يشكل بناء القاعدة العلمية حجر الأساس للنمو الاقتصادي و الذي يرتبط به
ويعتمد عليه التطور في مختلف مجالات الحياة و التي منها بالطبع المجال
العسكري ، فلم يعد من الممكن أن تقاس القدرات نتيجة أعمال وليدة الصدفة أو
عبقرية فردية، بل صارت جزءاً مخططاً من العملية الإنتاجية ومرحلة رئيسة من
مراحل الإنتاج .
أن التطور التقني الهائل والمتسارع في علوم الالكترونات
قد اثر بشكل مباشر وازداد دوره في صنع القرار في الأنشطة المدنية و
العسكرية، فنحن نعيش عصر التقنية و الحواسيب الفائقة القدرة وما شهدته
الدوائر الرقمية و الحواسيب من تطور انعكس بشكل مباشر على مختلف نواحي
الحياة المدنية والعسكرية حيث شمل هذا التطور كل المعدات والأسلحة بكافة
أنواعها
والى جانب الطفرة العلمية المرتبطة بمجالات الكشف الراداري
والاستطلاع ونظم الاتصال واستخدام الأقمار الاصطناعية وغيرها من مصادر
إشعاع الليزر ،، فأن استخدامات الليزر باتت تشمل كل مراحل التصنيع سواء ما
يتعلق منها بأداء أسلحة القتال ونظم الاتصال او التطور التقني في منظومات
ووسائل الدفاع الجوي والقوات الجوية والصواريخ وغيرها وكذلك منظومات
القيادة و السيطرة بالقدر الذي يمكن أن تطلق عليه ثورة المعلومات .
ولا
يخ في علينا الدور الذي تلعبه التقنية في إمداد أجهزة المعلومات وصنع
القرار بما يحقق السيطرة واتخاذ القرارات المناسبة وذلك بمعرفة كل ما يدور
في ساحة القتال مع إمكانيات هائلة في الدقة للأسلحة وتقدير ونتائج الضربات
الجوية و الصاروخية و منطقة الأهداف جيدا وهل تم تدميرها أم لا فيما أصبح
يعرف بنظرية – إطلاق - إصابة .
وفيما يتعلق بدور التقنية في أجهزة
المعلومات وصنع القرار والأزمات والصراعات المعاصرة أصبح معروفا حيث يشمل
الصراع كافة الساحات والفضاء ( حرب الكواكب ) .
لقد فاقت التقنية في
الجانب العسكري كل تصور ، بفضل الأشعة تحت الحمراء ، و التطور الهائل في
عدسات التصوير الأمر الذي أدى إلى التعرف على أدق التفاصيل للمعالم الأرضية
في مساحة وصلت إلي أمتار محدودة .
كذلك فإن التنوع والتشعب في اتجاهات
التطور في التقنية لخدمة أجهزة المعلومات وصنع القرار بدرجة تضمن قدرً
كبيراً من النجاح وذلك بإدخال أنظمة التسليح الجديدة المزودة بهذه التقنية
المتطورة اثر يصوره بالغة في أسلوب أداء الأسلحة والتنظيمات والتشكيلات
وأساليب قتالها وأساليب القيادة والسيطرة الآلية وأعمال المراقبة
والاستطلاع والكشف بالمستشعرات المختلفة و أمكن بواسطتها المراقبة الدقيقة
لمسارح العمليات كما أنعكس ذلك عن أجهزة الإعاقة التي تستطيع أن تحقق
التعمية والتشويش على أجهزة الرادار ووسائل الاتصال ، إن ما جرى في الحرب
الأخيرة في أفغانستان والعراق و التي كان للتقنية فيها الدور البارز في حسم
الصراع وذلك بإمداد القوات بكل ما تحتاجه من معلومات عن ساحة المعركة ودقة
إصابة الأهداف لهو خير مثال لما تقدمة هذه التقنيات و الدور المؤثر الذي
تلعبه .
إن ولوج عصر التقنية الرقمية أمر لا مفر منه و لا بديل عنه
فالحواسيب ذكية والصواريخ ذكية والقنابل ذكية أيضا ، لذلك لا بد من عقل واع
متفتح يستطيع الإمساك بخيوط هذه اللعبة بدقة .
إذا لا يكفي أن نعتمد على استخدام كل ما هو جديد دون أن نفهمه ونغوص فيه ونستوعبه.
ولا
يتأتى ذلك إلا بالبحث الجاد وتوطين المعرفة ، فلابد من توطين التقنية
وبناء القواعد الأساسية لهذه العملية و التي أهمها الفرد ، والاهتمام
بالكوادر وتدريبهم يخلق جيلا واعا مبدعا
ليس فقط بالعلوم و التقنية واستخدمتها بل والمنافسة فيها أيضا .