حُلوا حزب العمل
عوفر شيلح
2011-01-04
يُظهر ايهود باراك في أحاديث مغلقة استخفافا متلهيا
بكبار مسؤولي حزب العمل الذين يستعدون لعزله في ظاهر الامر. يُسميهم
'اريئيلِم ومتسوكيم'، وهو تعبير مأخوذ من القصة عن الطريقة التي أعلنوا
بها موت الحاخام يهودا نسيه.
باراك على حق في تقديره عظم المتَحَدِّين
وباستهزائه بضآلة الجائزة وهو أمر أسهم هو نفسه فيه كثيرا. أعلن بنيامين
بن اليعيزر أول أمس بأنه سيطلب خروجا من الحكومة في نيسان (ابريل).
لماذا
نيسان؟ توجد تعليلات اجرائية للحزب، لكن ذلك في الأساس لانه عندما تقول في
السياسة الاسرائيلية في مطلع كانون الثاني (يناير) 'نيسان' فكأنما قلت
'بعد آخر الزمان بقليل'. وكذلك ايضا برفرمان وهرتسوغ وهما المُتحدِّيان
الرئيسيان: فهما سيتوليان الزعامة ويُخرجان الحزب من الحكومة ويجددان وجهه
لكن لا الآن، في نيسان وبعد ذلك في حزيران (يونيو)، أو كل موعد آخر وراء
الأفق.
لا نهضة لحزب العمل بغير حل. ماتت العلامة التجارية وستُسمم حتى أفضل الناس اذا تجرأ على لمسها.
ومن جهة ثانية يوجد مكان في الخريطة السياسية ـ بل ضرورة ـ لجسم يقوم عن يسار كاديما.
شربت
تسيبي ليفني في الانتخابات الاخيرة المصوتين الذين أرادوا معارضة نتنياهو
وكذلك ستفعل في الانتخابات القادمة ايضا. لكن كاديما ليس يسارا لا
اجتماعيا ولا سياسيا.
يجب ان توجد وراءه كتلة، أو حزب متوسط في أفضل الحالات، يلتزم برنامج عمل واضحا وينضم فقط لحكومة يحتمل ان تُحقق جزءا منه على الأقل.
حلم حاييم اورون بكتلة كهذه عندما حاول ان يُنشئ كتلة اليسار الجديد حول ميرتس قبل الانتخابات السابقة.
وقد
منعت 'الرصاص المصبوب' وصعود ليفني تبلور كتلة كهذه، ولا يمكن ان تقوم حول
بقايا ميرتس وحدها إلا بعد حل حزب العمل. إن اورون الآن وهو برلماني وواحد
من أفضل الناس في السياسة، يعتزل الكنيست. يجب ان يكون الحزب المتقلص الذي
تركه الجزء الثاني من نواة الكيان الجديد، مع حركات مثل 'اليسار الوطني'
وسائر شظايا تنظيمات المعسكر الذي حطمه باراك في ضجيج في سنة 2000 وقضى
عليه اريئيل شارون نهائيا بعد ذلك ببضع سنين.
بهذا المعنى، المنافسة في
العمل لا معنى لها. يجب أصلا حل الحزب الى عناصره: ومن أراد ان يكون في
الحزب المنافس في الحكم فليتفضل وليمضِ الى كاديما وهو البديل الحالي عن
الليكود.
ومن بقي فسيبدأ عمله في انشاء كتلة اليسار الجديد عالما ان
الجزء الذي سينافس فيه في الانتخابات القادمة لن يكون كبيرا. لكنه يمكن
حتى مع عدد نواب صغير إحداث أعاجيب اذا كنت مصمما عقائديا كما تبرهن شاس
وسائر الاحزاب الحريدية منذ سنين كثيرة.
لا يتحدث أحد ممن أعلنوا بأنهم
يريدون ان يرأسوا حزب العمل بهذه المصطلحات. يدعي هرتسوغ وبرفرمان القدرة
على 'اعادة بناء الحزب'، وهو شيء ليس ممكنا، ومن المؤكد انهما غير قادرين
على ذلك. وتنطوي شيلي يحيموفيتش داخل نشاطها البرلماني الذي هو مبارك في
ذاته لكنه لا يستطيع إحداث قوة سياسية حقيقية.
أما الباقون فلا ينجحون
حتى في أن يُجندوا داخلهم ما يكفي من القوة والوحدة للتخلص من باراك الذي
هو بحسب استطلاعات الرأي العام أحد الساسة الأقل مشايعة من الجمهور، وهذا
أمر يجب ان يكون كافيا لتحويله عن منصبه.
وهكذا مع صف أمامي مليء
بالقادة في حين لا يوجد في الخلف أي هندي بسيط، يخطو اليسار الاسرائيلي
نحو الفناء البرلماني الذي لا يُمثل القوة الحقيقية لمواقفه السياسية
والاجتماعية عند الجمهور.
معاريف 4/1/2011