يعترف الشيخ الإمام داعي عبدالله أنه سيقدم رأسه على مذبح المتشددين والمتعصبين من المسلمين في الدول العربية، في حال زيارته لإحدى هذه البلدان، وذلك لكونه إمام مسلم وفي الوقت نفسه هو مثلي الجنس، ويحمل أفكارا تقدمية، يرفضها المسلمون في بلدانهم العربية التي تغيب عنها الحرية الفردية والديمقراطية.
وتشكل الافكار التي يحملها الامام داعي عبدالله، الاميركي المثلي الجنس، حافزا لاستضافته في جولة أوروبية قادته الى بروكسل حيث يستعين به سياسيون اوروبيون لبناء شبكة "للاسلام التقدمي"، كما تعتبره جماعة للمثليين العرب "صوتا بديلا" لتأكيده ان "الافكار السيئة" عن المثلية "قادمة من الثقافة وليس من الاسلام".
وتثير اراء سيدني جونسن، الذي صار اسمه داعي عبدالله بعد اسلامه، جدلا واسعا. فالى جانب نشاطه لاقامة "مصالحة" بين الهوية الجنسية والدين، يدعو الى قبول "تفسيرات أخرى للقرآن" غير تلك التي يرى انها جاءت من تاثير السياسة والسلطة عبر التاريخ، الامر الذي حدا بالحكومة النرويجية الى اتخاذه مستشارا لها للتواصل مع المجتمع الاسلامي وتأسيس "شبكة للمسلمين التقدميين".
وفي حديث يقول داعي عبدالله (56 عاما) انه تلقى في بداية حياته المهنية كإمام "تهديدات بالقتل"، معتبرا ان "التهديدات موجودة لكني لا اعيش حياتي في الخوف"، قبل ان يضيف وهو يبتسم "أسمع من بعض الناس انني انقذت حياتهم، اذن ليس من المفروض ان اكون خائفا من انقاذ حياة الآخرين".
والامام المثلي هو عضو في مؤسسة "المسلمين للقيم التقدمية"، والتي بدأت نشاطها في اميركا قبل اعلانها مؤسسة عالمية تهدف الى انشاء شبكات بين "المسلمين التقدميين" في اوروبا والشرق الاوسط.لكن رغم ذلك، يتحفظ عبدالله في الحديث عن نشاط له في المنطقة العربية، ويقول "انا اعمل هنا، في هذا الطرف من المحيط وهذا الطرف من الديموقراطية"، مؤكدا انه لن يزور المنطقة العربية التي اقام فيها لفترة، ويعلق بتهكم "لن اضع راسي على صحن واقدمه لهم كي يجنوا ويتصرفوا بغباء!.