** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
فـردة و فـردة  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 فـردة و فـردة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
free men
فريق العمـــــل *****
free men


التوقيع : رئيس ومنسق القسم الفكري

عدد الرسائل : 1500

الموقع : center d enfer
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

فـردة و فـردة  Empty
25102013
مُساهمةفـردة و فـردة

فـردة و فـردة
 فـردة و فـردة  Zoya_pirzad
زويا بيرزاد*
 
 
 
في بعض الصباحات، عندما أستيقظ من النوم، أودُّ أن أبقی في لباس نومي القديم مع شعر غير مصفف و جوربيَّ المختلفين، أحبُّ أن أجلس أمام التلفاز و أشاهد أفلام الصور المتحركة كوالت ديزني التي أحبّها كثيراً، أحبُّ أن أضع أمامي صحناً من العنب من دون نواة و أغرق في قصة الأميرة النائمة أو قطر الندی و الأقزام السبعة... كنت أتمنی أن أكون بطلة الأميرة النائمة و الانسان الثلجي، و أنا أنتظر فارس أحلامي و هو يستبدل قرعي القديم بعربة ملكية جميلة و مزينة، ويثير فيَّّ كل مشاعر الحبّ و يهيئ لي قصراً فخماً جميلاً لا ذكر للطبخ و التنظيف فيه. قصر يكون كبيراً لدرجة لا أسمع فيه صوت بكاء طفلي ليلاً و لا أری عملية تبديل حفاظته التي تعكر عليّ أحلامي..
أتمنی أن يعود أمير أحلامي ظهراً من عمله بسيارته البيضاء النظيفة، و أسمع صوت مفتاحه في باب شقتنا الصغيرة و أنهض بلهفة لاستقباله.. أغمض عيني و أفتحها لأری مائدة الطعام جاهزة بمرقة الخضار التي تعط رائحتها و هي تمتزج برائحة الزعفران علی الأرز الفاخر مع سلّة الخضروات الطازجة المزينة بحبات الفجل الحمر و قطع الخبز الحار، أتقدم بوجه مبتسم لاستقباله و أنا أسأله عن أخبار يومه و اقول: عزيزي ما الأخبار؟ و فارس أحلامي بيده باقة من ورد القرنفل يقول لي آه، عزيزتي أحبكِ. نذهب نحو طفلنا الجميل النظيف و هو بملابسه الزرق اللون كزرقة السماء الصافية و هو جالس علی كرسيه الصغير و يقول: آ..آ..آ.. . أشعة الشمس تدخل خلسة لتشرف علی أزهاري الجميلة، صوت الموسيقی الهادئة تملأ فضاء غرفتنا وأنا أنظر الی قصري الجميل النظيف و أقول «آه .. ما أسعدني!»
کلما أسرح شعري أعثر علی بعض الشعيرات البيض، تقول أمي «أصبغي شعرك لأن زوجك شاب و كثيرات هنَّ الفتيات غير المتزوجات» كنت أنظر الی زوجي و يتغلب عليّ الضحك و أنا أفكر «أيّة فتاة شابة تطمع أو تفكر بأميري التعب السيء الاخلاق المتحطم منذ سنين، أنا سرقت من أميري رائحته العطرة الزكية و بريق عينيه و بسماته الحنونة العاطفية، أنا ساحرة مدينة الزمرد، الخبيثة، السيئة، الانانية، ايّةُ إمرأة تعشق أميري الذابل الباهت اللون..»
بين صبح وصبح آخر، و أنا بثوب نومي القديم، و شعري غير المصفف أتجول في المنزل، لأجمع الملابس القذرة من علی الأرض و الكراسي و من علی سرير النوم و من داخل الحمام، كنت أجمعها لأضعها في الغسالة، كنت أضغط علی زر أخضر أو أحمر لتشغيلها، يداي تشكران زوجي دائماً لأنه ابتاع هذه الغسالة التي لولاها لكانتا دائماً تعانيان من فرك ملابس طفلي و الشراشف و المناشف و ملابسنا الآن أستطيع أن أمسك بيدي سيجارة خفيفة. أنظر الی الملابس و هي تدور في الماكنة: أصفر، أخضر، أبيض، سمائي، ملابس داخلية، بنطال، خرق التنظيف، أغطية الوسائد و المنضدة، قطعات حياتي المعاشة..
أمي كانت تقول «يجب ان تفصلي الملابس عند غسلها، الشراشف مع بعضٍ، الملابس الداخلية مع بعضها و ملابس الاطفال..» و لكني كنت أخلطها مع بعض. أمي كانت تقول: «ان طريقتك ليست صحية» كنت أضحك باستهزاء..
أمي تقول «اشكري الله انك لست مضطرة لاستعمال العصا الصغيرة و الماء البارد لتنظيف الملابس كما كنا في زماننا..» و فكرت «ليتني أملك دائماً شيئاً أغرس فيه أصابعي، الملابس او شباكاً ذهبياً لأحد الأضرحة، عملاً في دائرة، أملاً في ترقية و هدية عيد و زيادة راتب، دفتر توفير في بنك، أملاً في منزل أكبر و طقم استقبال من النوع الفاخر، سيارة، خاتم برليان، ساعة رولكس، حفل زفاف في الفندق الفلاني، أطفال يشعون نضارةً و نتائج امتحانات زاخرة بأعلی العلامات، أصدقاء يمكنني أن أتبادل معهم أحاديث حول طبخ «الفسنجون» بصورة جيدة، أو الذهاب الی صالون التجميل أو.. أو..
أشعر بالدوار منذ مدة، سواءً كنت واقفة أو جالسة أو نائمة، کنت ‌أحسُّ بأني أفقد توازني و ان الأرض تدور تحت أقدامي، أمد يدي كي أستند إلى شيء ما لئلا أقع، لا أجد شيئاً.
أمي تقول «لقد أصبت بالبرد» و كل يوم كانت تهيئُ لي شراباً حاراً كي أحتسيه، أمي و زوجي نظرا الی بعضهما من دون أن ينطقا بشيء.. بعد أيام زارتنا أمي و احتضنت طفلي، زوجي قال: نذهب. فذهبنا.
غرفة الانتظار في عيادة الطبيب النفسيّ قبيحة و كئيبة، بساط قهوائي منتفخ الجوانب يغطي الأرض، تعثرت باحداها و كدت أن أقع علی إمرأة شابة كانت جالسة علی أريكة قهوائية اللون من الجلد الاصطناعي و تحدق في مزهرية تحوي ثلاث ورود قرنفل صناعية.. زوجي شدَّ علی يدي و أنا بدوري اعتذرت من تلك المرأة، کان ظهر أحد أيام الصيف .. كنت أدري انّ الجو مشمس في الخارج. ولكن غرفة الانتظار كانت شديدة الظلام بحيث اضطروا الی الاستفادة من الاضاءة السقفية..
قلت لزوجي: «ان المكان شبيه بمكان غسل الموتی»
ابتسم زوجي، ضغط علی ساعدي و قال: «اهدئي يا عزيزتي»
و أدركت أنه يعني أن ألتزم الصمت..
جلست علی أحد المقاعد قبال تلك المرأة التي كدت أن أقع عليها.. بعد دقائق أحسستُ بأن ظهري و قدميَّ قد تعرقتا.. جوربي النايلون الطويل التصق بقدميَّ.. بدأت اتحرك کالدودة، الجلد الاصطناعي بدأ يُخرج أصوات الاصطكاك به.. نظر اليّ زوجي.. قلت «اني اكره الجورب النايلون».. قال زوجي: اهدئي يا عزيزتي.
جلست صامتة و فكرت لماذا ألبس جوراب النايلون و أنا أكرهه و لم أعلن بأني أكره.. جاء دورنا و دخلنا غرفة الطبيب.
كان زوجي يمسك بساعدي و يضغط عليه.. أحسست بالألم فيه..
الطبيب النفسي يجلس وراء منضدة كبيرة، كان نحيلاً و ذا لحية بروفسورية و نظارات مقعرة..
قال: كيف حالك؟
قلت: أنا بخير ولكن ساعدي يؤلمني.
قال: ساعدك يؤلمك؟ متی بدأت الآلام؟
قلت: منذ ثلاثين ثانية.
سَعَل و حرّك نظاراته و قال: انتِ ماذا ترين السبب؟
قلت: أنا أظن ان سببه زوجي إذ يضغط علی ساعدي.
نظر زوجي اليّ بأضطراب و تراجع الی الوراء..
قلت: لم يعد ساعدي يؤلمني..
كان الطبيب يدوّن شيئاً علی قطعة ورق.. أحسست بأنه يضحك، لم ألحظ ذلك علی وجهه ولكني أحسست بأنه يضحك. أردت أن اقول: أعلم انك تضحك.. ولكني قلت في داخلي «اهدئي يا عزيزتي» أردت أن أنظر لأری ماذا يكتب، سحب الورقة بسرعة ولكني لاحظت انه قد رسم أشكالاً مضحكة.
أردت القول: لاتنزعج، لا ضير في ذلك، أنا كذلك في أغلب الأحيان أرسم أشكالاً مضحكة علی القصاصات التي تحت يدي..
قال الطبيب النفسي: ماذا تحبين؟
قلت: كارتون والت ديزني و العنب الخالي من النواة.. و في بعض الأحيان أوّد أن أرسم الأشكال المضحكة..
فتح فاه برهةً من الزمن.. و أخذ يسعل عدة مرات و قال: ماذا تكرهين؟
قلت: الجورب النايلون و الذي يضغط دائماً علی ساعدي..
كتب الطبيب شيئاً علی ورقة أخری.. أحسست انه دفع بالورقة الی جهتي كي ألاحظ انه لم يرسم صوراً مضحكة و قال: استفيدي من هذه الأقراص ثلاث مرات يومياً و سيتحسن حالك..
قلت: أ يعني ذلك أن لا أحبّ الكارتون.. كارتون والت ديزني بعد الآن..
نظر اليّ، و حدق فيَّ بامعان، و قال: كلا انه يمنعك من رسم الصور المضحكة. ضحكت، و ضحك الطبيب، زوجي كان ينظر إلينا باضطراب و هيجان.
لا أدری كم مضی من الوقت و أنا أجلس مع الطبيب النفسي و نشاهد كارتون والت ديزني في قصر جميل و كبير و مرتب و بلاغبار.. طبيبي النفسي يعتاش علی العنب الخالي من النواة وأنا لا أصفف شعري أبداً.. لحيته طويلة جداً، لقد رميت كل جواربي النايلون بعيداً، و هو لا يطلب مني أن تكون جواربه متناسقة، انه دائماً‌ يلبس جوارب متنافرة الألوان و علی أيّ شيء يقع تحت يده يرسم الصور المضحكة.. و يسرد لي أحاديث عن تلك التي تجلس في غرفة الانتظار و تحدق في مزهرية تحوي ثلاث ورود من القرنفل الصناعي.
*عن موقع شيرازيات
* کاتبة‌ و مترجمة، ولدت العام 1952 في مدينة عبادان، تكتب القصة‌ القصيرة و الرواية و تترجم أحياناً، حصلت علی عدة‌ جوائز قيمة. من أعمالها: کكل المساءات، انا اطفئ المصباح و... .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

فـردة و فـردة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

فـردة و فـردة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: