في كلّ المجتمعات الأبيسية،
يشكّل ميل الرجل إلى الجنس الآخر المقياس الأساسيّ لتقييم الشخصية وتقييم
نجاح التنشئة الاجتماعية (في بناء الرجولة). مهمّة التنشئة هي بالضبط تحويل
الذكر إلى رجل يحوّل المرأة إلى موضوع رغبة جنسية بامتياز. وقد سارت
المجتمعات العربية على هذا الدرب حين أقرّت بدورها أنّ الجنسغيرية
(hétérosexualité) ميزة لا بدّ من توفّرها في الذكر لكي يكون رجلا. ويعني
ذلك رفضا اجتماعيّا وثقافيّا لتقمّص دور الأنثى من طرف الرجل عند توظيف
إسته في علاقة جنسية مع رجل (جنسمثلية homosexualité). تعتبر الثقافة
الأبيسية أنّ الدور الإستيّ دور سلبيّ، دور المفعول به، دور يشبّه بدور
الأنثى المسيطر عليها. فالرجولة في ظلّ المنطق الأبيسي هي استعمال القضيب
من أجل ولوج فرج الأنثى من أجل المتعة والإنجاب. وفي الجنسمثلية، تحتفظ
الثقافة الأبيسية بدور الرجولة للرجل الذي يستعمل ذكره فقط، أي في حالات
السلوك المثلجنسي الذكري (وذلك في مقابل السلوك المثلجنسي الإستي). ونقترح
هنا استعمال هذه المفاهيم الباردة تفاديا لاجترار مفاهيم الحسّ العامّ
وأحكامه القيمية من طرف القول السوسيولوجي.
سؤالنا في هذا البحث يتعلّق بتشخيص درجة استمرار هذا التمثّل
الأبيسي للرجولة. فهل دخل الرجل العربي مرحلة ما بعد الحداثة الجنسية ليفكّ
الارتباط بين الرجولة والجنسغيرية؟ هل بدأ يتصوّر أنّ مفهوم الرجولة ليس
مرادفا للجنسغيرية، وأنّه يتوجّب التمييز بين الهوية الجندرية (الرجولة)
والاتجاه الجنسي الغيري (أي إلى النساء فقط)؟ إلى أيّ درجة يتوافق الفكر
اليومي العربي مع الفكر ما بعد الحداثي الذي يقرّ أنّ الرجولة تحتمل ثلاثة
اتجاهات جنسية ممكنة (orientation sexuelle): الاتجاه نحو النساء، الاتجاه
نحو الرجال، الاتجاه نحو النساء والرجال معا؟ هل يفقد الإنسان الرجولة بسبب
المثلية الجنسية؟ إلى أيّ درجة أصبح المثليّ الإستي يدرك كنوع آخر من
الرجولة؟ هل تنطبق نفس التساؤلات على المثليّ الذكري؟ هل يتوجّب الاحتفاظ
بالتمييز بين المثليّ الذكري والمثليّ الإستي، خصوصا وأنّ كل الدراسات تشير
إلى أنّ العلاقة المثلجنسية علاقة تناوب تتبادل فيها الأدوار (الإستية
والذكرية) باستمرار؟
من أجل تحليل هذه الإشكالية، نورد الأجوبة التي شخّصناها في البحث
الميدانيّ الذي أنجزناه مع الرجال المغاربة في ستّ مدن هي : خنيفرة، وجدة،
تطوان، طنجة، أغادير، الرباط. ونشير هنا إلى أنّ البحث أجري على عيّنة من
الموظّفين الصغار. تمّ اختيار الموظّف الصغير لأنّه، نظريا، الرجل الذي
ليست له القدرات المعرفية والفكرية لمعاودة النظر في التعريف الأبيسي
السائد للرجولة (الفحولة، الشجاعة، الإنفاق…). في أوساط هذه الفئة،
بالإمكان تشخيص أزمة الهوية الرجولية من جرّاء فقدان السلطة المالية (داخل
الأسرة)، وهو ما يتمّ تعويضه بتشبّث أكبر بالإسلام كحامي مقدّس لامتيازات
الرجولة ولاستمرارها رغم التقلّبات الاقتصادية والاجتماعية. بتعبير آخر،
عند تشبّثه بإسلام فوق التاريخ، بإسلام لا يخضع لمنطق الواقع، يحوّل الرجل
امتيازاته الأبيسية إلى امتيازات مقدّسة قارّة لا تتأثّر أبدا بالحداثة، أي
باندماج المرأة ومشاركتها في الفضائين الخاصّ والعمومي على قدم المساواة.
في إطار هذا البحث، تمّ إنجاز 43 مقابلة نصف موجّهة و524 استمارة. وقد
اخترنا الموظفين المبحوثين من خمس وزارات هي: التعليم، الصحة، الفلاحة،
التجهيز، الداخلية. ما هي الأجوبة المتحصّل عليها؟
الجواب الأوّل: الذكورة هي الرجولة "القضيب، هو أوّل شيء نبحث عنه عند المولود. إذا عثرنا عليه، سيكون
المولود رجلا". هذا ما يقرّه دون تردّد رجل من خنيفرة. ويتابع الرجل قائلا
إنّ المولود سيظلّ رجلا ولو قام بسلوكات جنسية مثليّة أثناء المراهقة أو
في الكهولة. فحضور القضيب عند الذكر يكفي لوحده لكي يعتبره المجتمع رجلا
بشكل نهائيّ ودائم. إنّ وجود القضيب هو المقياس الكافي لتعريف الرجولة،
بمعنى أنّ الرجولة تختزل في الذكورة بغضّ النظر عن استعمال القضيب أو عدم
استعماله، وبغضّ النظر عن الاتّجاه الجنسي، بل ورغم استعمال الإست في
علاقات مثلية أو تبنّي هوية جنسمثلية. واضح أنّ هذا التعريف للرجولة ينطلق
من الاختلاف البيولوجي الذي يميّز الذكر عن الأنثى، بل ويكتفي بذلك
الاختلاف ليعرّف الرجولة بشكل ماهويّ وطبيعي النزعة، تعريفا نهائيا ودائما،
ومريحا. ويذكر هذا التعريف البيولوجي الاختلافي للرجولة بجملة شهيرة كتبها
فرويد مفادها أنّ "التشريح هو المصير". ويعني فرويد بهذا أنّ الذكر
يتحوّل حتما بشكل آليّ إلى رجل بسبب ذكورته، وأنّ الأنثى تولد امرأة منذ
البداية، أي ككائن ناقص منذ أوّل وهلة (دون قضيب).
استنادا إلى هذا التعريف البيولوجي، يظلّ المثلجنسي الإستي رجلا
بفضل التوفّر على ذكر، رغم سلوكه المثليّ وبغضّ النظر عن أسباب ذلك السلوك.
لكنّ المبحوثين المدافعين عن التعريف البيولوجي يرون أنّ الترادف بين
الذكورة والرجولة ينطبق أكثر على المثلجنسي الاقتصادي، أي على الشخص الذي
ينتج سلوكه المثلي عن الحاجة الاقتصادية. فالذكر الذي يشتغل بجسده مع
الرجال يعتبر عاملا جنسيا أكثر ممّا يعتبر مثلجنسيا إستيا. في هذه الحالة،
يقال إنّ الرغبة المثلجنسية ليست هي الدافع وليست المتعة الإستية هي الهدف.
لكنّ هذا التدقيق لا يمنع من انطباق الأمر نفسه على المثلجنسي الإستي الذي
يخضع إلى ميل قاهر نحو الذكور. إنّ الفرق بين الإثنين فرق درجي فقط. في
كلتا الحالتين، تتحدّد الهوية الرجولية بحضور العضو، أي الذكر، وليس
بالاتّجاه الجنسيّ. تظلّ الهوية الجنسية إذن مستقلّة عن السلوك الجنسي
(كيفما كان). "إنّ المولج والمولج فيه يظلّان رجلين"، نظرا لحضور القضيب
عندهما معا (حسب مبحوث من طنجة).
الجواب الثاني: المثلجنسي الإستي ليس رجلا أن يكون الإنسان مثلجنسيا إستيا معناه أنّه يدرك نفسه كأنثى وأنّه
يتنازل عن رجولته. فالبعض لا يرى إمكانية للتوفيق بين الرجولة وبين
المثلجنسية الإستية. إنّه الموقف التقليديّ المعروف والمتداول في كل
المجتمعات الأبيسية بدون استثناء. وينسحب هذا الفصل بين الرجولة والمثلية
الجنسية الإستية على كل المثليين الجنسيين الإستيين، سواء استعملوا إستهم
لبلوغ المتعة الجنسية أو لكسب مادّيّ. فبالنسبة لـ 61 % من مبحوثينا، كلّ
رجل أوتي من دبره لا يبقى رجلا. وتبلغ هذه النسبة 74 % في مدينة الرباط.
وفي هذا الصدد، نجد أنّ موظفي وزارة الداخلية هم من تبنّي هذا الموقف بأعلى
نسبة، وهي نسبة 67 %.
على عكس المثلي الإستي، لا يفقد المثلي الذكري رجولته لأنه يحترم
أنموذج الإيلاج الذي ارتبط بالرجولة في العرف الأبيسي، بل شكّل أحد
المميّزات الأساسية للرجولة في ذلك العرف. في هذا الاتجاه، تمّ التعبير عن
نوع من الإعجاب بالمثلي الذكري، وبتعبير أصحّ، بالرجل الذي يلج الرجال أيضا
والذي لا يكتفي بالنساء. في هذه الحالة، لا يتم وصف ذلك الرجل بالمثليّ إذ
رأى 38 % من المبحوثين أنّ الرجولة لا تعني الغيرية فقط، بل تعني أيضا
تحويل الرجال الآخرين إلى إناث من خلال نكحهم. إن الرجل الذي ينكح النساء
والرجال موضوع إعجاب لأنّ فحولته مضاعفة. بفضل إيلاج النساء والرجال، وهو
الإيلاج المزدوج، لا يدرك صاحب السلوكات المثلجنسية الذكرية كمثلجنسي، ولا
يدرك كشخص مزدوج الجنسانية (bissexuel). إنّ غيريته وذكورته تغطّيان عن
ازدواجيته الجنسية. "أمّا الرجل الذي يولَج فيه فليس رجلا، إنّه فقط ذكر"
كما صرّح أحد موظّفي وزارة الصحة في وجدة. إنه الذكر الذي ينتمي إلى القطب
الدنيء المفعول به (قطب الزوجات والأطفال والعبيد والجواري والبغايا). إنه
مثل المرأة، أنموذج المفعول به بامتياز، فكلاهما يستقبل القضيب ويخضع
لسلطته. في هذا السياق التراتبي اللامساواتي، ترمز المثلية الذكرية عند بعض
المبحوثين إلى انتصار طبقيّ، إلى انتصار الفقير على الغنيّ. وهذا ما عبّر
عنه أحد المبحوثين في خنيفرة قائلا: "إن الرجل الفقير ينكح أبناء الأغنياء،
ومن ثم فإنه ينكح كلّ البورجوازية ويحوّلها إلى مفعول به". طرح يبيّن
الخلط الحاصل بين علاقة مثلية بين راشدين عارفين وراضيين وبين علاقة
استغلال جنسي للطفل من طرف الراشد، لكنّه الطرح الذي ينمّ عن تصوّر الفعل
الجنسي كعلاقة لامساواتية، كصراع يفوز فيه المولج (من هو فوق) على المولوج
فيه (من هو تحت).
أما في طنجة، فإنّ أغلبية نسبية (42 %) لا ترى أنّ الإتيان من
الدبر يفقد الرجل رجولته. على الصعيد الوطني، تنزل هذه النسبة إلى 24 %،
ممّا يعني أنّ مغربيا من أربعة لا يفك الارتباط بين الإتيان من الدبر
والرجولة، وهي نسبة مهمّة تعكس تطورا ملحوظا في الذهنية المغربية. وقد سجّل
هذا الموقف ما بعد الحداثي في صفوف موظفي التعليم بنسبة 27 % وفي صفوف
موظفي الصحة بنسبة 28 %. وممّا تجدر الإشارة إليه أن الفئة العمرية 46-60
سنة هي التي عبرت عن الرأي نفسه بنسبة 31 % (مقابل 18 % في الفئة العمرية
18-30 سنة).
الجواب الثالث : كل مثلجنسي (دون تمييز) ليس رجلا بالنسبة لأصحاب الجواب الثالث، كلّ من صدر عنه سلوك مثلجنسي يفقد
رجولته. لا يهمّ هنا أن يصدر السلوك المثلجنسي عن حاجة اقتصادية أو عن
قهرية بيو- نفسية، ولا يهمّ أن يستعمل الشخص إسته أو ذكره. لا يهمّ أن يلج
أو يولج، فمجرد العلاقة الجنسية بين رجلين تفقدهما الرجولة معا. بأي معنى
يفقد المثلجنسي الإستي رجولته هنا؟ إن فعل لأسباب اقتصادية، فهو يعترف
بعجزه عن العمل وعن الكسب الشريف، والرجولة هنا تعرف كقدرة على الكسب
والعمل. وإن فعل لأسباب بيو- نفسية، فيعني ذلك بالنسبة لأصحاب هذا الموقف
إما أنّ هرموناته الذكرية ناقصة (وهذا ما يقرّبه من الأنثى) وإمّا أنه عاجز
جنسيا ولا قدرة له على الانتصاب (وهو ما يفرق بينه وبين الرجولة لأن
الرجولة فحولة بامتياز). أما بالنسبة للمثلجنسي الذكري، فهو أيضا ليس برجل:
إن فعل وولج رجلا من أجل الربح، فهو عاجز عن العمل والكسب الشريف. وإن نكح
رجلا من أجل المتعة، فهو شاذّ لا أخلاق له، وهنا تظهر الرجولة كشرف.
الجواب الرابع : المثلجنسي ليس رجلا وليس امرأة مفاد هذا الموقف هو التركيز على بينية المثلجنسي، فهويته ملتبسة
ولا يجوز اعتباره امرأة احتراما للمرأة. "إنّ "الزامل" لا يستحقّ أن نسمّيه
امرأة"، حسب مبحوث في الرباط. معنى ذلك أنّ استقبال القضيب، وهي الصفة
المشتركة بين المثلجنسي الإستي والمرأة لا تكفي للخلط بينهما. فاحتقار
المثلجنسي الإستي من طرف المجتمع (الأبيسي) لا يأتي من كونه يشبه المرأة أو
يتشبّه بها، وإنما من كونه يتنازل عن ذكورته ويفشل في تحويلها إلى ذكورية
وإلى رجولة. وقد سجل هذا الموقف المدافع عن كرامة المرأة في مدينتي خنيفرة
والرباط وأغادير بالخصوص. ففي أغادير، قال أحد المبحوثين أن "المرأة ليست
شيئا ننكحه، إنها شريك". هل هذا يعني أن الرجل المغربي "العادي" لم يبلغ
بعد تصوّر العلاقة المثلجنسية كعلاقة تشاركية؟ هل يعني ذلك أنه لا يزال يرى
فيها استغلالا للآخر وفوزا عليه؟ وبديهي أن هذا التمثل للعلاقة المثلية
يناقض التمثل السائد في الأوساط المثلية التي ترى عكس ذلك أن العلاقة
المثلية هي العلاقة الأكثر مساواة لأنها علاقة بين شريكين لا تراتب ولا
تسلّط اجتماعيّا بينهما. أمّا العلاقات الجنسغيرية فالمثليون يرون أنها
علاقات تتميز بالتفاوات البنياني بين الرجال والنساء، أي بالسيطرة
الذكورية.
الجواب الخامس: المثلجنسي ليس بشرا "يمنعنا ديننا من اعتبار الفاعل والمفعول به بشرا". جملة صدرت عن
موظّف في تطوان تلخص هذا الجواب. وهو جواب وجدناه بالخصوص عند موظفين لا
يخفون ميولاتهم الإسلاموية الأصولية. في نظر هؤلاء، كل سلوك مثلجنسي وكل
هوية مثلجنسية يسقطان الإنسان في الحيوانية، فلا يبقى المثلجنسي بشرا بل
يغدو حيوانا. إن الهوية الجنسية بهذا المعنى إما أنوثة وإما ذكورة. وهي في
الوقت نفسه أمانة وضعها الله في عنق الإنسان، وعلى كل إنسان أن يحترمها
وألا يخرقها لأن في خرقها خرقا لحدود فاصلة وضعها الله (بين الذكر
والأنثى). بتعبير آخر، يرى أصحاب هذا الموقف أن المثلية الجنسية تعني حتما
الانسلاخ عن الدين، وحين يقطع الإنسان مع الدين وتعاليمه، فإنه لا يبقي
إنسانا ويصبح شبيها بالحيوان. إن ما يميّز الإنسان عن الحيوان هو التديّن
بالضبط، والتدين يعني تقبل الغيرجنسية وتبنيها. أكثر من ذلك، أقرّ البعض أن
أوّل مؤشّر على التديّن وعلى احترام حدود الله هو تصرف الذكر طبقا لذكورته
وتصرف الأنثى طبقا لأنوثتها. بناء عليه، لا قيمة لكلّ ضروب المثلية
الجنسية ولا يسمح المجتمع الإسلامي بوجود سلوكات مثلجنسية، وبالأحرى هويات
مثلجنسية. إنّ المجتمع الإسلامي "المثالي" الفاضل خال من كلّ مثلجنسية حسب
هذا الجواب.
خاتمة تبرز الأجوبة الخمسة التي عرضناها سيادة اتّجاهين أساسيين في تعريف
الرجولة: 1) اتجاه بيولوجي يرى في تواجد الذكورة شرطا كافيا للرجولة رغم
وجود سلوكات أو هويات مثلجنسية، 2) اتجاه ديني يعتبر أنّ المثلجنسية نفي
للرجولة بل ولإنسانية الإنسان رغم تواجد الذكورة. من جهة، موقف اختلافي يرى
في الرجولة معطى بيولوجيا لا فضل للرجل في اكتسابه ولا فضل للمجتمع في
إكسابه، ومن جهة أخرى موقف مفاده أن الرجولة امتداد طبيعيّ للذكورة، فهي
إحترام سلوكي للذكورة وتفعيل لها (بفضل استعمال الذكر لوحده). إن التعريف
الثاني للرجولة يبين أن بناءها الاجتماعي ضروريّ من خلال إتباع سلوكات وقيم
جنسغيرية اجتماعية ذات أصل ديني. لكن الجواب الأوّل، البيولوجي النزعة،
يؤشر بشكل دالّ على فك الارتباط بين الاتجاه الجنسي (غيري/مثلي) وبين
الهوية الجندرية، بمعنى أن الرجولة لا تنكسر بسبب السلوكات أو الهويات
المثلجنسية، ولو في صيغتها الإستية. وهذا تقدّم هامّ على صعيد الفكر اليومي
المغربي.