تاريخ التسجيل : 13/09/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
15072012
عصر العمالقة
عصر العمالقة
تسود حكايات شعبية عن شعوب من العماليق كانت تعيش على الارض، غير انه لم يحصل ان تم العثور على هياكل لفرد ما من هذه الجماعات، على الرغم من تتداول المنتديات لصورة لهيكل عملاق جرى تشكيلها بالفوتوشوب، ولااحد يطالب بتقديم مصدر موثوق لها ويكتفون بالتصديق على الفور، في حين تم العثور على هياكل عظمية لحيوانات من العماليق من مختلف الانواع وبكميات كبيرة، كانت تسود في جميع القارات الخمسة، هذا إذا تجاوزنا الاشارة الى عظام الديناصورات. لهذا السبب ليس من الغريب ان يعثر البشر القدماء على عظام لها ويعتقدون انها لبشر اندثرت، ويقومون بحبك القصص عنهم، لتصلنا وكأنها حقائق لازال البعض يصدقها حتى اليوم.
قبل حوالي 10000 سنة كانت الارض لفترة محددة باردة للغاية. هذا العصر الجليدي وضع حدودا للموارد الممكنة من الطعام، الامر الذي وضع عدد كبير من الحيوانات تحت ضغط جدي، فتح الابواب للاختيار الطبيعي. هذه الظروف القاسية سمحت بتفضيل الحيوانات الاكبر حجما ، إذ ان الاحجام الكبيرة تتحمل البرودة والجوع اكثر من الصغيرة، على كل حال الى ان جاء الانسان.
اكثر من نصف مساحة القارات كانت مغطاة بالثلوج في العصر بلييستوس pleistocen. المناخ كان اكثر برودة وجفاف مما هو عليه اليوم، على الرغم من انه تواجد العديد من البحيرات في الكثير من الاماكن. الغطاء النباتي كان المميز لمناطق السهوب والغابات كانت فقط في الجنوب. في مابين العصور الجليدية نبتت الغابات حتى في المناطق الشمالية. وهنا لمحة مختصرة عن عرض لاغلب الحيوانات الضخمة في تلك الحقبة.
الجمل العملاق قبل فترة قصيرة اذاعت وكالات الانباء عن اكتشاف عظام ضخمة لجمل ذو سنام واحد في سوريا. يقول الخبر: اكتشف باحثون سويسريون في منطقة تقع بوسط سوريا (على بعج 120 كلم عن تدمر و240 كلم عن دمشق) عظام جمل عملاق تعود الى مئة ألف عام من نوع لم يعرف من قبل. وقال البروفسور جان مارى لوتنسوريه من جامعة "انه اكتشاف كبير..ثورة في مجال العلم." وأضاف "لم يكن معروفا ان الجمال ذات السنام الواحد كانت موجودة في الشرق الاوسط قبل أكثر من عشرة الاف عام."
واستطرد "هل يمكن لك أن تتخيل.. أكتاف الجمل ارتفاعها ثلاثة أمتار وكان طوله حوالي أربعة أمتار كحجم زرافة أو فيل. لا أحد يعرف ان مثل هذا النوع كان موجودا." وقال تونسوريه الذي يقوم باعمال حفر في الموقع الصحراوي في منطقة كوم منذ 1999 ان العظام الكبيرة الاولى عثر عليها قبل بضع سنوات ولكن لم يتأكد انها لجمل الا في الاونة الاخيرة بعد اكتشاف مزيد من العظام لنفس الحيوان. وقال "عثرنا على الاثار الاولى لحيوان كبير عام 2003 لكننا لم نكن واثقين انها لجمل عملاق."وقال تنسوريه ان مجموعة من الاشخاص قتلت على ما يبدو الجمل بينما كان يشرب من أحد العيون مضيفا انه تم اكتشاف رفات بشرية تعود الى مئة الف عام في مكان قريب بالموقع الذي كان ذات يوم غنيا بالمياه في البادية.ونقلت العظام البشرية الى سويسرا حيث اجريت عليها تحاليل تتعلق بعلم الانسان.
