تعتزم مصر افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة في السادس من آب/ أغسطس المقبل في حفل يراد له أن يساهم في تلميع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي اهتزت صورته بشدة في الفترة الأخيرة.
لكن، ومع اقتراب موعد افتتاح المشروع رسميا، شن مؤيدون للانقلاب العسكري هجوما لاذعا عليه، ووجهوا له انتقادات حادة ووصفوه بأنه غير ذي جدوى.
عبادة السيسي
من جانبها، قالت حركة "شباب 6 إبريل" :"حفروا عدة تفريعات على مدار السنوات الماضية فى إطار التنمية المستمرة لقناة السويس، فحفروا عام 1955 تفريعة البلاح بطول 8.9 كم، وتفريعة البحيرات بطول 11.8 كم، وتفريعة كبريت بطول 7.0 كم، وفي عام 1980 حفروا تفريعة بورسعيد بطول 40.1 كم، ثم تفريعة التمساح بطول 4.3 كم، وأخيرا تفريعة الدفرسوار بطول 8.4 كم، لكن أحدا من الحكام لم يجرؤ على أن يطلق عليها اسم قناة السويس الجديدة كما فعل السيسي".
وأشارت الحركة - في بيان لها عبر صفحتها على "فيس بوك" - إلى أن حفر السيسي لتفريعة الدفرسوار - القنطرة بطول 30 كيلومترا، ليس إلا مشروعا مؤجلا منذ عام 2002، مؤكدة أنه "لا علاقة له من قريب أو بعيد بالمشروع القومي لتنمية محور قناة السويس، الذي كان يهدف لتنمية منطقة القناة وجعلها أكبر مناطق العالم اللوجيستية، من خلال إقامة مناطق صناعية وموانئ ومطارات".
أما أستاذ القانون الدستوري المؤيد للانقلاب محمد نور فرحات، فهاجم حملة جمع التبرعات التي أطلقها نظام السيسي لتغطية نفقات حفل افتتاح القناة الجديدة، بينما تعاني البلاد من اقتصاد منهك ومترنح، موضحا عبر حسابه على "فيس بوك"، أن "ما تشهده مصر هذه الأيام هو عبادة للفرد - في إشارة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي – التي أصبحت مقدمة على عبادة الله وتمجيد الوطن".
ليس لها جدوى
من جانبه، قال حازم عبد العظيم، أستاذ الاتصالات والناشط السياسي المؤيد للسيسي، إن التفريعة الجديدة لقناة السويس ليس لها جدوى اقتصادية.
وأضاف - في تصريحات تلفزيونية مساء السبت – بقوله: "أجريت أبحاث ولم أصل لأي جدوى اقتصادية للتفريعة الجديدة، موضحا أن ضغط العمل في المشروع من 3 سنوات إلى سنة واحدة رفع التكلفة بشكل هائل وغير مبرر".
وتابع:" أعرف أن كثيرين سيتهمونني بالخيانة بسبب هذه التصريحات، على الرغم من أني كنت عضوا في إدارة حملة السيسي الانتخابية، لكنني أؤكد أن العائد الاقتصادي من التفريعة الجديدة لا يذكر مقارنة بالتكاليف".
وأضاف عبد العظيم: "لم يتم إعلان التكلفة الإجمالية للمشروع حتى الآن، ونسمع فقط في وسائل الإعلام أن القناة الجديدة سترفع العائد من 5.3 مليار دولار إلى 13.3 مليارا خلال ثماني سنوات، دون أن يفسر لنا أحد من أين جاءت تلك الأرقام؟".
وتساءل الناشط محمد ربيع: "بعد مرور ثلاث سفن عملاقة في القناة الجديدة يوم السبت، ما فائدة مرورها من القناة الجديدة إذا كانت تمر قبل ذلك من القديمة، خاصة وأن ذلك لن يترتب عليه دفع رسوم عبور إضافية".
وأضاف: "إذا كانت الطاقة الحالية للقناة الآن أعلى بالفعل من حجم التجارة العالمية، فلماذا تدفع مصر 60 مليار جنيه لحفر قناة جديدة لن تستفيد منها شيء؟ كل ده عشان نعمل حفلة ومصر تفرح؟".
#مصر_بتفرح؟
في غضون ذلك، دشنت الصفحة الرسمية لعبد الفتاح السيسي على "فيس بوك" هاشتاغا جديدا على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان
#مصر_بتفرح، احتفالا بقرب الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة وافتتاحه في السادس من آب/ أغسطس القادم.
وطالبت الصفحة المصريين بتبادل صور الفرح بقناة السويس الجديدة على الهاشتاغ، لنشرها على الحسابات الرسمية للسيسي، كما نشرت فيديو يحتوي على آراء المصريين حول افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة.
لكن نشطاء ردوا على هذا الهاشتاغ بآخر مضاد له حمل اسم
#مصر_بتصرخ ، نجح في تصدر الترتيب على تويتر بسبب احتوائه على تعليقات تصف الأحوال المتدهورة في البلاد.
من جانبه، قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، إن حفل الافتتاح سيكون أسطوريا، وسينافس الحفل الذي أقامه الخديوي إسماعيل قبل نحو مائتي عام عند الانتهاء من حفر القناة لأول مرة، موضحا أن خزينة الدولة لن تتكلف أي شيء لتغطية النفقات التي سيتحملها رجال الأعمال بالكامل.
وكانت مصر قد أجرت تجربة تشغيل للقناة الجديدة يوم السبت، حيث مرت أول قافلة تضم ثلاث سفن حاويات عملاقة بنجاح.