ام المصري في فترة التسعينات بسبب "اعترافات
ليلية" و هو إسم أشهر برنامج إذاعي ليلي أثار ضجة كبرى على مستوى المسؤولين
والجماهيرالمصرية لما تضمنته اعترافات المستمعين التي كانوا يدلون بها على
الهواء مباشرة عبر التليفون لمذيعة البرنامج بثينة كامل من تفاصيل محرجة
اعتبرها البعض كاشفة لعورات البيوت المصرية فقامت الدنيا ولم تقعد إلا بعد
إيقاف البرنامج وابتعاد المذيعة الجريئة عن الإذاعة.
بثينة كامل
لأنها مثيرة للجدل تعشق التمرد على كل ماهو مألوف فقد أثارت دهشة جمهور
التليفزيون المصري عندما تم استضافتها لتتحدث عن موضوع عصمة المرأة في
برنامج البيت بيتك الشهير مع الاعلامى محمود سعد وضربت بنفسها مثلا لتفاجئ
المشاهدين بأنها اشترطت أن تكون العصمة بيدها وهو أمر ليس مألوفا في
المجتمع المصري.
ومن يعرف الإعلامية بثينة كامل لا يندهش من جرأتها وتمردها فهما جزء أساسي
من شخصيتها التي تعشق الحرية والتعبير عن نفسها بكل إنطلاق ضاربة عرض
الحائط بأي قيود.
وهي ليست مجرد مذيعة في الإذاعة والتليفزيون المصريين وإنما هي إعلامية لها
مذاق خاص وموقف خاص أيضا لا تتقيد فيه بأية مواقف رسمية ومن هذا المنطلق
عبرت عن رفضها لحكم الرئيس السابق مبارك وهى تنتمي لقافلته الإعلامية
وانضمت لحركات معارضة للنظام أشهرها حركة كفاية وشاركت في المظاهرات وقادت
الحركات الإحتجاجية دون أن تخشى لومة لائم كما شاركت في ثورة 25 يناير.
بثينة المناضلة
وفي عام 2006 امتنعت عن قراءة نشرة الأخبار رفضا للسياسات الإعلامية
المصرية حتى أعلنت بعد الثورة قرار رجوعها ثانية للتليفزيون المصري قبل أن
تشتعل أزمة جديدة بينها وبينه بسبب انتقاداتها اللاذعة على الهواء في قناة
النيل الثقافية لسامي الشريف رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون في شهر مايو
الماضي والتي أدت إلى تدخله مباشرة لإنهاء الحلقة وسط دهشة المذيع وبثينة
كما انتهت الأزمة باستبعادها من التليفزيون.
وكان المصريون على موعد مع مفاجأة جديدة من العيار الثقيل عندما أعلنت
الإعلامية بثينة كامل ترشيح نفسها لرئاسة الجمهورية وسط مشاعر من الثقة
والتحدي لتكون السيدة الوحيدة التي برز إسمها بين كوكبة المرشحين من
الرجال.
وفي خضم حملتها الإنتخابية وفي الأسبوع الأخير من شهر رمضان الماضي
أهدت جمهورها المصري مفاجأة جديدة بإعلانها عقد قرانها في أحد المساجد عقب
الإفطار من أحد أقطاب المعارضة المصرية وهو المستشار أشرف البارودي نائب
رئيس محكمة الاستئناف وأحد الأعضاء البارزين في “تيار استقلال القضاء” الذي
ناصبه النظام المصري السابق العداء لقيامه بفضح أعمال التزوير التي شابت
الانتخابات البرلمانية عامي 2005 و2010 وصاحب حملة ترشيح نفسه وزيرا
لداخلية مصر على الفيسبوك وهو ما يراه البعض بأنه استمرار لحملة بثينة
الإنتخابية بينما اعتبره البعض الآخر ذكاء من بثينة وقدرة فائقة منها على
الإستمتاع بالحياة كيفما ووقتما تشاء تطبيقا لهدف برنامجها الشهير على قناة
أوربيت “أرجوك إفهمني” .
ولم تتوقف بثينة كامل عن ممارسة هوايتها كمشاغبة للسلطة وأخذت تهاجم
المجلس العسكري وتوجه له بعض الإتهامات ولازالت تهاجم الإعلام المصري وتصفه
بأنه لم تتغير مساوئه وتطالب بمزيد من الإصلاحات لتحقيق شعبية أكبر.
ويبقى السؤال هل تنجح بثينة كامل باعتبارها المرأة الوحيدة بين المتنافسين
الرجال أن تخوض تجربة سباق الرئاسة في مصر لأول مرة لنهايته أم تتراجع في
منتصف الطريق لصالح مرشح آخر؟! هذا ما سنراه في الأيام المقبلة.
لكل مصري نصيب في مصر و ثورتها“المجلة” التقت بثينة كامل في القاهرة وكان لنا معها هذا اللقاء السريع حول ترشحها لرئاسة مصر، وسألناها في البداية:
المجلة: لماذا فكرت في الترشح وما الهدف من ذلك؟ هل هو لإثبات
جدارة المرأة أم لمجرد الاستعراض الإعلامى باعتبارك إعلامية شهيرة وذات
مواقف سياسية؟- هي ممارسة عملية لحق المرأة في الترشح و للإضافة الى مصر وثورتها وجها
حضاريا و هي رسالة لكل مصري بأن له نصيبا في مصر و ثورتها و لابد أن ندرك
أن حق الترشح مساو لحق الانتخاب.
المجلة:هل لذلك علاقة بتوقيت الزواج ؟ - لقد تزوجت من الرجل الذي اقتنعت به عقلا و قلبا و لا صلة بتوقيت زواجنا بالسياسة من قريب أو بعيد.
المجلة: وما موقف الزوج من ترشحك؟- زوجي المستشار أشرف البارودي كان من أكثر المؤيدين لترشحي بل الداعمين لهذا الحق.
المجلة: هل تعتقدين أن مهمتك أصعب في إقناع الناخبين بك وسط هذا الكم من المنافسين؟- بشكل عام على المرأة السياسية ان تعمل 7 اضعاف الرجل كي تأتي بنفس
النتائج ليس في مصر وحدها و لكن بشكل عام و مع ذلك فالجميع يشهد لي بالدأب و
النشاط و الانتصار للثورة المصرية ومطالبها باستمرار و إصرار رغم ما
واجهته قبل وبعد الثورة.
بثنية مرشحة الرئاسة تبدآ حملتها الانتخابية مبكرا
المجلة: ما أهم الدعائم التي تعتمدين عليها في إقناع الناس بتأييدك؟- البداية يجب أن تأتي بالتجول في أنحاء مصر كافة للتعرف على مطالب الناس و
طموحاتهم لحياة كريمة عن قرب و دعم مشروعات تطوير العشوائيات ورفع
المعاناة المتراكمة على كاهل المصريين وتجميع كل الافكار الخلاقة و
المشروعات التنموية حبيسة الادراج في عهد المخلوع.
المجلة: ما أهم ملامح برنامجك الإنتخابي الذي تتميزين به؟- مكافحة الفقر و الفساد و الارتقاء بكل ما يخدم مستقبل مصر خصوصا التعليم و الصحة.
المجلة: وما معالم سياستك الخارجية بخاصة تجاه إسرائيل وإيران والغرب والعرب؟- نحن دولة تحترم سيادتها منفتحة على إقامة علاقات متوازنة مع الجميع نقبل
التحالف و نرفض التبعية و لا نقبل أي تدخل في شؤوننا الداخلية.
المجلة: كيف ترين شكل التعامل مع كامب ديفيد في ضوء الأحداث الأخيرة؟- تعديل الاتفاقيات الدولية يتم باتفاق اطرافها و المرحلة تتطلب زيادة القوات المصرية في المنطقة الحدودية لحفظ الامن.
المجلة: مارأيك لو فعلت مصر ما فعلته تركيا مع السفير الإسرائيلي؟- اذا انتهكت اسرائيل القانون الدولي أو إتفاقية السلام و كان مطلب الشعب
هو سحب السفير المصري في إسرائيل فسأحترم مطالب الشعب المصري.
المجلة: ما رأيك في المظاهرات المستمرة في مصر حاليا وهل يجب توقفها أم لا؟ وهل مازلت تشاركين فيها؟ - لم تعد المظاهرات و الاعتصامات هي الشكل الوحيد للفعل الايجابي ومازلت
اشارك فيها ولكن على الجميع ان يشارك في العمل السياسي الحقيقي عن طريق
الاحزاب و العمل بجد من أجل الانتخابات البرلمانية القادمة.
المجلة: لو صرت رئيس جمهورية هل يمكن أن تشاركى في مظاهرات؟- سأكون مع الشارع و مع الناس في كل أحوالهم.
المجلة: كيف تقيمين حكومة شرف الجديدة؟ وما تقييمك للمجلس العسكري؟- ضعيفة و الصلاحيات كلها بيد المجلس العسكري الذي ينتمي لعهد مبارك.
المجلة: كيف تنظرين لترشح بعض رموز النظام القديم مثل أحمد شفيق وعمر سليمان وتأييد البعض لهم؟- هم لم يعلنوا عن ترشحهم بل هي بالونات اختبار للعودة الى الوراء ولكن
بانتصار الثورة سيحاكمون على جرائمهم المعروفة و الموثقة يوما ما.
دعم ترشح بثينة كامل على الفيس بوك
المجلة: هل تعتقدين أن الثورة في خطر أو أنها قد سرقت وكيف نحميها؟- نحميها بمواجهة كل ممارسات تبغي وأدها في مهدها من دون خوف او تقاعس و
بفضح كل سيناريوهات الاغتيال و على رأسها الوقف الفوري للمحاكمات العسكرية
للمدنيين.
المجلة: ما قولك في ما يقال عن وجود أصابع خفية لضرب الإستقرار في مصر؟- تلك حقيقة واقعة و الدلائل عليها مسلسل حرق الكنائس و أحداث الفتنة
الطائفية وإشاعة الفوضى و إطلاق البلطجية على الشعب و الثوار برعاية الشرطة
و المجلس العسكري فالاصابع الخفية لابد لها من داعمين في الداخل.
المجلة: كيف تتعاملين مع القوى السياسية الدينية المتصاعدة في مصر؟ وهل تخشينها؟- من واجه الامن المركزي و غازاته و رصاصه المطاطي و بلطجيته و من واجه
الشرطة العسكرية والقناصة والقوات الخاصة قد كسر خوفه بلا رجعة. و الحوار
مع القوى المختلفة هو سلاحي و شعار مصر أولا و الثورة أولا هو سندي الذي
سأناضل من أجله ما بقي قلبي ينبض.
المجلة: من أكثر المنافسين الذين تعملين له ألف حساب؟ ولمن تتنازلين؟ - بمنتهى الصدق لا مكان للخوف او الخشية لدي أما عن التنازل فهذا غير وارد الآن و لكل حادث حديث.
المجلة: ألا تخشين من مخاطر دخولك إلى هذا المعترك؟- منذ يوم 28 يناير انتويت النصر أو الشهادة بعدما رأيت الدماء تسيل على
جباه شباب مصر الواعد الشجاع يوم 25 يناير وإن شاء الله النصر لمصر.
المجلة: ما رأيك في ما يحدث على الساحات العربية بخاصة سوريا
وليبيا واليمن؟ وهل للثورتين التونسية والمصرية مذاق مختلف وخصوصية عن
البلدان العربية الأخرى؟- لكل بلد خصوصيته بالطبع و لكنه ربيع الثورات العربية التي تأبى ان تنكسر.
المجلة: إلى أى مدى تثقين في نجاحك في الانتخابات الرئاسية؟- علمتني الحياة ان أؤدي واجبي على أكمل وجه و النتيجة بيد الله سبحانه و
تعالى و إن كنت أرى ان نجاح الثورة المصرية هي الأهم و الأبقى.
حوار: صفاء عزبصفاء عزبصفاء
عزب، كاتبة صحافية مصرية تعيش في القاهرة. حاصلة على بكالوريوس الاقتصاد
والعلوم السياسية، شغلت العديد من المواقع الصحافية داخل مؤسسات صحافية
مصرية وعربية وأجنبية. كما تشغل موقع رئيس تحرير برنامج (علمتني الحياة) في
قناة (المحور) الفضائية المصرية .. ساهمت في إعداد الكثير من البرامج
التلفزيونية في القنوات الرسمية والخاصة.