وقال "العظام تشبه عظام الانسان الحديث لكن الاسنان قديمة تماما وهي تماثل أسنان انسان نياندرتال (الانسان البدائي). لا نعرف حتى الان ما هي بالضبط. هل هي عظام لانسان العصر الحديث أم نياندرتال."وتابع "نتوقع العثور على المزيد من العظام التي سوف تساعدنا في تحديد نوع الانسان." وقال ان الجنس البشري كان يعيش فيما يسمى الان بسوريا الحديثة منذ 1.5 مليون عام. ولعبت المنطقة دورا رئيسيا في هجرة الانسان الاول الى اسيا واوروبا.وتقع كوم التي اكتشفت فيها العظام مع أسلحة حجرية في منطقة اتساعها 20 كيلومترا تفصل بين سلسلتين جبليتين كانت بها عدد من العيون المائية.وقالت جامعة بال في بحث اصدرته في الاونة الاخيرة ان الموقع الذي تم فحصه للمرة الاولى في الستينيات وحيث عثر على ادلة على وجود حياة بشرية قبل مليون عام يعتبر "اشارة الى فترة ما قبل التاريخ في الشرق الادني." وجذب الموقع قطعانا مهاجرة مثل الظبيان وكذلك الانسان.وقال تنسوريه انه تم اكتشاف طبقات اثرية تشمل فترة تمتد لمئات الالاف من السنين وهو أمر غير معتاد في مثل هذا الموقع المكشوف.وقال "كانت منطقة تنمو فيها حشائش السافانا بعض الشيء.
الماموث (Mammuthus) حيوان من عائلة اللبونات، يأكل اوراق الشجر والاعشاب، يصل طوله الى خمسة امتار ووزنه الى 12 طن. وهو اكبر الافيال.
كان يوجد على الاقل 12 نوع من الماموث، والاشهر هو الماموث ذو الشعر الصوفي الطويل. شهرته نابعة من فروته السميطة التي جعلته قادرا على الحياة في المناطق الشمالية الباردة في حين ان بقية الافيال كانت تعيش في المناطق الدافئة.
واسباب انقراضه عديدة، منها التغيير في المناخ والتغير في مستوى تأمين الطعام، إضافة الى تمكن الانسان من الوصول الى المناطق الشمالية ليصبح الماموث طريدة مباحة له. لقد تم العثور على مساكن بشرية في شرق اوروبا واسيا مبنية من عظام الماموث، مما يدل على ان الانسان شارك في القضاء عليه.
وحيد القرن ذو الشعر الصوفي
Coelodonta antiquitatis كان طوله يصل الى اربعة امتار، ووزنه مابين اربعة الى خمسة اطنان. كان لهذا النوع جلد سميك قادر على عزل الحرارة مما جعل بالامكان ان يعيش في المناطق الباردة . كان هذا الحيوان قادر على التغذي بالحشائش الفقيرة، غير انه في نهاية العصر الجليدي تغير المناخ وفقد غذائه، الذي كان السبب الرئيسي لانقراضه، على الرغم من ان الانسان طارده ايضا.
الغزال الايرلندي العملاق
Megaloceros giganteus كان ارتفاعه اكثر من مترين ووزنه يصل الى 800 كيلو وبالتالي كان اكبر من وعول الايام الراهنة. كان طول قرونه تصل الى ثلاثة امتار ونصف ووزنها 20 كيلو. هذا النوع تمكن من الظهور والبقاء على قيد الحياة لمدة 400 الف سنة فقط بسبب ان اتلمنطقة التي تواجد فيها كان ينمو فيها حشائش خاصة غنية بالمعادن التي يحتاجها الذكر لبناء قرونه الكبيرة. مع انتهاء العصر الجليدي تغير المناخ وتغير النبات ففقد الذكر القدرة على البقاء. إضافة الى ذلك كان هذا الغزال ، على الاغلب، طريدة سهلة ومرغوبة من قبل الانسان.
دب المغارات العملاق
كان دب المغارة العملاق ذو بنية قوية وضخمة ورأسه كبير بصورة خاصة. كان طوله حوالي الثلاثة امتار ووزنه 500 كيلو، بل واكثر. على العكس من دببة العصر الحديث كان هذا الدب يقضي معظم وقته في المغارات. انقرض هذا الدب قبل 27 الف سنة، وهي فترة كان فيها البشر قلائل، مما يعفيهم من تحمل مسؤولية انقراضه. غير ان عصر انقراضه كان في فترة رافقتها تغيرات مناخية كبيرة الامر الذي يجعلنا نعتقد ان المناخ هو سبب الانقراض. من المحتمل ان البشر والدب كانوا يتنافسون على الطرائد ذاتها مما جعل من الصعوبة على الدب العثور على طعام كافي. قام الانسان القديم برسم لوحات على جدران المغارات للدب الضخم، وقد عُثر على لوحة له تعود الى ماقبل 32 الف سنة.
Ground sloths
في امريكا الجنوبية كان هناك عمالقة من الحيوانات واكبرهم كان عملاق بطئ. كان يصل طوله الى اربعة امتار ووزنه 400 كيلو. اقرب الاقرباء اليه والذي لازال يعيش اليوم في الغابات قادر على تسلق الاشجار لصغر حجمه. كان الحجم الكبير هو السلاح الرئيسي لهذا الحيوان، كما كان يملك مخالب كبيرة، يستخدمها " ابن عمه" اليوم للتسلق على الاشجار.
انقرض هذا الحيوان على الاغلب، بسبب الانسان، وهو ذات المصير الذي ينتظر " ابن عمه" قريبا. كما ان الحيوانات الاخرى تمكنت من التلائم اسرع منه، خصوصا امام التحاولات السريعة التي جرت في المناخ وفي البيئة النباتية. توجد اثار تشير الى ان الانسان قام بصيده كما انه وضعه في زوايا المغارات وحجزه بالاحجار.
glyptodont (Glyptodontidae)
كليبتودونت حيوان كان يعيش في امريكا اللاتينية. كان طوله يصل مابين 4 الى 5 امتار ووزنه يصل الى الطن الواحد وارتفاعه الى متر ونصف. اكثر مايميز هذا الحيوان هو الدرع الذي يغطي جسده، وبهذا الحجم الذي عليه يجعله يماثل السيارة. هذا الدرع جعله آمن من جميع الحيوانات عدا الانسان (لسوء حظه).
كان هذا الحيوان من آكلة الاعشاب، وإضافة الى درعه كان يستخدم ديله في الدفاع عن نفسه. بعض الانواع تملك مايشبه الكرة في نهاية الذيل وبعضها يملك مايشبه الاوتاد وقد انقرض الحيوان، على الاغلب، بسبب تغير المناخ وانخفاض كمية الطعام والمنافسة من قبل بقية الحيوانات. لايوجد ما يدل على ان الانسان كان السبب المباشر في انقراض هذا الحيوان، ولكن يوجد مايدل على ان الانسان استخدم درع هذا الحيوان كمسكن. محتمل انه لعب دورا ثانويا في القضاء عليه.
النمر ذو الناب الطويل
Smilodon,
جاء اسمه من اللغة اليونانية ويعني الناب الطويل. يصل طوله الى المترين ويمكن ان يصل وزنه الى 400 كيلو. وعلى الرغم من انه اكبر قليلا من النمر السيبيري الحالي الا انه كان ذو عضلات اقوى وجسمه اقرب للدب. مايميز هذا الحيوان هو نابه الطويل الذي يصل طوله الى 28 سنتم وعلى شكل الخنجر، وعلى الاغلب كان يستطيع بواسطته قتل الحيوانات الكبيرة مثل الحيوان البطئ.
