مهما بلغت اختلافاتنا معه في نقاط و جوانب يبقى هذا الرمز هو المشعل الذي
عجزت ان تلهيه انتماءاته الدينيه عن الاعتراف باخوة البشر الانسانيه و
وحدتهم
كلما ذكر اسم ادوارد سعيد امامي تتدافع الذكريات والصور له في مخيلتي
و تبقى صورته وهو يقذف الحجاره على الدبابات الاسرائيليه مع اطفال فلسطين المسلمين هي سيدة الذكريات
و كأنه يقذف الحجاره على دعاة الفرقه و على حكومة فلسطين ذاتها ليقول لها
انتمائي لدين لا يمحي كوني ابن بلدي وارضي
فكان بحق كما قيل عنه ( صوت فلسطين في امريكا ) ... ولكن
ما اريد ايصاله هو ليس قضية فلسطين التي ضاعت و تشتت بين انياب الصهاينه
الذين اراهم ملائكه مقارنه بـهؤلاء الذين يقتلون بعضهم من اجل السلطه
بل من اجل انسانية ادوارد سعيد الذي غاب قمره عنا
و بقيت انجازاته بلا والي
ادوار الذي لا يخلو تاريخه من المتناقضات بين كونه امريكي و كونه فلسطيني
حتى انه كان يقول بنفسه ( "أزداد حزنا كلما ازدادت أمريكيتي، وأصمم على مواجهة هذه الأمركة".
لكن كون ادوارد امريكي هو مدعاة للمفخره اكثر من كونه عضو في المجلس الوطني الفلسطيني تحت سلطة الراحل ياسر عرفات
حيث انه استقال عام 1991 بسبب معارضته الشديده على سياسات الراحل عرفات
مات ادوارد ومات عرفات
شتان بين الميتتان
احدهما مات وهو يرفض الاستبداد
و احدهم مات راكعا
كان سبب استقالة سعيد هو معارضة عرفات و اتهمامه لعرفات انه يركع بسهوله لكل ماهو اسرائيلي
ومن هنا تبدأ مسيرة المتناقضات في تاريخ الراحل سعيد
رجل يقول لا تركعوا لليهود ولكن لا تفجروهم بل اقذفوهم بحجر
رجل يقول جرائم اليهود في الفلسطنيين كبيره ولكن جرائم النازيين في اليهود افضع
رجل يهاجم المفكر الفرنسي جارودي بسبب كتابه الذي انكر فيه المحرقه اليهوديه
رجل يستقيل بسبب تقرب عرفات من اسرائيل ولكنه في نفس الوقت يدعو لوطن قومي مع اليهود
رجل يؤكد ان الصراع مع اليهود صراع اقليمي
رجل يؤمن بحقه في العيش في وطنه و يؤمن بحق اليهود في العيش هناك
ولا نعجب من تناقض ادوارد سعيد ان علمنا ان الصهاينه انفسهم اصابهم الدوار مع متناقضات سعيد
عندما دخل المجلس قال انه يدين العمليات الاستشهاديه اسموه فيلسوف الارهاب الفلسطيني
و عندما عارض عرفات بسبب اتفاقيات اسلو اسموه النازي وهو الذي يعارض انكار المحرقه اليهوديه
اصبح الصهاينه اكثر تناقضا من سعيد
توفي سعيد بعد صراع مع سرطان الدم
ولا اعلم من كان سرطان الدم
هل هو مرض ام الصهاينه ام العرب الذين حاربوه ؟