18:09
بعد أن كانت مكانا يتجمع فيه الحمام إلى جانب سائحين ومواطنين جعلوها
مكانا لنزههم، تحولت ساحة "محمد الخامس" بالدار البيضاء إلى "هايد بارك"
مغربي بامتياز.
الحديقة اللندنية التي تشهد يوميا خطب ووقفات وأعمال فنية للمواطنين، انتقلت روحها يوم 20 فبراير إلى مقر الساحة.
عشرات
الشباب والنساء والأطفال والشيوخ، اعتلوا منصة مرتجلة في "ساحة الحمام"
وتحدثوا إلى المحتجين الآخرين. كل تقدم بما يملكه من الشعر والزجل والأغنية
إلى الجمهور ليقولوا ما يريدونهم. ولم يكتفوا فقط بذلك بل قدم الكثيرون
شهاداتهم أمام الملأ الذين تماهوا معهم وصفقوا تحية لهم أو رددوا شعارات
معهم.
الكازاويون في الساحة اكتشفوا المعنى الحقيقي لحرية التعبير
في الساحة ، ردد شاب من شباب عشرين فبراير لأحد أصدقائه وهم يتابعون شهادات
مواطنين. شاب يبلغ العشرين صعد إلى المنصة وتحدث عن عائلته التي توفي كل
أفرادها بسبب الفيضانات الأخيرة في الدار البيضاء. وردد قائلا : "ليديك
تخاصها ترحل لأنها هي اللي قتلت ولادي". أمرأة سمراء جاءت بابنتها التي لم
يتعد عمرها السنتين، وكانت تتحدث إلى المحتجين عن وضعها المالي الخانق:
"عندي 4 الولاد وباهم مشا علي وخلاني. ما عندي حتى ما نوكلهم ونشربهم،
هادشي عار خليني ساكتة".
امرأة أخرى صعدت إلى المنصة وتحدثت مطولا عن وضعها الاجتماعي وكيف أنها ارملة لموظف حرمت من جميع حقوقها. الاجتماعية.
اصحاب
الشهادات وقفوا في صف طويل لتقديم شهاداتهم: " البعض طالب بدستور ديمقراطي
فيه ملك لا يسود ولا يحكم" وآخر بطرد "عائلة الفاسي و الماجيدي والهمة
الذين سرقوا خيرات البلاد".
وجوه من المجتمع والسياسة حضرت إلى
المنصة التي مرت عبرها أطياف من أقصى اليسار الراديكالي إلى أقصى اليمين.
وردد الجميع شعارات موحدة مطالبين بـ"سقوط الاستبداد" وبإصلاحات طالما
بشرت بها الدولة دون أن تعمد إلى تطبيقها.