** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الفصل الثالث: العودة إلى الظل I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الفصل الثالث: العودة إلى الظل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3177

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

الفصل الثالث: العودة إلى الظل Empty
18102024
مُساهمةالفصل الثالث: العودة إلى الظل

من القمة بخطوات بطيئة، كانت قدماه تترنحان بين الصخور الحادة والحصى المتناثر. مع كل خطوة، شعر أن عبء السنين يتراجع عنه شيئًا فشيئًا. الرياح الباردة التي كانت تصفع وجهه قبل ساعات أصبحت الآن رفيقة لطيفة ترافقه في نزوله الحذر. لم يكن في عجلة من أمره؛ كان يشعر أن كل خطوة تأخذ منه شيئًا قديمًا وتمنحه فرصة لشيء جديد.
في الأسفل، كانت النيران تتراقص في الهواء. لمعانها البعيد كان يلفت انتباهه كوميض من الأمل في ظلام دامس. قربها، كان بإمكانه رؤية مجموعة من الأشخاص يتجمعون حول النار، ظلالهم تتمايل مع حركة اللهب الراقصة. اقترب ببطء، وبدأ يسمع أصواتهم، حديثهم المتقطع كان مزيجًا من ضحكات، همسات، وتنهيدات.
كانت تلك المجموعة أشبه بمزيج غريب من الأفراد. عندما اقترب أكثر، استطاع أن يميز ملامحهم: شاب ذو لحية خفيفة يحدق في النار كأنما يحاول اكتشاف سرها، امرأة بشعر قصير تجلس بصمت وكأنها تنتظر شيئًا ما، ورجل مسن يبدو كأنه محارب قديم، آثار الزمن محفورة على وجهه.
عندما اقترب منهم، التفتت المرأة نحوه. نظرتها كانت حادة وكأنها اخترقت جسده. لم تقل شيئًا في البداية، فقط واصلت التحديق، بينما كانت الأصوات حول النار تتلاشى ببطء. بدا للجميع أن هناك قصة تروى دون كلمات.
"أهلاً بك"، قال الرجل المسن بصوت هادئ، "كنت أعلم أن أحدهم سيأتي من القمة اليوم."
لم يكن يعرف كيف يجيب. جلس بهدوء بجانبهم، وراقب النار وهي تلتهم قطع الخشب. كان الجو مليئًا بنوع من التوتر الهادئ، وكأن الجميع ينتظر شيئًا يحدث، لكنه لا يأتي.
"كيف كان الطريق إلى القمة؟" سأل الشاب بصوتٍ عميق.
أجابه بتردد، "طويل… مرهق، لكن ليس كما توقعت."
ابتسم الرجل المسن. "القمة دائمًا كذلك، تتوقع الكثير منها، لكن عندما تصل، تدرك أنها مجرد مرحلة أخرى."
بدأت المرأة تتحدث لأول مرة، "لماذا نزلت؟ معظم الناس لا ينزلون بهذه السرعة."
"أدركت أن القمة لم تكن ما كنت أبحث عنه."
صمتت قليلًا قبل أن ترد، "ربما لم تكن تبحث عن القمة في الأساس."
شعر بثقل كلماتها، وكأنها تعرف أكثر مما تقول. كانت تلك المجموعة غريبة بالنسبة له، كأنهم يمثلون جوانب مختلفة من حياته. الشاب كان يشبه اندفاعه القديم، والمرأة تذكِّره بالغموض الذي لم يحله بعد، أما الرجل المسن فكان يمثل الحكمة التي لم يكن مستعدًا لاستقبالها.
بدأوا يتحدثون، بدون تسلسل واضح، عن حياتهم وتجاربهم. كل واحد منهم كان يحمل قصة خاصة، مزيجًا من الأحلام التي تحطمت، والآمال التي لم تتحقق. الرجل المسن تحدث عن معاركه القديمة، وكيف أنه عاش أكثر من مرة ليرى أصدقاءه يسقطون، ومع ذلك لم يجد في القتال نصرًا حقيقيًا. الشاب تحدث عن بحثه المستمر عن الحرية، لكنه لم يكن يعرف أين يجدها. والمرأة… تحدثت قليلاً جدًا، لكن كلماتها كانت مليئة بالندم والقرارات التي لا يمكن التراجع عنها.
في وسط الحديث، أدرك أنه لم يكن الشخص الوحيد الذي نزل من القمة. كان هؤلاء الأشخاص مثل مرايا تعكس جزءًا من رحلته، كل واحد منهم مر بتجربة مشابهة، وكل واحد منهم يواجه نفس الأسئلة التي ظل يهرب منها طوال حياته.
"هل تعتقد أن هناك قمة أخرى بعد هذه؟" سأل الشاب.
فكر للحظة قبل أن يجيب، "ربما. لكنني لست متأكدًا بعد ما إذا كانت القمم هي ما أبحث عنه."
ابتسمت المرأة بهدوء. "أحيانًا لا نبحث عن القمم، بل عن الأماكن التي تريحنا من الرحلة."
كان الليل قد أصبح أكثر برودة، لكن وجودهم حول النار أضاف دفئًا خفيفًا إلى الأجواء. أدرك أنه كان بحاجة إلى هذا اللقاء، إلى هذه اللحظة من الهدوء في وسط رحلة لا تنتهي. لم يكن يعلم إلى أين سيتجه بعد هذه الليلة، لكنه شعر أن هناك شيئًا جديدًا ينتظره في الأفق.
الآن، لم يعد النزول من القمة مجرد حركة جسدية. كان نزولًا إلى الداخل، إلى ذاته. وفي ظل هذه النار التي جمعتهم، أدرك أن التحدي الحقيقي لم يكن في الوصول إلى القمة أو النزول منها، بل في مواجهة النفس، في مواجهة الأسئلة التي لا تُطرح عادة.
ربما لن يجد إجابات الليلة، وربما لن يجدها أبدًا. لكن هذه الليلة كانت بداية جديدة، بداية لفهم أعمق لما كان يبحث عنه طوال حياته.

4o
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الفصل الثالث: العودة إلى الظل :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الفصل الثالث: العودة إلى الظل

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الفصل السابع: العودة من الموت
» الفصل الثالث اعتقادات العقليين
» الظل -
» الوِبّ الظل(*)
» بين ثقافة الاستهلاك وأدباء ظل الظل

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: مـنبر كُـتـّاب و شعراء منابر مدونات الصدح.. (يشاهده 5412 زائر)-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: