بوتيرة متسارعة اقبل الغزيون على تخزين مواد غذائية ووقود يتم
جلبها عبر الانفاق الارضية التي تربط جنوب قطاع غزة بمصر، خشية اغلاق
السلطات المصرية هذه الانفاق، من خلال جدار فولاذي تنوي اقامته على طول
الحدود.
فأمام محطات بيع الوقود المنتشرة في مناطق القطاع، والتي تبيع
اكثر من 99' منها الوقود المهرب من مصر، بدأ السكان يصطفون لتخزين كميات
في غالونات، خشية من ان يؤثر الجدار الفولاذي الذي تنوي مصر اقامته على
عملية ضخ الوقود المهرب.
وبالامكان في بعض الاماكن خاصة في وسط قطاع
غزة ان تتجلى صورة الازدحام اكثر امام محطات الوقود. ويقول احد العاملين
في بيع الوقود ان عمليات البيع الان تشابه كثيرا تلك التي حدثت فترة توقف
اسرائيل عن تزويد القطاع بالوقود، مع بداية فرضها للحصار.
ويرى السكان
المحاصرون هنا منذ عامين ونصف من اسرائيل ان اغلاق الانفاق التي يعتبرونها
'شريان الحياة'، سيؤدي الى تردي الاوضاع الاقتصادية بشكل كبير، بعد ان
دارت عجلة العمل في عدد من الورش الصناعية من جديد، كونها استقدمت المواد
الخام التي ترفض اسرائيل ادخالها للقطاع عبر هذه الانفاق.
ويقول محمد
ابو شاهين وهو عامل بناء انه وبسبب انخفاض سعر الاسمنت المهرب من مصر في
الشهرين الماضيين، عاد للعمل في حقل الانشاءات. ويقول ابو شاهين ان عددا
من اصحاب العمل اجلوا مشاريع بنائهم الصغيرة لوقت اخر بعد ان رفع التجار
اسعار الاسمنت عقب الحديث عن بناء الجدار الفولاذي.
ويشتكي السكان
الغزيون ايضا من استغلال اصحاب محطات تزويد الوقود للاوضاع من خلال رفع
الاسعار، ومن شأن وقف تزويد القطاع بالوقود ان يخلق ازمات كبيرة خاصة في
فصل الشتاء، الذي يشهد عمليات قطع متكررة للتيار الكهربائي، وكذلك مع قيام
اسرائيل بخفض كمية امدادات القطاع بغاز الطهي.
وبحسب مطلعين وتجار
يعملون في حقل التهريب فان هذه الانفاق المقامة على شكل ممرات ارضية تربط
اقصى جنوب مدينة رفح بمصر، تزوّد القطاع بما نسبته 60' من احتياجاته من
سلع ومواد غذائية ووقود، ترفض السلطات الاسرائيلية بموجب الحصار ادخالها
للسكان.
وتسمح اسرائيل التي فرضت حصارا على القطاع منذ منتصف شهر
حزيران (يونيو) من العام 2007، عقب سيطرة حماس على الاوضاع، بدخول عشرات
الاصناف الغذائية والسلع بكميات مقننة، بعد ان كانت تسمح بادخال نحو 4000
صنف غذائي وسلعة. وتعد الانفاق الرئة التي يتنفس بها السكان الخاضعون
للحصار.
وشرع فلسطينيون منذ فرض الحصار بتكثيف العمل في حفر هذه
الانفاق، التي يفوق عددها الآن الـ 300 نفق، ويستطيعون من خلالها ادخال
مواد خام وسلع غذائية، ووقود، ومؤخرا استطاع اصحاب بعض الانفاق كبيرة
الحجم ادخال عربات.
وانتقدت حركة حماس بشدة قيام السلطات المصرية ببناء
الجدار الفولاذي، اذ ان من شأنه ان يدمر الانفاق. واعتبر خالد مشعل رئيس
المكتب السياسي للحركة ان بناء الجدار يعد 'محاصرة لقطاع غزة اكثر مما هو
محاصر'، لافتا ايضا الى ان بناء الجدار يمثل 'حربا جديدة على المقاومة'.
ورأى مشعل ان شروع مصر في بناء الجدار الفولاذي قد يكون مؤشرا لـ 'شن
العدو الاسرائيلي حربا جديدة على القطاع'،
لكن وزير الخارجية المصري
احمد ابو الغيط قال ان بناء الجدار امر يخص بلاده، منتقدا في تصريحات ادلى
بها لقناة 'العربية' اي تدخل لاي دولة في القرارات التي تتخذها مصر في
الحفاظ على امن وسلامة اراضيها.
وقال ابو الغيط ان من حق مصر اقامة اي انشاءات داخل اراضيها على اعتبار ان هذا الشيء يعد 'امرا سياديا'.
وقالت
حماس ايضا انها ابلغت المسؤولين المصريين احتجاجها على بناء الجدار، ونظمت
الحركة الاثنين الماضي تظاهرة امام الحدود، وطالبت بكسر الحصار على غزة.
يذكر
ان الفلسطينيين هدموا الجدار الفاصل بين القطاع ومصر في بداية العام
الماضي، وعبروا الى حدود مصر لعدة ايام تمكنوا خلالها من التزود بالوقود
والمواد الغذائية، قبل ان يتم من جديد اغلاق هذه الحدود.
الأربعاء ديسمبر 23, 2009 5:26 am من طرف نابغة