** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
في نقد المقاربة الايديولوجية للنهضة  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 في نقد المقاربة الايديولوجية للنهضة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لينين
مرحبا بك
مرحبا بك
لينين


عدد الرسائل : 32

تاريخ التسجيل : 26/10/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

في نقد المقاربة الايديولوجية للنهضة  Empty
29102010
مُساهمةفي نقد المقاربة الايديولوجية للنهضة


في نقد المقاربة الايديولوجية للنهضة  Empty
منذ البداية رأى دعاة الإصلاح عندنا أن النهضة تشترط تغييراً في أفكار المجتمع (والمجتمع الإسلامي تحديداً، فهذه الهوية هي التي عنت جمال الدين وكانت بديهية قبلهما عند الطهطاوي). هذه النظرة إلى 'شروط النهضة' على أنها تتلخص في تغيير فكري ينتشر في كل طبقات المجتمع (بالمعنى المأثور التاريخي اللغوي لكلمة 'طبقات' لا بالمعنى الماركسي أو معنى علم الاجتماع الحديث) قديمة إذن، ولكنها توقفت عن التأثير في المثقف العربي لمدة طويلة، منذ أن وضعت الطلائع المسيسة في النخب المتعلمة مهمة التحرر الوطني من الاستعمار على عاتقها، فعوضاً عن التغيير الفكري (الذي غالباً ما كان ينعكس على شكل برنامج تربوي نجده عند محمد عبده مثلا وعند طه حسين من بعده، وانظر هذا البرنامج في كتاب 'مستقبل الثقافة في مصر') حملت النخب المسيسة ما بعد العصر الليبرالي شعار التغيير السياسي كهدف للمرحلة: عبر استلام نخب جديدة للسلـــطة السياسيةن كان المطلوب تحقيق أهداف النهضة التي تعدلت بالتدريج من هدف نهضة العالم الإسلامي عند الأوائل إلى هدف النهضة القومية للعرب في بلاد الشام والنهضة القطرية أو النهضة الإسلامية في مصر (هما التياران المهمان في مصر في النصف الأول من القرن العشرين).
وفي الخمسينات والستينات والسبعينات نطق العالم بأسره، كما هو معلوم، باللغة الماركسية فصارت هذه اللغة لازمة للفاعلين الأيديولوجيين على تناقض موقعهم الموضوعي في الصراع الاجتماعي، وبهذا صار يجب البحث عن 'الايديولوجيا' الفعلية في شيء يزيد عن الشعارات الظاهرة، فأنت لن تعرف أن ميشيل عفلق كان على يمين حزب البعث، وصلاح جديد كان على يساره، وأنهما متناقضان، من مجرد قراءة النص الظاهر لما كانا يكتبان في الستينات، فقد كانت لغتهما واحدة، ومثل هذه الملاحظة في وحدة اللغة واختلاف الايديولوجيا بين ايديولوجيات متناقضة في الموقع الاجتماعي الفعلي، هي التي قادت باحثاً غربياً هو كارل مانهايم إلى اجتهاداته ذائعة الصيت في كتابه 'الايديولوجيا والطوباوية'، فهو بدأ بملاحظة أننا لن نفهم تناقض الماركسية والنازية من مجرد قراءة الشعارات منفردة، وإلا ظنناهما واحدا، مثلاً ً من كونهما معاً يهاجمان الرأسمالية ويدافعان عن الاشتراكية.
مع السبعينات بدأت مشاعر الإحباط تتسلل إلى بعض المناضلين اليساريين، فالمجتمع الذي توجهوا إليه أبدى القليل من التجاوب، والتجارب الاشتراكية لم تعط النتائج المرجوة، والمرآة المزعجة التي عكســـت هذا الإخفاق كله كانت هزيمة 1967، ومع ذلك فقد ظلت اللغة الماركسية الطبقية هي السائدة وظلت الوصفة السياسية الجاهزة للنهضة: استلام السلطة من قبل 'طليعة' توصف بأنها عمالية أو شعبية محتفظة براهنيتها سنوات عديدة بعد النكسة، على الأغلب بفعل تأثير المد اليساري الجديد في العالم (حركة الطلاب في فرنسا والغرب مترافقة مع الأسطورة الغيفارية والماوية)، ولم تنته هذه المرحلة فعلاً ويفقد اليسار زمام المبادرة عندنا نهائياً إلا مع انتصار الثورة الإيرانية عام 1978.
هذه الوصفة انتهت بالإحباط مع تغوّل الأنظمة المستبدة وصعود نجم الحركات الإسلامانية التي كانت نقطة انطلاقها الحقيقية الانتصار الإيراني الكبير للإسلامانية المعاصرة، ولكن الإسلامانيين بنوا صعودهم كما هو معلوم على أرضية من التغافل الأمني، وأحياناً التشجيع من أنظمة بداية السبعينات العربية التي كانت تظن (على ضوء الحالة العالمية) أن الخطر الأساسي عليها هو خطر اليسار.
وفقاً للغة الماركسية بنسختها الأعم (وهي النسخة السوفييتية) كان السؤال عن الايديولوجيا السائدة اجتماعياً سؤالاً من الدرجة الثانية في الأهمية، إذ كان الأهم نظرياً هو السؤال عن 'علاقات الإنتاج' وليس عن الأفكار التي هي مجرد 'بنية فوقية'، وحيث أن تغيير هذا الأهم الذي هو 'علاقات الإنتاج' كان لا يتم بغير استلام السلطة (للحزب الثوري أو لتحالف مع الديمقراطيين الثوريين مثلاً: البعثيون في سورية والعراق) فإن الاصطدام مع الأفكار التقليدية للمجتمع لم يكن مهماً.
لكن مع الصعود الإسلاماني أولاً وانهيار الفكرة الاشتراكية العملية ثم انهيار الاتحاد السوفييتي ثانياً والدخول العنيف للقطب الوحيد المتبقي إلى المنطقة ثالثاً من البوابة الخليجية 1990 ثم العراقية 2003 وما تخلل هذين الحدثين من التحول الكبير مع أحداث أيلول/سبتمبر 2001 تحول جزء مهم من اليسار القديم الذي خابت آماله الايديولوجية والسياسية إلى نظرة جديدة صفتها الأساسية العداء للمجتمع الأهلي (المتحول، وفقاً للصورة العدائية النمطية للمثقف الجديد، إلى الحاضنة الطبيعية للظلامية أي التيارات الفكرية والسياسية المتدينة التي أخذت زمام المبادرة الشعبية)، المجتمع الأهلي تحول في نظر الثوري القديم المتحول من جماهير هي مادة الثورة وحاملتها إلى كتلة تقليدية مقاومة للخروج من تخلفها الفكري المزمن. الحل لم يعد في التوعية الصبورة أو حتى في استلام انقلابي نخبوي للسلطة يغير من البنية التحتية المنتجة لهذه البنية الفوقية المنتمية، كما يرى المثقف للقرون الوسطى، بل صار في التعاون مع قوة جاهزة للتدخل وقادرة على قلب الأوضاع رأساً على عقب.
إن الإمبريالي القديم صار ينظر إليه الآن على أنه رسول الديمقراطية والحداثة وحاميها في عالم راكد يقاوم التغير الذاتي: سلطات دكتاتورية أثبتت أنها عصية على التغيير بالمعارضة التقليدية أو حتى بأسلوب الانقلاب العسكري ومجتمع راكد تقليدي هو بطبعه لا يمكن أن يناصر أي قوة سياسية ما لم تكن قوة دينية. هذا الركود بطرفيه لا يمكن تغييره إلا بفعل قوة خارجية.
هذه النزعة الاستعمارية الجديدة عند الفاعل الأيديولوجي السياسي كانت في أكثر أشكالها جلافة في العراق مع بيانات 'المثقفين العراقيين' المطالبين ببقاء الاحتلال، لكنها امتدت إلى سورية أيضاً مع التوجه الليبرالي الجديد عند الحزب المهيمن على 'إعلان دمشق' وعند الأحزاب الكردية السورية المتأثرة بالتجربة الكردية في شمال العراق.
هذه النزعة كما يبدو لي لم تكن مفاجئة أو إشكالية في السودان مثلاً، أو في بلدان المغرب العربي، حيث لم تكن هناك الحساسية الكبرى نفسها لفكرة التعاون مع الأجنبي التي نماها في بلاد الشام قرن كامل من التربية القومية التي تربت وربت عليها الأجيال.
لكن هذا التحول كان مترافقاً مع تبرير نظري. استعيدت الفكرة النهضوية الأصلية عن دور الأفكار المركزي في التغيير، وأعيد بعث اكتشاف فكرة محورية عصرية ودورها الفاعل الذي لا تغني عنه سلطة أو اقتصاد.
كان ياسين الحافظ، وهو الكاتب الذي كان كثير من مناضلي 'التجمع الوطني الديمقراطي' السوري المعارض يتخذون من أفكاره دليلاً نظرياً قد طلّق بعد تجربة سياسية، الأفكار الاشتراكية التقليدية وأخذ يتوصل بالتدريج منذ بداية السبعينات إلى أن الاشتراكية لا يمكن أن تقوم على أرضية مجتمع لم تتحد على الأقل نخبته المثقفة 'الإنتلجنتسيا' جذرياً. وعلى تحديث هذه الإنتلجنتسيا انصبت كل رهاناته وظل حتى وفاته في نهاية السبعينات وطنياً جذرياً يؤمن ببناء المعمار الاجتماعي كله على أساس حديث كطريق وحيد للوحدة العربية والتخلص من الاستعمار.
مع بعض 'التلاميذ' اختفت الأهداف التي كان المعلم يؤمن بها، فقد صارت الحداثة بأي ثمن هي الهدف بحد ذاته حتى لو تمت بالتحالف مع الاستعمار نفسه.
على هامش هذه الحركة السياسية نشأت مجموعات منعزلة شديدة التعصب من المثقفين قررت أن تناصب المجتمع نفسه العداء، عبر التهجم المستمر على الدين نفسه وعلى المتدينين بلا تفريق بين متعصب ومنفتح، وهذا ما رأيناه في مثال التهجم على شيخ هو نفسه يلاقي أمر التهجمات من المتشددين والمتزمتين من المتدينين وهو القرضاوي. وهذه المجموعات سميتها في مقال سابق 'العلمانية الجهادية' (كمواز 'للسلفية الجهادية') والنبرة التي تتكلم بها هذه المجموعات هي نبرة حرب أهلية لا أكثر ولا أقل، وهي تشكل نوعاً جديداً من أقلية متعصبة حولت نفسها إلى طائفة جديدة تناصب الأكثرية العداء.
تشكل'المقاربة الايديولوجية للنهضة' أرضية نظرية تبريرية لهذا المزاج المنتشر عند كثير جداً من المثقفين. وبعض هؤلاء لا يستنتج النتائج السياسية التي تحدثت عنها قبل قليل من هذه المقاربة، تمنعه من جهة غريزة سليمة ونزاهة لا تتحمل فكرة مناصرة الاستعمار (وكلاهما فقده معظم من يسمون عندنا 'الليبراليون الجدد')، ومن جهة أخرى تمنعه رؤية نتيجة مغامرة الاستعانة بالأجنبي في تجربة العراق.
تشكو المقاربة الايديولوجية للنهضة من عيبين رئيسيين: الأول أنها مقاربة علمية زائفة تأخذ نموذجاً واحداً لا يمكن تعميمه هو النموذج الفرنسي، ومن المعلوم أن التجربة الإنكليزية تختلف كل الاختلاف عن الفرنسية، ولا نجد فيها مثلاً ذلك العداء اللدود للنظام الملكي أو للدين الذي جعل الثوريين الفرنسيين يقولون: اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر كاهن! وهي تغض النظر عن جوانب نهضوية عملية لا يتطابق فاعلوها مع المثل الايديولوجي الأعلى لهؤلاء 'النهضويين الجدد'، فإذا كان من مستلزمات الحداثة مثلاً نشر التعليم والقضاء على الأمية ووجدنا المساجد تقوم بهذه المهمة فهل نرفض المهمة من أساسها، لأن من يقوم بها 'ليس منوراً بقدر كاف' (ليس هذا مثالاً نظرياً ففي إحصاء رسمي مغربي أخير اتضح أن المساجد ودورات محو الأمية فيها هي الفاعل الأول في ميدان محو الأمية بين المؤسسات المغربية).
وقد كنا قديماً نعتبر المقدرة على المواجهة مع العدو نموذجاً لهدف أساسي للحداثة العربية. ألم يقم الجنوبيون اللبنانيون بهذه المهمة على أفضل وجه وبقيادة حزب 'غير مستنير' وفقاً للمسطرة الايديولوجية، وهذا الحزب بنى عملاً متقناً متكاملاً مع أنه 'غير حداثي'!
والعيب الثاني للمقاربة الايديولوجية للحداثة أنها تنبني على أساس العداء للأكثرية وفقدان الأمل فيها واستعداء الغرباء عليها. أليس في هذا مشروع فاشي أو ما هو أسوأ منه: مشروع تفكيك مجتمعي يمهد السبيل لاستعباد مؤبد إن لم يمهد السبيل لإبادة مجتمعية شاملة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

في نقد المقاربة الايديولوجية للنهضة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

في نقد المقاربة الايديولوجية للنهضة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: