** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
هوام من ذاكرة طريق I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 هوام من ذاكرة طريق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

هوام من ذاكرة طريق Empty
17072015
مُساهمةهوام من ذاكرة طريق

هوام من ذاكرة طريق Arton12108-19c95
يستيقظ صباح أخر من ولهٍ؛ مترع بالحنين الحَذِر، يغسل وجهه من الجثث بأمل موجع، يتساءل كلّ إشراقة: كيف للحياة بعد أن تستمر؟
يستيقظ وجه دمشق متعباً خاوياً ضاجاً بالسّيارات.
أستيقظ منهكة من أرق ليلة فائتة ككلّ صباح.
تهمّ أقدامي بالمغادرة، وقلبي المتأرجح يأبى السّفر إلى المدينة المضمّخة بالفجائع؛ برائحة الأجساد المتهالكة، وعيون أطفالها المغمضة بين تفاصيل مجزرة وأخرى .
على امتداد الطّريق القَلِق المعلق بين الحياة والموت نسير إلى المدينة السّاهدة في أوجاعها، كأنّها وحدها خارج الأسراب جميعها.
لا تغرّد فلا حنجرة تنطق ألمها.
لا تحلق، ولو قليلاً هذا الصّباح، فلا أجنحة تقوى على حمل جسد هزيل؛ أثقلته جثث القتلى والضّحايا.
الهوينى أيّها الطريق..
الهوينى، فلا ليل يحضن وجع الأحلام المكبلة بالضّياع، فقط حنين تتكئ عليه الذّاكرة بين صحوتين من دمار وغفوة أرهقتها الأيّام.
لا شمس تصح ومن الهلع المتهدّج في خطّ والانتظار
لا فرحة تواسي الأحزان المغلولة بالبؤس والغياب
لا شيء يختزل العمر المهشم بالفجائع، أو يرطب الملح المتعطش للدّم.
أتوقف أمام إحدى الحواجز مبخّرا اللاءات التي أهذي بها والعوالم التي أسافر إليها، وكأنّي لوهلة نسيت أين أنا! ومن أنا! حين سألوني عن هويتي ووجهتي.
على امتداد الدّمار والخراب نواصل السّير، نسابق المسافة التي تفصلنا عن موت سريع ومؤجّل ما بين الرّصاص والقذائف، نسابق المسافة وتسابق المدينة الثّكلى الأفكار إليّ، لكنّها لا تسابق القدر، لا تجرؤ على مراوغته خشية أن يأتيها مباغتاً حاداً .
هي رغم كلّ القهر الذي تكابده لا زالت تخشاه.
يوقفنا حاجز ثانِ وثالث ورابع و...
لا تتوقف ذاكرتي عن الغوص في تفاصيل الطّريق الذي اقتادتني به سيارة الشّرطة العسكريّة؛ لأخرج بعدها من سجن حمص المركزي العام الفائت؛ بتاريخ هذا اليوم نفسه، الذي أعود به إليها.
على امتداد الروح المسجّاة في الغياب بكل عجز يكبلها، بكل عجز يبدّد عمرها المختزل بالأيّام، لم تعد حمص تمارس طقوس البكاء على جراحها النازفة مع كل هبوب للذاكرة المكتظة بالمآسي.
على امتداد أسري الطفولي بين دمشق وقريتي المستترة خلف الحياة، بين سفحين من زيتون وتفاح، أمضي وقلبي يتشتت مع ذاكرة الطّريق الخاوي من الحركة والمتقطّع بالحواجز فلا محطّة ترتاح بها الأرواح المسافرة من موت لآخر؛ والرّصاص يتربّص حتّى بالنّسمة العابرة.
كأعقاب السّجائر يمجّنا الخوف والموت شهقة شهقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

هوام من ذاكرة طريق :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

هوام من ذاكرة طريق

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  ذاكرة القرآن / ذاكرة النسيان "الخلع" و"الحفد": سورتان أم دُعاءان
»  ذاكرة القرآن / ذاكرة النسيان "الخلع" و"الحفد": سورتان أم دُعاءان
»  غابرييلا ميستْرال: ذاكرة الشعر
» ذاكرة علي ورق اسمر:
» ذاكرة مهترئة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: