متوكل " ثــــــائـــــــــر منضبــــــــط"
عدد الرسائل : 425
الموقع : صراع من اجل الاشتراكية تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | قراصنة وأباطرة(1) | |
قراصنة وأباطرة(1) الإرهاب الدولي الجديدفي العالم الواقعي (2) في مراجعة شاملة لإنتاجنا النفسي نجد هذا الإنتاج متمحوراً حول المواضيع العامة التي تفتقر إلى إمكانية تكاملها في مشاريع شاملة. كما تفتقر هذه الدراسات إلى ارتباطها بالمشاكل المعاصرة للإنسان العربي. وفي مقدمة هذه المشاكل الإجابة على سؤال : هل الإنسان العربي هو إرهابي بطبعه؟ هذا السؤال الذي يجيب عليه عدد كبير من الباحثين الغربيين بالإيجاب. وقد لا يصرح بعضهم مباشرة بإجابته ولكنه يطلقها ضمناً من خلال أبحاثه التي تناقش ردود الفعل الكارثية الناجمة عن إرهاب عربي؟ فهل تحول العرب فعلاً إلى إرهابيين؟. للأسف الشديد فإن نفي هذه التهمة المصممة (لا يجوز التصميم في علم النفس) لم يأت نتيجة جهود باحثينا أو دراستهم أو مناقشتهم لمفهوم الإرهاب. وإنما يأتي هذا النفي على لسان العالم نعوم تشومسكي!. ولحسن حظنا نحن العرب أن يهتم عالم بمثل هذا المستوى بموضوع يهمنا في الصميم ونحن غافلون عنه سواء في أبحاثنا أو في نشاطنا التدريسي أو في المشاريع والأطروحات الجامعية _ العربية. فما هو رأي هذا العالم في الموضوع؟ يعرض تشومسكي رأيه في هذا الكتاب بادئاً باستعراض المقاييس والمعايير المزدوجة التي يلجأ إليها المسؤولون والإعلاميون الأميركيون لدى مناقشتهم مفهوم الإرهاب. ويخلص تشومسكي إلى الاستنتاج أن الفكر الأميركي الحاكم يصنف في خانة الإرهاب تلك الأعمال التي يقوم بها "الضعفاء". وهو يعطي في هذا المجال مثالاً روي على لسان القديس أوغسطين وتتلخص بوقوع أحد القراصنة في أسر الإسكندر. وحين سأله الإسكندر : كيف تجرؤ على ممارسة المضايقات في البحر؟. أجاب القرصان : وأنت كيف تجرؤ على مضايقة العالم بأسره؟ الأنني أفعلها بسفينة صغيرة يقال إنني لص (أو إرهابي بالمفهوم الحديث) وحين تفعلها بأسطول كبير يقال إنك امبراطور!!. إن هذه الرواية، من قبل تشومسكي، تجمع ما بين السخرية المريرة وبين التمرد على تزوير الوقائع. كما تمتاز هذه الرواية ببساطتها التي توصلها بسهولة الطرفة إلى أذهان الجميع بمن فيهم أصحاب الأفكار المسبقة وربما وقف بعض العنصريين أمام دلالة مثل هذه القصة؟! والمؤلف إذ يتجاوز الفروقات المحتملة (والمثيرة للجدل) بين اللص وبين حركات التحرر، التي اعتمدت في كفاحها ما يسميه الأميركيون بالإرهاب، فإنه يطرح أمام القارئ المفارقة في تفسير مفهوم الإرهاب. وحول هذه المفارقة يدور محور الكتاب "قراصنة وأباطرة". وتشومسكي كعادته لا يكتفي بالمعاينة بل هو يعود بالمصطلحات إلى جذورها وأصولها. وهو يعود في دراسته لمصطلح "الإرهاب" إلى جذوره في نهاية القرن الثامن عشر حين تبدت عمليات عنف حكومية (منظمة وذات غطاء شرعي بالتالي) هدفت إلى ضمان خضوع الشعب للحكومة. هذا وتشكل وقائع الصراع العربي – الإسرائيلي (التي دار جانب منها على الأرض اللبنانية) مادة هامة من مواد الكتاب الذي ينظر مؤلفه إلى مصطلح الإرهاب نظرة تنطوي على الكثير من السخرية والرفض المباشر لأسلوب أصحاب هذا المفهوم في تصنيفهم للأفراد وللجماعات. وهو يورد مقارنة جريئة فيقول : "عندما تقوم إسرائيل بقصف مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين، وتقتل كثيراً من المدنيين، حتى دون أي موجب للثأر منهم، أو حين ترسل قواتها داخل المدن اللبنانية في عمليات تدعوها بـ"مكافحة الإرهاب" حيث تقتل وتدمر أو حين تختطف إسرائيل السفن وتحتجز مئات الرهائن في معسكرات الاعتقال، في ظروف مخيفة، فإن هذا ليس إرهاباً؟!
| |
|