** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
ديسكولاند I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 ديسكولاند

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

ديسكولاند Empty
08112011
مُساهمةديسكولاند

ديسكولاند

ديسكولاند Dictator_tolerance_varition_2_1257115
ديكتاتور أسعد الجبوري

فصل من الرواية




كان الرجال الثلاثة ممن تشكلت منهم لجنة متابعة الرواية ، بأمر خاص
من وزير الحواس ، يتوزعون على طاولات ثلاث في صالون التأليف . فيما جلس
آدم السومري أمامهم كتلميذ سكرّان برعبه في قاعة للامتحانات . هكذا كانت
صورته مشروخة آنذاك . رجل ممزق الأجزاء ، لا يعرف عن الرجال الثلاثة شيئاً .
فالأسئلة ممنوعة . خمن بأن من يجلسون معه في الغرفة ، هم نقاد من إدارة
الأمن العام ، من اؤلئك الذين عادة ما تتم الاستعانة بخبراتهم لإنجاز
المهمات الخاصة بعالم الكتابة والنقد والنشر وتصدير القراءة للشعوب .
المراقب
الأول ، وكما يبدو من شكله الطويل الذي يشبه شكل أفعى مستنفرّة ، يعمل في
قسم سباكة الجمل بلاغياً . فيما وجه المراقب الثاني مقدمة خنزير ، وهو على
ما يبدو من المختصين بفحص معاني الكلمات وأبعادها في الجمل . بينما الرجل
الثالث قصير مدبب الجثة ، يعمل خبيراً سيكولوجياً بتحديد تأثيرات النصّ
على القارئ . ذلك ما تخيلّه آدم وصح توقعه فيما بعد .
“ لو كان اينشتاين أمام الرجال الثلاثة ، لألقى بدماغه يسيل على المنضدة ، وغادر القاعة متبخراً “
أليس
هذا ما تفكر بقوله يا آدم ؟ سأله نفسه وهو يرتعد . فيما كانت أصوات اقدام
وزير الحواس الذي اقتحم القاعة فجأة ، تتضخم في رأس آدم كالمفرقعات . وما
أن أصبح الوزير فوق الرؤوس تماماً ، حتى ظهر صوته المتهدج قائلاً :
لقد جئت لأعطي إشارة البدء بكتابة الرواية ، وما عليك يا آدم إلا أن تكون مبتهجاً . ثم أضاف قبل خروجه موجهاً كلامه لآدم السومري:
_
اكتب لتتخلص من كل الأعباء .عليك باستدعاء الكاسحات الكبرى ، لتقذف بجثتك
في واد من الوديان المجهولة . تذكر الدقة بالعمل . فهي مطلوبة . ستأتيك
الشياطين بالأفكار والصور، لا تنسى أن تقتبس من نصوصها ما يضيف الى خيالك
الشيء المروع والقذر . نعم . فالاقتباس من الشياطين عمل مسموح به في هذا
المكان الذي يصبح الخلود فيه سهلاً . قلت الخلود، لا النوم يا آدم . فطوروس
لا ينام إلا في المناسبات .
نظر آدم الى الوزير نظرة ثاقبة وأجابه بهدوء :
أعرف
ذلك يا سيدي . ليس أسوأ من ملك يرتدي فراشه إرتداء القميص . لقد طلّق
طوروس النوم من حياته . فأنا لم أر ملكاً يتمتع بقصور خيالية ، يُشيدّها
ويهرب منها ، مفضلاً عليها غفوة سريعة في حفرة أو زريبة أو كوخ أو تحت
خيمة في صحراء .
فقاطعه وزير الحواس هائجاً:
وتبليط الشعوب ؟ لا تغفل ذلك أو تنساه . صاح به الوزير . فردّ آدم عليه قائلاً :
أجل
. فأول ما يقوم به أبطال التاريخ السياسي ، هو تبليط عقول الشعوب بزفت
الديمقراطية ، وما أن تتمكن عجلات عرباتهم الفخمة بالتقدم خطوة أو خطوتين
على الطريق ، حتى تصبح تلك الديمقراطية حفراً ومطبات يجب الحفاظ عليها
لابتلاع الشعوب من أقدامها .
الديمقراطية عند طوروس علف لا يستحقه الناس
. هكذا طورّ الرجل نفسه ضد الحريات العالية منها أو المنخفضة ، وبسرعة
خارقة . صار لا يحبذ النفاق الشعبي ولا دفاتر الفلاسفة ممن لا يرى
بأفكارهم غير ديدان تثير في نفسه الغثيان وفيضانات من العنف . فكلما طرأت
له فكرة أن يلبس الثوب الديمقراطي . سرعان ما يلتهب جسده كالفرن ، ويتسبب
له بهياجات تقوده لمحو البشر محواً سريعاً .
كف عن الهذر وكن كاتباً قذراً بجدارة . هيا يا آدم . ها أنني أعلنت بداية التأليف . سأراك لاحقاً .
يرمي وزير الحواس تلك الكلمات بوجه آدم ويخرج من الغرفة منتشياً .
عطس
الرجل الأفعى وهو يحدق بآدم الذي اندفع بالكتابة نهماً. حاول النهوض
للتأكد من مجرى الكتابة وتدفقها على أوراق المؤلف المستعار لتلك المهمة .
إلا أنه ترددّ عن تدقيق الجمل . أحس بأن الوقت مبكر على فحص ما كتبه آدم
الذي كان وقتها يخترق الورق وهو يكتب بشكل جنوني ماطر :
(( ستعجز
الانثروبولوجيا عن تفسير طوروس ، وما يمتلئ به جسده من أشياء ميتة أو حيّة
على حدّ سواء . لقد رضع الرجل من الغرب حليباً ما زال يتسبب بعسر هضم
الشقاء الإنساني والكراهية التعبيرية . لقد غسل الظلام وجه طوروس مبكراً .
تصحرت ذاته ، فأشبعت طفولته بآثار الخيبة وخيالاتها الانتقامية منذ الزمن
الأول .
فأشدّ انتقام يواجه المرء ، أن يتشبع بالخيال القمعي منذ صغره .
آنذاك
، لا يجد ذلك المخلوق فرصة لتطهير ذاته المكونّة من طبقات قهر قديم ، بل
يمضي بالاتجاه المعاكس . يُغرق نفسه بالظلام ويتشكل في نسيجه . يبتكر
عبقرية ظلامية ، تشع بجنون حادّ ، بحيث لا يعود يعرف رأفة ولا يركن الى
سكون )) .
حاول آدم تغيير الجمل الأخيرة . اعتبرها كتلة صخرية ، ربما
تفكك دماغ الملك من شدّة ما تعكسه في نفسه من البهجة . وقد لا تعجب أعضاء
اللجنة المنتخبة من قبل وزير الحواس ، فيرغم على العودة الى الغرفة
الشاقولية مرة أخرى .
لكن ..وما أن رأى المراقبون الثلاثة آدم وقد
فرغ من الصفحة الأولى ، حتى نهض أحدهم والتقطها من على الطاولة ، ثم عاد
الى مكانه ، وراح يقرأ ما كتبه المؤلف بنهم . كان المراقب يقرأ ويضع
خطوطاً وعلامات بالقلم الأحمر الذي كان يهتز كفزاعة الزرع بين أصابعه
الشبيهة بذراع طاحونة تعمل بعشرين شفرّة .
يبدو أن العمل الحقيقي قد
بدأ . فمنذ أن استلم الرجل الورقة الأولى ، وانتهى من قراءتها ، حتى راحت
يده بكتابة عشرات الصفحات تقييماً للصفحة الوحيدة التي كتبها آدم !!
(( ما الذي حدث بحق السماء ؟ هل سيكتب الرجل الأفعى مجلداً من النقد عن أفكار وضعت على ورقة واحدة كتبتها ؟
وإذا كانت مهارة الرجل وقدرته بذلك الشكل، فلماذا لم تكلفه وزارة “ الحواس “ بكتابة ما طلبته مني شخصياً ؟)).
قال ذلك آدم . فيما عيناه تسترقان النظر للتلصص على ما كان يحدث في القاعة .
بمجرد
أن انتهى الأول من قراءة الصفحة التي كتبها المؤلف المنتدب ، تناولها منه
الرجل الثاني مع ما كتبه الأول عنها من نقد وأفكار ، فراح يقرأ ويكتب ويضع
العلامات والخطوط على تلك الصفحات ، وتلك المرة بحبر من لون آخر . لم يشعر
آدم بغرابة ما كان يحدث أمامه . فقد استغرق بالكتابة دون رحمة بنفسه أو
بطوروس .
“ دعهم يكتبون تاريخ موتك . أهذا ما تخشاه ؟ طزّ . دعهم يقولون
للملك أن آدم شتمّك ومسحّ عرشك بالأرض . هل ثمة خوف أكثر مما تسبح فيه
سباحة الآن ؟ “ .
فجأة تنقطع أفكار آدم ، عندما رأى الرجل الثالث ينهض
من مقعده باتجاه جهاز الفوتوكوبي ، لتصوير الصفحة إلى نسخ عدة ، بعدها
ليعود لمكانه ويبدأ بتدقيق ما كتبه المؤلف. بالطبع مع بقية الملاحق
والتعليقات التي كتبها الرجلان من رفاق شعبة “ الصم البكم النطق “ ثم
ليبدأ هو الآخر بالكتابة الفورية ، على غرار ما فعله الرجلان من قبله .
العملية
بدأت تتكرر على المنوال نفسه . فما أن ينتهي آدم من كتابة صفحة ، حتى يقوم
الثلاثة بمراجعتها والكتابة عنها .لذلك لم يعط آدم انتباهه للرجال . ترك
أصابعه تنحت في الورق أفكاراً وصوراً وحوادث . عرف الروتين الآلي لمهمتهم :
تصحيح الأفكار بما يتماشى مع الخطط التي لديهم ، وكتابة التقارير عن عقل
المؤلف وتوجهات الرواية ومسيرة أحداثها .
هكذا خمن آدم الوضع في تلك
اللحظات . ثم غرق بكتابة الصفحات ، الواحدة تلو الأخرى . كان مناخ الغرفة
كثيفاً بدخان الحشيش وعطر الكافور والموسيقا التصورية لأفلام الرعب . وبين
الفينة والأخرى ، تدخل امرأة من طراز النساء المخيفات ببشاعتهن ، ممن
يعملنّ في ذلك المبنى ، لتقديم الأطعمة والمشروبات وشحن الموجودين بمظاهر
الطقوس الشبحية .
وفيما كان آدم منهماً بالكتابة وغارقاً بعرق جسمه،اقتحم وزير الحواس الغرفة عليه بشكل مفاجئ . ليخاطبه :
ضع
نفسك في حلبة ثيران يا آدم، وتشبه بدور المصارع الذي تلتهب بيديه النبال .
أليس اليوم الواحد تحت خيمة طوروس ، يوماً ثقيلاً ، يقف كالسيخ في
القصبة ، ويعادل قرناً من الزمن ؟
_ نعم سيدي . أنا أفكر بقلب مفتوح.
ردّ عليه آدم كمن يتوقع صفعة .
_
لا تقل هذا . فالقلب المفتوح محطة مبتذلة . أتعرف لماذا يا آدم ؟ لأنه
يصبح مكاناً تتجمع فيه الحشرات ومخالب الطاعون والنفايات . ردّ عليه
الوزير مضيفاً :
العنصرية التي عانيت منها في بلادك القديمة ، ليست أقل
ضرراً على عقلك وبنيانك وتاريخك من التعصب هنا . أتذكر كم يزخر الشرق
بالتمييز العنصري ما بين رجل والمرأة . ما بين الدولة وبين المواطن العادي .
ما بين الإقطاعي والفلاح . ما بين راكب المرسيدس والمواطن الحافي . ما بين
الباشا والمعدم . مابين لصوص الحكومات وحرامية البساتين والأسواق. ما بين
تجار السياسة ومنتجي فلسفة الطواحين . إنها الأوبئة الدائمة للفقر والجوع
والقمع والاستلاب التي لا تُردم في الذهن .
ليست عنصرية الشرق في اللون
أو العرق أو الانتماء ، كما هي في الغرب . عنصريتنا متطورة وإبداعية شكلاً
وتكويناً ومحاكاة . تتشكل في السلطة ومراتبياتها ، وفي الحبّ وعناوينه
الكثيرة . في الطعام والحوار والملبس والحلم .