انقرض هذا الحيوان في نهاية العصر الجليدي الاخير، قبل 10 الف سنة فقط، وعلى الاغلب بفضل الانسان، الذي نافسه على الطرائد وايضا لخطورته، تماما كما فعل ويفعل الانسان الحالي مع الذئاب.
diprotodon
هذا الحيوان كان يعيش في استراليا، وهي قارة لم تعاني من العصر الجليدي الاخير كما عانت بقية القارات، إذ ان الجليد لم يغطيها. غير ان درجة الحراة كانت ابرد مما هي عليه الان، إضافة الى انه حدثت فترة جفاف في العصر بليستوسين .pleistocen, بحيث ان الموارد النباتية كانت محدودة والصحراء توسعت. ديبروتودون كان طوله ثلاثة امتار ووزنه ثلاثة اطنان، وهو من الحيوانات الكيسية التي تميز استراليا. هذا الحيوان من اقرباء الحيوان المسمى vomater, ولازال حيا حتى الان وهو حيوان صغير ووزنه لايتجاوز 15 كيلو غرام. هذا الحيوان هو الاكبر والاثقل بين الحيوانات الكيسية، ويفضل الحياة في اطراف الغابات وقرب المياه. يختلف الباحثون عن الاسباب التي ادت الى انقراض هذا العملاق. يسود الاعتقاد ان تغيير المناخ نحو الجفاف ادى الى اختفاء النباتات الطرية الي كان يعيش عليها، وبالتالي الى التأثير على قدرته على التكاثر. يعتقد ان هذا السبب هو السبب الرئيسي لاختفائه. غير ان الانسان لعب دورا قاضيا، إذ انه عندما جاء الى استراليا في الفترة الاخيرة مت تواجد الحيوان، قام بحرق الغابات من اجل تسميد الارض ومن اجل تفادي الحرائق الطبيعية الغير متحكم بها. هذا الامر اعطى الحيوان الدفعة الاخيرة بإتجاه الانقراض.
الكونغرو العملاق
Macropus giganteus الكغرو العملاق " ابن عم" الكنغرو الحالي، ومن حيث الشكل الخارجي لم يكن يختلف عن شكل الكونغرو الحالي، ولكن طوله كان يصل الى ثلاثة امتار، وهو اضخم كونغرو عاش على الارض. على الاغلب كان يعتمد هذا الكونغرو على نباتات غنية بالاملاح المعدنية لتحقيق حاجة جسمه الضخم، ومع تغير المناخ نحو الجفاف اصبح تأمين النباتات الغنية من الصعوبات. إضافة الى ذلك جاء الانسان الى استراليا قبل 50 الف سنة وبدأ بحرق الغابات مما زاد من الجفاف. وعلى كل الاحوال مات اخر كونغرو عملاق قبل 18 الف سنة. لا نعلم على وجه الدقة فيما إذا كان الانسان قد طارد الكونغرو وصاده، ولكن من المؤكد ان للانسان يد في انقراضه.
الذئب الكيسي
Thylacinus cynocephalus, ويسمى عند الشعب الاصلي لاستراليا النمر تازمانيان وهو اكبر حيوان مفترس بين الحيوانات الكيسية. كان طوله 115 سنتم ووزنه 160 كيلو، ويعادل حجم ووزن الليوبارد. كان يملك اقوى عضة، لاتقارن بأي عضة اخرى من الحيوانات اللبونة المعروفة لنا اليوم. كان متخصصا في مطاردة الكونغرو، على الرغم من ان بعض الاختصاصيين يعتدون انه من الحيوانات الاكلة للجيف، إعتمادا على قوة حنكه. على الرغم من ان النموذج الاخير مات في حديقة الحيوان في القرن التاسهع عشر الا ان النوع انقرض من القارة الاسترالية بضعة الاف من السنين قبل قدوم الانسان الاوروبي الى استراليا، ولكنه تمكن من البفاء على جزيرة تاسمانيان.