دامعة مرحبا بك
عدد الرسائل : 36
تاريخ التسجيل : 13/09/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | الببغاء الذي على ابواب الانقراض | |
الببغاء الذي على ابواب الانقراض ببغاء الكاكابون | قبل قدوم الانسان الى نيوزيلاند كان كان بالامكان سماع صوت طير صاخب في الليالي المظلمة، يشبه صوت صفير القطار البخاري. الاوروبيين المبكرين الذي استوطنوا الجزيرة احتاجوا الى وقت طويل قبل ان يعرفوا مصدر الصوت. غير ان السكان الاصليين، maori, كانوا يعرفون صاحب الصوت. انه اغنية الببغاء كاكابون kakapon, Strigops habroptilus الليلية، وهو ببغاء يشبه البومة. والاسم من لغة موري ويعني طائر الليل
اليوم لايزيد عدد الذين سمعوا اغنية هذا الطائر عن بضعة اشخاص. في السابق كان طائر منتشر وشائع تصل اعداده الى بضعة آلاف، اما عام 2005 فلم يبقى منه إلا 85 فرد، جرى توزيعهم على ثلاثة جزر صغيرة خارج شواطئ نيوزيلاندا.
كلمة ببغاء تجعلنا نتصور طائر ملون بألوان زاهية وقادر على تقليد الكلام. غير ان هذا الببغاء ليس زاهي الالوان ولايحب الكلام، ولكن لديه خصائص مميزة اخرى. انه اكبر ببغاء في العالم. بعض النماذج منه يصل وزنها الى 3,5 كيلوغرام. وايضا يملك جوانب غامضة. انه نشيط في الليل ولكنه لايستطيع الطيران، وعملية التزواج لديه يمكن وصفها بمسابقة في الغناء، حيث الذكور يحاولون جذب الاناث اليهم من مسافة بضعة كيلومترات.
مشكلة الكاكوبون، التي هددت حياته، جاءت اليه بفضل البشر. كلا الجماعتين، الماوير الذين جاءوا الى الجزيرة في القرن الثالث عشر والاوروبيين الذين جاءوا في القرن الثامن عشر وضعوا الطائر على قائمة طرائدهم اليومية، لسهولة صيده. والاوروبيين دمروا البيئة التي يعيش فيها لانهم احتاجوا الى تحويل الغابات الى اراضي زراعية ومراعي. وفي النهاية جاء مع الانسان اعداء جدد للبغاء، فالجرذان جاءت مع الماوير والقطط والنمس جاء مع الاوروبيين.
ان الكاكابون لن يستطيع تدبير اموره بالوجود المفاجئ لهذه الاعداء الجدد المتفوقة، والقادمة من بيئة اخرى، ظاهرة معروفة لنا سابقا. عندما يتعرض الكاكابونس لهجوم من الجرذ او القطة او النمس فأنه يبقى ثابتا لايتحرك. هذا التكنيك كان يعمل بنجاعة ضد الاعداء الكلاسيكيين لهذا الطير مثل الطيور الكاسرة ، والتي تستخدم البصر للبحث عن طريدتها. غير ان هذه الطريقة غير مفيدة مع الاعداء الجدد، الذين يطاردون بمساعدة حاسة الشم. وتزداد التراجيديا ان القوة الجسدية للطائر تسمح له بمقاومة الجرذ وقتله والدفاع ضد القطة والنمس، ولكنه ليست لديه هذه الخبرة ولايعلم ماعليه ان يفعل.
منذ نهاية القرن الثامن عشر انتبه البيلوجي ريتشارد هنري Richard Henry, ان الكاكابون لاحظ له بالانتصار ضد الحيوانات الغريبة وخطر له فكرة نقله الى جزر صغيرة لازالت خالية الحيوانات المهاجرة. في تسعينات القرن الثامن عشر قام بنقل 400 نموذج الى جزيرة Resolution Island, الواقعة جنوب غرب نيوزيلاند. في البداية جرت الامور بنجاح ولكن عام 1900 اكتشف وجود النمس على الجزيرة ، وهذا الحيوان قام بقتل جميع النماذج في وقت قصير.
في القرن التاسع عشر اعتبر الجميع ان الطائر قد انقرض. ولكن في عام 1960 تمكن الخبراء من العثور واسر خمسة نماذج ولكنها ماتت جميعا في الاسر. في السنة التالية لم يُسمع صوت للطائر.
غير ان الشاب Don Merton, الذي كان يعمل في دائرة حماية الطبيعة كان على قناعة ان الطائر لم ينقرض تماما. لذلك قام بمسح منطقة محمية جنوب غرب نيزويلاند واسر حوالي 200 نموذج بين اعوام 1974-1982 ، ولكن في عام 1982 جاءت موجة من القطط البرية الى المنطقة. في النهاية كان هناك فقط 100 طير لازال على قيد الحياة عندما جرى اتخاذ قرار بعملية انقاذ واسعة.
كانت الخطة تجهيز جزر صغيرة مناسبة والتأكد من خلائها من الاعداء بوضع مصايد لهم. وقع الاختيار على (Little Barrier Island, Maud Island, Codfish Island), وقبل نقل الطيور اليهم جرى نقل جميع الحيوانات الكبيرة والمهمة منهم ونصب مصائد بسم الجرذان فيها، وبعد ذلك جرى إعادة الحيوانات بعد موت الجرذان.
واستمر العمل على الرغم من الاحتجاجات التي انهالت من منظمات حماية الحيوان. في النهاية جرى توزيع الطيور على الجزر الثلاثة. وبعد بضعة سنوات اخرى جرت زيارة الجزر.
حصول الطيور على جزر خاصة لهم لم يكن كافيا. هناك توازن بين عدد المجموعة والغذاء المتوفر. على مدى 8-9 اشهر يعيش كل طير لوحده منفردا ولكن عندما يأتي وقت الجماع تحدث في الربيع تغييرات عند الطائر الذي كان غير مرئي سابقا. الذكور يبدؤون في التجهز بالذهاب الى حفرة شبه مدورة يحفرونها في الارض وكل ليلة يجلس الذكر فيها، ليطلق صوت مثل الصفير يمكن سماعه على بضعة كيلومتر.
رغبة الاناث في الجماع تكون نشطة لبضعة ايام فقط، ولكن إذا كانت لديهن الرغبة يبدؤون على الفور بالبحث عن صاحب الصوت. وعلى الانثى ان تسير بضعة كيلومترات، وليس من المؤكد انها ستعثر على الذكر. بالتأكيد يمكن سماع الصوت على بضعة كيلومترات ولكن من الصعب تحديد المكان على الدقة.
عندما كان عدد الطيور كبير لم يكن هناك صعوبة في الالتقاء بواحد من الذكور، ولكن اليوم نعلم بأناث بحثت طويلا الى ان فقدت الرغبة. وإذا التقوا مع بعض يلقح الذكر الانثى في موضعه ثم تغادر الانثى وتعود لتقوم بالعناية بالباقي.
ثمار ريمو غذاء الببغاء | ولكن كل ذلك يحدث مرة واحدة كل سنتين او ثلاث سنوات. لانعلم لذلك، ولكن الاعتقاد ان السبب في تقاليد الطعام لدى هذا الطائر. كاكابون يتزاوج، فقط، عند نضوج فواكه شجرة rimu, بكميات كبيرة. وفي ذات الوقت تضع الانثى بيوض قليلة او لاتضع شئ على الاطلاق إذا كانت تغذيتها سيئة. وإذا كانت الاناث سمينات في فترة وضع البيض فسيكون جميع الافراخ ذكور، وهذا امر غير مرغوب، عندما يكون النوع على حافة الانقراض. لهذا السبب يوجد برنامج غذائي يراعي كل هذه العوامل.
يقوم الاختصاصيون بمراقبة البيوض، بحيث انهم يبعدون البيوض السيئة على امل ان تقوم الانثى بوضع بيوض اخرى، ويقومون بتوزيع البيض بين الاناث بحيث ان كل انثى تحصل على بيضة واحدة على الاكثر. وإذا بقي بيض فائض يوضع في المفاقس. كما ان الاعشاش يجري مراقبتها الكترونيا بالكاميرات العاملة على الاشعة الفوق حمراء، وكل طائر يحمل جهاز راديو يرسل موجات لمراقبة حركته
عام 2001 ظهر ان موسم فواكه اشجار ريمو على جزيرة كودفيش سيكون جيدا للغاية لذلك قرر الاختصاصيون بنقل جميع الاعشاش الى تلك الجزيرة لتحفيز الاناث على وضع اكبر كمية بيض ممكنة. بنتيجة ذلك وضعت الاناث 24 بيضة وهو عدد اكبر مما جرى تحقيقه سابقا على مدى 25 سنة. بنتيجة هذه الجهود وصل عدد هذا الطير الى 129 فرجا في نهاية عام 2011.
بعد هذه النجاحات توجد خطط لتوسيع مناطق سكن الطير. وعلى الرغم من انه لازال تحت الخطر الا ان الامل يكبر. وهذه القصة تعطينا بوضوح كيف ان الحيوانات والطيور تتطور على مدى عصور لتناسب بيئتها تحديدا. وان التغييرات السريعة، مثل قدوم حيوان من بيئة اخرى، تشابه عمليا كما لو ان كائن جاء من كوكب اخر. لذلك يصعب التلائم معه بسرعة كافية تسمح بالوصول الى مستوياته التي قضى عصور في تكوينها طبيعيا. | |
|