هل
الجينات هي المسؤولة عن الدين؟
هنا
نقدم مقالين من مصدرين مختلفين
يطرحوا الضوء على معضلة من نوع
خاص، ماهي اسباب الحاجة الى
الدين التي حفزت الانسان على
اختراع الاديان. وفي نهاية كل
مقال تجدون مصدره:
لماذا نحن بحاجة للإيمان؟
في أمريكا، يلاحق العلم
الجينة الإلهية. وفي فرنسا فإن
عمل السحرة يزدهر ؛ في كل مكان
فإن الظاهرة الدينية تعود بقوة.
فماذا لو كان الإيمان ملتصقاً
بأجسادنا؟
العلم والشيوعية لم تنهِ
الديانات ولا العقائد
والخرافات من قلب الإنسان. ففي
عام 2005 كانت اللاعقلانية تحرز
انتصارات وتبرز أكثر من ذي قبل
وتحقق مكاسب جديدة.
ففي الولايات المتحدة – القوة
العالمية الأولى – قام
المواطنون بانتخاب رئيس متدين
والذي يؤكد بأنه يأخذ تعاليمه
وأوامره من الله مباشرة.
والنجوم العالميون يستخدمون
شهرتهم للدعاية لاعتقاداتهم
الشخصية. رؤساء شركات جدية
يختارون موظفيهم بحسب أبراجهم
الفلكية أو خطوط اليد.
عندما تصبح الحياة أكثر
تعقيداً، وعندما تكون
المرجعيات متحولة متبدلة،
فإننا كثيراً ما نُطمئن أنفسنا
بوضعها بين يدي سلطة عليا ،
كالله أو حتى توقعات التنجيم
والأبراج.
الأسباب المنطقية للإيمان بقوى
عليا عديدة لا تحصى، فالأديان
والخرافات تسمح للإنسان
بمواجهة الموت، وتفسير الحياة
وفهم العالم كما أنها تقدم معنى
لوجودنا ...
منذ ثلاثة قرون والفلسفة، العلم
، والطب النفسي يشنون حرباً لا
هوادة فيها على اللاعقلانية.
فداروين ونظرية التطور أسقطوا
الرواية التقليدية للكتب
المقدسة حول الخلق.
ونيتشة اعتبر أنه تم اختراع "الله"
لإخضاع البشر واستخدم كحجة
لتبرير ضعفه وخنوعه.
أما فرويد فلقد شبه الدين بنوع
من "العصاب العالمي"
ستتخلص منه البشرية خلال تطورها....
لكن النظريات تمر والله بقي
صامداً. عدم وجود الله يبقى غير
قابل للبرهنة كوجوده تماماًً.
وخيال الإنسان يحاول التعلق بأي
إشارة للاستمرار بالإيمان بـ
"شيء ما"، أياً كان اسمه أو
تعريفه. وفيزيائيو الفضاء
أنفسهم وبعد اختراعهم للـ "بيغ
بانغ" (الانفجار الكوني)
يتساءلون حالياً حول ما قبله.
وحول هذه الصدفة العظيمة التي
سمحت لكوننا بالوجود.
علماء "الجينات" والذين
وجدوا بالـ "DNA"
البديل المثالي للمهندس
العظيم، صار عليهم تفسير كيفية
برمجة هذا المهندس ومن قبل من؟
"اطردوا الله من الباب ،
سيعود من النافذة" ؛ كما يقول
المثل ...
الإنسان سيتسمر بالإيمان
طالماً لم يفهم كل شيء بهذا
الكون وفك كل ألغازه وأسراره ..
باختصار ما دام لم يصبح هو نفسه :
"العليم".
هل
الله في جيناتنا ؟
فضيحة في أمريكا : باحث علمي
يزعم أنه عثر على آثار الإيمان
في ميراثنا الجيني. فهل
الاعتقاد بقوى عليا ما هو إلا
نتيجة نجمت عن التطور؟
الإنسان ربما يحتوي على الإيمان
في جسده وبالمعنى الحرفي للكلمة
: "قدرة الإنسان على الشعور
بشكل شخصي بـتجارب ’ما وراء
طبيعية‘ يبدو أن له علاقة
مباشرة مع أس واحد لأحد الجينات".
على الأقل هذا ما يؤكده عالم
البيولوجيا الأمريكي "دان
هامير" .
بكلمات أخرى : كل إنسان حامل
لهذا "الجزء الجيني" ستكون
لديه القابلية الكيميائية
للإيمان.
ويتابع الباحث : "يسوع، محمد
وبوذا والذين يتشاركون بخضوعهم
لتجارب روحانية تشويهات للوعي،
كانوا بلا شك يحملون في خريطتهم
الجينية نوعاً (معدلاً) من هذا
الأس الجيني" ، ولا عزاء
للروح الإنسانية والتي تجد
نفسها والحال هذه تهبط لمنزلة
"مجرد طابع فيزيائي" !
قديماً مثل هذه "الهرطقة"
كان يمكن لها أن تؤدي للمحرقة.
أما اليوم فإن هذا "الاكتشاف"
يتصدر الصفحة الأولى للمجلة
الجدية الأمريكية Time في عدد
(29/11/2004)
"دان هامير" وضمن عمله
كباحث في المعهد القومي للسرطان
؛ خطرت له فكرة تفصيل نتائجه
التي حصل عليها خلال تجربة حول
شخصية 1000 مدخن ضمن دراسة حول
الإدمان على التدخين.
جزء من هذا الاستطلاع كان معداً
لقياس ثلاثة جوانب متعلقة
بالروحانية: نسيان الذات (أي
القدرة على الانغماس الكامل في
تجربة روحية) ، التمثل ما فوق
الذاتي (أي القدرة على الإحساس
بتناغم مع المحيط) ، والصوفية (أي
سهولة قبول الظواهر التي لا
يمكن إثباتها؛ كحقيقة واقعية).
بالنسبة
للأديان، فإنه لا يمكن اختصار
الإيمان بمجرد عملية كيميائية.
من خلال هذه العناصر، فإن "دان
هامير" بعد تحوله عن الهدف
الرئيسي للتجربة قام بمقارنة
الميراث الجيني للأشخاص
المتميزين بتوجه ديني حاد، مع
الأشخاص الأقل روحانية. ومن
خلال تركيز دراسته على تسع
جينات معروفة بدورها الأساسي
بإنتاج الـ "مونوأمينات" (التي
تنظم المزاج وعدة جوانب للسلوك
الإنساني) ، فلقد اكتشف عالم
البيولوجيا أن أحدها (الـ VMTA2
الناقل الغددي للـ"مونوأمينات")
يحمل "جزءاً متحولاً"[Variation]
لا يتواجد إلا عند الأشخاص
الأكثر روحانية، "دان هامير"
لم يكن ينتظر أكثر من ذلك.
واعتماداً على هذه "الصدفة"
قام فوراً بنشر كتاب بعنوان "جينة
الله: كيف أن الإيمان مبرمج في
أحد جيناتنا" والذي لاقى صدىً
ونجاحاً كبيراً في الولايات
المتحدة الأمريكية.
بالنسبة
للبوذيين فإن الروحانية تنتقل
وراثياً
كما كان متوقعاً فإن الديانات
الكبرى اعترضت بصوتٍ عالٍ : لا
يمكن اختصار الإيمان بعملية
كيميائية . رغم ذلك فإن البوذية
تشكل استثناءً.
مازجةً التطور بالتقمص فإن
البوذية "تقبل بوجود جينة
معينة تحدد شخصيتنا الدينية
والتي تنتقل من حياتنا السابقة
وليس من آبائنا " كما يشرح
الخبير بالبوذية في جامعة
كولومبيا في نيويورك "روبيرت
تورمان"؛
هذه الجينة التي تنتقل إذاً من
حياة لأخرى "تحدد تصورنا
للعالم وتفتحنا الفكري وكرم
شخصيتنا".
عدة علماء يعترضون من ناحيتهم
على نتائج "دان هامير" .
فإذا كنا نعتبر أن طابع إنساني
ثانوي يحدده عدة جينات فما بالك
بعملية معقدة كالإيمان بالله إذ
يبدو من الأولى أن يتحكم بها
ويحددها عدة مئات بل الآلاف من
الجينات.
نقطة أخرى تُؤخذ على "هامير"
وهي أنه زعم سابقاً اكتشافه عام
1993 للجين الخاص بالمثلية
الجنسية لدى الذكور ، والذي تم
رفضه بشكل تام من قبل العلماء.
أن يكون الجزء الجيني المكتشف
من قبل "هامير" أصل الإيمان
بالله أو لا يكون، فإن سؤالاً
يبقى معلقاً:
هل الإيمان بقوى عليا يمكن أن
يكون نتيجة للتطور باعتبار أنه
يشكل ميزة لبقاء النوع؟
إن العقائد المشتركة تسمح للبشر
بالتجمع ضمن جماعات،كما تسمح
لهم بأن يكونوا أكثر قوة وحماية.
البشر الأكثر "روحانية"
ينظمون حياتهم ضمن قواعد
أخلاقية : هناك احتمال أقل بأن
يعانوا من الفوضى، ومن الجريمة.
بشكل آخر، فإن "الإيمان"
يُشكل ميزة نوعية للبقاء في
الظروف الصعبة لحياتنا. الــ"حاجة
لله" يبدو أنها ظهرت بهذه
الحالة بشكل مستقل عن وجود أو
عدم وجود الله.
ملحق
1 – أرقام وإحصائيات
في يوم 08/08/08
وفي الساعة الثامنة صباحاً
ستبدأ الألعاب الأولمبية في
بكين. الجمهورية الشعبية اختارت
هذا التاريخ وهذه الساعة لأن
الرقم 8 هو رقم حظ في الصين.
58%
28000 دولار،
هو سعر سندويشة (كروك ميسيو)
التي بيعت على الانترنيت، وذلك
لأنه يمكن أن نرى وجه العذراء
مريم عليها.
86% من سكان
العالم هم من المؤمنين : 2 مليار
من المسيحيين، 1.3 مليار مسلم و 900
مليون هندوسي ...
1.5 للعلماء
الذين يقومون ببحوث يمكن أن
ينتج عنها تأكيد وجود الله.
37%
ملحق
2 – العلم في ملاحقة "الإلهي"/
مراجع
1- من خلال ملاحظة التدفق الدموي
في المخ لدى الرهبان البوذيين
فإن علماء الأعصاب (النورولوجيين)
الأمريكيين "نيوبيرغ" و
"داكيلي" (كتاب لماذ الله
لن يختفي) أثبتوا وجود تباطؤ
بنشاط الفص الجداري العلوي
والذي يسمح خصوصاً للإنسان
بالتوازن ومعرفة الجهات
بالعالم الخارجي وتفرقة الحدود
بين الذات والعالم، إنعدام هذه
الحدود يتماثل مع ما يحدث في
التجارب الروحية الصوفية.
2- من خلال عمله مع التيبيتيين
فإن الفرنسي "أنطوان لوتز"
الباحث في جامعة "ويسكونسين"
قام بترجمة إشارات الـ "électroencéphalogrammes"
وعزل التوقيعات الإلكترونية في
حالة الصلاة والتأمل الديني،
وجد نشاطاً مرتفعاً بشكل غير
طبيعي للذبذبات من نوع "غاما"
والتي نلاحظها خصوصاً في عمليات
الانتباه والتعلم.
3- عالم الأنتروبولجيا الفرنسي
"باسكال بوييه" يؤكد من
ناحيته أن عالمية المواضيع
الدينية محدد بأنظمة مخية خاصة
موجودة بشكل مسبق وتهدف لزيادة
التعاون وجمع المعلومات. وكلما
كانت الديانة متناسبة مع هذه
الأنظمة كلما زاد حظها
بالانتشار كنوع من "الوباء
العقلي" (كتاب : والإنسان خلق
الآلهة).
4- في كندا، فإن عالم الأعصاب "مايكل
بيرسينجر" يؤكد اعتماداً على
التجربة إن هناك علاقة بين
الظواهر الإلكترونية في المخ
وبين التجارب الروحية. عليه فإن
هداية القديس بولس يمكن شرحها
من خلال أزمة عصبية حدثت له. بعض
المشعوذين استغلوا هذه الأبحاث
ليبيعوا بسعر مقداره 225 دولار
جهازاً كهرومغناطيسياً يوضع
علىالرأس يُفترض بأنه يضمن
المرور بتجربة "إلهية".
5- العالم "كريستيان دو دوف"
الحاصل على جائزة نوبل وجد
الخلاصة والكلمة الأخيرة:
"لقد تضاعف عدد النيرونات لدى
البشر ثلاث مرات خلال مليوني
سنة، تصوروا الآن أن يتضاعف هذا
العدد مرة أخرى : إن هذا قادر على
خلق جهاز للفهم ولتصور الأشياء
التي لا يمكننا اليوم تخيلها أو
الإلمام بها.
أعتقد بأن التطور سينتهي لأشخاص
ولعقول ستقترب بشكل أكبر مما
أطلق عليه ’الحقيقة النهائية‘
".
_______________________________
عن مجلة ça m’intéresse الفرنسية
لعدد شباط/فبراير 2005.
الله
وسؤال الإيمان
كوليت مرشليان
نشرت مجلة "علم وحياة"
الفرنسية تحقيقاً مذهلاً حمل
عنوان "لماذا لن يختفي الله
أبداً؟" وضع على أثر النتائج
التي توصل اليها فريق من
الباحثين في علم "دراسة عمل
الخلايا والأنسجة العصبية"
الذين أكدوا بعد تجارب وأبحاث
ودراسات امتدت على فترة خمسة
أعوام متواصلة ان "الانسان
مبرمج على الايمان" أو بكلام
آخر ان الانسان يمتلك بطبيعة
تكوينه البشري على جزئية أو ذرة
في الدماغ تلعب دوراً أساسياً في
قدرة الفرد على الايمان. وليس
هذا الامر هو الاكتشاف الوحيد،
إذ ثمة تأكيدات علمية الآن تثبت
ان الايمان قادر على محاربة
القلق واليأس والحزن لدى
الانسان وبالتالي يخلص العلماء
إلى نتيجة أن المؤمن يعيش حياة
أطول من حياة غير المؤمن، وان
الشعور الديني أمر ملازم
للطبيعة البشرية ما يؤكد إلى ان
الأديان لن تزول عن الأرض ومن
الكون ما دام الانسان في الوجود.
وبهذا يمكن ان نشير اليوم إلى
"جزئية الايمان" المثبتة
علمياً والموجودة إلى جانب
جزئيات اخرى تؤلف الدماغ البشري.
وهذه النتيجة المثبتة والأكيدة
اليوم تفتح الأبواب أمام دراسات
اخرى لم تكن في الحسبان، إذ
لطالما كان السؤال المطروح عبر
كل العصور: وهل نؤمن بالله؟
وكانت صورة الله هي ركيزة السؤال.
بينما اليوم يتركز اهتمام
العلماء على الجزء الأول من
السؤال وهو الايمان بشكل خاص،
ذاك الشعور النابع من الانسان
والذي يفيض عالماً روحانياً
قائماً بحد ذاته. فما هو
الايمان؟ ما الذي يجعل الانسان
يتخلى عن سائر أمور الدنيا
ليتعلق بأفكار غامضة وغير
ملموسة؟ وعند هذا الحد، توصل
العلماء إلى نتيجة ان ايماننا
بالله ليس مرتبطاً بعالم آخر هو
في السماء انما هو مرتبط ايضاً
بدماغنا. لأن الدراسات أبرزت
نقاطاً مهمة مفادها ان
التغييرات الكيميائية التي تحصل
في أعصاب الدماغ لحظة الايمان
القصوى التي نسميها في الأديان
لحظة النشوة الروحانية أو
الانخطاف لدى القديسين هي لحظة
"كيميائية" أساساً تجعل
الانسان يأخذ الشرارة لينطلق في
تفكيره أو عالمه الروحاني. ومن
هنا ايضاً لا يمكن ان تكون
التركيبة الكيميائية والعصبية
متوازية لدى كل البشر، بل هي
ضئيلة لدى أحدهم ومتوسطة أو قوية
جداً لدى انسان آخر. لذا نصادف في
الحياة "المؤمن" و"غير
المؤمن" حسب التعريف الديني.
ولذا، صارت اللحظات القصوى
للايمان التي وصفها القديسون
وبشكل خاص الأم تريزيا افيلا أو
ما وصفه العديد من المتصوفين عند
الاسلام أو الرهبان المتعبدين
لدى البوذيين، هي بالتحديد
الأحاسيس التي تنتاب الانسان
لدى شعوره بالايمان.
تقول الأم تريزيا في وصف لحالها
لدى احساسها بالايمان القوي وهي
دونت ذلك في كتابات لها: "الشعور
يشبه إلى حدّ ما حالة فقدان
الوعي حين يبدأ التنفس بالتناقص
شيئاً فشيئاً كذلك حين تتلاشى كل
قوى الجسد.
عبثاً أحاول التكلم من دون
فائدة، فأجد نفسي غير قادرة على
التفوه بأي كلمة وإذا استطعت
تحريك فمي للكلام فلا يمكن لي ان
اتلفظ الكلمة. لأن كل قوتي
الخارجية توقفت واخذت مكانها
قوتي الداخلية. وكأنه حال شيئين
مقسومين وفجأة اتحدا وتلاحما".
هذا الكلام قال شيئاً مشابهاً له
كل من كبار الصوفيين في الاسلام
وأشهر الكهنة لدى البوذيين في
وصفهم للاتحاد مع الله في لحظات
الايمان القصوى.
كل هذا الشرح الجديد للايمان
الذي قام به فريق من العلماء لا
يتنافى مع الايمان بحد ذاته
ويحدد العالم اندرو نيوبورغ
مدير قسم الطب النووي في جامعة
بنسلفانيا في الولايات المتحدة
الأميركية الفكرة بالكلام
التالي: "من دون شك ان تعريف
الله المتّفق عليه في جميع
الأديان من منطلق تحديده في إطار
صفات عديدة تحاول التقرب من
صورته النهائية ليست تعريفنا بل
وفي بحثنا الجديد نحدد صورة الله
في إطار وحدته المتكاملة
والمترفعة والمبهمة والتي هي
بالتأكيد في جوهر الكون".
لا زالت هذه الأبحاث في نتائجها
الأولية ومن المتوقع ان تشهد
تطورات في الأيام المقبلة ولكن
حتى الآن يشرح العلماء الأمر
بالتالي: ثمة مادة تدعى
سيروتونين موجودة في الدماغ وهي
مسؤولة عن نقل أو ايصال كل
معلومة من خلية عصبية إلى اخرى،
وهي مسؤولة عن نقل مشاعر الجوع
والعطش والنعاس.
ولدى دراسة بعض العلماء لحالة
تفاعل السيروتونين في الدماغ في
حال تعاطي المخدرات للتوصل إلى
نتيجة أفضل تساعد المدمنين على
التوقف عن تناولها تبيّن لهم ان
السيروتونين تزداد بقوة وقادرة
على إعطاء احساس كما الحاصل في
حال التخدير وتترك نتائج على
الجسد أو تسجل نتائج شبيهة بتلك
التي يشعر بها الانسان حين
يتناول المخدر من هلوسات وضياع
وحالات اتحاد مع الأشياء
المحيطة به، أي ان المخدر الدخيل
إلى الجسم البشري يترك آثاراً في
الدماغ شبيهة بتلك التي تحدث حين
نحفز مادة السيروتونين وحين
تتكاثر مادة السيروتونين تصير
حال الانسان شبيهة بحال
الانخطاف أو الاتحاد الروحي مع
الله.
في هذه المرحلة، بدأت مرحلة
الاحصائيات عبر مراقبة حال مئات
الأفراد الذين بدأ التركيز على
تخطيط هذه المادة في دماغهم في
الأيام العادية وفي لحظات
الصلاة والايمان وصارت تتكشف
حقيقة ان رغبة الايمان تنطلق من
مادة السيروتونين الموجودة في
الدماغ وكلما زاد الاتحاد
الروحي في الصلاة كبر حجم المادة
أو العكس. وتبين ايضاً ان
الانسان غير المؤمن بشكل واضح هو
انسان يفتقد إلى مادة
السيروتونين والمؤمن بشكل كبير
أو الذي يصل إلى لحظات الاتحاد
الروحي مع الله لديه نسبة عالية
من المادة في دماغه. كل هذا
الاكتشاف لا يتعارض مع الدين على
الأرض أو مع ايمان الانسان، لانه
لا يدرس فكرة الدين أو لا يتعارض
مع قبول فكرة الاديان بل على عكس
ذلك فهو يشرح موقف الانسان من
الأديان أو أكثر من ذلك حاجته
الملحة اليها.
عن المسقبل اللبنانية
كاتبة لبنانية
http://www.alghad.jo/?news=40078
الإنسان
سيتسمر بالإيمان طالماً لم يفهم
كل شيء بهذا الكون وفك كل ألغازه
وأسراره .. باختصار ما دام لم
يصبح هو نفسه : "العليم".