25 أغسطس 2014 بقلم
مجدى عبد الحافظ قسم:
الفلسفة والعلوم الإنسانية تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر:محاور الدراسة:
-تمهيد
-تمهيد اشتقاقي
-محددات الحقيقة التاريخية
-منهجيات التاريخ والبحث عن الحقيقة:
-فلسفة ومعنى التاريخ
-التاريخ الموضوعي Objective أو الحوادثي événementielle
-مدرسة الحوليات
-التحليل التاريخي (حفريات المعرفة)
-التاريخ الآني L’Histoire immédiate
-الخلاصة
ملخص الدراسة:
يُعد التاريخ ظاهرة اجتماعية بامتياز، وتكمن صعوبة هذه الظاهرة في انتمائها للماضي، وهو ما يخلع عليها الغموض أحياناً، وتضارب الأحداث والحكايات في معظم الأحيان، الأمر الذي يعيق المؤرخ عن الوصول لحقيقة ما جرى، مما يدفعه إلى طرق أبواب جديدة باستمرار، لعلها تفتح أمامه مغاليق ما يجده موصداً. وإذا كانت الوثائق والكتب والدوريات وقضايا المحاكم، ومحاضر الجلسات وحتى التاريخ الشفاهي... وغيرها، تظل منجماً مفتوحاً للمؤرخ، إلا أنها في الوقت نفسه تظل قاصرة، بل عاجزة عن إدراك حقيقة وتفاصيل الحدث التاريخي (الظاهرة الاجتماعية)، من هنا كان دأب المؤرخين في البحث الدائم عن مناهج جديدة، يمكن أن تساهم في الوصول إلى الحقيقة المنشودة.
كان التاريخ على الدوام هو لسان حال الملوك والسلاطين والأباطرة والأمراء والعظماء من الرجال، في المقابل لم يمنع ذلك من ظهور مؤرخين، حلموا وحاولوا ـ رغم قلة عددهم- الوصول بالتاريخ إلى أن يُعبّر وبصدق عمّا حدث فعلياً في الواقع، دون إضافات أو حذف أو تشويه.
سيمكننا القول إذن إنّ كل المحاولات، التي عملت على التنظير للتاريخ ولفلسفته، هي محاولات في الأصل للبحث عن منهج تاريخي، يُمكّنهم من الوصول إلى فلسفة ما للحقيقة، تصب في مياهها، وتبعد المؤرخين عما يعرقل الوصول إليها، وهو الأمر الذي سنتناوله في السطور القادمة.