الآن والآن فقط.. أقول لآباء وأمهات الشهداء الثكالى وكل ذويهم أثلجوا
صدروكم فدماء أبنائكم لم تذهب هدراً.. فدماؤهم حررت مصر "أم الدنيا"..
أخرجتها من ظلمات النظام الفاسد وزبانيته إلى نور الحرية.. أخرجت أرض
الكنانة من سجون معتقلات مبارك وفسدته إلى حضن الوطن.. أخرجت 80 مليون مصرى
من الموت إلى الحياة.. أعادت للمصريين معنى الوطنية بعدما فقدوها.. سيظل
شهداء ثورة الغضب قلادة فى رقابنا إلى الأبد.. ستظل أسماؤهم وصورهم محفورة
فى قلوب إلى يوم الدين.. ومهما صنعنا لهم أو قدمنا من أوسمة وقلادات لن
نوفيهم أبداً حقهم.
لم أكن أعلم أن مصر كلها "قلة مندسة"، وأنهم جمعياً أصحاب أجندات، أياً كان
لونها مسيحياً أو مسلماً، لكننى وبعد رؤيتى لجميع المصريين فى الشوارع،
على اختلاف أعمارهم، سواء كانوا أطفالاً أو شباباً أو شيوخاً، رجالاً أو
نساءً، أغنياءً أو فقراً، عمالاً أو فلاحين، رأيتهم جميعاً سواء، فكلهم قلة
مندسة فى حب الوطن، وجميعهم أصحاب أجندات، لكنها على خلاف ما كان يردد
النظام، فأجنداتهم تتفق جميعها على حب الوطن، ونزع الحرية من أنياب الظلمة
الفاسدين، الذين جعلونا فى مؤخرة الدول العربية والأجنبية.
تحية تقدير وإجلال لكل من ساهم وشارك فى الثورة التاريخية العظيمة، التى
أعتبرها أعظم من جميع الثورات المصرية، بل أعظم من حرب أكتوبر نفسها، فحرب
أكتوبر كنا نحارب محتلاً أجنبياً "إسرائيل"، لكن ثورة 2011 كنا نحارب
محتلاً داخلياً، استعبد الشعب على مدار 30 عاماً، نهب ثرواته ومقدراته،
ملئت سجون النظام الفاسد بأبناء الشعب الشرف أصحاب الرؤى السياسية، بالطبع
محاربة المحتل الأجنبى أسهل بكثير، لأنه واضح ومعرف على خلاف المحتل
الداخلى، وبأى حال لم تبلغ خسارة مصر خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر نصف
المبالغ الفلكية التى نهبها النظام المخلوع وفسدته، باستثناء دم الشرفاء
الذى لا يقدر بأموال الدنيا كلها.
إلى كل أبناء مصر الشرفاء، الذين غيروا وجه العالم بثورتهم العظيمة، رجاءً
لنكن يداً واحدة مع جيشنا العظيم، الذى سهر الليالى حارساً للثورة، لإعادة
إعمار ما تم إحراقه أو تكسيره، لنكن يداً واحدة لنعيد لهذا الأمة العظيمة
مجدها وكرامتها ومكانتها بين الدول، فنحن لسنا بأقل من أى دولة فى العالم
بأثره، فالشعوب هى التى تصنع المجد وليس الأنظمة، ليكن شعارنا شوارع نظيفة،
أخلاق كريمة، تعاون مشترك فى كل شىء، ليكن شعارنا مصر أولاً وأخيراً.. مصر
ثم مصر ثم مصر.