بقلم: سنا السورية

يقوم وزير خارجية الروسي سيرغي لافروف مصحوبا برئيس الاستخبارات
الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف بزيارة دمشق بطلب من الرئيس الروسي
ديميتري ميديديف, الزيارة حسب المعلن هدفها هو” إحلال الاستقرار في سوريا
من خلال التطبيق السريع للإصلاحات الديمقراطية الملحة “. وذلك بعد استخدام
كل من روسيا والصين مشروع قرار منع من دعم المبادرة العربية القاضية
بتسليم صلاحيات لنائب الرئيس من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية يرأسها شخص
موافق عليه من المعارضة.

تأتي هذه الزيارة بعد استخدام الفيتو ضد مشروع القرار من الجانب
الروسي,وفي رد لتبرير موقفها تحجج واهيا المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة
بأنه لم تعطى الفرصة الكافية لمناقشة القرار,ويمكن أن تستخدم صيغة هذا
القرار كذريعة للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا, وفي مسار اخر تحليل
لوكالة الأنباء الروسية “ريا نوفستي” قال بعض المحللين أن الزيارة ربما
تستهدف إقناع يشار الأسد بالتنحي.

هذه الزيارة وهذه الردود والتحليلات الصادرة عن الجانب الروسي وإعطاء
معلومات متناقضة أحيانا وبث لأكثر من رأي واجتهاد, كان هدفها فقط هو تغطية
الصفقة التي تريد موسكو إجرائها مع الغرب ويدفع ثمنها بعض الأطراف
بالمنطقة بما فيها سوريا المحتلة من قبل العصابة الاسدية. فعندما تستمع
وتشاهد المتحدثين والمحللين الروس والتلفزيون الروسي الناطق بالعربية
تلاحظ أن المذيع يريد توجيه الضيف للتحدث بما تهواه الحكومة الروسية بحيث
انه يمنعه ويقاطعه في الكلام بشكل متكرر وسمج, وكأنه يفرض عليه ما يريد أن
يقول, والمحللين الروسيين (الخبراء) هم كأنهم يعملوا كمندوبين دائمين لبعض
أجهزة المخابرات الروسية خرجوا توا من الحقبة السوفياتية.



الروس كعادتهم في مثل هذه الأمور لا يهتموا أبدا بالحياة الإنسانية
للشعوب ولاتهمهم الأخلاق ولا يتقيدوا بالمبادئ وهم بتعاملهم تشعر كأنهم
يبحثوا عن مصلحتهم الخاصة على حساب الآخرين بشكل فظ بغيض, لا يهمهم عدد
القتلى ولا يتأثروا بالمشاعر الإنسانية ويتحدثوا بدم بارد لا يعرف
العاطفة, وكأنما لهم دم بارد كبرد شتائهم القارص, وتراهم وتشعر بأنهم
يريدوا عقد صفقة لمصالحهم الخاصة ولو كانت على حساب دماء الشعب السوري
الذي يقتل منه بالمئات يوميا, فهم في سبيل ذلك ضغطوا على الغرب عندما
صوتوا في المرة الأولى على القرار بالفيتو وذلك لكي يثبتوا أنهم لن يمرروا
هذا القرار ضد النظام الاسدي إلا بعد إعطائهم بعض الامتيازات والتنازل عن
بعض القضايا المتعلقة بالصراع مع الغرب كالدرع الصاروخية ومنظمة التجارة
العالمية وقضايا أخرى, وهم وضعوا على الطاولة شروطهم وطلبوا من الغرب
التحدث معهم فيه بشكل وقح.

ولكي يغطوا على ما يبيتونه تحدثوا وأصدروا البيانات وقال مسؤوليهم أنهم
لا يريدوا تكرار ما حدث في العراق وليبيا من تدخل عسكري مباشر في هاتين
الدولتين العربيتين الذي نتج عنه صراع دموي ذهب ضحيته بالآلاف من
المواطنين, هم يستخدموا هذه الذريعة لكي يلبسوا الحق بالباطل, فهم مافتئوا
يكرروا منذ اليوم الأول للحراك الشعبي في سوريا ما تصرح به العصابة
الاسدية من اتهامات كاذبة عن وجود عصابات مسلحة في البلاد, والتي لم يستطع
النظام ولا مخابرته الخمسة عشرة جهازا أن يثبتوا وجودها حقيقة.

هدف الزيارة المعلن هو إعطاء فرصة للنظام السوري لتطبيق إصلاحات فورية,
وإطلاق الحوار الفوري, فان كانت كما يقولون فكيف يتم فرضها على الشعب
السوري من قبل النظام وبضغط من روسيا, وعدم السماح للسوريين في إبداء
رأيهم فيها, وهل سوريا هي فقط بشار الأسد وعصابته والمعارضة التي تم
تشكيلها من قبل أجهزة مخابراته وبعض عناصره أو المرتبطين معه امنيا(مخبرين
لنظامه), وهل يوجد أي فسحة للشعب السوري ليقول كلمتهم في مستقبلهم الذي
يريدونه أم أنهم وقعوا تحت الوصاية الروسية تقرر وتفاوض عنهم وتلزمهم بما
تراه مناسبا لها, لا نريد أن نخرج من حكم عائلة الأسد لنصبح تحت حكم
الوصاية الروسية لنا, فان كانوا غير ذلك فليرفعوا الغطاء عن النظام
وليقفوا بدرجة متساوية من الطرفين ولا يدعموا طرفا على الآخر على الأقل.

النظام السوري رفض المبادرة العربية وهاجم الدول العربية واتهمها
بالتآمر وبأنهم ليسوا عروبيين, وهاجم مجلس الأمن والدول الغربية, وتحدث عن
عدم قبوله بأي قرار من مجلس الأمن لا يضمن بقاء الأسد في السلطة, وابتهج
وهلل للفيتو المزدوج الروسي الصيني, فهل يستطيع وزير خارجية روسيا ورئيس
مخابراته أن يقنعوا الأسد بالرحيل؟؟؟؟

النظام الأسدي رفع وتيرة القتل في سوريا وباشر الهجوم على جميع الجهات
المنتفضة عليه وأمطرها بالقذائف الهاون ومدفعية الدبابات ليحدث اكبر قدر
من القتل والدمار والرعب عسى أن يتم سحق الانتفاضة السورية على حكم
عصابته, وذلك بتغطية ودعم مباشر وتوطئة له من قبل الجانب الروسي والتي لم
تنكر عليه حتى الآن ولم تطلب منه وقف الهجمات المجنونة على الشعب السوري
وإيقاف ارتكاب المجازر.

سوف يخرج من الاجتماع المتوقع عقده غدا في دمشق بين الجانب الروسي
ورئيس العصابة الاسدية (والذي من المتوقع أن يدوم ساعات طوالا كما هي
العادة وبما يتجاوز عدد ساعات الاجتماع الذي تم عقده مع وزير الخارجية
التركي) تصريحات ووعود بالهواء لن يطبق منها شيئا, وسوف تبقى آلة القتل
الاسدية دائرة في جميع مناطق سوريا.











المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع الثورة السورية وإنما تعبر عن رأي مؤلفها