لعليليس مرحبا بك
عدد الرسائل : 128
الموقع : ساحات الحرية اليوم وغدا حتى يسقط الاستبداد تعاليق : يا ليلى العشق نبؤة أهلي..
ياليلى.
يتغرب الدم في جراحي !
حين يفجوني الغدير .؟!..
تاريخ التسجيل : 16/06/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 17
| | كلمات لم يستعملها العرب | |
[b]هذه الكلمات كانت موجودة أصلا في أللغة العربية ولكن لم يكن العرب يستعملونها, لأنهم ما كانوا أبدا بحاجة إلى ترجمة كلمات (بلدي) أو ترجمة كلمات من مفهوم بلدي إلى مفهوم عصري, لأن الحياة العصرية لم تكن بعد قد بدأت في شبه الجزيرة العربية, وأيضا كان مولد الحياة العصرية في الجزء الغربي من العالم المتحضر, حتى القرآن الذي يقولون عنه بأنه صالح لكل زمان ومكان لم يستعمل المفردات التي نستعملها اليوم بل كان يستعملها بشكل يكون له تأثير أقل على عقلية وقلب ووجدان وضمير الإنسان, فلم يستعمل القرآن كلمة(الجمهورية) أو الجماهير, أو إرادة الشعب وقوة الشعب وحق تقرير المصير والاشتراكية والحياة العصرية أو الحياة المدنية, وكان مفهوم كلمة (المدينة) يعني ما نقول عنه اليوم(الفلاحون أو الريف) فالحَضر كانوا يمارسون حياة أشبه ما تكون بحياة القرويين لذلك لم تكن كلمة(مدينة) تعني(المدنية) بمعناها الواسع هذا اليوم, ولم تكن العربُ تعرف كلمة(الشعب) بل كانت تعرف كلمة(الناس) أو (الملأُ من القوم) أو (عِلية القوم) وكان القرآن والعربي ستخدمون كلمة الناس للتدليل على مفهوم خطابي معين فلم يطوروها إلى كلمة(الشعب) لتتطور هذه الكلمة مرة أخره فتصبح (المدنية) إننا اليوم نستعمل اختراع جديد هو (المدنية) المتقدم لفظا ومعنى على كلمة(الشعب), حتى كلمة (الشعب) لم يستعملها القرآن, وكذلك أحاديث الرسول لم يستخدم الرسول فيها كلمة الجماهير والشعب والجماهيرية بل استعمل كلمة أخرى تدل على (الفرد) القوي الأقوى من الجماهير وهو (ولي الأمر) ألذي يختاره الله لقيادة القطيع الكبير من الناس , وليس للناس إرادة في اختياره بل كانت أرادة ألله ومشيئته وقدره, فهذه الكلمات بدأنا باستعمالها أو باختراع استعمالاتها الجديدة مجددا حين أصبح لرجل الشارع العادي قيمة معنوية, وحين أصبح للمرأة قيمة, وبالمناسبة كافة شعوب العالم استعملت كلمة (المساواة بين الجنسين) فقط في كل المدن التي كانت تنتشر فيها وسائط النقل بشكل كبير وأيضا المصانع بشكل أكبر, فحين استعملت الشعوب المواصلات أصبحت عملية التنقل سهلة جدا وأصبحت المرأة تتنقل من مكان إلى مكان بحرية لذلك طالبت بالمساواة بفضل حرية التنقل, وهذا يفسر لنا سبب منع النظام السعودي المرأة من قيادة السيارة علما أن المرأة كانت تقود الجمل والفرس والخيل والحمير والبغال مثلها مثل الرجل ولم يكن الإسلام يمنع المرأة من قيادة الحمار والحصان , أما اليوم فإن الدين الوهابي السعودي يمنع المرأة من قيادة السيارة لأن المرأة إذا تنقلت بحريتها فهذا معناه أنها ستتعرف على كلمات ومفردات جديدة مثل(المساواة,الجندرية, الجنوسية, الحرية,الإتحاد النسائي..) أي أنها ستمارس تلك الكلمات وستذهب للنوادي وللفعاليات السياسية وللنقابات أو الاتحادات النسوية وبما أن هذه الأمور غير موجودة فستطالب المرأة السعودية بحق تشكيلها والانتساب إليها .
