بوتفليقة والعاهل المغربي قالا له 'الناس لن يفهموا إذا قلبنا صفحة النزاع القائم بين البلدين بسرعة'
الشاب خالد يغني في الصحراء الغربية ويطالب بفتح الحدود بين المغرب والجزائر
02/11/2009
العيون ـ 'القدس العربي'
ـ من محمود معروف افلت الشاب خالد ابرز مطربي الراي من الحرج السياسي بسبب تواجده بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء الغربية، ونجح في الابتعاد عن كل ما يمكن ان يعرضه، كما تعرض، بمناسبات سابقة لهجوم في بلاده الجزائر التي ترفض الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليزاريو.
الشاب خالد الذي كان يطلق ضحكته المعهودة بين كل جملة وجملة في مؤتمر صحافي عقده منتصف ليلة السبت الاحد قبيل بدء سهرته الفنية امام الاف من عشاقه (قدر عددهم بـ15 الف) الذين اتوا من اغادير والداخلة والسمارة وطانطان الى ساحة المشور بمدينة العيون، قال ان فن الراي فن الحب وليس فن السياسة وانه يأتي لعشاقه اينما كانوا في العيون والداخلة وموريتانيا وتندوف (حيث التجمع الرئيسي للاجئين الصحراويين وقوات جبهة البوليزاريو).
ورغم الاسئلة المحرجة التي وجهها له الصحافيون المغاربة حول معنى وجوده بالعيون وما يمكن ان يسببه له ذلك من احراج في بلاده فإن الشاب خالد تمسك برسالة 'الحب' التي قال انه يحملها وان الفن والثقافة هما السبيل الاجمل لازالة الحواجز بين الشعوب وحل المشاكل بين الحكومات. واستشهد في حديثه ليؤكد رؤيته حول دور الفن والثقافة في التقارب بين الشعوب وازالة الحساسيات بالحفل الفني الذي سيقدمه مع الفنان المصري محمد منير بالقاهرة في ملعب كرة القدم الذي سيحتضن الاسبوع القادم مباراة التأهل لكأس العالم لكرة القدم (مونديال 2010) بين الفريقين الجزائري والمصري والتي اثارت نقاشا ساخنا في وسائل الاعلام المصرية وصلت الى درجة التجريح بالجزائر. وردد مع الشاب خالد اغانيه على مدى ساعات التي بقيت من الليل جمهور حاشد يتقدمه مسؤولون رسميون مغاربة في سهرة ليست الاولى التي يحييها في الصحراء الغربية محل النزاع بين المغرب وجبهة البوليزاريو، فقبل ذلك احيا سهرة في مدينة الداخلة اجمل مدن الصحراء والتحف بالعلم المغربي واطلق نداء لفتح الحدود البرية بين المغرب والجزائر، وهو ما ابرزته وسائل الاعلام المغربية وعرضه لهجوم عنيف في الصحف الجزائرية. وفي قصر المؤتمرات بالعيون قال انه يدعو لمغرب عربي على غرار الاتحاد الاوروبي لا حدود تفصل بين شعوبه ولا عراقيل تمنعها من التواصل.
واغلقت الجزائر صيف 1994 حدودها البرية مع المغرب بعد هجوم مسلح نفذ ضد سياح في مراكش سارعت السلطات المغربية لاتهام المخابرات الجزائرية بتدبير ذلك الهجوم، وفرضت التأشيرة على المواطنين الجزائريين وطلبت من الزائرين مغادرة المغرب فورا، واعغتبرت الجزائر الاجراءات المغربية اساءة لها فردت بفرض التأشيرة واغلاق الحدود البرية.
ويطالب المغرب بمناسبات متعددة بفتح الحدود، ففيما ترى الجزائر ان مسألة اغلاق الحدود مرتبطة بمقاربة شاملة للعلاقات المغربية والجزائرية وما فيها من ملفات عالقة من بينها مسألة نزاع الصحراء الغربية حيث تتبنى الجزائر موقفا داعما لجبهة البوليزاريو باقامة دولة مستقلة بالصحراء الغربية وهو ما يرفضه المغرب ويقترح منح الصحراويين حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية. وقال الشاب خالد في تصريحات سابقة نشرت بالمغرب واعادت صحف جزائرية نشرها للهجوم عليه ان التوتر في العلاقات بين البلدين الجارين كارثة حقيقية. وذكر أنه بعد أن أضحى قريبا من الرئيس بوتفليقة من جهة والملك محمد السادس من جهة وأنه يتحدث معهما بصراحة عن العلاقات بين البلدين، وقال ان كليهما قالا له 'الناس لن يستطيعوا أن يفهموا إذا قلبنا صفحة النزاع القائم بين البلدين بسرعة، الشباب في كلا البلدين يحبونك نحن بحاجة إلى رموز مثلك من أجل تذويب الخلافات القائمة تدريجيا، وفي يوم من الأيام ستعود المياه إلى مجاريها'.
ويبدو ان رؤية الشاب خالد تأخذ طريقها حيث يشارك المغرب في الدورة الـ14 للمعرض الدولي للكتاب بالجزائر، بأكثر من ألف عنوان تلامس مختلف مجالات العلم والمعرفة. وأقيم الجناح المغربي، الذي تشرف عليه وزارة الثقافة المغربية ويضم حوالى 10 دور للنشر، على مساحة تناهز 25 مترا مربعا ويعرض كتبا تهتم بمجالات الآداب والتاريخ وفن الطبخ إضافة الى مؤلفات خاصة بالأطفال.