وردة مرحبا بك
عدد الرسائل : 72
الموقع : حضن الحبيــب تاريخ التسجيل : 09/04/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | تصميم الانسان ممتلئ بالاخطاء | |
تصميم الانسان ممتلئ بالاخطاء عندما يتعدى المرء الخمسين من العمر يبدأ بإكتشاف النواقص والاخطاء في بنية الجسم. نحن لم نصمم من اجل ان ننعم بالراحة والطمأنينة في ايامنا الاخيرة، فلماذا يفشل تصميم الجسم الانساني وكيف حصل انه يضم في ثنياته الكثير من الاخطاء الخفية بالرغم الاصطفاء الطبيعي؟ هذا الامر آثار اهتمام علماء معهد الشيخوخة ودعاهم الى تصميم جسم بديل كنموذج لفهم المشكلة بشكل اوضح، ليصلوا ان الجسم البديل على الرغم من انه لن يستطيع الفوز بسباق جمال (إنطلاقا من مفاهيمنا الحالية للجمال) ولكنه سيكون قادر اكثر على تحمل تقلبات الحياة ومتتطلباتها من جسمنا الحالي. لو افترضنا ان الجسم الانساني بضاعة معروضة للبيع في سوق البضائع لواجهت هذه البضاعة الكثير من الطعون في كفائتها ونوعيتها بإعتبارها بضاعة تحتوي على الكثير من الاخطاء المخفية والنواقص وسوء في النوعية. من الناحية التكنيكية توجد هناك العديد من الاخطاء مثل قدرة المادة على التحمل، خطأ في مرور " الانابيب" مثل القصبة الهوائية والمرئ، سوء وضع الفقرات الظهرية وقابلية العظام السيئة على تحمل الزمن والكثير من الامراض الاخرى.
وإذا تسائلنا عن سبب إصابة الجسم بالعديد من المشاكل الصحية، لوجدنا ان الجواب يكمن في اننا اليوم نعيش فترة اطول بكثير مما صُمم جسمنا ليتحمله في الاصل وهي فترة زمنية لاتتجاوز الاربعين عاماً. الان يقوم العلماء S. Olshansky and B. Carnes من جامعة ايلينيوس في نيويورك الى جانب العالم R. Bulter من مركز ابحاث طول العمر في نيويورك بصنع إنسان بتصميم مثالي يتجاوز اغلب الاخطاء التصميمية التي فشل فلتر التتطور بتحييدها، ليخرج معهم تصميم لانسان ليس في احسن تصوير ولكنه في احسن تصميم قادر ان يصمد لمئة عام على الاقل بدون اخطاء. فهل سيفضل " المشتري" التصميم الاول ام الثاني؟
من اهم مشاكل التصميم الحالي ان الانسان يمشي قائماً على رجلين اثنين وذلك يفرض التحرك افقياً مما يؤدي الى ضغط مستمر ومباشر على الفقرات الظهرية وخصوصا على الصفيحات الغضروفية التي تفصلهما عن بعضهما. من اجل تخفيف الضغط عن الفقرات يجدر بقامة الانسان ان لاتكون منتصبة وانما منحنية الى الامام مما يؤدي الى تقليل خطر الاصابة بأمراض الفقرات. مشكلة اخرى يعاني منها التصميم الحالي اننا نصبح اطول واطول مع كل جيل جديد، في حين كان من الضروري ان نزداد قصراً حتى تصبح نقطة توازن الجسم اقرب الى الارض وبذلك لايصبح من السهل سقوطنا وتحطم عظامنا. وحتى إذا سقطنا بالرغم قصر القامة في التصميم الجديد، فأن التحسينات على العظام يسمح بقدرة اكثر على التحمل. قصر الساقين وإنحناء القامة التي توصل اليهما التصميم الجديد تذكر ببنية انسان النيندرتال الذي انقرض قبل 30 الف عام.
حتى الركبة يجب إعادة النظر بتصميمها. من المعلوم ان الركبة هي نقطة ضعف كبيرة في الجسم الانساني. حبال الارتباط والغضاريف تتعرض للتمزق عند المراهقين في حين انواع اخرى من غضاريف الركبة تخرب بسبب إلتهاب الركبة عند الكبار. عوضا عن ان نكون قادرين على الانحناء فقط الى الامام كان من الضروري ان تكون الركبة قادرة على الانثناء الى الجهة الاخرى ايضاً. عند ذلك لن تتآكل بنفس القدر حسب تقدير الخبراء. (الصورة المقترحة لتحسين تصميم الانسان)
من اجل تفادي الاصابة بمرض الدوالي ، الذي يصيب عادة الكثير من النساء، يجب تزويد الجدران الداخلية للاوردة الدموية للساق بالمزيد من الصفائح الدافعة عما هو الحال عليه الان. هذه الصفائح تقوم بدفع الدم في الاتجاه الصحيح حتى لايتجمعوا وينتفخوا مشكلين مرض الدوالي. ومن اجل حماية الجهاز المنتج للخلايا البيضاء في الدم والمسمى spleen من ضربة موجهة الى ايسر البطن تؤدي الى تعطيل الجهاز من الضروري زيادة عدد عظام القفص الصدري بالرغم من اننا سنضطر الى التخلي عن فكرة الخصور النحيفة. ومن الضروري تحسين السمع الذي يزداد سوء مع تقدم العمر في نفس الوقت تحسين خلايا السمع في الاذن الداخلية حتى لايموتوا عندما نتقدم بالعمر.
عندما يتعلق الامر بالجزء الاسفل من جسم الرجل، فنحتاج الى تحسينات كبيرة في منظومة المواسير بكاملها. الكثير من الرجال يكتشف وجود جهاز البروستات فقط عندما تبدأ مشاكل البروستات في عمر الخمسين، الى ذلك الوقت لايتذكر المر عنها شيئاً في موقعها الخفي تحت المثانة. المشكلة ان البروستات تحيط الجزء الاعلى من انبوب المثانة وان هذه الغدة احدى الاجهزة القليلة في الجسم التي لاتكف عن النمو طيلة الحياة. بعد ان تصبح البروستات كبيرة الحجم تبدأ بالضغط على انبوب البول القادم من المثانة الى درجة يصبح من الصعب على الرجل ضغط البول الى الخارج. إذا امكن إعادة تصميم الجسم سيكون من المناسب تمرير انبوب البول من جانب البروستات عوضا ان يمر من خلالها. المرأة ليست لديها مشكلة مع البروستات بسبب ان ليس لديها هذه الغدة على الاطلاق. ومن جهة اخرى تصاب الكثير منهن من تسلل البول المستمر، اي صعوبة منع البول عن الخروج لاارادياً بسبب ان العضلات تصبح ضعيفة بعد الولادة، مما يشير الى حاجتها الى عضلات اقوى حول منطقة المثانة في حالة التحسين.
إحدى اهم الاخطاء الاساسية والتي تعود الى عصور التتطور الاولى، هي وظيفة الحصول على الطاقة. الميتاكوندري عامل حيوي لحياة الخلية ويعتبر معمل انتاج الطاقة. يملك الميتاكوندري DNA خاص به ويحوي الشيفرة اللازمة لانتاج الطاقة. إذا جرى خطأ في مورثاته ينعكس ذلك على الجسم بأكمله. مرض Alzheimers سيصيب الدماغ وسببه خطأ في الميتاكوندري. Kardiomyopati ستصيب القلب وهي عبارة عن توقف عمل عضلات القلب والحاجة الى زرع قلب جديد، بسبب خطأ في الميتاكوندري. في خلايا الكبد تظهر امراض تجعل من الضروري القيام بعملية زرع كبد، بسبب خطأ في الميتاكوندري. خطأ في الميتاكوندري يمكن ان يسبب مرض السكر ايضا مرض Lebers neuropati وهو نوع نادر من العمى كان هو المرض الاول الذي تم اكتشافه مرتبطا بالميتاكوندري. عند الخطأ في الميتاكوندري يمكن للسمع ان يسوء بسبب الصمم الذي سيصيب اعصاب الاذن. يوجد مايكفي من الاثباتات عن علاقة الميتاكوندري بأمراض الكلاوي والامعاء والدم والهيكل العظمي والعضلات.
فكرة إعادة تصميم إنسان افضل، بالطبع ليس إلا فكرة نظرية. إن تتطوير حقيقي يتتطلب آلف السنين من اجل إجراء تغيير اقل تغيير من هذه التغييرات المطلوبة، خصوصا وان جسم الانسان تم تطويره وبناءه من خلال عملية طويلة ومعقدة، هدفها كان بالدرجة الاولى تحسين إمكانية الحصول على اجيال جديدة من وتحسين القدرة على العناية بهم الى ان يصبحوا قادرين على إعادة العملية من جديد وليس إعطائنا جسم جيد قادر على تأمين شيخوخة جيدة لنا. ولذلك ليس مهما ، من ناحية عملية التتطور، ان نكون حاملين لمورثات تعطينا تصميما سيئا في خريف العمر طالما ان هذا يحدث بعد ان يتم خيار الشريك الجنسي وبعد ان يتم الحصول على الاجيال وتكبيرهم، ولذلك فأن سوء التصميم لانراه إلا بعد الخمسين من العمر.
هذا الامر هو الذي يجعل االطبيعة غير قادرة على المساعدة من خلال الاصطفاء الطبيعي. هذا الامر يشير بوضوح الى ان مشاكلنا الصحية مع التقدم بالعمر ليست فقط بسبب اننا ندخن كثيرا ونتعاطى الكحول ونتحرك قليلا ونأكل كثيرا وانما ايضا بسبب الطريقة التي تعالج فيه الطبيعة مشاكل تصميم كائناتها.
| |
|