موقف نصر الله.. ذنب حزب الله
صحف عبرية
2011-01-17
مضمون خطاب حسن نصر الله أقل اثارة للاهتمام مما
ينقصه. وقاحة حزب الله وصلت الى حجوم لا تشعر المنظمة بموجبها بالحاجة الى
الاعراب عن أمل مزعوم في ان تخرج الحقيقة الى النور. بمثابة واجب انساني
حضاري.
كما انها لا تدعي بأن المحكمة الدولية لم تتقصّ الحقيقة أو
تشوهها. فقد ضاعت الحاجة الى القناع، لاخفاء الوجه، أو التظاهر. حزب الله
فظ ومُغرض. نصر الله اتهم سعد الحريري بأنه عمليا وافق على التنازل عن
العثور على قتلة أبيه رفيق الحريري في 2005 مثلما اقترح السوريون
والسعوديون، ولكنه خضع للضغط الامريكي وتراجع، والآن يسعى الى اجلاسهم على
كرسي الاتهام.
الحجة لا تبدو صادقة. ولكن اذا افترضنا ايضا بأن ادعاء
نصر الله صحيح، فما الضير في ان يصر الانسان على ان يعرف من هم قتلة أبيه؟
وما هو الغريب في أنه يكون معنيا في أن يُعاقبوا؟ أحد لا يطرح هذه الاسئلة
على حزب الله، وهو لا يشعر بأي حاجة للاجابة عليها.
شيء ما في الخطاب
اللبناني يدل على تشوش منظومة التفكير. عمليا، من الصحيح ان تُطبق على
لبنان القاعدة التي طُبقت في الامبراطورية الرومانية. في حينه، عندما سعوا
الى الاستيضاح من هو المسؤول عن حدث جنائي أو خطوة مرفوضة كانوا يتساءلون:
من هو الرابح من الفعلة؟ والفائز يعتبر مذنبا. على الأقل يعتبر كمذنب.
في
طريقة التصرف هذه لم تعد هناك حاجة الى لائحة اتهام ومحكمة دولية ولكل
الخطوات المعقدة والثقيلة التي مصدرها في لاهاي. حزب الله هو الذي ربح من
الاغتيال، وهو الذي سيربح من الغاء لائحة الاتهام، سواء حسب الاقتراح
السوري السعودي أم في قتل شخصيات اخرى معارضة له. موقف نصر الله هو الدليل
الواضح على من هو المذنب. المحاكمة الجماهيرية قد حُسمت.
من ناحية
معينة يحتمل ان يكون من الافضل ان يعطي العنف المهدِّد والاجرامي لحزب
الله ثماره. لن تكون لائحة اتهام. ولن يكون متهمون. ولا مُدانون ايضا. ولن
يكون حكم. على أي حال اذا ما جرت محاكمة، لن يسمح حزب الله بأن يُجلس
رجاله على كرسي الاتهام. بالمقابل، مجرد وجود الاجراء شبه القانوني سيمنح
بلاد الارز مكانة الدولة السليمة.
ولما كانت لن تجري محاكمة عادلة ولن
يعطى المذنبون الحساب على افعالهم فمن الافضل ألا يجري مثل هذا الاجراء
الوهمي والمصطنع، فيتوفر تأكيد آخر على وصف الحقيقة في ان بيروت أصبحت
عاصمة دولة ارهاب صرفة.
اسرائيل اليوم 17/1/2011