مدخل إشكاليّ عامّ لكتاب "تحصيل السعادة" :
التحصيل حسب المعجم الوسيط يفيد الجمع والإحراز والإنجاز، وفي العرف
العامّ يعني جمع العلم، والحاصل اسم فاعل من الحصول، وهو ما يحصل بالفعل.
أما السعادة حسب المعجم الوسيط دائما، فهي معاونة الله الإنسان على نيل
الخير وتُضادّها الشقاوة. أما فلسفيا، فيعطيها الفارابي حدودا تتضمّن معنى
الخير غير أنه ينحو بها مناحِيَ متنوّعة تعكس غنى هذا المفهوم وتعدد
استعمالاته وإحالاته، فتارة يعطيها حدودا سيكولوجية ولكن بنفس أفلاطونيّ
غير خفيّ تجعل نسبتها للنفس هي علّة كونها جوهرا مفارقا، حتى يخيل إلينا
ونحن معذورون على هذا، وكأننا إزاء عقل مفارق قائم الذات، كالحدّ الذي
نجده في كتابه أهل المدينة الفاضلة/ص 116، هي "أنّ تصير نفس الإنسان من
الكمال في الوجود إلى حيث لا تحتاج في قوامها إلى مادة، وذلك لأن تصير في
جملة الأشياء البريئة عن الأجسام، وفي جملة الجواهر المفارقة للمواد، وأن
تبقى على تلك الحال دائما وأبدا"، أما في كتابه "التنبيه على سبيل
السعادة"/ص 2 ، كتاب "فصول منتزعة"/ص 96، فنجد الفارابي يعطيها حدا أرسطيا
خالصا، يضرب بجذوره في "الأخلاق إلى نيقوماخوس"، فيقول : "السعادة هي غاية
ما يتشوقها كل إنسان..وكل كمال وكل غاية يتشوقها الإنسان إنما يتشوقها على
أنها خير"، والخلفية الأرسطية ذاتها نجدها التعريف الوارد في كتاب
"السياسة المدنية"، حيث السعادة هي "الخير على الإطلاق"..
فمن خلال مختلف هذه الإحالات يمكننا أن نصادر بالمعطيات التالية، أولا: إن
مفهوم السعادة يعكس المرجعية المزدوجة لفلسفة الرجل، فتارة نجده أفلاطوني
كما سنبين، وتارة أخرى لا يتردد في الاستناد لأرسطو، فنجده يرتب السعادة
على أنها حصيلة لقوى النفس، على النحو الذي يورده المعلم الأول في
"الأخلاق إلى نيقوماخوس".
ثانيا: يعكس هذا التردد صعوبة موضوعة السعادة، فتارة ترد في بعض كتاباته
على سبيل العرض، إما في سياق حديثه عن الطبيعيات وما بعد الطبيعيات
والإلاهيات أو شرح آراء الحكيمين، وتارة ترد بالذات، كما هو الحال في كتبه
"تحصيل السعادة" و"التنبيه على سبيل السعادة" و"فصول منتزعة" فهي ترد
بالذات، فيما باقي الموضوعات هي مطايا لتبليغ القصد من السعادة لديه، كأن
يفحص على سبيل الاقتضاب مبادئ الوجود الطبيعي ومبادئ علم التعاليم كما في
كتاب "التحصيل" فقط لفائدتها التعليمية، فالرجل حتى وهو يبحث عن القول
العادل بين آراء الحكيمين كان معلما بل وصاحب نظرية في التعليم.
ثالثا: إن الفاحص للتلاوين الدلالية لمفهوم السعادة بين كتب الفارابي، بل
وحتى في الكتاب الواحد كما سنرى في كتاب "التحصيل"، سيتبين أن صنوف الحكمة
لديه تصير كلها لمنتهى واحد ومتصل هو السعادة، فهي منتهى علوم الطبيعة
لأنها تعرفنا على المبدأ الأول للوجود، ومنتهى علم ما بعد الطبيعة لأنها
تعرفنا على طبيعة هذا المبدأ بما هو مبدأ "ليس في طبيعة وليست له
طبيعة"،كما يقول في كتاب "التنبيه"، وهي أيضا منتهى القول في السياسة كعلم
يستنبط ما به تحصل السعادة للأمم المشتركة، فكل العلوم تصبح مآلات لشيء
واحد هو غايتها ومنتهاها تلك هي السعادة.
مفهوم السعادة.. يعكس سعي أبي نصر للتوفيق بين الحكيمين : استهل أبو نصر كتابه "تحصيل السعادة " بمصادرة سيطلب برهانها في ثناياه
وهي أن الأشياء التي إذا وجدت في الأمم حصلت لهم بها السعادة الدنيا
والسعادة القصوى، هي الفضائل الأربع : الفضائل النظرية والفضائل الفكرية
والفضائل الخلقية والصناعات، والتي ينبغي أن تجتمع كلها وتتظافر لتحصيل
السعادة للأمم المشتركة بالقصد الأول، ثم للفرد المستعد بالفطرة لتلقيها
بالقصد الثاني.
وإقراره بالسعادة الدنيوية، على غير ما جاء في محاورات أفلاطون الإلهي،
نفهم منه أن السعادة خطة حياة وطريقة في العيش، إن لم تتحقق في الدنيا فمن
المحال أن تتحقق في الآخرة، فالسعادة واحدة ومتصلة، وهذا تصوّر نجد له
مقابلا في آراء المعلّم الأوّل في كتابه "الأخلاق إلى نيقوماخوس"/من الفصل
الأول إلى الفصل السادس، بل إنّ أرسطو يصرّح في هذا كتاب/الفصل
الأول/الباب التاسع/ص 219، "أن من أراد أن يكون سعيدا ينبغي أن يفهم
الفضيلة التي تؤتيها"، وهذا بالضبط ما يقوم به الفارابي، فهو يعلّم من
أراد نيل السعادة، مجمل الفضائل التي تؤدي إليها.
وفي المقابل يقر الفارابي بالسعادة الأخرى بصفتها سعادة قصوى، فهو هنا
يعتبر أفلاطونيا، "أنظر محاورة فيدون"، إذ أن أرسطو يعتبر في نفس الكتاب
السابق/الفصل الثالث/ الباب السابع/ص 207، يعتبر هذا الاعتقاد "سخافة
بينة"، إذن لماذا وافق المعلم الثاني المعلم الأول في هذه وخالفه في مسألة
السعادة الأخروية، هل للأمر علاقة بما يسميه القدماء بـ"المضنون به على
غير أهله" اتّقاء منه لشر العوام؟ هذا سؤال يحتاج لبحث مستقل.
الخواص هم القصد الأوّل من كتاب تحصيل السعادة :
الفضائل الأربع الواردة في أوّل الكتاب مرتبة هي أيضا ترتيبا منظما، على
غرار ترتيب "السعادة الدنيا والسعادة القصوى في الآخرة"، أي من الدنيا وهي
المختلطة بالمنافع المادية إلى القصوى وهي المرتبطة بالنظر والحكمة،
فالدنيا هي الصناعات صعودا إلى الأشرف، والتي هي الفضائل النظرية، وهي
الأشرف بموضوعاتها وغايتها وأقيستها ثم والذي يهمنا في هذه القول، الأشرف
بخاصية أهلها، فهؤلاء الخاصة يستنبطونها بذاتها، وفي معقولاتها اليقينية،
في حين أنّ نصيب العامة من هذه الفضائل هو خيالاتها وتمثيلاتها، الواردة
في الملة.