ويقال بأن أللغة العربية لغة غنية بالكلمات وبالمفردات, وهذا الاعتقاد خاطئ 100% وأجزم جزما قاطعا بأنه خاطئ100%, فالمفردات والكلمات والمصطلحات تنبعُ مثل نبعة الماء في المواقع الجغرافية التي تشهدُ تحولات اجتماعية وسياسية وثقافية ومُناخية, فمثلا لم يعرف العربُ كلمة مساواة(مساواة) بمعناها الاصطلاحي بين الجنسين, أي بين الذكر والأنثى لأن مفهوم أو قاعدة التمايز كانت وما زالت موجودة عند أغلب المجتمعات العربية, وبالتالي لم يعرف العرب كلمة(مساواة) بمعناها الاصطلاحي الذي يهدف إلى مساواة المرأة بالرجل والرجل بالمرأة في كافة المجالات, لأن العرب لم تكن لديهم ثورة صناعية تكون فيها المصانع هي الشغل الشاغل للدولة, فلم يعرف العرب إلى اليوم إلا المساجد التي لا تحتاج إلى المرأة بل تحتاج إلى الرجل فقط لا غير وبالتالي لو كان عند العرب مصانع منتشرة بما يعادل ربع انتشار المساجد فستعرف العربُ كلمة المساواة ذلك أن المصانع تطلب المرأة والرجل معا للعمل سوية, وحتى اليوم لا نشهد تطورا في إنشاء المصانع فلا نجد في كل حي سكني مصنع يطلب اليد العاملة للعمل خلف خطوط الإنتاج, بل لا نكاد نرى إلا مساجد في كل حارة وكل شارع (زنقه زنقه) وبالتالي لا يوجد انتشار لغوي لكلمة المساواة فهذه الكلمة من النادر أن أسمع بأحرفها بين الناس وتكاد أن تكون معدومة من قاموس الشيوخ وأئمة المساجد جميعا, فلا يمكن أن نسمع شيخا يقول على المنبر(المساواة) وهذه الكلمة نسمعها فقط من النخبة المثقفة وهي تحلم بالمساواة أو نسمعها من المرأة التي تملك إحساسا شجاعا بأنها مضطهدة ومظلومة, لذلك يعمد العربُ عامدا متعمدا على إضعاف تواجد المصانع في القرى والأرياف, وتخيلوا معي مثلا لو يوجد في قريتنا ثلاثة مصانع كبيرة للأقمشة أو للألبسة الجاهزة, تخيلوا معي ماذا سيحدث؟ من المؤكد أن تنزل المرأة للعمل بناء على زيادة الطلب على اليد العاملة, وبنفس الوقت لن يكون المجتمع منذ بداية الأمر مستعدا لقبول نزول ابنته أو زوجته أو أخته للعمل خلف خطوط الإنتاج, لذلك سيقع الجدل في المشكلة وتصبح المشكلة معضلة وتصبح المعضلة لغة يتناقلها الناس وسيعرف أهل قريتنا مفردات لغة جديدة مثل(المساواة) بمعناها الاصطلاحي واللغوي, وبالتالي لا يمكن أن نقول بأن أللغة العربية لغة غنية بالمفردات إذا لم يكن هنالك حراك اقتصادي واجتماعي تتولد عن طريقه كلمات جديدة ومفردات جديدة.
وكذلك كلمة(الانتخابات أو تداول السلطة) فهذه الكلمة لم يعرفها العرب إطلاقا, لأنهم يقعون تحت وطأة أنظمة حكم قمعية ديكتاتورية تسلطية, ولو أنهم يعرفون (تداول السلطة) لعرفوا معها أيضا كلمات أخرى جديدة مثل كلمة(الحرية).
وكلمة(عامل) لم يعرفها العرب إلا بمعنى (عامل أمير المؤمنين على اليمن) أو على (الفسطاط) أو على (الكوفة) والعامل هنا بمعنى الجابي الذي يجبي المكوس والعشور أو الحاكم الإداري أو الحاكم الإداري والعسكري معا, ولكن لم يعرف العرب في تاريخهم كلمة(عامل) بل كانوا يعرفون كلمة(عبد) العبد الذي يشترونه ليعمل في الحقول الزراعية أو في رعاية المواشي, وكذلك عرف العربُ كلمة (المُرابع) أي الذي يعمل على ألربع مقاسمة مع صاحب الملك, أو (المخامس) الذي يعمل على الخمس, وعرفوا أيضا الحرّاث الذي يحرث الأرض على مونة بطنه, أي الذي يعمل لدى رب العمل فقط بما يملئ به بطنه من مأكل وملبس ومشرب, وبهذا لم يعرف العرب كلمة العامل لأنهم ما كانوا أبدا يعرفون المصانع التي تطلب العمال وتزيد الإنتاج وتريح الإنسان من الشقاء والتعب, لم يعرف العرب العامل الذي يعمل خلف خطوط الإنتاج بقدرات إنتاجية تزيد على 100عامل في اليوم, فهذا المصطلح لم يعرفه العرب إطلاقا لأنهم لا يملكون المصانع, ولو ملك العرب المصانع في كل مدينة وقرية لعرفوا كلمة(العامل) وهذه الكلمة ليست سهلة فهذه الكلمة منها اشتقَّ العمال كلمات أخرى مثل (النقابة) ذلك أن العمال في مصانع النسيج والخيوط وفي مصانع الصلب والحديد والغاز والبلاستيك والمشتقات النباتية هم من أوجد النقابات لأنهم طالبوا لهم بحقوق جديدة من أرباب العمل مثل التأمين الصحي و8 ساعات عمل فقط لا غير وما يزيد عن ذلك يعتبر وقتا إضافيا يدفع أجره بالزيادة عن أجر الساعات العادية, ومن النقابات تألفت الاحتجاجات على غلاء الأسعار وأصبح للعامل قيمة جديدة حصل عليها العمل من جهده في العمل ومن النقابة العمالية التي طالبت له بالحقوق الجديدة التي لم يكن يعرفها أحد, فلقد كان العامل فيما مضى يؤخذ لحما ويرمى عظما ولكن بفضل المصانع وبفضل النقابات أصبح للعامل حقوق جديدة بل وأصبح من حقه انتخاب حكومة باسم حكومة(العمال) أو أصبح أولا يؤلف حزبا بعد النقابة أسمه (حزب العمال) معني بحقوق العمال المدنية ومن هنا أصبح لكل حكومة وزارة عمل تشرف على حقوق العمال, هذه الكلمات لم يعرفها العرب من قبل إلا حينما بدأت المصانع بالانتشار.
وكلمة(مواطن) لم يكن العرب يعرفونها, وقد حاول رفاعة رافع الطهطاوي وأحمد لطفي السيد تعميم كلمة (المواطن) في عموم أرجاء مصر وكانت الكلمة غريبة على المصري, وغريبة أيضا على السوري أو الخليجي, لقد كانت العرب تعرف كلمة(مسلم,مسيحي, يهودي) فكانت مدينة مثل القاهرة فيها مسلمون وفيها يهود وفيها مسيحيون ولكن لا يوجد فيها (مواطنون), وكان كذلك في الأردن مسلمون يهود ومسيحيون ولم يكن في الأردن(مواطنون), ولم يكن أحد يعرف ولا حتى في اسطنبول كلمة(المواطن) فكانت الدولة العثمانية تراعي حقوق الناس على أسس دينية بما يقتضي الحال في شريعة الإسلام للمسلم واليهودية لليهودي والمسيحية للمسيحي, ولم يكن ينظر إلى الناس على أساس أنهم مواطنون, حتى اليوم ورغم وجود الدولة المدنية في الشكل غير أننا ما زلنا أو ما زالت الدولة تتعامل مع الشمالي كشمالي والجنوبي كجنوبي هذا على صعد الأردن ...والفلسطيني كفلسطيني , وأيضا في أغلب الدول العربية لا تتعامل هنالك الحكومات مع المواطن كمواطن ففي كافة الدول العربية هنالك عنصريات وإقليميات ولا أحد إلى اليوم نستطيع القول عنه بأنه (مواطن)فكلمة المواطنة هذه كلمة جديدة وحديثة وهي اختراع عصري يقف ضد القومية الفاشستية وضد العنصرية والتخندق وضد النظرة الدينية والإقليمية, وكانت الناس وما زالت في أغلب الدول العربية لا يستعملون كلمة(مواطن) أو (المواطنة) وتعامل بعضها وفق خلفيتها الدينية فالتعامل مع المسيحي من قِيل المسلم كان وما زال على أسس ما تقتضيه شريعة المسلمين وما ينص عليه القرآن والسنة, لذلك كان يقع الناس جميعا في مشاكل دينية وعقائدية, والذي خلّص الناس هنا من هذه المشكلة هي كلمة(المواطن) هذا الاختراع اللغوي الجديد الذي سيغير شكل المنطقة في الشرق الأوسط إذا تم استعماله فأنا الآن مواطن أردني أو مواطن سوري أو مواطن مصري بغض النظر عن لوني أو جنسي أو عرقي أو ديانتي, فأنا في الأردن مع المسيحي نخضع جميعا لقانون مدني وعصري في البيع والشراء وكافة المعاملات وهذا هو الذي من المفترض أن يحدث ولكن هنالك مشكلة أخرى أكبر من مشكلة اختلاف الدين إنها مشكلة اختلاف الجغرافيا أي النظرة الإقليمية الضيقة, وللتخلص من هذه الحالة يجب أن نبيع كلمات ومفردات جديدة للشعب يجب أن يستعمل الناس كلمة (مواطن) كما يستعملون الخبز والماء والهواء.
إن حرمان المواطن العربي من المصانع هو كحرمان المرأة السعودية من حقها في قيادة السيارة, إن حرية التنقل تعني حرية الانتشار في الأماكن العامة وتشكيل حراك سياسي وثقافي واجتماعي, وإن انتشار المصانع يعني في حقيقته العمال والنقابات والأحزاب السياسية, ونحن محرومون من كل هذا.[/b] | |
|