** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 ذاكرة الكتابة .. تأريخ ما اهمله التأريخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روزا
" ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
ذاكرة الكتابة .. تأريخ ما اهمله التأريخ Biere2
روزا


عدد الرسائل : 267

تاريخ التسجيل : 11/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

ذاكرة الكتابة .. تأريخ ما اهمله التأريخ Empty
09112011
مُساهمةذاكرة الكتابة .. تأريخ ما اهمله التأريخ

ذاكرة الكتابة .. تأريخ ما اهمله التأريخ Malk
وانا اقرأ في كتاب (ذاكرة الكتابة.
حفريات في اللاوعي المهمل) للشاعر والناقد والنحوي اللغوي الدكتور مالك
(يوسف) المطلبى الصادر عن دار المسار للترجمة والنشر/ بغداد/ 2007، الذي
يمثل ذاكرة الزمان، وذاكرة المكان، الزمان الممتد نحو خمس عشرة سنة، منذ
ميلاده عام 1943 وحتى عام 1958، وانهيار العهد الملكي، وحكم الضباط للعراق،
والمكان الذي يعني ناحية الحلفاية، التي تقع الى الجنوب الشرقي لمدينة
العمارة، مركز متصرفية لواء العمارة، وتبعد عنه اثنين وعشرين كيلو مترا،
ومدرسة الناحية، التي تسمى رسميا بـ(المشرح) مدرسة المشرح الابتدائية
للبنين، ومديرها الاستاذ جمعة حسون، وسوق المدينة، فضلا على النهر، نهر
المشرح الذي تقع عليه المدينة، والذي يتفرع الى سلسلة من الجداول، قبل ان
تضيع في مياه الهور، هور الحويزة، الذي يمثل الحدود الطبيعية بين العراق
وايران، كنت احدث نفسي ان مالكا الموهوب، قد امسك بتلابيب امرين: امر الحفر
في اللاوعي المهمل، ولله دره على هذا العنوان، الآسر المفصح عن مكنونات
الذات ومواهبها في دنيا الكتابة فالمطلبي مالك لم يكتف بالحرث في اللاوعي،
والناس عامة، تحرث في الوعي وتنبش مكنوناته ومكوناته، الا الموهوب مالك،
انه يحرث في اللاوعي، واي لا وعي هذا؟ انه اللاوعي المهمل.
فضلا
على انه يكتب في ذاكرة المكان، الحلفاية، المشرح، العمارة. بغداد، تحديدا
لكي يضاف كتابه هذا الى المنجز المعرفي العراقي في دنيا المكان، ودراسته
روائيا او قصصيا او اجتماعيا وذاكراتيا، وفي الذاكرة كتاب (الرواية
والمكان) الصادر في ضمن مطبوعات الموسوعة الصغيرة الصادر سنة 1986 للناقد
العائد لحضن الوطن ياسين النصير، وكتاب (المكان في تضاريس الذاكرة) للشاعر
حميد سعيد والصادر عن السلسلة ذاتها عام 1994، مشيرا الى الكتاب المهم في
هذا الباب للفيلسوف الفرنسي الظاهراتي غاستون باشلار في كتابه (جماليات
المكان) الذي ترجمه مختصرا الاديب الفلسطيني الراحل غالب هلسا، وما كان
احراه ان يترجمه كاملا.
باسلوبه
الكتابي الجميل، ينقلنا الدكتور مالك المطلبي الى المكان العماري المخبوء
في تضاريس الذاكرة، والى الزمان الملكي المحفور في لا وعيه المهمل، لنجد
المفارقة الرهيبة: في عام 1954 الى الثالث عشر من تموز 1958: كان كورنيش
المقاطعة (العمارة) يضم ثلاث سينمات مشيدة على الطراز الفرنسي، كما يضم
ناديين ليليين (ملهيين) وفي مركز المقاطعة، تصدر كل صباح جريدة (صوت
الجنوب) كما كان هناك مسرح يقدم على خشبته عروضا اسبوعية وقد انخرطت فيه
كثير من الفتيات كان نهر دجلة واسعا الى درجة انه ليس بامكانك استيعاب
ضفتيه (…) كانت الجوامع والحسينيات مفتوحة الابواب، وفي مراسم خاصة يخرج
المحتفون بمناسباتهم الى الشوارع، حيث كل شيء يعمل في الهواء الطلق، وفي
الوقت ذاته يخرج المتعبدون المسيحيون في صف طويل متجهين نحو كنيستهم، كما
ان المدينة كانت تستعمل الاسم اليهودي لاحد احيائها الشهيرة وهو حي
التوارة. في حين كان اشهر اطباء المقاطعة على الاطلاق هو الدكتور اليهودي
(داود كباية) الذي يلجأ اليه مئات المسلمين لاسيما الفلاحون. اما طائفة
الصابئة فلها نفوذها الاقتصادي. اذ تتمركز عندها تجارة الذهب (…) كان الشبع
العام ينتشر في الشوارع عبر لحوم الماشية والاسماك والطيور (…) لكن ذلك
كله لم يمنع اقل دخل من ان يأكل السمك في الوجبات الثلاث الى درجة ان اكل
السمك كان معيبا، ص39. ص41، وكان يطلق على آكليه تحقيرا (ابو الزفر).
كان
هذا يوم كان العراق ينمو نموا طبيعيا، مثل الجنين في بطن امه، لابد له ان
يمضي فيها تسعة اشهر، فاذا خرج قبلها كان خديجا، وعليه ان يوضع في اجهزة
تحاكي جنين الام كي يواصل نموه الطبيعي، نموه الالهي، لكن حينما بدأ خيط
الدم يسيل، منذ ذلك اليوم القائظ، شديد القسوة والغيظ، وتحول خيط الدم الى
جداول وانهار، وظهرت شعارات لا حرية لاعداء الشعب، وسحقا للرجعية حتى
العظم!! لم يسلم منهم حتى العظم، وحين خول بعضهم لنفسه تشكيل محاكم، لا
تعرف الا حكم الاعدام، وينفذ بسرعة وفورا، حتى هذا الذي اختبأ جريحا تحت
احدى السيارات، فما ان اكتشف امره، حتى اطلقوا عليه رصاصة الرحمة، ظل
العراق منذ ذلك الوقت خديجا يحيا خارج قوانين الله والارض.
في
الخمسينات كانت ثلاث سينمات في مدينة العمارة، وبعد ستة عقود لا تجد في
العاصمة دارا للسينما، كما كان في العمارة مسرح، وبعد ستين سنة ليس في
العاصمة مسرح، فلقد ذهب المسرحيون الا اقلهم، بسبب الحروب والحصار والجوع
وتخلف المجتمع وسياسات حرق المراحل والخطط الانفجارية، فاحترق هذا العراق
الرائع، وفجروه جذاذا.
عينت في
مدينة البصرة صيف عام 1965 موظفا في مصلحة توزيع المنتجات النفطية، كانت
البصرة جنة من الجنان، نظافة واناقة وتقدما ونظاما ومكتبات. عدت اليها بعد
اكثر من ثلاثة عقود للمشاركة في مهرجان المربد عام 2006، وجدتها (خَرِبَة)
ايعقل هذا؟
ينقل لنا مالك
المطلبي، النظام التعليمي الصارم في المدرسة، الصرامة من اجل فائدة
التلاميذ فانتجت لنا هذا الجيل الرائع من الكبار ومنهم الموهوب مالك
المطلبي، هل ننسى استاذنا الدكتور عبد الجبار المطلبي؟، هل انسى زميلي في
الجامعة والكلية والقسم عبد الحسين المطلبي، الذي تخرج ثانيا على طلبة
الجامعة المستنصرية بقسمها المسائي في عام 1974 - 1975؟، في حين كانت
المرتبة الاولى لطارق قاسم حرب الطالب في كلية القانون؟ هل ننسى غالب فاضل
المطلبي، حسب الشيخ جعفر وشقيقه الدكتور صاحب جعفر ابو جناح، وغازي
العبادي، والدكتور ابراهيم السامرائي، والقائمة تطول؟
يقول
مالك: دق جرس المدرسة: مخيفا طويلا كأنه لا ينتهي! وهُرِعَ الجميع مسرعين
الى صفوفهم، تسوقهم عصا الالم التربوي (وأراها عصا الامل التربوي
التعليمي): العصا المكتنزة القصيرة، التي تتمايل بيد الاستاذ رشيد الامام
مدير مدرسة المشرح الابتدائية للبنين.
تخلفُت
عن المسير الى الصف اذ صعد الى شفتي ولساني ظمأ مفاجئ (…) الوقت الذي يمكن
التغاضي عنه هو دقيقة واحدة فقط! بعدها تتحول العقوبة من المعلم الى
الادارة يعني ان باطن القدمين سيتلقى عشر فلقات! تراجع ص110. ص111.
دقيقة
واحدة فقط، مالك المطلبي يؤكد كلامه بهذه الـ(فقط) في حين كان طلبة الصف
الاول - فيما بعد - يُرَّحلون الى الصف الثاني، حتى وان كان راسبا في كل
الدروس، بحجة المحافظة على صحة التلميذ النفسية! ترى هل غاب عن بالهم ان
الصف الاول الابتدائي هو الحجر الاساس في العملية التربوية والتعليمية، فأن
كان اساسه كجرف هار، سيبقى طول دهره ضعيفا وكسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء،
مضيفين الى هذه الكارثة، كارثة القراءة التوليفية، فيحفظ التلميذ صورة
الكلمة، دون ان يعرف كنه الحرف، او يفك رمزه في عقله، فانتج هذا النظام
التعليمي طلبة يتخرجون في قسم اللغة العربية، ولا يعرفون ماذا تفعل كان
واخواتها، لا بل انه لا يعرف ان لكان اخواتا، لتفوز عليه المطربة شادية
التي بلغ من حذقها للغة وقواعدها، ان تعرف لكان اختا تزوجت واخرى تجهزت
للزواج!!
في الكتاب الجميل هذا
(ذاكرة الكتابة. حفريات في اللاوعي المهمل) عودات الى بغداد الخمسينات،
بغداد الزمن الهادئ الجميل النظامي، الذي يغذ السير الى امام بصورة طبيعية
بعيدا عن القفزات غير المحسوبة، قفزات في الظلام تنتج ارتطاما وتكسرا، حين
كان سعر المنام في فندق العمارة الدولي، ولنقف قليلا عند هذا الفندق الدولي
الكائن في زقاق ينخفض درجات عدة عن واجهة شارع الرشيد!! كان سعر المنام
خمسين فلسا، والدينار العراقي يتألف من الف فلس، ولك ان تتصور زهو الحياة
وبساطتها وبهجتها قبل ان يضرب العالم الصعود المفاجئ في اسعار النفط، ربيع
عام 1974، ابتزت منظمة اوبك دول العام كلها مشكلة كارتلا او ترستا احتكاريا
نفطيا وفرضت على شعوب العالم شروطها، فاتخمت دول النفط وبدأت - لبطرها -
تزود منظمات خارجة على القانون بالسلاح واخرى تبحث عن حروب لا اول لها ولا
آخر، وماتت شعوب لا تنتجه وليست صناعية في حين رفعت الدول الصناعية اسعار
منتجاتها لتواكب سعر النفط المرتفع، الذي كان بحدود دولارين وسبعين سنتا،
ليرتفع الى ارقام خيالية.
في
الكتاب هذا الذي قلنا انه حَفْرٌ في الذاكرة، وحفر في المكان، وحفر في
الزمان، حديث عن مقاهي شارع الرشيد الثقافية بدءا بالبلدية، قريبا من سوق
الهرج، صعودا نحو الزهاوي فحسن عجمي فالبرلمان فالبرازيلية فالبيضاء، التي
تقبع في حجر ابي نؤاس، وشارع ابي نؤاس ليس سوى التسمية الليلية لشارع
الرشيد، الذي يصفه بامبراطورية المقاهي، قبل ان تُقَطَّعْ اوصالُه ويتحول
الى مجمع لاصحاب الجنابر والعربات، وكل صور التخلف والمهانة. واقفا،
المطلبي مالك عند العديد من شخوص ذلك الزمان الجميل الذي انزوى في تلافيف
الذاكرة، سامي مهدي وخالد علي مصطفى وعبد الامير الحصيري ويوسف الحيدري
وفوزي كريم وعبد الرحمن مجيد الربيعي وطراد الكبيسي وموسى كريدي وجليل
العطية ومالك المطلبي وجليل حيدر ورزاق ابراهيم حسن، وفي عصر مقهى البرلمان
دخلت الكلمة، التي هي حميد المطبعي ومجلته الرائعة (الكلمة) وعادل كاظم
واحمد فياض المفرجي وسركون بولص وحكمت الدراجي وشريف الربيعي وعمران القيسي
وخالد يوسف من جماعة مقهى البلدية، فضلا على احمد خلف وفاضل العزاوي ونبيل
ياسين وحسب الشيخ جعفر وغازي العبادي، واقفا وقوفا عابرا عند مقهى
المعقدين، الكائنة امام مطعم نزار في الشارع القصير الممتد من شارع السعدون
نحو ابي نؤاس ومن اهم روادها: مؤيد الراوي ورياض قاسم وعبد الرحمن طهمازي
وحسين عجة، وقتيبة عبد الله، ترى اما كان وليد جمعة حميد منهم؟
كتاب
جميل يقرأ بالتذاذ وشغف، يقترب من كتاب (الموجة الصاخبة) للشاعر سامي
مهدي، وكتاب آخر لفاضل العزاوي في الشأن ذاته، مع افتراق بسيط، مفاده ان
سامي مهدي كان دارسا موثقا لمخاضات تلك السنوات الزاهيات، الستينات
وارهاصاتها، في حين كان مالك المطلبي، تاركا قلمه يستذكر على سجيته، حارثا
في اللاوعي المهمل وحافرا فيه،. انه اشبه بتأريخ ما اهمله التأريخ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ذاكرة الكتابة .. تأريخ ما اهمله التأريخ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

ذاكرة الكتابة .. تأريخ ما اهمله التأريخ

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: