دامعة مرحبا بك
عدد الرسائل : 36
تاريخ التسجيل : 13/09/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | الصراع بين الرعاة والصيادين | |
الصراع بين الرعاة والصيادين
نساء كهوي على جدران المغارات | | السويدي نيلس ماتسون شوبين Nils Mattson Köping جاء الى جنوب افريقيا عام 1656 وأكتشف مجموعة اثنية وصفها انها "تركض عارية تماما وتبرز مؤخرتها بقوة دليلا على عارها". ويصفهم انهم ممتازون في الركض وفي قذف الحجارة. ويقول :"المسدس يخيفهم ولكنهم لايأكلون لحم البشر".
المستعمرين الهولنديين اطلقوا عليهم اسم Hottentott بسبب الاصوات الصادرة عن نطقهم في لغتهم، في حين يسمون انفسهم ”Khoi-khoi” وتعني ارجل الرجال. اليوم اختفى الاسم الذي اطلقه الهولنديين من الاستخدام ولكنه لازال باقيا محليا للدلالة على الازدراء.
قبل 700 سنة هاجرت جماعة كوهي كوهي من شمال افريقيا الى جنوب افريقيا. على الاغلب استغرقت الرحلة مئات السنوات حتى وصلوا الى مستقرهم الحالي، حيث كان يسكن جماعات الاحراش Bushmen. ولكون جماعات الكهوي يعيشون على القطعان الكبيرة التي تحتاج الى الرعي (إضافة الى الصيد)، على عكس جماعات الاحراش التي تعيش على الصيد والتقاط الثمار البري وحده، كان لابد لهم من الاستئثار بالارض وطرد الصيادين الغرباء. الكهوي كانوا اكثر تطورا، إذ كانوا يصنعون سهام وقوس وفأس ورمح، ساعدهم في الانتصار على الصيادين وطردهم، ولم يكونوا يتورعون عن قتلهم إذا تمكنوا من ذلك فقد كانوا يعتبرونهم كالحيوانات الضارة. الامر الذي يشير الى اصل الصراع بين جماعات الصيادين وجماعات الرعاة، الذين صادروا الارض ومنعوا الصيادين من حرية الحركة، لتكون الخطوة الاولى في إتجاه الحضارة.
شعب الهازدا لازال يعيش على الصيد
كانت جماعات الكهوي تعلم صناعة الفخار والحفر على الخشب إضافة الى معرفة العلاج بالاعشاب. وعلى الرغم من انهم يعيشون قرب البحر ولكنهم لم يكونوا يعرفون الصيد البحري او ركوب البحر او صناعة الزوارق، بل وحتى لم يكونوا يجيدون السباحة. كانوا يعيشون الى جانب البحار والبحيرات لكون هذه الاراضي، عادة، هي الغنية بالاعشاب لرعي القطعان.
كان الكهوي اجتماعيين للغاية فهم يعيشون جماعات كبيرة. ان يأكل شخص لوحده يعتبر خطيئة لاتخطر ببال احد منهم، فالاكل جماعة وتقاسم الطعام هو الشئ الطبيعي. كما انهم يعيشون في خيم صغيرة مدورة، في كل واحدة يقطن حوالي عشرة اشخاص. وعلى الرغم من ان جماعات الكهوي يمكن ان تختلف وتتقاتل بين بعضها الا ان هذا الصراع نادرا ماكان يؤدي الى القتل، غير انهم كانوا في حرب دائمة مع جماعة الاحراش.
لغة الكهوي تشبه لغات جماعات اثنية تعيش في شمال افريقيا. كما ان تطورهم عن اثنيات جنوب افريقيا دليل اخر على انتمائهم الى منطقة مختلفة حضاريا، كما انهم اطول من جماعات الاحراش، السكان الاصليين للمنطقة. وعند موت احدهم يجري دفنه وهو جالس، وهي عادة جرى العثور على مثيل لها في مدافن قديمة في شمال افريقيا.
اليوم لم يبقى الكثير من شعب الكهوي إ1ذ ان الغالبية ماتت بسبب الامراض التي جلبها الرجل الابيض في فترة الاستعمار. غالبية الباقين منهم اختلطوا اليوم مع بقايا شعوب محلية اخرى ليشكلوا اليوم مايسمى في جنوب افريقيا بتعبير " الملونين" (coloureds).
Hottentot Venus | | احدى اشهر القصص لامرأة من هذا الشعب تعود الى Sara "Saartjie" Baartman التي احضرها، عام 1810، احد الاطباء الهولنديين الى لندن وباريس ليستغل تمييزها الاناطومي فيعرضها في المسارح وفي حفلات الاغنياء مقابل مبلغ تحصل سارا منه على جزء ضئيل. كانت خصائصها الجسدية غير معتادة في اوروبا. لقد كانت مؤخرتها كبيرة ومرتفعة وكانت اشفارها متدلية بضعة سنتمترات بشكل اثار الدهشة والشبق والعنصرية، وأصبحت تُعرف بإسم Hottentot Venus وجرى رسمها في اوضاع مختلفة كنموذج لربة الجمال والجنس. عام 1815 ماتت في باريس بنوع من الالتهاب، وعمرها لم يتجاوز 25 عاما. بعد موتها جرى تشريحها من قبل الدكتور الفرنسي جورج غوفير المهتم بالاناطومية ثم وضع هيكلها في المتحف الانساني في باريس وبقي معروضا حتى عام 1974. عام 1994 اقترح رئيس افريقيا الجنوبية، نيلسون مانديلا، ان رفات بارتمان يجب نقلها الى جنوب افريقيا ودفنها بين شعبها. عام 2002 وصل جثمانها الى جنوب افريقيا، ملفوفا بالعلم الوطني لجنوب افريقيا، وتم دفنها في قرية Hankey. غير ان مقبرتها جرى تدميرها من مجهولين فقامت السلطات بتسويرها.
| |
|