمها للحياة،ومحاولة قراءة ذاتها
والآخرين في تأمل يتسم بالوضوح والجرأة والخفة..
عبر مشوارها الفني
الطويل أكدت اولمان كيف أن النجاح والفشل يغيران الإنسان من حال إلى
حال،وان الفرد وحده من يصنع أقداره في هذه الحياة، بتوقه إلى السعادة أو
مواجهته للفشل. لكن الألم يختبئ هو الآخر عند نهاية كل ابتسامة، فيكون
الأسى أكثر ما يحصده البشر في حيواتهم،إذا ما تأمل المرء صور ماضيه
ومستقبله،إذا ما أخطفته الوحدة في غفلة من الزمن،وانفض الجمع الأثير من
حوله.
الفتاة النرويجية التي خلا وجهها من مسحة الجمال الاسكندينافي
حملت في دواخلها روحا أوربية أعمق مما تفعله مساحيق التجميل على محيا نجمة
سينمائية طافت شهرتها العالم كله.خاصة أن تلك النجومية شهرتها اقترنت بأبرز
أفلام المخرج السويدي الكبير انغمار برغمان الذي أصبح زوجها في منتصف
مشوارها الفني.
***
أول صورة تخطها ليف اولمان في مذكراتها تتعلق
بولادتها عام 1938 في مستشفى صغير بطوكيو.إشارة ذات دلالة عميقة تستعيد
اولمان من خلالها تلك الحادثة وتقول إن أمها تتذكر شيئين عن ولادتها.
"الأول:
إن فأرا مر من أمامها واعتبرته فألا حسنا.والثاني: إن الممرضة همست في
أذنها بنبرة اعتذار..يؤسفني أنها فتاة.هل تفضلين إخبار زوجك بنفسك؟"
من
تلك اللحظة لم يفارق اولمان الشعور بأنها ليست أفضل شيء يمكن ان يحدث
بالنسبة لوجودها.رغم ذلك رسمت الفتاة الشهباء ذات الملامح الحادة لنفسها
مسارا قاسيا ومثابرا من اجل تحقيق أحلامها وطموحاتها..عشقت الكتابة
والموسيقى وأبدعت في التمثيل المسرحي منذ مطلع شبابها،وامتحنت قدراتها
الأدائية وطاقتها الذهنية على الابتكار والتقمص والتنويع وهي تؤدي على
خشبات المسارح الأوربية عشرات الأدوار الصعبة في أعمال مسرحية بارزة لكتاب
مثل سودنبرغ وابسن وبريخت وآخرين.
ومثلما لم تبعدها السينما عن عشقها
القديم للمسرح،فان بريق نجاحها السينمائي لم يسرق منها لذة الهدوء الداخلي
الذي طالما انجذبت إليه.لقد وجدت اولمان نفسها في الاسترخاء والصمت
والتأمل،في ذلك النوع من السكينة والصفاء الذي عرفت به المدن الاسكندينافية
الباردة،حيث يمكن للمرء بعد انتهاء يوم شاق التمتع بالجلوس إلى جوار
نافذته في شتاء ممطر،يراقب حركة الناس العائدين إلى منازلهم بخطى عجولة.
تتحدث
اولمان في مذكراتها عن ذلك الوجود الحميم للأشياء.متعة تناول وجبة عشاء مع
الأصدقاء على مائدة واحدة تزينها الشموع وكؤوس الشراب الأحمر،والاستماع
إلى ثرثرتهم وهي تخلف سعادة خاصة وشعورا أليفا من أن لا شيء يحصل،لا شيء
يمكن له أن يكدر المرء في أمسيات كهذه.
هذا الميل الذي تكنه اولمان لنمط
بسيط من العيش يمكن عده وسيلة ذاتية لمكافحة القلق المتأصل في حياة
الكائن. قلق ازلي برعت اولمان في التعبير عنه عبر عدد من الشخصيات التي
جسدتها في السينما،خاصة أدوارها في أفلام برغمان:العار،صرخات
وهمسات،برسونا،سوناتا الخريف.
كيف يمكن لنا ببساطة نسيان دورها المعجز
في فيلم برسونا،احد أجمل وأعمق أفلام برغمان. أظهرت اولمان في هذا الفيلم
جل قدراتها الأدائية من خلال التعبير بوجهها وحركاتها فقط من دون ان تنطق
كلمة واحدة طوال الفيلم.إنها تتذكر على نحو خاص هذا الفيلم الذي شاركتها
البطولة فيه الممثلة بيبي اندرسون. وتقول إنها كانت سعيدة بالحوارات التي
تثار بين الممثلين والمخرج. كما تعبر عن إعجابها بموهبة اندرسون وكيف أنهما
أمضيتا معا أياما جميلة في جزيرة فارو حيث تم تصوير مشاهد الفيلم.
عن زميلتها بيبي اندرسون تقول اولمان"كنا نتخيل المستقبل،وزواجنا،وطفولتنا وشبابنا،ونعد بان نصبح عرابتين كل منا لأطفال الأخرى"
"كنت معجبة بكرمها وإخلاصها.،قويت صداقتنا وصمدت على مدى السنين."
كما
تبدي احترامها لطريقة برغمان في العمل السينمائي وقدرته السريعة على فهم
الممثلين،فضلا عن بداهته في توجيههم والنقاشات الطويلة العسيرة والجميلة
التي تثار من اجل الوصل إلى أفضل رسم ممكن للشخصية.
"كانت المرة الأولى
التي أقابل فيها مخرجا سينمائيا يدعني أميط اللثام عن مشاعر وأفكار لم يكن
احد قد لاحظها من قبل.كان ينصت بصبر،وسبابته على صدغه،ويفهم كل ما كنت
أحاول التعبير عنه.كان عبقريا خلق جوا يمكن أن يحدث فيه كل شيء،حتى ما لم
أكن اعرفه عن نفسي"
***
ما لا تخطئه عين القارئ في هذه المذكرات هو
ذاك الحزن المستتر خلف عبارات اولمان وان بدت احتفائية في بعض المواضع،فهي
وان كانت تستعيد أجمل لحظات حياتها في الحديث عن فترة زواجها عام 1967
برفيق رحلتها المخرج برغمان (له أربع زيجات سابقة)وخصوصية علاقتهما
ومشاريعهما المشتركة،إلا أن قسوة انفصالهما عن بعضهما البعض كانت دافعا
قويا لإعادة التفكير بالأشياء على نحو مغاير،فالألم على ما يبدو أكثر
ملائمة من سواه لان يكون حفزا فعالا للتغيير.
مع ذلك تحافظ اولمان على
طرافتها وانفتاحها على الحياة،وتمنح نفسها فرصة أخرى للنظر إلى ما حدث
ويحدث بشكل يتسم بالتبصر والإدراك العميق.ربما يكون وجود برغمان أفضل شيء
حصل في حياتها.لكن مواصلة رسالتها في الفن ومنح ابنتها الذكية لين كامل
حنانها وآمالها يشكلان قيمة إنسانية لا تعوض.وليس مهما حينذاك التفكير
بإجابة عن كون ذلك الانفصال ضروريا أم لا. المهم هو الحفاظ على الصداقة
الخاصة التي جمعت ذاك المخرج بهذه الممثلة في أروع مسيرة تعاون مشترك في
تاريخ الفن السينمائي.
إن اولمان بفعل طبيعة شخصيتها المعقدة من جانب والإصرار على فعل شيء ذي قيمة، تعلمت أخيرا أن تتغير.
هاهي
تقول"إن الأشخاص الذين تلامست حياتهم،يحتاجون إلى تجديد الاتصال،حتى بعد
أن يذهب كل منهم في اتجاه مختلف،حتى وان أصبحت الحياة الجديدة لكل منهم
جزءاً مما يتقاسمونه الآن.."
"لا احد يمتلك أي شخص آخر.إننا معا يملك كل منا الآخر والطبيعة والزمن."
ربما
الأجمل في تفكير اولمان أنها تستمد قوتها ليس فقط من مؤازرة الآخرين الذين
أحبوها،بل من الأشياء والطبيعة التي تحيط بها.من كل ما تحبه بقوة..
رغم
تلك المشاعر المؤلمة لم تتوقف اولمان عن سرد ذكرياتها الجميلة عن المدن
الأوربية التي زارتها والمسرات التي عاشتها في السفر إلى أماكن
مختلفة،فضلا عن الأوقات التي أمضتها بصحبة الأصدقاء والمعجبين ولقاءاتها
بعدد من الشخصيات العالمية المعروفة.وعلى الدوام هناك مساحة كافية لإيفاء
الآخرين حقهم من الكلام.تستطيع ليف تذكر الجميع وهي تتحدث عن الأوقات التي
استغرقتها التحضيرات لبعض الأدوار السينمائية وطبيعة العلاقة الحميمة مع
المسؤولين عن تصميم الأزياء وعن المكياج والمساعدين في حفظ الأدوار.لكل شخص
مذاق خاص يصعب نسيانه.
أما حسها الأدبي الواضح في التعامل مع الأشياء وتأمل طبيعتها فقد كان زادها الذي تلجأ إليه دائما وهو مصدر شاعريتها ورهافتها.
تذكر
اولمان"أن الإحساس بالريح وأشعة الشمس تلامس الوجه،وفي الوقت نفسه الإحساس
بعبير الأشجار والصخور وتربة الأرض التي أسير عليها يلامس بشرتي،إنما يشكل
جزءاً مما يغيّر حياتي"
ان هذا الانتماء الروحي للطبيعة والشغف الجواني
بكائناتها وأصواتها جعل اولمان من نمط أولئك الفنانين الذين يظهر عليهم
جليا الانزعاج من البهرجة والإسراف في المظاهر،وعدم الارتياح للاماكن
الفخمة وأجواء الكرنفالات الفنية التي تعج بالنجوم والمنتجين المهمومين
بسبل توظيف أموالهم..لم تحب اولمان كل من يبدو عليهم الارتزاق من
الفن،الذين يتاجرون بكل ما له قيمة إنسانية،أولئك الذين يضطرون لسرد الكثير
من الأكاذيب واختلاق المزيد من الحيل للوصول إلى تحقيق غاياتهم.
حتى
أنها تذكر الاحتفاء الكبير الذي استقبلت به لدى زيارتها أمريكا..وكيف أنها
لم تستطع التجاوب مع وجود شاب مهذب بثياب أنيقة يقف طوال الوقت عند باب
غرفتها في الفندق من اجل تلبية طلباتها كنجمة سينمائية من الوزن الثقيل.
على الدوام أرادت اولمان أن تفوز بلحظة خاصة مع ذاتها.لحظة تراجع فيها ما فعلته وما ينبغي عليها فعله يوم غد.
***
لقد
منحتنا اولمان في هذا الاعتراف الطويل عزيمة اكبر على مواجهة مشاق حياتنا
إذا ما تقبلنا خسارتنا وسعينا لتقديم ما هو أفضل لأنفسنا وللآخرين..
"لم يعد في إمكان شيء أن يؤذيني بعد الآن" ..قالت اولمان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ليف أولمان.. تتغيّر :: تعاليق

حمادي
رد: ليف أولمان.. تتغيّر
مُساهمة السبت أكتوبر 20, 2012 1:57 pm من طرف حمادي
جميل جدا
شكرا اخي
على هكذا اختيارات
 

ليف أولمان.. تتغيّر

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
انتقل الى: