الجزيرة عندما سقط نظام بن علي
سليم عزوز
2011-01-21
يا حول الله يا عالم..دخلت 'الجزيرة' تونس في اللحظة
التي خرج بن علي منها، وكانت الخضراء محرمة على 'الجزيرة' منذ نشأتها،
لكنها دخلت وخرج المانع، وكم من ملك رُفعت له علامات، فلما علا غادر إلى
جدة.
لم تكن 'الجزيرة' جاهزة لهذا الحدث، فكانت تغطيتها ناقصة، لذا فقد
استعانت بالخطباء، تذهب إليها فتسمع لخطبة عصماء، تتلوها خطبة، حتى من
قدمته في تونس على أنه مدير مكتبها كان خطيباً، فلم أكن أميز بينه وبين
منصف المرزوقي، وذات مرة استضافت توفيق بن بريك، فظل ربع ساعة يبكت
'الجزيرة' لأنها لم تستضيفه هو، على الرغم من انه يقف على خط النار في
مواجهة نظام بن علي، وتستضيف من يقفون على خط الماء.
وعبثاً حاولت
مذيعة 'الجزيرة' أن توقف حملة التبكيت، بأن تؤكد له أنه الآن ضيف على
'الجزيرة'، وكان من قبل ضيفاً على برنامج 'الحصاد'، لكنه استمر مبكتاً.
في
الثورات لا مانع من الخطباء، لكن مثلي يهتم بالمعلومة، وبالتحليل الرصين،
في أحداث فاجأت العالم كله، وبدت عصية على الفهم، فالانتفاضة أجبرت الرئيس
بن علي، على الرحيل، لكن أركان حكمه تمددوا، ليرأس الدولة رئيس البرلمان،
ويقوم الوزير الأول بتشكيل الحكومة، وعندما استمرت الانتفاضة قاموا في
التو واللحظة بالتنازل عن عضويتهم في حزب التجمع الدستوري.
استدعت
الذاكرة أركان حكم الرئيس صدام حسين، وقد شاهدت محاكمته كاملة عبر قناة
'الحرة'، وكيف كانوا يوقرونه، حتى وهم أمام محكمة (الكيد) هو قانونها. وقد
كان مطلوبا من طه ياسين رمضان أن يشهد ضد صدام حسين ورفض، وهو يعلم أن
الإعدام في انتظاره، ولا زلت أتذكر لحظة دخول طارق عزيز قاعة المحكمة، وهو
مريض عندما استدعي للشهادة في حق صدام حسين، كيف انه انحنى محيياً الرجل،
وهو يعلم انه سيدفع ضريبة ذلك غالياً، وكان يكفي ان يقول في حقه ما قاله
محمد الغنوشي في حق الرئيس زين العابدين بن علي، لينجو بجلده من الهلاك.
'الجزيرة'
لم تعالج الانتفاضة بشكل مهني، كعادتها، ربما لقصور في الإمكانيات بسبب
رفض تدشين مكتب لها في تونس، وربما لأنها كانت تنتقم. وبدت الـ 'بي بي سي'
و'الحرة' خارج المنافسة، كأنهما تبثان من العالم الآخر، في حين أن
'العربية' كانت الأفضل مهنياً، وقدم طاقمها تغطية كانت هي الأفضل، مع خالص
احترامي للجميع.
هيكل لم يكن موفقاً، فلم يضف جديداً، وكل معلوماته
مستقاة من الصحف السيارة، وبدا يتحدث بحدة على غير عادته، ربما ليؤكد أنه
يقول كلاماً مختلفاً مع أنه لا يزال أمامنا الكثير من الوقت لنسمع الكلام
المختلف، عن حقيقة ما جرى، ودور أشخاص بعينهم في هذه الأحداث، حينها سيكون
هيكل هادئاً كعادته في برنامج على 'الجزيرة'.
دعاء مذيعة
تشاءمت
من دعاء مذيعة برنامج ' 48 ساعة' بقناة 'المحور'، فقد أبدت أسفها لان
الإخوة المسيحيين في مصر لم يتمكنوا من الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في
السنة الماضية، ودعت الله سبحانه وتعالى أن تمر الاحتفالات هذا العام على
خير، فما هي إلا سويعات مرت على هذا الدعاء المبارك، حتى وقع حادث كنيسة
'القديسين'، فلم يحتفل بالعام الجديد، مسيحي في مصر أو مسلم، وكأن دعاؤها
هو 'كلمة سر الليل'.
في العام الماضي وقعت مجزرة كنيسة 'نجع حمادي'،
فبينما كان المسيحيون خارجين من الكنيسة عقب الاحتفال بعيد ميلاد السيد
المسيح، قام بلطجي محترف، معروف لأبناء المدينة، بإطلاق وابل من الرصاص
على عدد منهم، فانقلبت الأعياد إلى مآتم بطول الوطن وعرضه. وفي هذه المرة،
وبينما كان المسيحيون يحتفلون ببداية السنة الميلادية الجديدة، تعرض
الخارجون من كنيسة 'القديسين' بمحافظة الإسكندرية لمجزرة، وانطلق إعلامنا
الهمام يعالج الموقف بطريقة استعراضية، وعلى طريقة الاحتفالات الجماعية،
و'الزفة البلدي'.
لم يكن مسموحاً لأحد أن يتحدث بشكل موضوعي سعياً
للوقوف على هوية الجناة، الذين لم تتوصل جهات التحقيق إليهم حتى الآن،
فعندما تقام حفلات الزار، يكون من الطبيعي أن يحصل العقل على إجازة، ويصبح
كل كلام موضوعي خارج السياق.
أحد الإعلاميين كان يتحدث بشكل موضوعي في
أحد برامج 'التوك شو'، فهب ضيف على نفس البرنامج صارخاً 'الوطن يحترق'،
وعليه يصبح كل كلام هادئ هو خيانة للوطن الذي يحترق على أيدي خصومه.. وما
قاله صحيح فالوطن يحترق، لكن هذا ينبغي ان يدفعنا للبحث عن الجناة حتى
يمكننا الوقوف على الأسباب التي ستورد الوطن مورد التهلكة.
ما علينا،
فالمعالجة الإعلامية كانت تميل للاستعراض، وتسجيل المواقف، فلما كانت ليلة
السابع من شهر كانون الثاني/يناير، احتشد مقدمو برامج 'التوك شو' أمام
كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية، للقيام بالبث الموحد، ولا اعرف من
هو العبقري الذي اهتدى الى هذه الفكرة التي تنتمي الى زمن الإذاعة
المدرسية.
لقد كانت فرصة على كل حال لأن نشاهد مذيعة 'العاشرة مساء'
وهي واقفة، وهي التي تقدم برنامجها جالسة طوال الوقت، حتى ظننت أنها
قعيدة، وقد أسفت لحالها لأن الجلوس فترات طويلة، من شأنه أن يؤثر على
سلامة العمود الفقري، وبرنامجها يمتد في بعض الأحيان إلى ثلاث ساعات
متواصلة.
لم تكن مذيعة '48 ساعة' من بين الحاضرين ليلة 'البث الموحد'، ولم تبتهل الى الله بالدعاء في هذا اليوم، فمرت الاحتفالات على خير.
'البث
الموحد' هو عمل استعراضي بامتياز، وينتمي إلى المسرح التجريبي الذي يتبناه
وزير الثقافة المصري فاروق حسني، ولا يجوز للأمم في محنتها أن تعالج
أمورها بهذا الشكل العقيم، ليبقى السؤال مطروحاً ولا إجابة له حتى نقف على
هوية الجناة: هل ما جرى عمل طائفي، أم أنه وليد مخطط خارجي يستهدف تفجير
المنطقة؟
ممنوعة من الغناء
آخر ما كنت أتوقعه، أن تًمنع ممثلة عربية
بحجم أصالة من الغناء في مصر، زمان وفي عهد الرئيس السادات تحرك وزير
الداخلية خالد الذكر النبوي إسماعيل، ومنع فنانة من بلاد الشام من الغناء،
وطردها خارج مصر، بحجة أنها خطر على أمن البلاد، ولم يوضح الوزير، ولم
ينتظر احد منه توضيحاً، فلم يكن أحد في مصر يأخذ تصريحاته على محمل الجد.
وبعد
سنوات من هذه الواقعة، وبعد أن تقاعد النبوي، عادت المطربة الممنوعة إلى
مصر، وتبين أن حرم فنان كبير تدخلت لدى الوزير طالبة ترحيلها خارج البلاد،
من باب كيد النساء، ولأن وجود هذه الفنانة في المحروسة من شأنه ان يهدد
أمن حجرة نومها.
نقابة الموسيقيين قررت عدم منح أصالة ترخيصا بالغناء،
مستغلة في ذلك نصا قانونيا عتيقا سبق للمحكمة الدستورية العليا أن أبطلته
واعتبرته ضد حرية الإبداع، فتم إقراره من جديد عبر مجلس الشعب، وهذه واحدة
من تجليات 'العته التشريعي' في العالم العربي.
مما قاله نقيب
الموسيقيين ان أصالة تطاولت على رموز مصر، وبحثت عن هذه الرموز فلم أجد
سوى الموسيقار حلمي بكر، والمطربة شيرين 'آه ليل'.. غداً تحتج نقابة
الصحافيين لقيام أحد القراء بإهانة (الرمز) المصري الكبير سليم عزوز، أسفل
المقال، وقد تطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية إسقاط عضوية البلد
الذي ينتمي إليه القارئ من عضوية الجامعة.
حلمي بكر كان ضيفاً على
برنامج ' 90 دقيقة' على قناة 'المحور'، وقال إن منع أصالة من الغناء مرده
إلى أنها لم تقم بدفع مستحقات النقابة عليها. فهناك نص جباية في قانونها
يحتم دفع نسبة مما يتقاضاه الفنان عن أي حفلة يقيمها، إذا لم يكن عضواً،
ومارس عمله بتصريح، وهو نص أبطلته المحكمة الدستورية العليا، فجرى عودته
مرة أخرى إلى القانون.
نفى بكر أن يكون موقف نقابة الموسيقيين بسبب أزمته مع أصالة، وان لم ينف وجود أزمة، فأصالة هاجمت رموزاً مصرية مثل محمد حسنين هيكل.
لست
مطلعاً على تفاصيل أزمة المذكورة، لكن بكر قال إنها سخرت من هيكل وقالت
انها لا تفهم ما يقوله، وهذا إذا حدث، فانه يسيء إليها، وان كان لا يلام
المرء ان كان عقله ضيقاً حرجاً، ولا يجوز أن يكون في تطاول أصالة ـ لو صح
ـ على هيكل أو بكر أو شيرين، سبباً في منعها من الغناء في مصر، لأن مصر
أكبر من الجميع.
أرض ـ جو
ـ أتمنى أن تتوقف الفضائيات عن الاستعانة
بمذيعين غير محترفين، لاسيما الفضائيات الرياضية، حتى ان كانوا أبطالا
سابقين في الملاعب. فقد شاهدنا مجموعة من الجهلة يتجاوزون كل الحدود،
لدرجة ان احدهم لم يجد ما يمنعه من أن يردد نكتة جنسية على الهواء مباشرة.
صحافي من مصر
azouz1966@gmail.com
محمد ابو حجر - في العجلة الندامة
فينك يا استاذ عزوز من ثلاث اسابيع لعل المانع خير انا افتكرتك كنت في
الاسكندرية و لا تونس علي العموم حمدا لله علي السلامة المهم ان
مقالك المرة دي شكلك كاتبة علي عجل يعني بسرعه ياتري انت مهربة و
لا مش فاضي من الفرجة علي التليفزيون
فتحي ابراهيم - قليل من الانصاف اخي الكاتب
لم
تكن منصفا اخي الكاتب في حكمك غلى تغطية قناة الجزيرة لاحداث تونس. بل
بالعكس تغطية الجزيرة في رايي المتواضع كانت الافضل و الدليل هو تفاعل
المشاهد العربي مع برامج الجزيرة و خاصة قناة الجزبرة المباشرة. اما قناة
العربية فهي التى كانت تغرد خارج السرب و كانت تؤيد نظام بن علي قبل سقوطه
بشكل مبطن و تظهرالثورة بانها فوضى و خروج على الشرعية. ثم بدلت جلدها بعد
سقوط النظام و ركبت الموجة و بدأت تظهر تعاطفها مع ثورة الياسمين. و
[b]صلاح الدين حمزة - تونس - بشأن القنوات التي غطت الأحداث في تونس
السللام عليكم
بشأن القنوات التي غطت الأحداث في تونس فقد تميزت
قناة فرنسا 24 في ذلك و منذ بداية الأحداث ثم التحقت
بها قناة الحوار ثم الجزيرة التي لم تكثف تغطيتها الا
باية من بث حلقة الأتجاه المعاكس (ليلة استظافة شاهد
الزور برهان بسيس)و بعدها لحقت بهم قناة العربية
التي طالما جاملت نظام بن علي اما قناة البي بي سي
فلا اضن ان قضية تونس تعنيها [/b]