03 ديسمبر 2014 بقلم
مصطفى العلوي قسم:
الدين وقضايا المجتمع الراهنة تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر:فصل الدين عن الدولة من منظوري علم الاجتماع و"لائكية الاعتراف"
ميشلين ميلو مثالاً
ملخص:
"اللائكية" كلمة لا تعود إلى "لايكوس" فحسب، وهي عكس "إكليروس" اللاتينية، بل تعود إلى "لاووس"، الكلمة التي تعني الشعب باليونانية، وهي لا تعني فصل الدين عن الدولة، بل إعطاء السلطة إلى الشعب. وليست اللائكية هي العلمانية، وإن تقاطعت معها، فالعلمنة مسار يهم المستويين الاجتماعي والثقافي بينما يهم المسار اللائكي الجانب السياسي والقانوني تحديدًا، ولذلك نجد بلدانًا لائكية شكليًا بمستوى ضعيف من العلمنة، من مثل تركيا، وأخرى غير لائكية شكليًا ولكن بمستوى علمنة متقدم جدًا، من مثل الدانمارك. واللائكية وإن كانت مسارًا متقاطعًا مع الديمقراطية الحديثة، لم تكن مرتبطة بنظم ديمقراطية دائمًا، بل قد ترتبط بالتسلط. ولذلك هنالك نماذج مثالية نظرية متعددة لللائكية، تحددها الكاتبة في خمسة نماذج، تتقاطع في مبادئ كبرى هي:
-الفصل بين الدين والدولة.
-حياد الدولة في الشؤون الدينية.
-ضمان حرية المعتقد والفكر.
-المساواة بين المواطنين مهما اختلفوا دينيًا.
ولكن هذا الطابع الكوني لللائكية لا يمنع من اختلاف نماذجها المثالية الفيبيرية، ولا يعني بالضرورة وجود مثال أنموذج يجب نسخه في كل مكان وزمان مثل "الأنموذج الفرنسي" على وجه الخصوص. إن اللائكية هي طريقة في تعديل العلاقة بين السياسي والديني، وتطرح عليها تحديات كبيرة الآن في كل مكان، على الرغم من كونها الحل الأكثر قبولاً لإدارة ذلك العمل التعديلي. ومن بين التحديات التي تعترضها طريقة التنظير في شأنها ونمذجتها علميًا، وكذلك مخاطر الانزلاق السياسي نحو نموذج واحد منها مهما كان، وهو التحدي الذي يُطرح على الباحثة ميشلين ميلو نفسها، بل علينا جميعًا.