في قاعة الانتظار كثير من حاقدين على المغرب,
لحسن الحظ, حل يوم الاستفتاء لينهي سيرورة عذاب سادة أحزاب قصفوا أينما
حلوا.أحدهم, اكتشفنا مع حملة الاستفتاء بأن درجة الحرارة تفقده الوعي, و
آخر يرحل للمدن ليشتم الحاضرين على ندرتهم و ثالث ساعدته سيارة رباعية
الدفع على تفادي نيران صديقة و آخرون وفروا القاعة و لم يوفروا الوجبات
الغذائية.افلتوا بجلدهم سالما من غارات من أُحضروا للقاعة و انتظروا
"الكلأ".
الرسالة التي وجهها المواطنون لهؤلاء قبل حلول موعد
الانتخابات التشريعية : أقيموا الصفوف و سدوا الفُرج....حاذوا بين
الأجسام و العقول....طبعا إن توفرت لهم العقول.
في قاعة الانتظار كثير من حاقدين على المغرب,
الإسلاميون كان لهم ما أرادوا.غيروا ما غيروه لأن الشيطان كما قال بنو
العرب هو اكثر من يضبط أموره.الإسلاميون ليسوا مجرد فزاعة تستغل لتخويف
الناس.الإسلاميون يهيؤون أنفسهم بشكل جدي لترويع الخلق. كثير من سياسيين
مغاربة ممن يصنفون أنفسهم في خانة الحداثيين لا تتوفر لهم عزة
النفس,يقبلون الذل....هنيئا لهم.
اللهم لا تسلط علينا من لا
يخافك ولا يرحمنا. اللهم إنهم يضربوننا بتفاهاتهم، فأعنهم على ما
ابتليتهم.عبارات من هذا القبيل سيلجأ إليها الملتحي ,و أحد هذه الأقلام
اكتشفناها مؤخرا.حاول الفقيه /الزميل التنكيل بزميل مهني رد له الصاع
صاعين.مع هذا الملتحي أعدنا اكتشاف الأسلوب الأشعث و جمل الترهيب و مع ذلك
قابله ذووه بالترحيب.من كل هذا الكلام,ليتخيل القارئ ولو لوهلة رئيس حكومة
مغربي بلحية.الأمر سخيف.أليس كذلك ?
في قاعة الانتظار كثير من حاقدين على المغرب,
تفتح أرشيف ترغيب المواطنين عن غير قصد لتجده غير قابل للبث.تطوي الآمال و
ترقب المستقبل عله يكون رحيما بخنوع ملايين الصامتين.عشرة أيام أفضت
للمترديين بأن الديموقراطية ليست الكلمة الوحيدة التي يحتاجها المغرب
حاليا. الشعارات التافهة من جهتين فضحت الجهل .و في المغرب,كثيرون لا
يتحرجون من فضح جهلهم.الصامتون في دخيلتهم احتقروا مرة أخرى الفئتين
اللتين خلقتا في كل بيت ضريبة مفروضة ، دفعها الناس عن غير طيب خاطر كل
مساء عند تلقف ما يأفكه جهاز يسمى جورا "تلفزيون".
في قاعة الانتظار كثير من حاقدين على المغرب,
التلفزيون في المغرب ألم يمضي بفخر لمطيته.التلفزيون في المغرب أسوء وسيط
بين القاعدة و النخبة.القاعدة هجرت التلفزيون ,والنخبة ترسل في كل حملة
مبعوثيها ليشاركوا في برامج حوارية.المغرب,هو البلد الوحيد في العالم الذي
تيسرت له منذ مدة ملكة تتفيه هذه النوعية من البرامج . "talk show" في
نظر القائمين على القنوات المغربية يقتصر على توفير شخص وحيد يسير ثلاثة
أو أربعة آخرين يتكلمون لساعات.لتكون الحصيلة :فضائح.
أرجوكم واصلوا...واصلوا نواياكم السيئة, فهي تُبطــل الثواب على أعمالكم التافهة.
في قاعة الانتظار كثير من حاقدين على المغرب,
سيئ جدا أن تتكالب الظروف على السياسة.سيئ جدا ان تعايش مسؤولا حكوميا و
أمينا عاما لحزب بلغ سن اليأس و لم ييأس .و سيئ جدا أن تعايش مواطنا
يجهل كل شئ عن السياسة و صحافيا يقوم بالمستحيل أمام الكاميرا أو
الميكرفون ليشعر المشاهد أو المستمع بأنه يقضي ساعات دوامه على مضض.سيئ
جدا أن السلسلة من ألفها إلى يائها تافهة لا تقنع.سيئ جدا أن تبحث عن مثال
وحيد يحيي الآمال فلا تجد إلى الطالح دون الصالح.و الأسوأ من كل هذا, أن
فئة من المواطنين تجري وراء ركب الجهلة و تدفع بأطراف السلسلة الفاسدة
لمتابعة ارتكابها كبير الجرم في حق السياسة في المغرب.
لا أعرف لماذا من اللازم أن ينهي المرء ركنا يوجهه لشر ما خُلق.أطلب من
نفسي أن تسامحني لأن الخوض في التفاهة طال ,و لا يبدو للأسف بأن هذا
السفر سينتهي قريبا.