فدوى فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1539
الموقع : رئيسة ومنسقة القسم الانكليزي تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 7
| | ديمقراطيون أو جمهوريون حزب يصد وحزب يرد | |
في أمثالنا الشعبية من عمود إلى عمود..هل يلخّص هذا المثل المعاناة في ظل الديمقراطية الأمريكية. وهل من حقنا أن نغبط الأمريكيين أو نحسدهم ، نحن المبتلين، بديمقراطية العمود الواحد.. عاما بعد عام يعمق النظام العالمي على المستويات الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية أزماته. والنفس البشرية الملول تتعشق التغيير للتغيير فتهرب منه إليه. كان التقويم الإجماعي للرئيس الأمريكي سلبيا. وبسرعة خاب الرجاء في الرئيس، لأسباب لا تتعلق بلون البشرة ولا بالخلفية الثقافية كما روج البعض، بل لأن الرئيس الأمريكي فاته أن يكون أمريكيا. لقد كان الرئيس بوش بكل حماقاته أقرب إلى الشعب الأمريكي في الطريقة الجريئة في الحديث والتصرف. أوباما السياسي الأكاديمي الحذر صاحب أنصاف السياسات وأنصاف المواقف وأنصاف الكلمات لم ينجح أن يكون شعبيا أو جماهيريا. صعد الرئيس أوباما إلى سدة رئاسة العالم!! محمولا على أكتاف الأمل. أحاطت الأزمات بالرئيس في الداخل الأمريكي والخارج العالمي، وأنيط بالرئيس المختلف على أكثر من مستوى التغلب عليها. ليس من السهل أن نقول إن أوباما لم ينجح في احتواء هذه الأزمات ولا بعضها، أو في إخماد تفاعلاتها وحرائقها؛ ولكننا نستطيع أن نقول بدون شك إنه لم ينجح في كسب قناعات الجمهور الأمريكي الذي أوصله إلى البيت الأبيض. كما نستطيع أن نؤكد أيضا أن ما ينتظر الرئيس أوباما في السنتين القادمتين، وفي ظل تغير ميزان القوى في الكونغرس الأمريكي لصالح الجمهوريين، سيكون أصعب مما مر به من قبل. ظروف الإنجاز الذي تنتظر الرئيس الأمريكي أصعب مما كانت عليه، وهذا سيؤشر إلى أن نتيجة الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون بالنسبة للرئيس الاستثنائي أكثر قسوة. حين نعود إلى الرئيس الأنموذج الخطابي، ونراجع ما قاله رئيس أكبر رئيس دولة في العالم على مدرج جامعة القاهرة سنخرج بنتيجة أن الرئيس الأمريكي لم يكن أحسن حالا وهو يحدث العرب من أي رئيس عربي ( أسمعنا الزين وأطربنا كما يفعل رؤساؤنا جميعا ) وأن مواعيده في خطاب استهلاله العربي جدا لم تكن أكثر من صور وخواطر وتأملات وافكار. بالعودة إلى الشعب الأمريكي المختنق بأمواج أزماته المتلاحقة، المضطر للدفع لمساندة أثرياء البنوك في أزمة العقار، ومساندة المبذرين من الأمريكيين في أزمة بطاقات الائتمان، والتبرع الدائم بالجهد والعرق الأمريكيين لإعالة كيان مصطنع في شرقنا العربي في سلمه وحربه، أو التغطية المستمرة لنفقات حروب بدأها الرئيس السابق ولهيبها يمتد يوما بعد يوم. سنجده كالمخمور دائما يرتد من جدار إلى جدار.. وسنجد الأزمات المتفاقمة الحروب المعربدة المفتوحة بحماقة أحمق ما تزال بحاجة إلى حكمة الحكماء وعقل العقلاء لاحتوائها ووقاية العالم من شرورها.. أمام الرئيس أوباما خلال العامين القادمين فرصة مضيقة، للنجاح في تحدي المصداقية، وتحدي الانجاز؛ فإن عجز باستثنائياته المتعددة فإنه يُحكم على الشعب الأمريكي بأن يظل مترددا بين حزبين حزب يصد وآخر رد في وقت تتعمق فيه الأزمات حتى تكاد تغرق الحضارة والإنسان. | |
|