لذلك وكما نصح المعلم الأول بضرورة معرفة الفضائل لتحصيل السعادة، فإن
المعلم الثاني اتبع منهجا تعليميا واضحا، تعليما لذوي الاستعداد والفطرة
المخصوصة، الذين تلك مرتبتهم العليا في الإنسانية، تعليمهم كيف يفهمون
ويحصلون الفضائل التي تمكنهم من طلب الرياسة بجدارة، فتصبح لهم الفضائل
النظرية التي تجعلهم يستنبطون مبادئ الوجود على حقيقتها، لا بخيالاتها
وظنونها، ثم الفضيلة الفكرية التي تمنحهم القوة على تمييز الأنفع والأجمل
لأمة أمة ولجماعة جماعة، بل وللأمم والمدن المشتركة على السواء، وتجعلهم
أيضا فضلاء يأتون الأفعال الفاضلة بعلم وإرادة وثبات، ولا بدّ لمن هذه
مرتبته أن يكون رئيسا أوّل، ومؤدبا وأميرا وملكا بالذات لا بالعلاقة مع
العوام والأمم المشتركة.
الفضائل الأربع التي ذكرها في أول الكتاب لا ترد بتفاصيلها عند المعلم
الأول أو أفلاطون الإلهي، وعندما نتتبع الترتيب الذي يورد لها أرسطو نجده
يقسم الفضائل إلى عملية ونظرية فقط، والفارابي فصّل كلّ جنس منها إلى
جنسين آخرين، أي فصّل الفضيلة النظرية إلى فضائل نظرية وفكرية، وفصّل
الفضيلة العملية إلى فضائل خلقية وصناعات، وعندما يتتبع المتفحص للترتيب
والتداخل الذي تؤديه كلّ فضيلة لأخرى، نجد أن الرجل يمزج أيضا رأيي
الحكيمين في حديثه عن العامة والخاصة، فتارة يذكر العوام، ويذكرهم
الفارابي بالجمع باسم "الحس المشترك" للدلالة على مرتبتهم في المعرفة،
وتارة بـ"الخدم" للدلالة على مرتبتهم في المجتمع، وتارة يلمح إليهم
للدلالة على مرتبتهم في الإنسانية، كقوله "الأمم المشتركة"، أما الخاصة
فيتناولهم بالمفرد، فيقول الخاص وخاص الخواص، والحكيم والفيلسوف أو الملك
والأمير، ومشرّع القوانين..، وهو بالذات كما سبقت الإشارة ولا يهم أن
يعترف له العامة بذلك.
نعود ونؤكد على الطبيعة التعليمية للكتاب، تعليم الخواص ما به يصيرون
سعداء ومؤهلين لطلب رياسة الأمم، فهو يعتمد الكثير من طرق التعليم
المشهورة عند القدماء، كالتعريف ولا نقول الحد، "مثلا يعرّف المعلومات
الأول الفقرة 4 ومبادئ الوجود الأربعة في الفقرة 5، وعلم التعاليم في
الفقرة 6، وتعريف التعليم في الفقرة 44، إلى غير ذلك وهي تعاريف من المحال
أن لا يعرفها الحكيم أو من بلغ من العلم الضروري مرتبة الكمال، ثم اعتماده
على التمثيل والتكرار والتذكير أو ما يفيد معناهما ويحذو حذوها، بل ويرد
ما يفيد التقويم كسؤاله في الفقرة 21 متوجها لمخاطب واحد، ضمنيّ أو مفترض
: "أترى هذه النظرية قد أعطت أيضا الأشياء التي بها يمكن أن تحصل هذه
بالفعل في الأمم والمدن أم لا؟".
فإذا تأملنا هذا السؤال فهو ليس بسؤال فلسفي برهاني، بل سؤال تعليمي جدلي،
على النحو الذي فصّل فيه أبو نصر في كتاب "الجدل/طوبيقا"، إذ أنه يخيّر
"التلميذ" بين أمرين، ثم يقرر هو الجزء الذي ينبغي للمجيب اختياره، وهو
هنا في السؤال"فقد أعطتها معقولة"؟
وضمن هذا السياق يمكن اعتبار كتاب تحصيل السعادة أداة ضرورية لمتعلم
الفلسفة، بما أنه يطرح الطريق التي يتعين على فرد مهيّئٍ بالفطرة لتقبل
الكمال الأقصى سلوكها ضمن مجتمع مطلبه الأساسي تحصيل السعادة.
الطابع التعليمي للخواص، كما سبقت الإشارة تتجلى أيضا في كون الفارابي،
يعتمد بنية فعلية تعتمد على ازدواجية "نحن" من جهة و"الأنت" و"الهو" من
جهة ثانية، فهو يستعمل الأولى في ذكر الأمور البديهية والأولى، والتي هي
معلومات أول، ويستعمل "أنت" و"الهو" عندما يتعلق الأمر بمبادئ التعليم،
كأن يقول :"وهو كما تراه"/الفقرة 20، أترى هذه النظرية../الفقرة 21،
فينبغي أن يفحص../فقرة38..، بينما في كتاب "التنبيه" لا نجد هذا التنوع.
الجمهور: المرتبة الدنيا في الإنسانية والمجتمع: إن التمييز بين الرأي والعلم، وبين الطرق البرهانية وغيرها من
الاستدلالات، هو تمييز ضمني بين الخاصة، وهم المختصون بالأقيسة البرهانية
واستنباط المبادئ اليقينية، والجمهور وهم المختصون بباقي الأقيسة،
كالخطابية و الجدلية والشعرية، كما هو واضح في الفقرات السبع الأولى،
والتي تجعلهم ينهضون إلى الفعل لا تعقلا لهذه المبادئ بل تخييلا وتمثيلا
لها، ليصبحوا "كالعاشقين لها"،/الفقرة 44.
الخاصة متربتهم في الإنسانية من جنس العلوم النظرية، فهم من مرتبة عليا،
لذلك فهم مستعدون بالفطرة لتلقي العلوم النظرية، فيؤخذون بالتعلم منذ
صباهم على الترتيب الذي ذكره أفلاطون، ثم يرتقون في الرياسات الجزئية إلى
أن يصلوا في مرتبة الرياسة العظمى، فسبيل تعليمهم لا يقتصر على ما يوجبه
بادئ الرأي المشترك/الفقرة 45، أما العامة فيفهمون من المبادئ القصوى
مثالاتها عن طريق الإقناعات، والفرق بين الخاصة والعامة، هو أن ما يستنبطه
الخاصة بالطبيعة من الحق، يتخيله العامة بالإرادة، ونورد الإرادة هنا على
النحو الذي عرفه الفارابي في كتابه السياسة المدنية/ ص72، تحقيق فوزي
النجار، بيروت 1964، على أنها "شوق عن إحساس أوّلا، وهي شوق عن تخيل
ثانيا"، وهو نفس المعنى عندما يتكلم الفارابي عن تأديب العامة، فيقول عنهم
هؤلاء "ليسوا ينهضون للصواب طوعا من تلقاء أنفسهم، ولا بالأقاويل"/الفقرة
47، فهؤلاء يؤدّبون كرها.
الخواص لما لهم من فضيلة فكرية، تمكنهم من تمييز الأنفع والأجمل، فهم من
يتكفل بتمييز ما يصلح للعوام، وما ينفعهم وما يضرّهم، ليبلغوا هم أيضا
السعادة بحسب رتبتهم في الوجود الذي يخصهم،وبلغة اليوم، فالحكيم أو الخاصي
هو الوصي على العامي، العامي في أمته والعامي في مدينته، والعامي في جميع
الأمم والمدن، فالحكيم هو من يجعل للفضائل والصنائع أفعالا جزئية، و"يجعل
لها طرقا إقناعية مشورية تنهض بها عزائم"العامة" نحوها"، مستعملا الأقاويل
الانفعالية والخلقية التي تخشع منها نفوس العوام وتذل وترق وتضعف"/الفقرة
50، وإن امتنعوا عن ذلك وجب تأديبهم كرها.
العامة لا حظّ لهم في الرياسة، تماما كما لا حظّ لهم في الفضائل، فهم كما
يعرّفهم أبو نصر؛ هم "الذين يقتصرون، أو الذين سبيلهم أن يقتصر بهم في
معلوماتهم النظرية على ما يوجبه بادئ الرأي المشترك، والعامي أيضا هو الذي
ليس له حظ في الرياسة المدنية،لأن مرتبته في الإنسانية تحصله مثالات
الفضائل النظرية و الفكرية، وهو أيضا الذي لا صناعة له أصلا، اللهم إلا أن
يكون خادما في المدينة/ الفقرة53، وطريقة تعليمه تتم بالطرق الإقناعية
والتخيلات.
فإذا كان العامّي هو من لا فضيلة له بالذات ولا صناعة، والخاصي هو الحاذق
بأصول صناعة ما، فإن أخص الخواص هو الرئيس الأوّل، فهو واحد بالعدد، إذ
يفرد له الفارابي أسماء أخرى كـ"الحكيم، واضع النواميس، الإمام، الفيلسوف،
الملك/الفقرة 59.
في الفقرة 62، يميز الفارابي بين الفلسفة/الحق والفلسفة البتراء، وبين
الفيلسوف/الحق من جهة، والفيلسوف الزور والفيلسوف البهرج والفيلسوف
الباطل، فهذا الأخير هو العامي الذي يتعلم الأمور النظرية من غير أن يكون
له استعداد نحوها، إذ هو غير جيد الفهم والتصور للشيء ولشيء الذاتي، وهو
غير صبور على الكد الذي يناله في التعلم، وغير محب للصدق وأهله والعدل
وأهله، وجموح ولجوج فيما يهواه، وشره في المأكول والمشروب، ويعظم بالطبع
والشهوات والدينار والدرهم، وغير كبير النفس عما يشين الناس، فهذه الطبائع
الفطرية التي نجدها عند هذا العامي، فإنه عندما يتعاطى الأمور النظرية
يصبح فيلسوف زور وباطل وبهرج..
إن ترتيب العلاقة بين العامة والخاصة في تحصيل السعادة القصوى والفضائل
الأربع، كل بحسب مرتبته في الإنسانية، هو أيضا ترتيب للعلاقة بين الحكمة
والملة، بحيث وضع الفارابي كلا منهما فيما اختصاصه، فالحكمة للخواص والملة
للعوام، فالأولى تعطي اليقين بالبرهان، والملة تعطي مثال اليقين بالإقناع،
وهذا الترتيب لم ينس الفارابي أن يقرّ بكون شروط الحكيم الحق هو أن يكون
"متمسكا بالأفعال الفاضلة التي في ملته، غير مخل بكلها أو بعضها"/الفقرة
62، في حين أن الفيلسوف البهرج هو من يتعلم العلوم النظرية ولم يعول
الأفعال الفاضلة التي بحسب ملة ما، بل يتبع هو "تابع لهواه وشهوته في كل
شيء من أي شيء اتفق"/ الفقرة 63، الفرق بين هذه النماذج من الفلاسفة
المزورين والعامي، فهو أن خيالات السعادة عند العامي خيرات قياسا لمرتبته،
أما الفيلسوف الباطل فيعتقد ببلوغه السعادة المظنون أنها سعادة.
وأخيرا؛ ترتيب الفضائل التي تتم بها السعادة، هو ترتيب أيضا للعلاقة بين
الحكمة و الملة، فهذه الأخيرة يقرّ لها أبو نصر كونها مصدر "أفعال" فاضلة،
ولكنه في نفس الوقت يقر بكونها تضم خيالات اليقين، وأيضا اعتمادها على
الطرق الإقناعية لا البرهانية، فالحكمة سابقة في الوجود على الملة، كما
يوضح ذلك بتفصيل في كتابه "الملة
".