أجل يا آدم . فالعنصرية تراث من طراز معقدّ . وهي ضربة قاضية لماهيّة الإنسان .
الشرق
الذي هربت من عبودياته المختلفة ، لتلتجئ للغرب الديمقراطي المفتوح ،
سيستعيدك ذات يوم ، مادمت ترفض عبودية الغرب لك . لذلك ترى الاثنين - الغرب
والشرق أقصد - يدفعان بك الى الحفرة . فحيث ترفض استعبادية الغرب ، يضغط
عليك الفرنجة ، لتعود الى مواقعك الأولى عبداً لأنظمة ما تزال مُستعبَدّة
من قبلهم . وتالياً ، لتكون منضبطاً داخل السرب . إنها ينابيع الاستبداد
القديمة . ولكن تذكر ، بأن من يبتسم لك في هذه البلاد ، إنما يشتم سلالتك
في أفضل تقدير أو احتمال .
لفظ الوزير تلك الكلمات وخرج. آنذاك قال
الرجل الأفعى لآدم : لقد أجهدت نفسك اليوم كثيراً . فرأفة بها وبنا . أجل .
كتبت ثلاثة فصول يا صديقي آدم . ولا بدّ من استراحة . هيّا . سنقوم بجولة
من أجل شحن دماغك .
__ ولكنني أملك الرغبة بكتابة المزيد . فكل ما أنجزته لا يتعدى مائة صفحة .
ردّ آدم مرتبكاً .
_
أنت كتبت مائة صفحة ، ونحن كتبنا عنها تقريراً بمئات الصفحات . لا بدّ من
التوقف لشحن عقولنا بما فقدّته من طاقات . فنحن في شعبة الحواس ، مثلنا مثل
البطاريات . تستنفذ قواها ، فيما لو استمرت بالعمل مطولاً . لذلك لا ننشد
استهلاك طاقاتنا دفعة واحدة . ليكن ذلك معلوماً لديك يا آدم . صحيح السرعة
مطلوبة بالنسبة للعدائين ، ولكن ليس لأن تصبح مقتلاً لهم .
أجابه الرجل الثالث ، وهو يجمع الأوراق ويضعها في اضبارة حمراء .
بعد
ذلك بلحظات ، يتجه المراقبون الثلاثة بمعية آدم نحو الخارج . شعر آدم ببعض
مشاعر الإرتياح تغمره من ذلك الإجراء . فكرّ بأن الرجال سيذهبون به الى
مطعم فاخر لتناول وجبة دسمة تليق بما كتبه من صفحات عن تاريخ طوروس المعتق
بالقتل والدماء والجنون والمفارقات ، وبالتالي ، ليعوض عما استهلكه من
حُريرّات في أثناء التأليف عن بعض جوانب شخصية الملك . أو ربما سيذهب به
مرافقوه الى سهرة حمراء ، تشحنه نساؤها بطاقات وطاقات اضافية لاستكمال
العمل في الغد والى ما بعد بعد بعد الغد . إلا أن الخيبة ضربت رأس المؤلف
في الزاوية الموجعة . عندما عرف بأن ما تخيله ليس إلا وهماً بوهمّ . فقد
أخذه مرافقوه لأمكنة تضج بروائح التعذيب والرعب واللاحياة . هناك امتلأت
عيناه بما كان يجري في سجون فروع الأمن وأقبيتها . أخبره مرافقوه بأن ما
كتبه في الفصول الثلاثة ، لا يرقى للمستوى المطلوب . لذلك جاءوا به في هذه
النزهة ، لتحفيز ذاكرته على تخزين صور أكثر رعباً وأشد هولاً في كوارثها ،
بهدف الاستفادة منها في عملية التفريغ، أو ما يسمى بالتدويّن الروائي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ديسكولاند :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

ديسكولاند

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» «ديسكولاند» محاورة حول فانتازيا الخيبة والذنوب
» أسعد الجبوري في ديسكولاند:ريادة في تشريح العنصرية الغربية (1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: