** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

  الاستشراق ونشر التراث العربي: الاتجاهات النهضوية والسياقات الفكرية والثقافية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام مزيان
المشرف العام
المشرف العام
هشام مزيان


التوقيع : 	الاستشراق ونشر التراث العربي: الاتجاهات النهضوية والسياقات الفكرية والثقافية  Democracy

عدد الرسائل : 1749

الموقع : في قلب كل الاحبة
تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25

	الاستشراق ونشر التراث العربي: الاتجاهات النهضوية والسياقات الفكرية والثقافية  Empty
08062012
مُساهمة الاستشراق ونشر التراث العربي: الاتجاهات النهضوية والسياقات الفكرية والثقافية

أصبح الاستشراق موضع نزاع بين من يقول: إنه خطابٌ
يوظّف مفاهيمه الخاصة وتفكيره المبوّب وأحكامه المتعسفة إثباتاً على
الادّعاء بالتفوق الأوروبي وخادماً للمصالح السياسية؛ ومَن يقول أنه حركة
ٌ معرفية ساهمت في التطور العلمي ولم تخدم -أصلاً ولا بالضرورة- مصالحَ الاستعمار، ولا تخضع إلاَّ لقواعد العلم والتطور الفكري.

إنّ
الحكم الأول سليمٌ في ضوءِ الفلسفة السياسية وتحليل الخطاب كما طورهما
ميشيل فوكو وطبقهما إدوارد سعيد على الاستشراق. وزعم إدوارد سعيد أنَّ
الاستشراق قد أخلق صورة الشرق المتخلف، المفتوح للتدخل والمكشوف للسيطرة
الغربية، وركّب مفاهيمه لهذا الغرض، ثم حافظ المختصّون على هذه النظرة
التي منعتهم من الوصول إلى الواقع. ورأى أنّ الاستشراق وضع يده على التراث
الإسلامي فسهّل الطريقَ إلى استعمار الأراضي الإسلامية في ما بعد. لا شكّ
أنّ رؤيته مبرّرة حيث يشير إلى طبيعة الخطاب الذي ويحدّد ويحكم ويوجّه
الآراء، من ناحية، ويُظهر العلاقة بين الاستشراق والسعي الغربي إلى التفوق
السياسي والثقافي من ناهية ثانية، خاصةً إذا كانت في بعض الأحيان العلاقة
بين العلم والحكم الاستعماري واضحةً، ومنفعة المعلومات التي جمعها العلماء
للحكم الاستعماري بينةً. أما الاستنتاج أن المفهوم الغربي للشرق مركّب ولا
صلةَ له بآراء المسلمين، ليس صحيحاً، لا يُدرِكُ الموضوع ولا ينصِفه.


وبطبيعة
الحال، فإنّ الدراسات الشرقية في أوروبا ساوقت العلوم الإنسانية ولا يمكن
أن تُقرأ إلاَّ في السياق الفكري الأوروبي، لأنها تأثّرت بالاهتمامات
الفكرية المتداولة في عصرها.


لا
ندّعي أنّ الاستشراق -كظاهرة فكرية- عاش أو ما زال يعيش في مجال مستقلٍّ
من تكوين السيطرة الأوروبية علي الشرق، لكننا نقترح أن تحليل الخطاب
الاستشراقي وعلاقاته بمصالح الهيمنة الأوروبية السياسية والثقافية لا
يُعتبَر مقاربة صالحة لتقويم الدراسات الشرقية التي تشكل خزينة فكرية؛
لأنَّ الفكر المبدع أو التقليدي ينشأ -بالدرجة الأولى- من التيارات
الفكرية والمفاهيم المتداولة والمتشابكة. قراءتنا للاستشراق تعتبِره فنّاً
من العلوم الإنسانية يتميّز بموضوعه ولا بمبادئه ومناهجه. وبالتالي نقترح
جولةً لننظُرَ إلى الاستشراق -ومعه الاستشراق الألماني الذي يُنسى عادة في
المناقشة الحادة حول الاستشراق- من منظرٍ يفرّق بين ثلاثةِ دوافع للفكر
الاستشراقي نلاحظها حتى هذا اليوم:


1- تأكيدُ الحق بالمعنى الاعتقاد الديني والسياسي، وتوظيف صورة الشرق كصورة الآخر الكافر الخاطئ الغريب لأعراضٍ مختلفة.

2- المعرفة وما يتضمّنُه من والاِهتمام بالجديد والتجارب الفكرية.

3- الرد على التقارب والاتّصال.

كما
نفرِّق بين أربع حركات أو تيارات في تطور الدراسات الشرقية، توجد في كلّها
هذه الدوافع بشكلٍ أو آخر؛ ولا أسمّيها مراحلَ الاِستشراق لأنها
متداخِلةٌ، ولا تشكِّل تسلسلاً زمنياً تدريجياً واضحاً.


الحركة الأولية: تسيطر فيها الأسطورة ولا يوجد مفهوم التأريخ.

والحركة الثانية: تأثر الاستشراق فيها بالمذاهب، مثلَ الإنسانوي والعقلاني والمذاهب التالية له مثلَ الورمنتيكية.

والحركة الثالثة: جعلت الدراسات الشرقية فنّاً من الفنون الأكاديمية في سياق الفيلولوجيا وفي ألمانيا خاصةً الإنسانوية الجديدة.

والحركة الرابعة الحالية: وهي تطور النقد الذاتي ونشأت فيها المنهجيات وسائل التعامل.

وأركّز الكلام المساء على الحركات الثلاث الأولى.

إن
الحوار الذي قد يكون سمةَ عصرنا، يتجاوز النمط العادي الذي ينتمي إليه
الحديث الغربي عن العرب والإسلام بصفة عامّة. من خلال القرون العديدة التي
جاورت فيها أوروبا دار الإسلام، تمَّ تكوينُ صورةٍ عن العالم العربي
والإسلامي بمفاهيمَ ونظراتٍ أثّرت عليها ظروفٌ سياسية وثقافية مختلفة؛
وبالرغم من التطور الفكري الذي حصل في هذا المجال بقي الحديث الغربي عن
الشرق في أغلب الأمور خطاباً قاطعاً لا ينوي الحوار. السبب في ذلك يرجع
إلى سيطرة الروح الهجومية، وكذلك إلى الرغبة في الهيمنة السياسية؛ هذا من
جهةٍ. ومن جهة أخرى اُستخدمت صورةُ الإسلام كصورة الآخر الغريب المستغرَب
في الصراع العقائدي ضِمن المجتمع الأوروبي لتبرير هذا الموقف أو ذاك. ولقد
حال هذا النوع من التوظيف دون الوصول إلى المعرفة الدقيقة لمدة طويلة جدّا
ويمكن أن نلتقي به حتى هذا اليوم.


ومع
ذلك، فليس كل ما أنتجَه العلماء والمؤلفون خطأً بطبيعة الحال؛ بل توجد في
إنتاجهم العلمي والأدبي أعمالٌ نادرةٌ لطيفةُ المعاني، تشهَد على الجهد
الذي بذلوه في دراسة اللغة العربية وآدابها. من بينها، مثلا، الطبعة
الأولى للقرآن الكريم في المدينة الألمانية همبرغ سنة 1694م، قام بإعدادها
الكاهن البروتستنتي
Hinckelmann؛ أو الخط الجميل للشاعر الألماني المشهور المتوفى سنة 1832م، J.W. Goethe، الذي كتب الآيات ﴿قل أعوذ بربّ الناس ملكِ الناس من شرِّ الوسواسِ الخنّاس﴾ بخطه الجميل محبةً للثقافة الإسلامية؛ أو التعليقات اللطيفة لـ Goethe حول الشعر العربي والفارسي، التي أضافها إلى المجموعة الشعرية المعروفة بالديوان الشرقي للمؤلف الغربي.

لكنّ
هذا النوع من التحف لا يُبلغنا عن شيءٍ من العلاقات بين التطور الفكري
والثقافي وظهور الدراسات الشرقية التي وُضعت قواعدُها الرئيسيّة السائدة
حتى اليوم في تلك الفترة.


الدراسات
العلمية الأولى الجديرة بهذه التسمية نشأت كأعمالٍ إبداعية لا يوجَد لها
سابق في الكتابة عن الإسلام، كما أبرزته الدراسات عن الآداب في العصور
الوسطى. فقد اتّسمت الكتابة عن الإسلام والمسلمين آنذاك بالتعصب الديني،
وباستثناء بعض العلماء، مثل وليام الصوري، كان الجهل بكلّ ما يتعلق
بالمسلمين كاملاً. إنّ لفتح الأندلس وللحركة الصليبية في ما بعدُ تأثيرٌ
على كثيرٍ من نواحي الحياة عامّةً وعلى تكوين صورة العرب والمسلمين بشكلٍ
خاصٍّ. فانتشرت في تلك الأوقات بعضُ الروايات الشعبية التي صاغت المَخِيلة
العامّة. ومنها الروايات الشعرية بعنوان
Mahomet، حيث نعثر فيها على تصويرٍ خياليٍ لشخصية محمد رسول الله لا أصلَ له في الواقع، إذ يظهر فيها على شكلِ ساحرٍ شريرٍ مسيحيِ الأصل.

تظهر أهمية هذا التأثير عندما نقرأ كتاب Adam Olearius،
الذي بعثه أمير ألمانيا الشمالية إلى أصفهان في ثلاثيناتِ القرن السابع
عشر. ونجِد في حديثه عن المجتمع الإسلامي قولاً مطوّلاً مفادُه أنّ الرسول
سمَح للمؤمنين بتعدُّدِ الزوجات حسبَ ابتغائهم. قضى
Olearius
أكثر من ثلاث سنوات في إيران وأصبح كتابُه عن رحلته من أشهر المؤلفات في
هذا النوع، لكنّ مشاهدة العين والتجربة المباشرة لم تستطع أن تمحُوَ
أوهامَه الراسخة في ذهنه والتي كانت تُروى منذ قرونٍ طويلة.


وإن كانت بعض المؤلفات القديمة لرجال الدين قد ارتقت إلى مستوى أعلى من الروايات الشعبية -مثل ترجمة القرآن التي أمر بها Petrus Venerabilis
الراهب بمناسبة زيارته إلى الأندلس في منتصف القرن الثاني عشر؛ وإن كان قد
تابعه آخرون؛ وتفوقوا عليه بطموحهم- فإنّ هذه الأعمال القيمة لم تنفع
صورةَ الإسلام المنتشرة في الغرب.


أما المذهب الإنسانوي والنهضة الأوروبية في إحياء الآداب القديمة فشكّل إطاراً مشجّعاً لدراسة اللغات القديمة عامّة. وباختصار، فإن الالتفات إلى المصادر الأصلية للكتاب المقدس التي نادى بها إيراسموس فون روتيردام (المتوفى سنة 1536) والاهتمام
بالدراسات الكلاسيكية مهّدت الطريق للاهتمام بالنصوص العربية عِبر
الدراسات العبرانية. وحتى بداية القرن التاسع عشر نجد في الجامعات
الألمانية مثلا الدراسات اليونانية والعبرانية متصلة اتّصالاً وثيقاً
أحياناً، والدراسات العبرانية والعربية كذلك متصلةً بعضها ببعض، في أحيان
أُخرى. وكما هو معروف كانت الدراسات العربية في ألمانيا بالبداية تنتمي
إلى فرع الفيلولوجيا المقدسة لِما نظروا في هذه اللغة من تماسٍّ مع
الدراسات العبرانية والتوراتية.


أمّا
في القرن السابع عشر الميلادي -في عصر المَذهب العقلاني وحركة التنوير-
فقد نشأ نَمَطٌ جديد لدراسة الإسلام ولتأريخه، تحرّر شيئاً فشيئا من
التوجيه الديني، ووُضعت قواعدُه الخاصة وأهدافُه التي لم تعُد تخضع لسلطة
الكنيسة.


يرجع هذا التحول الثقافي إلى وتطورات اجتماعية عدة منها:

-
إطار النهضة الفلسفية تم اكتشاف التراث الكلاسيكي بواسطة النصوص اللاتينية
واليونانية، شقّ بذلك طرقاً إلى حقلين جديدين: إلى حقل الفكر الفلسفي
المستقل عن المصادر الدينية من جهةٍ، ومن جهة أخرى إلى دراسة اللغة، يعني
اللغات الكلاسيكية، كمفتاحٍ لتراثٍ لا يبوح بأسرارِه إلاَّ لمن درس لغاته.


- وانطلقت العلوم الطبيعية في ذلك العصر إلى آفاق جديدة، وحلّت محلّ الفلسفة اللاهوتية وألغت علم الهيئة القديم.

-
وسّعت الِملاحة الأوروبية معرفةَ العالم بفتح ممرّاتٍ بحرية إلى القارّات،
وأصبح وصفُ الأراضي البعيدة بعجائبها وغرائبها وأخلاق شعوبها يشكّل
اهتماماً عامّاً لمؤلّفي أدب الرحالة.


- الوجود العثماني كسلطة أوروبية كبرى.

اشتركت
اللاهوتية نفسها في تكوين المنهج الجديد بحيث سبقت الآخرين بالأخذ عن
المصادر العربية بشكل منظّم. بطبيعة الحال لم يُلغِ هذا البرنامج الجديد
كلّ التحيّز نهائياً ولم يمنع من الأخطاء، ولكن ظهرت نيةٌ علمية جديدة حيث
اعترف المؤلف بأهمية صوتِ النص الأصلي. نشر
Johann Heinrich Hottinger
1640 كتاباً بعنوان (تأريخ الشرق)، (باللغة اللاتينية)، يحتوي على سيرة
رسول الله. أخذ المؤلف موادّه من القرآن ومن بعض المصادر، منها تفسير
البيضاوي، وكتاب (المجموع المبارك) للمكين الذي كان قد نشر
Golius طبعةً محققة له سنة 1617م، واقتبس Hottinger
قطعاً من (وفيات الأعيان) لابن خلكان ومن كتاب (قصص الأنبياء) للكسائي.
طُبعت هذه المقتبسات بحروف عربية، وتُرجمت إلى اللاتينية، فنظّمها المؤلف
في سرد تأريخه. أظهر
Hottinger
في كتابه موقف رجل الكنيسة الذي يحتجّ على الإسلام في بعض المواضع، ولكن
أصبح كتابه قدوةً لغيره؛ لأنَّ المؤلف ِلما ربط سيرةَ الرسول بالقرآن سلك
أسلوباً ما زالت تسلُكه الدراسات الحديثة، مثل الكتاب المشهور لـ
Montgomery Watt


واتفقَ
أن تمّ في القرن السابع عشر اكتشافُ عالم المخطوطات الشرقية وابتدأ
إدراكُها مصدراً للمعرفة عن الإسلام وعن تأريخه. إضافةً إلى القدرة
الجديدة على فهم النصوص، كان النظر إلى الإسلام وإلى تأريخه، مرتبطاً
بقضية تقدُّم الفكر العقلاني الذي قاد المفكرين إلى مبادئ سياسية جديدة.
فصارت الدراسات الشرقية تخالِف الآراء التقليدية مع انتقادها لموقف
الكنيسة بعضَ شيء.


لم يقتصر الاستشراق في مرحلة الابتكار على إظهار مفهومه الحديث للعلم ولمبادئه، فبعدَ نشر كتاب (المكتبة الشرقية) D’ Herbelot ببعض السنوات، ألف العالم الهولنديAdrian Reland دراسةً عن الإسلام تفوق المؤلفات السابقة من حيث سَعة الاستيعاب ودقة التفكير. يعرِض Relandالعقائد
الإسلامية في سياقها الصحيح، يشرح للقارئ شهادة المسلمين ويقدّم بشكلٍ
واضح أركان العبادة. وإضافةً إلى ذلك أكّد أنّ أقوال المسلمين كما دوّنوها
في نصوصهم تُشكّل المرجع الوحيد الذي يَسمح بالرجوعِ إليه للبحث. وإن كان
هذا الموقف يبدو واضحاً بذاته اليوم، فإنّ رأيُه قد عارض السائدَ في عصره.
انتبه
Reland
لغلط هذه التقاليد ووصف نواقصَها بقوله: (أغلبُ الكُتّاب الذين يتحدّثون
عن الإسلام ما نالوا منه شيئاً، وإن بذلوا كلَّ جهودهم لهذا الهدف، وإنما
أساءوا لأنفسهم فقط؛ لأنَّ كثيرا مِمَّا زعموا أنّه أيمانُ المسلمين أو
أخلاقهم يرجع إلى آرائهم الخاطئة). وحارب
Reland
الآراء الباطلة أينما أدركها، وبجداله من أجل العقل والإنصاف أثبت انتمائه
إلى عصر التنوير الذي كافح الجهل والتعصب. لذلك لا يبالغ مَن يعتبره
رائداً لما ذهب إليه
Voltaire و Leibniz في ما بعد.


أوجد
عصر التنوير الأيمان بقدرة العقل وصلاحه، وانطلقت فيه مكافحة السلطة
الاستبدادية المتعسِّفة سواءً في الكنيسة أم في الحكم السياسي. ساهمت
الدراسات الشرقية في هذا الصراع بكتب ومقالات -خاصة في فَرنسا- اتخذت
الإسلام، أو ما كان في ظنٍّهم أنّه الإسلام، وسيلةً لانتقادهم الأحوال
الاجتماعية في أوروبا. ومن المؤلفين في هذا التيار
Montaigne, Voltaire وBoulanviliers. فالصراع السياسي -مثلَ أي صراعٍ- يميل إلى التعصّب، وبذلك إلى ترك الدلائل العقلية، وإن انطلق في البداية باسم العقل. يعطينا كتاب Boulanviliers
مثلاً قاطعاً في ذلك؛ حيث أراد أن ينقُدَ إمامةّ الكنيسة في الدين المسيحي
بواسطة مدحِ فضائلِ الإسلام. نوّه بعقلانية الإسلام كدينٍ يجزي الصالح
بالخير ويعاقب الفاسق. فالإسلام -حسبَ قول المؤلف- لم يواجهْ في تأريخه
اختلافات في شؤون العقائد مثل ما عاناه الدينُ المسيحي. واجتهد المؤلف
لنفسه في تعليل الأحكام القرآنية في ما حُرم من المطاعم والمُسكر بأسبابٍ
صحية واقتصادية وغيرها. لم يرجِع في شرحه إلى آثار العلماء المسلمين ولم
يستطع ذلك لجهله العربية، بل اعتمد على رأيه فقط. ومع ذلك كوّن كتابه
مرحلة جديدة لفكر التسامح لأنه أقرّ للإسلام مكاناً لا يختلف عن مكان
الدين المسيحي من حيث التقدير، وحتى يفضّله في ضوء إعجابه ببعض العقائد
الإسلامية. يعتبر كتابه إذا وثيقةً لموقفٍ فكري يمكن أن نرى فيه الالتزام
بحركة التنوير أكثر من القدرة على دراسةٍ علمية.


أصبحت خَصلة كتابه هذه هدفاً للرد عليه من قبل المستشرق الإنجليزي Jean Gagnier الذي لم يوافق Boulanviliers على تسامحه أبدا. أما المهم على كل حالٍ فهو أنّ Gagnier طبّق المنهج الذي هيأه Reland وHottinger وأخذ المكتبة العربية أساساً لدراسته، وأثبت برده الشديد على Boulanviliers
أوليةَ المصادر فطلب الرجوع إليها مِن كلِّ مَن يتحدث عن الموضوع. معه
أصبح هذا المطلب مبدأً لمذهب الاستشراق لا يمكن أن يُنازَع فيه بعد ذلك،
وتأسيس المعهد لدراسات اللغات الشرقية الحية في باريس سنة 1759م علَمٌ
بارزٌ لهذا الاتّجاه.


أول من واهتم بالتراث العربي في ألمانيا هو Johan Jakob Reiske
المتوفي سنة 1774م الذي حقق منتخبات من المصادر القديمة ومنها تاريخ أبي
الفداء وتاريخ حمزة الأصفهاني. وتعتبر تحقيقاته وترجماته الحجر الأول في
الدراسات العربية، نشأ من جهد جبار إذا أخذنا بعين الاعتبار أن القواميس
لم تكن متوفّرة في هذا الزمن. ونرى في مقدِّمة اهتمامه فهم النصّ من حيث
المضمون. فالتحقيق: العلمي الذي يعتمد على عدة مخطوطات لتثبيت النص لم يكن
يطبّقه على النصوص العربية، وكان
فهمه
للأدب العربي كان تلقائياً وأوليا، يعكس ذهنية عصره وقيمها. وهذا يظهر في
اقتباساته من شعر المتنبي التي حققها وترجمها وشرحها في كتاب صغير أهداه
لزوجته سنة 1765م. عندما يقول في تعليقه على بيتٍ من قصيدة للمتنبي مطلعها:


كَم قتيلٍ كما قُتِلت شهيد ببياضِ الطُلَى ووردِ الخدودِ

ويُظهر دهشتَه لإباحة المتنبي في البيت:

يترشّفنَ من فمي رَشفاتٍ هُنّ فيه أحلى من التوحيد

ويقول:
(التوحيد بالنسبة للمسلم المؤمن أثمنُ شيء وأنفس ما يكون. ويضع المتنبي
هذا (المفهوم) أدنى من قبلات نساءٍ باغياتٍ! المتنبي زنديق يحتقر الأديان
كلَّها والعقلَ السليم نفسَه كذلك. شعره مليءٌ بمبالغات تافهةٍ وفاسقة لا
يرضى بها العقل).


Johann Jakob Reiske الذي
دفع ثمناً غالياً لتخصصه بالأدب العربي بالإعواز والعسر من خلال معظم
حياته، والذي ألهمه الاكتشاف لعالمٍ جديد لا يصل إليه علماء عصره، أخطأ
بهذا الحكم الشمولي لأنه ليس في صلة بالأدب العربي ولم تصله الشروح التي
عالجت هذا البيت كذلك وأظهرته تحت ضوء آخر لا يقبل المعنى الحرفي. فنقرأ
عند البرقوقي مثلا (وقالوا للتخلص من هذه المبالغة المفرطة إن التوحيد نوع
من ثمر العراق) وجنس البرقوقي هذا البيت تحت المبالغة المحضة(1). فنجد عند
أبي العلاء في شرحه لهذا البيت أنه ربط مفهوم التوحيد بالعشق(2).


تطورت
إذاً الدراسات العلمية عن الإسلام في ذلك القرن بشكل أظهر مميزاتها
الرئيسية. امتدّت الدراسة كذلك إلى تراث العرب، وخاصةً إلى الشعر. حقق
مثلاً
Reiske
المذكور معلقة طرفة، وترجمها إلى اللاتينية وأضاف إليها شرح النحاس؛ صدر
هذا الكتاب سنة 1742م، وتمنّينا لو كانت الدراسات في الشعر العربي التي
خلفته جميعاً على هذا المستوى.


أما دراسة التاريخ فاكتشفت الجمال القصصي في رواية التاريخ العربية، فتميز بإبداع هذا التيار المؤلفُ المشهور لكتاب تاريخ العرب، Simon Ockley
في الربع الأول للقرن الثامن عشر. اختار المؤلف طريقة جديدة في التأليف من
حيث إعادتِه سردَ الأخبار كما ورِدت في مصادره ولوّن حكايته بأقوال
وأمثال. الذوق الأدبي ملحوظ في كتابه، ويلوح كذلك في قول المؤلف حين يتحدث
عن سِمة الحكاية التاريخية في نصوصه. وهو يربط بين ما بدا له من الحيّوية
والمرح والسهولة في النصوص، وصفة العرب أخلاقياً وعقلياً، وتابع فكرته إلى
أن رأى العرب ضدّاً لشعبي العصر الكلاسيكي: الروم واليونان. وإن كنّا لا
نريد أن نوافقه على هذه التسوية البسيطة بين الفن وصفات الإنسان، إلاَّ
أنّنا نعتبره نموذجاً للحكاية التاريخية التي طبقها المستشرقون في القرن
التاسع عشر وما بعد. ما سهّل له تشكيل صيغة الكتابة هذه أنه أسند كثيراً
من مواده إلى كتاب فتوح الشام المنسوب للواقدي، قبل أن يعرف أنه منحول؛
كما كانت القصص الشعبية للفتوحات عادةً من المصادر الأولى التي انتشرت في
أوروبا. أما مصادره التي وجدها في مجموعة المخطوطات لمكتبة
Bodleian،
فجمع فيها بين التاريخ والأدب، فأخذ عن ابن الجوزي وابن الأثير وغيرهم من
جهة، ورجع إلى التذكرة الحمدونية، إلى مجمع الأمثال للميداني ونهج البلاغة
غيرها من جهة أخرى.


لكنّ
التوظيف لصورة الإسلام استمرّ من خلال القرون وما زال حتى اليوم. نجد
التوظيف تحقيرا للإسلام في ما ذكرناه عن العصور الوسطى، وتجميلاً له في
إطار حركة التنوير. أصبحت صورة الإسلام في هذا الإطار وسيلةً انتقد
المؤلفون بواسطتها الأحوال السياسية في أوروبا. من بين هؤلاء المؤلفين نجد
كذلك المؤلف الألماني
Konrad Engelbert Oelsner
الذي حصل بكتابه (محمد وتأثيرُ دينِه على الشعوب) عل جائزة مجمع العلوم
الوطني الفرنسي في زمن نابوليون. جرّد هو وأمثاله الصورةَ المثالية
للمجتمع الإسلامي من كلّ التناقضات والنواقص الواقعية التاريخية. يمكن أن
نرى قيمةَ جهدهم في التأكيد على أنّ حرّية التفكير التي بُنيت على مبدأ
العقل والاستدلال في ذلك العصر سمَحت بنظرٍ جديد إلى الإسلام المتحرر من
القيود العقائدية التقليدية.


أما
التقدير للجمال القصصي ولمعاني الشعر والروح الأدبي العربي، فبقي منذ
العصر الإبداعي جزأً مهمّاً من الدراسات الشرقية وعاملاً مثيراً له. قد
برز الشاعر والمفكر
J.W. Goethe كما ذكرنا بقدرته على إدراك لطائف المعاني التي كشفها في الشعر والإسلام بواسطة ذوقه الأدبي والروحي الرفيع.

قد
شرع المؤلفون في القرن التاسع عشر بفحص مصادرهم من حيث الأسلوب
والاختلافات بين النصوص، وبوسيلة البحث المنهجي أوصلوا مستوى الدراسات
الشرقية إلى مستوى العلوم الأخرى، ونلاحظ في هذا الحين وما فيما بعدُ
تطوراً تدريجياً إلى التخصص باللغة العربية وآدابها الذي أدّى إلى بداية
نشر التراث بوسائل حديثة. وفي هذا السياق وَجدت جهودُ رايسكه مَن يتابعها
ونذكر على سبيل المثال تحقيقات
Georg Wilhelm Freytag
(المتوفى سنة 1861م) للكتاب فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء لابن عرب شاه
سنة 1835و1852م، الذي نشر من جديد في القاهرة من مخطوط بخط المؤلف، إلاَّ
أنها ليست أفضل من تحقيق: فرايتاك لأنه يتجاهل المحقق تماماً تعليقات
فرايتاك على النص الأصلي. وحقق فرايتاغ كذلك مجمع الأمثال للميداني،
وأشعار الحماسة لأبي تمام، ولمنتخب تأريخ حلب لابن العديم، وقصيدة كعب ابن
زهير. وألف فرايتغ كذلك أول معجم مفيد عربي لاتيني صدر سنة 1830م.


لفهم الاتجاه الفيلولوجي في ألمانيا لابد من دراسة أوغوست بوك (August Böckh) الذي
يعتبِر أن اللغة موضوع يقع بين الظواهر الطبيعية والتاريخ. فالفيلولوجيا
حسب رأيه تحتوي على الجهد التجريبي لدراسة النصوص والتأويل التاريخي في
تفسيرها. هذا المذهب ترك أثره على النظام التعليمي في ألمانيا، حيث أصبحت
معرفة البدايات الكلاسيكية قدوةً علمية للعلوم الإنسانية خاصة اعتباراً من
النصف الثاني من القرن التاسع عشر إذا حدد هذا التيار الفكري القيم
النموذجية إجمالاً في العصر الكلاسيكي التي لا تترك مجالا للشعوب
والثقافات الشرقية. ويقول فريدريش أوغوست فولف (
Friedrich August Wolf) -الذي
كان أستاذا للدراسات الكلاسيكية وأحد مؤسسي جامعة هومبولت في برلين، والذي
أسس بدراسته لهوميروس منهج النقد الفيلولوجي في هذا المجال-: (المجتمعات
الشرقية تختلف تمام الاختلاف عن الشعوب الكلاسيكية. العبرانيون لم يكونوا
أمةً مثقّفة وبذلك لا يمكن أن يصلوا إلى مرتبة الإغريق والروم). قد بُعتني
هذا الحكم، في رأي قائله، العرب كذلك، وبقية الشعوب الشرقية في ضوء القدوة
الثقافية التي وجدتها هذه المدرسة عند الأوائل الكلاسيكيين. المذهب
الإنسانوي الجديد فرّق بين الدراسات الشرقية والكلاسيكية التين كانتا
موحدتين في الدراسة سابقاً.


وظلت
الدراسات الشرقية تجد تبريرها في التطبيق العملي لمذهب التحقيق: العلمي
النقدي للنصوص القديمة، كما طور في إطار الدراسات الكلاسيكية، وكما وضعه
بالشكل المثال كارل لاخمان (
Karl Lachmann).
نتيجةً لذلك أضعفت الدراسات الشرقية جهودَها في التحقيق: النقدي للنصوص
الذي هو في نفس الوقت الآلة الرئيسية للبحث في تاريخ الشعوب وآدابها في
ديار العرب.


ومن
أبرز الأعمال في هذا المجال تحقيق: كتاب الطبقات الكبير لابن سعد الذي
أصدره إدوارد زاخاو بالاشتراك مع سبعة من العلماء البارزين الأمان بين
السنوات 1904 و1918م.


في
تحقيق: هذا الكتاب الكبير الحجم تظهر فوائد وعوائق لهذا النوع من
المشاريع، ومِن مميزاته الباقية أنه يذكر في تمهيد كلّ مجلد المصادر
الخطية التي بُني عليها التحقيق، وبالإضافة إلى ذلك تُذكر الاختلافات بين
المخطوطات المستخدمة. وأضاف المحققّون على الهوامش نصوصاً أخرى التي كانوا
يقارنوها بنص الطبقات لابن سعد. فأصبح هذا الكتاب المحقّق، برغم نواقصه،
نموذجاً لفنّ التحقيق: المطبّق على المخطوط العربي وظل تحقيق: زاخاو
والآخرين ما يقارب ثمانين سنة المرجع الوحيد في هذا المجال.


قد
نُشر في بيروت سنة 1958م طبعة جديدة بدون التعليقات الهامشية. هذه الطبعة
تعتبر نسخ غير معلن لنص حققه المستشرقون. لا شكَّ أنّ التحقيقات الجيّدة
الصالحة للنصوص العربية القديمة قد كثرت في خلال الخمسين سنة الماضية في
البلدان العربية، لكن يلاحظ كذلك كثيراً ما عدم الاتصال والاعتراف بما سبق
من الجهود الناتجة.


إنّ
جمعية المستشرقين الألمان تساهم في مكتبة النصوص المحققة منذ ثمانين سنة
بنشر سلسلة من كتب تراثية محققة. أمّا عنوان هذه السلسلة، وهو النشرات
الإسلامية، فلا يقدِّم صورةً واضحة لمحتوياتها التي تتضمّن التأريخ والأدب
والفكر والفقه والإلهيات كذلك. ما هي إذاً المقاصد التي وضعت عند التأسيس
وكيف تطورت؟


لا
بد أن يكون من ورائه مبدأ علمي، الأمر الذي لا نجده بتعبير واضح، إلاَّ
أنه يتّضِحُ في التجاوب مع الدراسات الإسلامية في ألمانيا التي رسم
Karl Heinrich Becker في
مقالٍ مشهور نشرها في المجلد الأول لمجلة (الإسلام) سنة 1918م حيث يتحدث
عن الحضارة الإسلامية كمفهوم شمولي يحتوي على الظواهر الثقافية جملة
كالدين والعادات، إضافة إلى النظم والنظريات السياسية. ورأى بيكير أن
الحضارة الإسلامية تختلف كل الاختلاف عن الحضارة في أوروبا التي نشأت، في
رأيه، من المذهب الإنسانوي. ويمكن أن نفهم عنوان سلسلة النشرات الإسلامية
من هنا: أن الإسلام وما ينتمي إليه من المؤسسات والدول والمنتجات الثقافية
يعتبر القوة التكاملية والموضوع الأساسي للدراسات. أو بمعنى أوضح: أن
العالم الإسلامي بمجتمعاته وثقافاته لا بد أن يفهم من الإسلام.


بالنسبة
للسلسلة يعني هذا أن المنشورات تتوجه إلى القارئ المعاصر الذي يبحث عن
اكتشاف السياق التاريخي للفكر الديني وتطور المذاهب الدينية والفقه...إلخ.


وهذا
النوع من فهم التاريخ الحضاري الذي يشمل الدين بجنب الفنون الفكرية
والآداب، نراه متناقضاً بعض الشيء بالاتّجاهات المعاصرة في العالم
الإسلامي التي تأخذ أهمية تطبيق الفقه كالمحرك للدراسات والأبحاث.


ولدينا
كذلك وثيقةُ تأسيس هذه السلسلة، يعني النشرات الإسلامية، على شكل رسالة
موجهة إلى وزير العلوم والفنون والتعليم آن ذاك كارل هيْنريش بيكير (
Becker)
المذكور، حيث يذكر ريتر الأبعاد الفكرية التطبيقية والثقافية لهذا المشروع
سنة 1927، معبّراً بروح عصره عن المقاصد الثقافية لهذا المشروع وعن أهمية
التعاون بين العلماء غرباً وشرقاً.


(أريد
أن أؤكِّد هنا على أنّ تعاون العلماء الألمان والأتراك مرغوب فيه والذي
نقصده كذلك في إطارٍ معين. يتمتع البحث العلمي الألماني بسمعة مرموقة.
وإذا ذُكرت مزايا ألمانيا، فيأتي البحث العلمي في الدرجة الأولى. لقد بدأ
منهجُنا المتفوّق يجد هنا اعترافات وتقليدا في الأوساط التي تفهم بعضَ
الشيء أو تظن أنهم تفهمونه. لا نأمل في الكثير من هذا. إذا ساهم ممثلو
البحث العلمي الألماني هنا نشر المعرفة التي يستفيد منها الشرقيون فهذا ما
سيوطّد هذه السمعة).


عندما
يزعم هيلموت ريتر سنة 1927م أن المنهجية الألمانية متفوّقة على غيرها تعكس
هذه الملاحظة المناخ الفكري والإيديولوجي السائد آن ذاك، إلاَّ أنه لم يكن
يعلم أن هذه المنهجية ستبقى لثلاثين سنة المنهجية السائدة حتى طبقها
المحققون العرب أنفسهم. فالأهمّ من هذه الملاحظة هو اللجوء إلى التعاون
بين العلماء الألمان والعلماء الأتراك، لأنه يمثّل اتّجاهاً عملياً يخدم
العِلم ويشير وجوده المسبق إلى التفاهم بين العلماء الغربيين والشرقيين في
ذلك. وبالفعل قبل صدور المجلد الأول لطبقات ابن سعد الذي حققه زاخاو نفسه،
وضعه تحت تصرف الشيخ محمد عبده الذي كان ينظر فيه ونُشرت تعليقاته
وتصحيحاته في الملاحظات لهذا المجلد.


يمثّل
تاريخ النشرات الإسلامية -منذ ثمانين عاماً- الإنتاج المستمرّ الناجح في
تقديم مساهمة مهمّة لنشر التراث من جانبٍ، والتغلّب بصعوبات ناشئة سواءً
من ماهية هذا العمل ومن الظروف المتحولة من جانب آخر. تأسست النشرات
الإسلامية سنة 1928م في اسطنبول ومنذ العام 1961م يتابع المعهد الألماني
للأبحاث الشرقية في بيروت الخطوط الموضوعة سابقاً. وقد استغرق نشر
المجلدات الثلاثين لكتاب الوافي بالوفيات لخليل بن أيبك الصفدي ما يزيد عن
سبعين سنة.


لكنّ
ليس من الضرورة لذلك أن نحكُمَ على هذا الحال بالفشَل، لأنه من المهم أن
يجد المحقّق المهلة الكافية لإتمام مهمته على أحسن الوجه. ومن هذه الناحية
يمكن أن تكون هذه النقطة هي الأهم بدلاً من أن نحدد وقتاً معينًا بقصد
إنهاء المشرع في فترة قصيرة ولاكتساب النجاح في سوق الكتب. فالواضح هنا أن
لتنفيذ هذا النوع من الأعمال لابد أن يكون وراءه مؤسسة ذات استمرارية
وليست مقيدة بقيود اقتصادية.


العلم
لا يبرَّر، ومن يهتمّ بالدراسات العربية والإسلامية -وإن كان غير عربيٍ-
ومن يهتمّ بالتاريخ الأوروبي -وإن كان عربياً- لا يحتاج إلى التبرير؛
لأنَّ التراث البشري ليس حكرا على أحد. أما الآفاق الفكرية التي هدت
الاستشراق وأثارتِ اهتمامَه بالمخطوط العربي، والسياق الثقافي الذي رافقه،
ومقاصدُه ونواقصه، فحاولنا أن نُلقي بعض ضوءٍ عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الاستشراق ونشر التراث العربي: الاتجاهات النهضوية والسياقات الفكرية والثقافية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الاستشراق ونشر التراث العربي: الاتجاهات النهضوية والسياقات الفكرية والثقافية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» نقد الاستشراق بدل نقد التراث في الخطاب النقدي العربي
» عصر الإقطاعية الفكرية والثقافية ..
» الاتجاهات السياسية-الفكرية في الوسط الاسلامي
» دراسات في توثيق التراث الشعبي العربي
» حول إشكالية ـ الفرج ـ الجنس ـ المرأة في التراث العربي ـ الإسلامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: